الثاني والعشرون

24.3K 1.3K 113
                                    

الفصل الثاني والعشرون

(22)

" رسائل لن تصل لـ صاحبها "

كُنت سبيلي الوحيد للقلم .. لأجلك مسكت قلمي وزخرفت حروف اسمك لأول مرة ، حينها أصبح عكازي في فترة الشيب القلب والفراق ، في المرة التي دونت بها أول خواطري التي اختتمت بكلمة " أُحبك " لم يكن همي إلا أنها تصل إليك بوسيلة تُحمي غرور الأنثى التي تسكُنني ، ولكن مع الوقت ، وبالأخص عندما رحلت ، بات قلبي ينزف حبرًا  ويدونه قلمي حُبًا .
بقيت الكتابة مواساتي الأخيرة للانفراد بك في خيالي للحظات مسروقة من قسوة الأيام ، كُل مرة كُنت أقدم استقالتي من الكتابة التي علقتك بروحي على سهوة ..
عُدت ملهوفة إليها .. أقصد عدت ملهوفة إليك .

نهال مصطفى

••••••••••

في تلك اللحظة ضاءت شاشة هاتفه برسالة نصية ، ألتفتت " حياة " إليها وقرأت أول سطر بها :
-اسمها رسيل قنديل المصري ...

دائرة من السوالف التي مرت عليها ، في المرة الأولى التي وقعت بأول حرفين من اسمها الذي عجزت على استكماله ! عن ذلك الاسم الذي تردد في حُلمها وايقظها صارخة وهو يتردد كالبرق بذهنها ! أغمضت جفونها متذكرة ذلك الرجل الذي نادها بتلك الهوية ! فكل الطُرق تصل بها إلى هذا الاسم الذي يعني عذوبة المياه ، وبرقيات الحُب بين العشاق ، زفرت حيرتها بشكٍ حول ما يُخفيه عنها هذا الرجل الغامض وقالت برتابة :
-يا ترى ناوي على ايه !

عاد إليها عاصي وبيده " روب " طويل كي ترتديه فوق فستانها القصير وقال :
-البسي ده لحد ما نوصل ..

مدت يدها بتردد ثم أخذته دون الاهتمام بتنفذ طلبه ، طالعها بتساؤل :
-مالك !

قالت بصوتٍ مُتهدج متعمدة ألا تظهر له شيئًا :
-لا مفيش ، هلبس أهو ..

تناول سيجارة من عُلبته المرمية بجوارها واشعلها ، شرعت في ارتداء ثوبها ومُداعبة شعرها الذي نثر قطرات الماء عليه بدون قصد منها ، مسح بظهر يده ما انتشر على وجهه وقال بامتعاضٍ :
-شايف انه ملوش لازمة ، ممكن تقصيه هيبقى أحلى !

طوت شعرها بدلالٍ أمامه مُتعمدة إثارة غضبه وقالت بغيظ :
-شايفة الـ ملوش لازمة بجد هو رأيك .

نظر لها شذرًا ثم تحمحم بخفوت مُتجاهلًا الحديث معها وأوشك أن يفتح هاتفه ولكن أوقفه سؤالها :
-اشمعنا حياة !

همهم مُتسائلًا رفعًا حاجبه الأيمن بدهشة :
-مش فاهم !

جلست بهدوء على المقعد الذي يُقابله حتى تلاقت أعينهم وكررت سؤالها بنبرة أكثر وضوحًا :
-قصدي ليه بتناديني بالاسم ده ! اشمعنا حياة بالذات ! آكيد الاسم له سبب .

انتقلت حيرتها الشاغلة إليه وهو يفكر للحظات حتى برهن :
-عشان صفاتنا ليها نصيب من أسامينا ..

" غوى بعصيانه قلبي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن