ولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الفصل الثاني والثلاثون
(2) ج 2
-لقد رفضتني كل الأشياء التي أردتها ، ورفضت أنا ردًا على كُل الأشياء التي أرادتني ، وإلى الآن لم ألتقٍ أنا والحياة في نقطة واحدة عندها يمكنني إيجاد ذاتي ..
••••••••
بالخارج وصلت السيارة التي ستنقلها إلى الغردقة ، لتغادر حياته بلا عودة ، وصلت حياة إلى الباب الخلفي وهي تفحص المكان وراءها جيدًا ، أخذت تتوارى وراء الجدران كي لا يراها أحد فيفسد مُخططها للهروب ، كانت هناك أعين خفية تتبعها برهبه وفضول ، تتبع خريطة هروبها حتى أجرت مكالمة هاتفية سريعة ثم أكملت تتبع مسار "حياة " ، قطعت مساحة كبيرة من الحديقة الخلفية حتى وصلت إلى جراج اسطول سياراته في اللحظة التي كانت تفحص المكان خلفها ولت وجهها لتصطدم بعيونه الصقرية وهو يسألها :
-علي فين ؟؟؟؟!
فرغت فاها في ذهول وتهتهت : -أنا ، أنا كُنت ..
ثم رفع حاجبه بفظاظة منتظر ردها ، تراجعت خطوة للوراء كي تتخلص من دخان أنفاسه الحارق وقالت بتمـرد : -وأنت مالك ! عايز مني أيه تاني وبتراقبني ليه ؟ ومش عملت كل اللي عايزهُ ؟! في أيه تاني ؟
-هو الطبيعي لما أسأل سؤال يترد بسؤال ؟
ذبحته نظرتها الحادة ذبحًا وهي تقول بشيء من السخرية : -الطبيعي اللي بجد أن مبقاش ليا وجود هنا بعد اللي حصل .. اااه وبعد ما رديت مراتك ..
ثم نغزته بأصبعها في صدره وقالت بعتب وحرقة : -تعبت نفسك أوي في مسرحية رخيصة يا عاصي بيه ..
أخذت نفسًا طويلًا ثم أكملت : -ااه هجاوبك على سؤالك ..
دنت نحوه أكثر حتى باتت كلماتها تصطدم بملامحه الحادة ، وأردفت بتحدٍ : -كُنت بهرب منك ومن وجودك في حياتي ، وجودك اللي بقى زي الكابوس على قلبي ، أنا بقيت بتخنق لمجرد أننا بنتفس نفس الهوا في مكان واحد ..
ثم صاحت ببكاء وأعلنتها صريحة : -وجودك بيخنقني ..
عادت نبرتها لحالتها المحترقة و شنت حربها الباردة عليه : -وأنت لو راجل وبتحس هتسيبني أمشي وتحفظ اللي باقي من كرامتك !