الفصل السادس والعشرون
" رسائل لن تصل لـ صاحبها "
(26)
ما يُرهقني بالأمر أننا لم نقُل وداعًا ولن نتفق على موعدٍ للقاء آخر ، حمل كلٌ منا ما بقلبه ورحل تاركين للقدر مهمة جمعنا ولو لصدفة على رصيف الأيام ..
وها نحن الآن بعد ما بلغ الغياب منـا مبلغهُ ، وطوت الأعوام قلوبنا ، تركت قلمي ليس لـ جفاف حبر الأمل به ، ولكن أي كلام يمكن أن يُكتب أو يبقى بعد جفاف العينين من الحزن !نهال مصطفى .
••••••
لم تكمل جُملتها ففوجئت بلطمة قوية نزلت على وجنتها شلت لسانها من أخيها وهو ينهرها لتصمت :
-قلت لك اخرسي .. للأسف هتفضلي طول عمرك سودة من جواكي مش شايفة غير سواد ، وبتحاولي تبوظي حياتي كل ما اصلحها .. كل ما أحاول اصفى لك تيجي تعكيها أكتر ، أنا بقيت بقرف منك ومن ألاعيبك .
-مُراد ..
نطقت اسمه بنبرة مرتعشة وعيون نازفة بدماء الحزن وما أن دار نحوها قائلًا :
-عالية ، هفهمك !-مش عايزة أفهم حاجة ، طلقني .
امتلأت أعين " هدير " بالشماتة والانتصار على عكس "جيهان" التي تراقب مخططها المُشيد ينهار فوق رأسها ، ابتعدت عن ابنتها واقتربت من عالية محاولة إصلاح ما أفسدته هدير وقالت بذعر مُغلف بالحنية الكاذبة :
-عالية يا حبيبتي وحدي الله ، دي هدير بس بتحاول توقع ما بينكم ، ما أنتِ عارفة جنانها وأنها ساعات بتقول أي كلام عشان تضايق اللي قدامها وخلاص .
أوشكت رأسها على الانفجار ، فلم تعد تتحمل المزيد من الكذب والخداع والمسرحيات المزيفة ، طالعتها باشمئزاز ثم قالت :
-أنتوا ازاي كده ! ازاي كُل حياتكم بتكذبوا وبتصدقوا كذبكم ! ازاي بتناموا بالليل وأنتو جواكم السواد والغِـل ده كُله .
تحاشت الوقوف أمام خالتها واقتربت خطوة من هدير بعد ما ارتدت عالية ثوب آل دويدار الذي يفتك بكُل من يقترب لمجـده وقالت بتحدٍ :
-أنتِ فاكرة إني طلبت الطلاق عشان الكلمتين الفارغين بتوعك دول .. حقيقـة أخوكي كانت مكشوفة قدامي من أول يوم وقالها صريحة في وشي .
أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Misterio / Suspensoولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...