🦋الفصل الحادي عشـر 🦋
<الجزء الاول من الفصل >
الأزمات النفسـية المفاجئة مرعبـة ، لا تُبيح لك حرية التصرف كما ينبغي ، لا يمكنك أن تصرخ ، تعترض ، تضحك ..على حين غُرة تتكبـل وينعقد لسانك وتُشل حركتك ، تتجمد بمكانك لدرجة أنك لا ترى ما ترى ..
ضرب الدوار رأسها وانصب بمعدتها فاستندت على جذع الشجرة لتعيد الكرة .. في تلك اللحظة التي توسط فيها شعاع الليزر منتصف ظهرها وبمهارة قاتل محترف يعرف من أين تُسلم الأرواح لملك المـوت ؛ ضغط على زر بندقية القنص في نفس اللحظة التي تكورت فيهـا حيـاة بداخل حضنـه لتتقيأ..
صوت مروع .. مرعب ، صوت رصاصة خرجت من سلاح أحدهم فجرت صرخات عدة من أجواف المارة .. برعب طفلـة بالغابة استمعت لصوت حيوان متفرس ، صرخت متحاميـة بصدره متشبثة بملابسـه ..
أخترقت رصاصة العدو كتفـه ولكن ذلك لا يحرك أنش بجسده كي يظل يحميها ، كي تظل آمنـه في سربـه .. اندست حوريته بين سياج صدره كي لا ترى العالم المخيف وراء حصنها المنيع ..
لحظات مرت ببطء سنوات على قلبها المرتعد حتى شعرت بارتخاء قبضته عليـها ، وزمجرة أصوات الحشد الجمهوري من خلفهـما .. تراجعت ببطء مخيف ، بطء مثقل بمخاوف الفقـد ، بطء يرفض مواجهة الحقائق.. انسحبت يدها المرتجفـة من وراء ظهرها وقبل أن تراها ارتفعت عينيها لعينيه المكدسـة العِبرات وكانها تتوسل إليه أن ينفس أحساسها ، أن يطمئن قلبها المرتعدة .. بتلك الشفاه المرتعشة غمغمت باسـمه وهي تفحص ملامحه المنكمشة من قسوة الوجع :
-عاصي ..
خدعه جسده من شدة الخفقان في تلك اللحظة جعلته يضطر إلى الإتكاء على جذع الشجرة .. احتد الألم عليه حتى شعور ببتر ذراعها ، انعقد الجميع خلفهم فواجهـت حينها الحقائق عندما رأت دمائـه تكسو كفها .. كانت الرصاصـة بكتفه ولكن الآلم يُغرز بقلبها غرزة غرزة .. اهتزت رأسها بالرفض ، رفضًا قاطعًا أن يصيبه مكروهًا ، رفضًا لبعده عنها ، رفضًا لجميع الأحداث المروعة .. تأوهة متحملًا الألم يتكأ على الشجـرة ، آمرًا :
-كلميهم في القصـر يجوا يأخدوكي ..
تقطعت الكلمات في شِدقـه وهو ينهزم أمام الألم :
-مطلعيش من البيت يا حياة ..
-لا ، انا مستحيل أسيبك ..
لم تجد نفسها إلا تضمه إليها وتتوسل صارخة :
-ألحقوني .. حد يلحقنا ..
ثم أخذت تضرب الارض بقدميها من شدة عجزها ، وتواسيه :
-عاصي .. لا ، انتَ مش هتسيبني كده !! عاصي لااا .. ده مش اتفاقنا ..
فتزلزل كيانها بصرخة مندلعـة :
-ساعدوني ...
حدث عمره الزمني لا يتجاوز الثلاث دقائق ولكن صداه الألمي سيظل ملازمًا لعمر المرء كظله .. جاء عدد من طاقم التمريـض وهو يركض بالـسرير المتنقـل عندما أبلغ موظفي الأمن أدارة المشفى على الفـور .. حملوا عاصي منبطحًا على بطنـه وهروله به لأعتاب المشفى ..
أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Misteri / Thrillerولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
