الفصل التاسع ج٣

33.4K 1.4K 208
                                        

🦋 الفصـل التاسـع 🦋

~بقصـر دويدار ...

-أيـه رأيك يا تمـيم !

كل مرة تشعـر فيها بالحيـرة والعجز وعدم القدر على التصـرف تلجأ له لتتحامى به .. جلس تميم بجوارها بعد ما ترك كوب الشاي على المنضـدة مع ابتسامة خفيفة ارتسمت على محيـاه ؛ رد متنهدًا :

-والله الرد الأول والأخيـر لنوران ، أما لو بتسأليني على رأيي في كريم .. فهو أخويا الصغير ومتربي معانا .

ثم تبدلت نبرتها الهادئة لأخرى تحمل المزاح بغمزة خفيف رف بها طرف عينه :
-وشكله بيحب والحب مبهدلهُ .. فـ لو على رأيي اللي ملهوش أي لازمة .. موافق .

كانت تتطلع إليه بنظرات تحمل وميض الإعجاب ، مع ابتسامـة خفيـفة حتى أومأت هي الأخرى بارتياح :

-وأنا شايفـة أنك فعلاً شهم وبتحبهـا ، وطبعا مفيش كلمة تعلى على كلام تميـم ، أنا كمان موافقة .. بس مفيش جواز غير بعد سنـة ..

التفت إليهـا تميـم معاتبًا وعقد حاجبيه كأنه يتسائل عن السبب ، فلم تترجم نظراته إلا أن المهلة غير كافيـة ، فتردد قائلة :

-سنتين ؟!!! لما تخلص جامعة صح ، كده صح !!

تدخل كريم معترضًا :
-أيه الارقام دي !! ما تقول حاجة يا تميـم .

هز تميم كتفيه بإبراء ذمته ممازحًا :
-أنتَ اللي اخترت ، قابل بقـا شوف أخوك مستحمل أيه ..

جاءت نوران في تلك اللحظة وهي تقطع الخطاوي بثقلٍ بوجه عابث وملامح تحمل الضجـر ، تفحصت أوجه الجميع فرأت الابتسامة تشع نورًا من وجوههم .. تبدلت ملامحها الصاخبة لأخرى حائرة ، حتى هتف تميـم قائلًا :
-وأدي العروسـة جت هي كمان .

تباطأت خطواتها وهي تحاول فهم ما يقصـده تمـيم ، و بأعينها المتأرجحـة تطالعه :
-في أيه هنـا !

كاد تميم أن يتفـوه فباغتـه شمس وكتمت أنفاسـه قائلة :
-استنى أنا هقولهـا ...

تفاقمت الحيرة والجزع بعقلها ، فردت متأففة :
-ما تقولوا في ايه !! مالكم ؟!

بسعادة عارمـة أردفت شمـس :
-نونو ، كريم طلب أيدك وأنا موافقـة ... وتميم كمان موافق ..

قرقرة بطنها معلنـة توترها ، كل ما بيها يتحرك ، لا يوجد شيء ثابت ، أعينها التي تذهب لعنده تارة ثم تطوف البيت ، يدها التي تتكور ثم تنبسـط ، قضمها المتكرر في شفتيها وحلقها الذي تبلله باستمرار من كثرة جفاه .. صدرها يعلو ويهبط بأنفاس الارتباك والحيـرة ، فارق كريم مقعـده وأحس بلزوم تدخله في تلك اللحظة كي يرفع عنها الحرج .. وقف أمامها وهو ينصب قامتـه وبضحكة لا تفارق وجهـه وقال بحماس :

-تتجوزيني يا نوران ..

ضحكة رقيقة لكسر ما سببه إليها من احراج ، وقال متعجبًا وهو يلامس أنامل كفها المرتعش :
-هاه ، كله موافق .. مش باقي غيـرك ..

" غوى بعصيانه قلبي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن