اختلاط مشاعر "الثالث عشر"

230 18 7
                                    

لا تنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا و جميع المستضعفين في الأرض

"دائرة الخطأ"
" اسطورة وداع"
اختلاط مشاعر
___________________________________

في مساءٍ حالك تخلله هدوء غير مألوف، كانت الأضواء الخافتة تتراقص على الجدران، بينما همَّ "سليم" و"ياسر" و"عشق" بالدخول إلى منزل "چني". كان "سليم" في غاية الوسامة، إذ ارتدى بدلةً سوداء مع بنطالٍ من خامة الجينز، وقميصٍ أبيض، مما أضفى عليه طابعًا من الأناقة والجاذبية. زينت لحيته المنظمة و شعره المنقسم على جانبي وجهه ملامحه، فبدى كأنه يخرج من لوحة فنية.

بينما كانت "چني" تتأملهم من داخل الغرفة، عكست عينيها اللامعتين فرحةً عارمة، لكن والدتها "كاميليا" كانت تعبر عن عدم الرضا بمظهرها الجامد الذي لا ينم عن مشاعر إيجابية. بدت وكأنها قد أخذت على عاتقها مسؤولية تأمين ابنتها من خيبات الأمل المحتملة.

دلف "ياسر" بهدوء، وابتسم لهم والدة "چنى"، مما جعل الأجواء أكثر توترًا، كأنما ينتظر الجميع الانفجار الوشيك.

تحدث "ياسر" بهدوء موجهًا حديثه لـ"سليم":
- ما تنطق، قولها.

ردَّ "سليم" همسًا، كأنه يخشى أن يزعج هدوء الليل:

- مش عارف، طب قول انت.

استجمع "ياسر" شجاعته، وتحدث بفصاحة وهدوء:

- إحنا النهاردة جايين نطلب القرب من حضرتك.

أنهى حديثه بابتسامة هادئة، موزعًا نظراته حولهم كأنه يسعى لكسب ثقتهم.

لكن رد "كاميليا" جاء ببرودٍ وغباء وهي تنظر تجاه "چنى":

- القرب في مين؟

تحدث "سليم" همسًا في أذن "چنى":

- كنت ها تجنن وأعرف عدم الاستيعاب عندك بسبب مين، بس الحمد لله عرفت.

ضحكت بصوت مرتفع، مما جعل الأنظار تتوجه نحوها، فأخفت ابتسامتها بيدها، كأنها تشعر بالخجل.

حرك "ياسر" رأسه بعدم رضا، وتحدث مرةً أخرى:

- إحنا طالبين إيد "چنى " لابني، للأسف "سليم".

تنهدت والدة  "چنى" وهي تنظر إليه، وكأن هموم الدنيا كلها تجمعها:

- الحقيقة أني عرفت من "چنى " الطريقة اللي اتعرفتوا بيها وكواليس العلاقة اللي مكنتش غير لمدة شهرين، ومش شايفة إنكم كده صح. كنتوا محتاجين وقت أطول.

دائره الخطأ (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن