"27"انحراف

241 15 28
                                    

صباح الخير أو مساء الخير على حسب وقت قراتكم البارت اتمنا يعجبكم و متنسوش الفوت و الكومنت تفاعلوا بقا

متنسوش إخوانكم في فلسطين و اليمن و السودان و سوريا بالدعاء لهم
قراءة ممتعة عزيزاتي الغاليات و اعزائي
«دائرة الخطأ»

« الجزء الثلاثون »
« انحراف/قاتل أبيه »

______________________________

بعض الحقائق قد تكون صادمةً نوعًا ما، وأخرى قد تكون قاتلةً، مستحيلةً، مستحيل لك أن تتوقع أن تصدر هذه الأفعال عن بشر، عن إنسان يحمل بداخل قلبه إنسانية لكن في الحقيقة، كانت الحسبة بسيطة: خلق الله الملائكة بعقلٍ لكن دون شهوات، وخلق الحيوانات بشهواتٍ لكن دون عقل، ثم كرّم الإنسان، فخلق له عقلًا وشهواتٍ ليتمكن من تحديد مصيره. لكن الإنسان في النهاية تخلى عن إنسانيته، ثم عن أخلاقه، حتى سيطرت عليه شهواته، وترك عقله وراءه.

ترك عنقها من بين يديه بعد أن كانت على وشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة شهقت، تحاول أن تستنشق أكبر كمية من الهواء لتعود إلى الحياة مرة أخرى، بينما هو كان يسحب خصلاتها السوداء إلى الوراء بقوة، يحطم كل شيء يقف أمامها. استفاقت من تلك الحالة على حديثه المستهزئ بها، وقد استعادت جزءًا من قوتها:

- لا، وأنت أمام مسجد؟ يعني حرام تتجوز اتنين أخوات لبعض؟ بس مش حرام تتعدى على أخت مراتك وهي مش حلال عليك؟ ولا حرام تغوي مرات أخوك؟! لا، أصيل قوي أنت، برضو أحرجتني بأخلاقك الواطية دي!

سحبها من خصلاتها وهو يلفها حول أصابعه، وتمتم في أذنها بغضب وفحيح:

- طيب، ما أنتِ خونتي جوزك معايا، خونتي أخوي. ومردتيش تخلفي منه وملبسته بنت مش بنته، ولا أنتِ ملاك وأنا الشيطان أنا شرير، الرواية دي صح؟!

تخلت عن صمودها هذا، وهي تبتعد عنه قائلةً بألم وحزن يعتصر قلبها منذ زمن بعيد:

- ومين اللي عمل كده؟ مين اللي عشمني بالجواز وضحك عليا؟ وبعدين لبسني لأخوه وضحك عليا وعليه يا أخي، ده أنت بجح بجد!

استهزاء من حديثها، وهو يرمي كلامها عرض الحائط، ويقهقه ببرود:

- أيوة، أنا اللي ضحكت على أخويا، أنا خليت أخويا يربي بنتي على إنها بنته، وأقولك الأسوأ، العيال دي ولاد حرام،  أنا كنت بشوف بنتي قدامي، وما كنت قادر أقرّب منها، فضلت على دماغ عمي لحد ما خلتني أحرم ابنه من الورث وأرميه برّا لا، ومش كده وبس، أنا لوحدي اللي أعرف مين اللي قتل "يزيد الجبالي" وعاش ابنه بالذنب لحد دلوقتي.

دائره الخطأ (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن