"17"كما تدين تدان

226 16 4
                                    

مساء الخير او صباح الخير قرائه ممتعه لاتنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا
-----------_---------------------------------------------
منذ أعوام وأنا أعيش في دوامة من التساؤلات: متى تستقر حياتي؟ متى ينتهي هذا البؤس الذي يلتف حولي كعنكبوت؟ في أي يوم سأستطيع اتخاذ قرار يُعبر عن إرادتي، وليس بضغط الظروف القاسية؟ ألا يكفي الحزن الذي تأصل في أعماقي؟ ألم تكتفِ الأقدار من سلب حياتي في لحظة عابرة؟ هل سأنجو يومًا، أم كُتب عليّ أن أظل أحارب حتى آخر أنفاسي؟

فلاش باك.

طفل صغير، أو ربما مراهق، في غرفة تكتنفها الظلمات، لا يُضيء منها سوى شعاع نحيف من الشمس تمرد على الظلام، متسربًا عبر نافذة مقفلة بعنف، ليُضفي بصيصًا من النور على المكان. كان هذا الطفل نائمًا على فراش ممزق، يبدو كما لو خرج لتوه من معركة ضارية هُزم فيها هو وجيشه الصغير. عينيه المنتفختين، المحاطتين بهالات حمراء، وجهه الشاحب، وشفتاه اللتان تلوّنتا بالزرقة، وآثار الحروق التي شوهت قدميه وظهره، كل ذلك يُعبر عن صراعه المستمر مع الألم.

انتفض فجأة، كأنما استفاق من كابوس مرعب، عندما سمع صوت خطوات تقترب منه بصرامة. أمامه ظهر جسد رجل، في أوائل عقده الثالث، بملامح جامدة وعيون تتلألأ بشيء من الخبث، وفي يده سلك كهربائي موصول بجهاز غريب. تملكه الرعب، فتراجع إلى الوراء، لكنه اصطدم بالحائط، كأنه أُحكم عليه بالأسر. تحدث بصوت مرتجف متقطع، عاقدًا العزم على الهروب بنظراته التي تتنقل في كل الاتجاهات:

- كفاية، أنا مش قادر على كل ده، علشان خاطري، أنت عارف أني مش مجنون، ومينفعش أخد جلسات كهرباء. اخرجني من هنا، ارجوك.

لكن الرجل لم يُعره أي اهتمام. بل رفع السلك بعيدًا، مثبتًا إياه على جسد الطفل، وبدأ جهاز الكهرباء في العمل، تاركًا الطفل يرتجف بشدة، وبؤبؤا عينيه يكادان يخرجان من محجريهما من شدة الرعب.

<باك>

هبط من سيارته إلى هذا المكان المهجور، نظرًا إلى البوابة الكبيرة ذات اللون الأسود، بينما فتح هاتفه ليتفقد نفسه في المرآة الصغيرة للشاشة. قال بفخر وتفاخر:

- أقسم بالله ما عارف بيتخطوا جمال إزاي، الله أكبر عليا، خايف أحسدني.

نظر إلى ملابسه الرمادية الغريبة، سترة خفيفة جدًا من اللون الرمادي ذو الأكمام، وياقة تصل إلى رقبته (هاف كول)، وبنطال أسود من خامة الجينز، وخصلاته المبعثرة تصفح الهواء وكأنها تتحدى الفوضى.

دائره الخطأ (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن