دائره الخطأ (قيد التعديل

"24 " خرافة ديسمبر ؟

مساء الخير صباح الخير على حسب وقت قراتكم طاب يومكم في جميع الأحوال

أرجو التفاعل فوت و كومنت في رايك يا غالي.

لا تنسوا إخواننا في فلسطين دثروهم في دعائكم .
قراءه ممتعه عزيزاتي الغاليات و اعزائي
«دائر الخطأ »
« وقت الحقائق »
______________________________
  جلست بجسدٍ هامد بعد أن استنشقت ذلك السمّ الذي بدأ يتغلغل بين ثنايا جسدها بهدوء قاتل. دموعها لم تتوقف عن الانهمار، ولكن هل هذا البكاء سيطهر روحها من الذنوب؟ أبدًا، حتى لو اغتسلت من دجلة والفرات.

دلف  أبيها إلى الغرفة بهدوء، يستمع إلى شهقاتها المرتفعة. لكن سرعان ما تبدّل هدوؤه عندما رأى المخدر بين يديها. اقترب منها، ممسكًا بفكها برفق، ليجعل وجهها في مستوى نظره. شعر بالعبرات التي تنهمر على وجنتيها بصمت موجع.

ما إن شعرت بوجوده حتى ارتمت بين ذراعيه، تحيط خصره بيديها كأنّه طوق نجاتها الأخير. علت شهقاتها وهي تتمسك بثيابه بقوة، وكأنها تريد أن تختبئ داخله. أما هو، فربّت على ظهرها بحنان، يتمتم بكلمات مواسية.

همس بعتاب وهو يمسح دموعها العالقة بأهدابها بأصابعه:

- ليه كده يا "جميلة"؟ ليه يا حبيبتي؟!

شعرت وكأن هواء العالم قد اختفى فجأة. تمتمت بصوت متحشرج:

- مقدرتش، والله ما قدرت  أنا مش مبسوطة وأنا كده. هما السبب، أنا وثقت فيهم، انت مقولتليش إن الناس وحشة كده، خلوني مدمنة، وبعدها سبوني  خسرت مستقبلي وكل حاجة،أنا مسافرتش علشان فرح "زينة" هما اللي اكتشفوا إني مدمنة وطردوني، وكانوا هيبلغوا عني أنا مش قادرة  حتى بعد ما بطّلت، لسه عاوزة أشرب. مش قادرة أتحكم في نفسي.

ضمّها إلى صدره مجددًا، يمرّر يده على شعرها بحنان أبوي عميق. لم يصدق أن صغيرته حدث لها كل هذا. بأي ذنب شعرت فراشته الصغيرة بكل هذا الألم؟

بعد لحظات، ابتعدت عنه بهدوء وقالت بصوت واهن:

- بابا، أنا قررت. وعاوزاك تساعدني في القرار ده.

كشفت له عن قرارها، ورغم اعتراضه الشديد وصياحه، استقر في النهاية على مساعدتها، فقط ليجنبها المزيد من الألم.

بعد لحظات، هبطت ترتدي ملابس أنيقة: تنورة سوداء واسعة، وقميصًا أبيض. وضعت بعض مساحيق التجميل لتخفي آثار الإرهاق تحت عينيها.