دائره الخطأ (قيد التعديل

اتى بالنجوم أن استطعت "الخامس عشر"

مساء الخير أو صباح الخير طاب يومكم أن شاء الله
لا تنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا بالنصر والفرج القريب

--------------------------------------------------------
تمنيتُ أن أعانقك حتى يتوحد نبض قلبينا. أراك الآن قريبًا جدًا، في أحضاني، وأنا في حضنك أُعانقك بقوة، خوفًا من ألا أستطيع رؤيتك بهذا القرب مرة أخرى. رغم معرفتي بأنني لن أقترب منك الآن، فأنت في أحلامي، وسأستيقظ بعد قليل. كم تمنيتُ أن أبقى هنا، عالقًا في حضنك، نعانق بعضنا حتى الموت في ذكريات لا تنتهي.

جلس يحتسي قهوته في الصباح، متأملًا تلك الكلمات. لقد مرّ وقت طويل على رحيل "سمر"، شهران ونصف، أو بشكل أدق خمسة وسبعون يومًا، أو ألف وثمانمائة ساعة. كل دقيقة، كل لحظة مرت وكأنها دهر بالنسبة له، رغم محاولاته التعايش، خاصة بوجود "حسناء" التي لم تتركه للحظة. حاولت بكل الطرق أن تكون له كالأم، وكم تمنّى لو كانت معه في طفولته. لقد كانت دائمًا بجواره، ويقسم أنه لو كانت معه من البداية لما حدث له كل هذا.
ولكن، أي عزيز يُنسى؟ رغم كل هذا، لم ينسَ "سمر" ولو للحظة. هناك ذكريات لا تُمحى مهما حييت، وهو لم ينسَ حتى الآن موت "نوح" ولا "هيثم" ولا "نائل". ذكريات محفورة في قلبه، لكن يا ليتها كانت ذكريات سعيدة.

وقف وألقى سترته الخفيفة على كتفيه، وقد زادته وسامة. الحق يُقال، كان وسيمًا ببنطاله الأسود المصنوع من الجينز، وتيشيرت ذو ياقة "هاي كول" باللون الأسود، وفوقه سترة سوداء بدون أكمام. كان يرتدي حذاءً رياضيًا أبيض.

خرج من غرفته بهدوء وخطوات ثابتة. وجد "حسناء" تقف على آلة الرياضة، تتمشى بانسجام عليها. انعقد حاجباه وهو يتذكر كيف تتحول هذه المرأة بهذه السرعة، حقًا إنها غريبة.

"فلاش باك" - قبل شهرين ونصف:

كان "محمد" جالسًا بتعب على الأريكة بجواره "هاجر"، يشاهدان مباراة حماسية بين "عادل" و"حسناء".
وقفت "حسناء" متخصرة، تتحدث بغضب واستياء من "عادل":

- إنت كمان عاوز تطلع نفسك مش غلطان؟! ده انت بجح أوي بصراحة، إنت وأختك السبب في كل ده، ولو فاكر إني هسيب ابني يبقى بتحلم.

رد "عادل" ببروده المعتاد:

- أقسم لك بالله ما كنت أعرف، وفي كل الأحوال هو معاكي، وده ميمنعش إنك مراتي على فكرة.

ضحكت ضحكة ساخرة وهي تعقد حاجبيها:

- معايا؟ بعد إيه؟ نص عمري ضاع وأنا لوحدي، طيب لو كنت تعرف ليه سبتني؟ ليه كل ده؟