دائره الخطأ (قيد التعديل

كيد النساء ام عيونهم السادس عشر

مساء الخير او صباح الخير لاتنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا بالنصر والفرج القريب

قراءة ممتعة للجميع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاهدتني بالصدق، ثم جفوتني، وسرقتني من واقعي، ورميتني بعيداً عنك وكأنني لا شيء. ضممتني إلى صدرك، ثم قتلتني بهدوء دون أن أشعر. جعلتني ليلاً طويلاً، كم أسهرتني، يا من كنت ساعياً لدربي، كيف تركتني هكذا؟ رميت أعذارك، لعلك تختفي بين ظلال الأكاذيب، وركضت خلف عواذلي، هجرتني كأنك لم تكن، وسألتني بالله أن أصدقك، ثم كسرتني مرة أخرى. وعدتني أنك ستعود، وتركتني مع ألم الانتظار، لتعود بعد النيران، تتوسل أن تكون بقربي، وكأنني لم أحترق بالفعل.

وقفت متصنمة في مكانها، وكأن قدميها تجذرتا في الأرض، عندما رأته ينظر إليهم بنظرات حقد وكراهية متقدة. لم تشعر بنفسها إلا وهي تختبئ خلف جسده، كأنما وجدت في حضوره حاميها، بينما عيناها تراقبان حركاته الخافتة. في تلك اللحظة، لم يكن بإمكانها إلا أن تلتقط أنفاسها المتسارعة، مدركة حجم الخطر الذي يحيط بهم. الآخر، الذي كان يقف إلى جانبها، لاحظ أيضًا نظرات "قاسم" التي كانت مشتعلة بالغضب، وكأن النار التهمت كل حبال الصبر داخله.

اقترب "محمد" بخطوات ثقيلة ومشحونة بالغضب المكتوم، حتى وقف أمامه، بؤبؤا عينيه حمراوان من شدة الغضب، وكأنهما توهجتا بلهيب لا يهدأ.

- خير يا 'قاسم'، الشوق جابك تيجي تزورني؟ ولا أكون وحشتك؟" قالها محمد بسخرية، محاولًا إخفاء انفعالاته المتفجرة.

ابتسم "قاسم" ببرود واستفزاز، وكأنه لا يبالي بالاحتقان الذي يحيط بالمكان، يمسح وجهه بيده بلا اكتراث:

- من جهة وحشتني، فإنت وحشني دايمًا يا غالي، بس الحقيقة أني جاي لعمو 'عادل'. كنت هجبله الأوراق الخاصة بالصفقة الجديدة، عندنا اجتماع مهم.

تخطاه "قاسم" بهدوء، لكن محمد لم يتحمل تلك اللامبالاة ورفع يده لاعتراض طريقه، صارخًا بغضب:

- شغلك ده برا بيتي، يا روحي وجودك هنا مش مستنينه بالمرّة.

ابتسم "قاسم" مرة أخرى، لكنه كان هذه المرة أكثر استفزازًا، متابعًا نظراته الحادة تجاه "عادل"، الذي كان يقترب ببطء، وكأنه يراقب الوضع بحذر من بعيد. "عادل" صافح "قاسم" بحرارة، في حين وقفت العيون حولهما متجمدة من الصدمة والغيظ.