"19"اسطورة اكتوبر

245 16 14
                                    

مساء الخير أو صباح الخير قارئه ممتعه للجميع متنسوش الفوت و الكومنت

لا تنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا
__________________________________

تقول الأسطورة إن أكتوبر هو شهر الوقوع في الحب، فلماذا لا أقع إلا في المصائب؟

بعد مرور يومين من دخول "محمد" إلى المستشفى، كان يجلس بغرفته يستمع لحديث الطبيب الذي تنهد بهدوء وهو يشرح له الأمر بنبرة هادئة:

-  قبل ما أقولك الحالة، لازم تعرف اللي حصل تكونت جلطة في الذراع الأيسر وللأسف مقدرتش تلاحظ الأعراض زي تغيّر اللون أو التورم، لما جيت المستشفى، كانت الجلطة وصلت إلى الرئة اليسرى وده اللي خلانا نتدخل جراحياً  الفترة الجاية ذراعك مش هيكون زي الأول وهتحتاج علاج طبيعي.

لم يكن الحديث يؤثر به سلباً، بل كان يستمع بوجع. كان يتخيل أنه سينهار، لكن برودة أعصابه التي اكتسبها من الأيام ولحظات الخذلان جعلته بلا مشاعر. سأل بصوت خافت:

- هو سؤال واحدأنا هافضل مش بحرك دراعي يعني؟ بمعنى أدق دراعي ضاع كده؟

رد الطبيب بنفس الهدوء وهو يمسك بذراعه:

- دي جلطة مش شلل، متخلطش بين الموضوعين  أنا قولتلك إن ده بأمر الله، وبنفسيتك وعلاجك وانتظامك مقدرش أحدد لك، لكن ها تابع معاك كل التحركات والإذابات اللي هتحصل .

تنهد الطبيب وهو يشرح له الأمر مرة أخرى:

- بص، دراعك مش هيوقف، لكن هيحصل تنميل بسيط في دراعك، وها يوقف شوية وده بيتغير من شخص للتاني

نظر محمد لذراعه بعتاب ومسح فوقه بهدوء:

-  حد عرف الموضوع ده غيري؟

أجابه الطبيب وهو يدون حالته في الدفتر:

-  آه، اعتقد والدك علشان كان لازم ناخد موافقة من حد من أهلك، كلهم عارفين على الأغلب.

خرج الطبيب بعد أن شكره "محمد" بهدوء. نظر إلى يده مرة أخرى وتحدث كأنه يحدث إنساناً:

-  حتى إنتِ بتخونيني؟! إخص عليكي ده إحنا عشرة 23 سنة. ماشي، وحيات أمك بس تتعالجي، وها طلع عين أهلك، ها اشتغل بدراعي الشمال بس.

لم يكمل حديثه حتى وجد "أحمد" يدخل من الباب كعادته منذ دخوله للمستشفى، يأتي إليه كل يوم ليطمئن على صديقه.

قال أحمد بمرح وهو يقترب منه ليصافحه بسعادة:

-  وحشتني يا جدع والله.

دائره الخطأ (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن