"25" حقائق عارية

230 20 16
                                    

صباح الخير مساء الخير طاب يومكم اينما كنتم ، فوت و كومنت برايكم ها ،

قراءة ممتعه عزيزاتي الغاليات و اعزائي لاتنسوا اخواتنا في فلسطين و أخواتنا في السودان بالدعاء .

«الجزء الثامن و العشرون »
«حقائق عارية »
«دائرة الخطأ.»
______________________________

إياك أن تظن أن الصامدين لا يشعرون. فهو أمامك يتآكل من داخله، وما زال صامداً. تعصف به الأفكار، وما زال صامداً. تحترق ثنايا روحه، وللعجب... ما زال صامداً.

أمام غرفة العناية المركزة، حيث ساد الصمت الثقيل بعد وصول الجميع إلى المستشفى، لم يبقَ سوى "محمد" و"سيف" و"سليم" و"أمير".
اندفعت "ريهام"، والدة "أحمد"، إلى الداخل كعاصفة. كانت تركض تلتهم المسافات حتى وصلت إلى "محمد"، الأقرب لها. أمسكته من كتفيه بقوة، تهزه بغضب وحزن شديد، وصرخت:

ـــ حصل إيه؟! نزلته في الوقت ده ليه؟! انت اللي نزلته! طول عمرك بتحب تعوم بليل، كنت موت لوحدك يا أخي! منزله معاك ليه؟! مستحيل يكون انتحار، مستحيل!

كانت كلماتها مشوشة في ذهن "محمد"، وكأنها تصل من بعيد. في تلك اللحظة، كان يصارع مخاوفه القديمة التي لم تبرحه يوماً. مشاهد متقطعة من ماضيه تومض أمام عينيه؛ البرد الذي كان يشعر به حينها، الضربات التي تركت ندوباً على جسده، تيار الكهرباء الذي كان يسري في بدنه عندما كان صغيراً... كل شيء عاد ليطارده من جديد.

دفع "محمد" يديها عنه بعنف وصاح بصوت كاد أن يمزق حنجرته من قوته:

ـــ ياريتني كنت أنا اللي موت! ياريتني غرقت بداله! هو اللي نزل، كان بيهزر والله، أحمد ما انتحرش! كان فرحان! والله ما سيبتهوش، هو اللي بعد عني! أنا مش السبب، أنا السبب! كنت أغرق مكانه! ليه دايماً ربنا بينجيني أنا ويسيبني أتعذب ويخدهم مني؟! كان خد روحي أنا لكن سبني أتعذب!

قطع حديثه عناق "رائد"، الذي جاء يربت على ظهره بحنان وكأنما يريد أن يحمل عنه بعضاً من ألمه. كان يعلم كم كان "أحمد" يحب "محمد"، وكم كان يرى فيه أخاً ورفيقاً لروحه.

همس "رائد" بهدوء، وهو يبتعد قليلاً:

ـــ هيقوم وهيكون بخير، أنا واثق إن ربنا مش هيحرق قلبنا عليه. ارتاح  وأوعي في يوم تعترض على قدر ربنا ده قدر، ومهما حاولت، مش هتهرب منه.

في زاوية أخرى، كان "سيف" يجلس بعيداً، محاولاً استعادة أنفاسه بعد استخدامه "البخاخة". عندما شعر ببعض التحسن، اقترب من "محمد" و"سليم"، حيث كان الأول يحاول طمأنة الثاني، رغم أنه لم يكن يعلم إن كان يطمئن "سليم" أم يطمئن روحه الممزقة. وضع "سيف" يده على كتف "محمد" برفق وقال:,

دائره الخطأ (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن