"18"هبوط انفاس

300 16 0
                                    

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته "رد السلام 30 حسنه"

لا تنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا .

___________________________________


وقف "نبيل" متوتراً أمام نظرات "عادل" الثاقبة، غير متأكد مما يجب أن يقوله أو يفعله  وفي لحظة استسلام سريعة، قرر أن الإنكار هو الخيار الأمثل الآن:

- محمد؟ مين؟ أنا ما عنديش مريض بالاسم ده!

تقدم "عادل" نحوه بخطوات بطيئة تملؤها الصرامة، حتى أمسك بتلابيب قميصه بقوة، ونظراته مشتعلة بالغضب:

- انت هتستعبط؟ قدامك عشر دقايق تقولّي إيه اللي تعرفه، ولاّ شطبك من النقابة هيكون على إيدي، وبرضه هعرف اللي عاوز أعرفه!

شعر "نبيل" بالاختناق من توتره، وفي ذهنه لعن "محمد" الذي يبدو أنه لن يتوقف عن جره نحو المشكلات. تنهد وأجاب بتردد:

- صدقني، أنا معرفش حد اسمه محمد نوح... لكن آه، فعلاً بعالج هنا واحد اسمه محمد الجبالي.

لمعت عينا "عادل" وهو يجلس على مقعد قريب، واضعاً قدماً فوق الأخرى، مشيراً بيده في صمت لنبيل بلهجة آمرة بأن يواصل الحديث. ولكن "نبيل" أغلق باب النقاش بسرعة، محاولاً التظاهر بالهدوء:

-  دي أسرار مريض، وما ينفعش أطلعها برة.

وفجأة، فتح الباب بعنف، ودخلت "هاجر" إلى الغرفة بتصرف غير متوقع أبداً، وعلامات الارتباك البالغ على وجهها. توقفت لبرهة، متجمدة في مكانها، وكأنها لا تصدق ما ترى.

ثم تحدثت بارتباك واضح، وكأنها تحاول التغطية على شيء ما:

- إيه ده!؟ أنا... إيه اللي جابني هنا؟ هو ده مش مركز التجميل!؟

حاولت الخروج بسرعة، ولكن يد "عادل" اعترضت طريقها قبل أن تغادر، وصاح بها بصوت لا يقبل المراوغة:

- إيه اللي جابك هنا يا هاجر؟ أقسم بالله لو كذبتي .

أمام تهديده الصريح، نظرت له "هاجر" بخوف واضح واعترفت بتلعثم شديد، محاولة تبرير وجودها:

- أنا هاعترف لك بصراحةأنا كنت جاية لدكتورة حياة، بتعالجني هنا، ومحمد هو اللي جابني.

ألقى "عادل" نظرة دهشة على "نبيل"، وأشار نحو "هاجر" بابتسامة ساخرة.

- دي اعترفت قبل ما أزعق حتى، إيه الصدق ده يا بنتي؟ ربنا يبارك فيكي.

بينما كانت "هاجر" تنظر نحو "نبيل" بعينين متسائلتين، مستغربة:

- هو أنا عكيت ولا بيتهيأ لي!؟

دائره الخطأ (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن