دائره الخطأ (قيد التعديل

المصائب لا تأتي فرادي الرابع عشر

مساء الخير او صباح الخير لا تنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا

---------------------------------------------------------

تهلكنا الأماني والأحلام، فنحتمي في خيالنا من واقعنا السيئ هناك شيء عالق في منتصف روحي، لا يكفيني البكاء ولا أستطيع التحدث. العالم بأسره يقبع على روحي، لا أستطيع حتى التنفس.

مرّ أكثر من أسبوع، لم يمر منهم هو، ما زال عالقًا في تلك الليلة، في ذلك اليوم الذي وضع فيه آخر قطعة بقلبه في الرمال. لا يصدق أنها رحلت، لا يصدق أنها كانت مريضة، كانت تتألم دون أن تخبره. لماذا تركتها بمفردها؟ ولماذا الآن؟ لماذا يعود لنقطة البداية في كل مرة وهو على وشك الوصول إلى حافة النهاية؟ أهو مكتوب عليه أن يعيش دائمًا في المنتصف، أم أنه ما زال عالقًا في كابوسه المرعب؟

كان نائمًا بملامح متعبة على قدمي "حسناء". كانت ملامحه مرهقة بشدة، شعره مشعث على وجهه وعيناه منتفختان من أثر البكاء الذي حبس سين في عينيه  وشفتاه حمراوتان بشدة من كثرة التوتر  كل شيء فيه كان متعبًا وهو نائم، بينما "حسناء" كانت تبكي بصمت، تحتضنه وتربت على رأسه بين لحظة وأخرى، لا تعرف كيف عاش كل تلك المعاناة بمفرده. لقد توقف عقلها، وانتهت نبضات قلبها عندما وجدته يصرخ بشدة، كان صوته يتقطع وهو يراها تدفن أمامه، وقع في حالة من الهستيريا، غير مصدق ما حدث من الأساس، بينما قلبها كان يعتصر عليه. أول لقاء مع ولدها يكون في هذا الموقف.

بينما في أحلامه، كان يرى نفسه طفلًا صغيرًا مقيد اليدين والقدمين، وعلى عينيه وشاح يمنعه من النور. كان هناك صوت قدمين تتمشى بجانبه وصوت صنبور مزعج يقطر منه قطرات ماء تجعله يشعر بأنه يختنق، يريد أن يفك أثره ويفتك بكل شيء حوله.

دخل "مصطفى" بأقدام ثابتة، وهو يقترب من أذن "محمد"، تحدث بهمس:

- عارف لو حاولت تهرب مش ها تقدر. خروجك من هنا على موتك أو موتي.

تحدث "محمد" بصوت مختنق ومحشرج:

- ها أخرج وهيبقى على موتك. لو فاكر إنكم تقدروا تقللوا مني أو من كرامتي، تبقى بتحلم. اللي بتعملوه يعني إن ثلاثة من المفترض أنهم رجال خايفين مني، وده لو يدل على شيء يدل على إنكم متقدرشوا على حاجة.

وجد ضربة قوية تقع على رأسه وهو لا يقوى على المقاومة، تحدث الآخر بغضب:

- محدش هيصدقك. الكل عرف إنك مجنون وبتاع مصحات. فوق لنفسك يا ابن "عادل".

انتفض من مكانه وهو ما زال نائمًا، مما جعلها تحتضنه بهدوء، وهي تعلم أنه رأى أحد كوابيسه. فهو لم ينم منذ أكثر من خمسة أيام، مما جعله يهذي ويرى أشياء غير موجودة، لذلك أجبره الطبيب على أخذ جرعة كبيرة من المنوم لكي ينام ولو لساعة.