قبل ما نبدأ الفصل النهاردة قصير شوية لأنه خاص بذكريات ليث وطبعا لا يفضل إدخال أحداث أخرى معه، شكرا
الفصل السابع عشر
الذكرى المؤلمة
لم يعود للحاضر فقد كان يرى نفسه وقت وقف أمام إبراهيم الجبالي بكل غروره وسطوته والكره ينطق من نظراته وظل واجما وهو يستمع لتلك الرصاصات القاتلة التي أطلقها ذلك الأب الذي لم يكن له أب وانخلع قلبه وهو ينظر لأمه التي سقط وجهها ولم تقوى على مواجهة أحد، عندما استوعب ما سمعه أجبر نفسه على الحركة والتفت تجاه دولت وتحرك حتى وقف أمامها وقال وما زال لديه بعض الأمل أنه ليس ذلك الابن اللقيط وجذب صوته من أعماق سحيقة وهو يقول
"أنا لست ابنه؟ هل ما يقوله صحيح؟"
عندما استمرت بالبكاء دون أن ترد أمسكها من ذراعيها بقوة شبابه المهان وألم صدره القاتل وتراجع عقله المصدوم وهزها دون أن يشعر وهو يهتف بها
"أجيبي، من أنا؟ من أبي؟ هل لي أب من الأساس؟ انطقي وأجيبي هل ما يقول صحيح؟ هو ليس أبي؟"
تراجعت من شدة هزاته لها ومن كلماته وهتفت "نعم، هو ليس أبيك"
توقف وشعر بمطرقة تسقط بقوة فوق رأسه لتحطم كل العقل الموجود لديه وهو ينظر لها وقد امتلأت عيونه بالدموع وارتفعت أصابعه من على جسدها وهو يرفض أن يلمسها وكأنه يعتدى على أملاك لا تخصه ولكن ما زال ينظر لها دون أن يراها من بين الدموع وقال بصعوبة
“وأنتِ، أنتِ لستِ"
ولم يكمل والجبالي هو من أكمل "لا دخل لك بها وانسى أنها كانت بيوم ما أمك، هي أخطأت وستدفع ثمن خطأها بأن تلقيك بالخارج، لست ابن أحد هنا، أنت من أراد ذلك لأنك فكرت أن تنافسني وتجعلني أخسر وستدفع ثمن ذلك ومن الآن لا وجود لك هنا هل تسمع أنت لم تهتم للأشخاص الذين تبنوك وصنعوا منك رجل باسم وعائلة لذا لا وجود لك هنا هل تسمعني ولو هي أرادتك فلتذهب معك ولن يكون لها عائلة بعد اليوم وستفضح نفسها بكل مكان وأنا لن أتركها و"
نظر له بغضب وصرخ به "كفى"
ارتجفت دولت من قوة ليث رغم سنواته السبعة عشر وصمت ابراهيم متراجعا ولم يزد بكلمة أخرى وليث يقول "لن تفعل أي شيء لها لأني لن أسمح بأن يضر شيء الأشخاص التي أنشأتني ومنحتني الكثير، رغم قسوتك معي طوال حياتي وتفضيلك معاذ وبريهان بكل شيء إلا أني لم أشك أنك تكرهني كل ذلك الكره والآن عرفت السبب، كان عليك إخباري"
وتحرك حتى وقف أمام الرجل الذي رفع رأسه بغرور وكبرياء وقال "أنا لا ذنب لي بأني لست ابنك رغم أني كنت أسعد الناس وأكثرهم فخرا بأني ابنك الكبير وكنت أسعى للنجاح بكل شيء بحياتي والرسم من أجلك لتفخر بأن لك ابن ناجح مثلي ولم أفهم أني كنت أدق المسمار بتابوتي ولكن الآن فهمت"
أبعد الرجل وجهه عن مواجهة ليث فتناثرت كلمات ليث بالهواء وكأنه لم يتحدث فزاد ألمه وتساقطت دموعه فتحرك تجاهها ولم تقوى على مواجهته وهو يقول "رغم كل ذلك أنا فقط أشكرك على كل ما فعلتِه معي صدقيني أنا أحببتك جدا وأحببت أولادك ولن أنسى يوما عشته معكم"
وعندما رفعت عيونها الملطخة بالدموع إليه لتتحدث صرخ بها إبراهيم "دولت، اسمع يا ولد وجودك هنا انتهى ولم يعد لك مكان وعليك بالرحيل الآن هل تفهم؟"
هز رأسه ولم ينتظر أكثر وتحرك خارجا من ذلك البيت الذي ضاقت به جدرانه بذلك اليوم حتى كادت تعصره ولم يأخذ شيء معه من ذلك البيت سوى الألم ولم يعود له بأي يوم
شعر بيد على كتفه بعد أن توقف لسانه عن سرد الذكريات المؤلمة فأدرك نفسه ورفع يده ليمسح دمعه فرت من عينه عندما تقدمت هي لتقف أمامه ولكنه تحرك ليبتعد لولا أن أوقفته يدها التي وضعتها على صدره فأخفض وجهه لها فقابلته نظرة حنان بعيونها لم يشأ أن يدعها تذهب دون أن يأخذها وكأنها تخبره أنها معه وهمست
"أنا آسفة"
ابتعد من أمامها كي لا يتراجع فالقصة لم تنتهي وهو يقول "بعدها بحثت هي عني ووجدتني، وقتها واجهتني بألم وحزن ولكنها وجهت لي الطعنة الكبرى"
شعر بأصابعها تخترق أصابعه فقبض عليها ولم يتركها والتمس منها القوة على أن يكمل "أخبرتني الحقيقة المؤلمة والمخزية، أنا ابنها حقا ولكن ابن غير شرعي"
شهقت من الحقيقة فالتفت لها ونظر بعيونها وقال "الجبالي لم يكن أبدا الزوج المخلص والصالح وهي أدركت ذلك ببداية زواجهم وعرفت بخياناته المتعددة لها فتجادلوا كثيرا حتى طلقها بواحدة منهم فعادت لبيت أهلها بالعزبة حيث كان جدي وزوجته الجديدة قد سافروا لإيطاليا للمتعة فبقيت وحدها وهناك تعرفت على مهندس زراعي وسرعان ما سقطت بالحب معه حتى دعاها لبيته وسقط المحظور"
اتسعت عيونها وهز رأسه وفهمت كلماته السابقة ولكنه نظر لها من ارتفاعه الشاهق وقال "أعلم عهد، أعلم أنكِ لستِ مثلها ولم يكن بنيتك السقوط بالرذيلة معي ولكن الماضي يحيطني من كل جانب، لم أنسى ذلك اليوم وهي تخبرني أنه وعدها بالزواج ما أن تنتهي العدة ولكن للأسف مات بمشاجرة كبيرة بالعزبة، قُتِل بالأصح عن طريق الخطأ وبالطبع لم يكن أمام دولت إلا أن تختفي مدة الحمل وقتها الجبالي كان يلف حول العالم للمتعة حتى خسر كثير من أمواله وعندما عاد أراد استعادة مكانته وأراد أموال فهاتف جدي وطالب بالعودة لدولت وبالطبع جدي لم يمانع خاصة وهو لم يعد لمصر بينما دولت ادعت أنها تبنتني لتؤنس وحدتها وعندما عاد الجبالي اشترطت وجودي معها فلم يرفض ومنحني اسمه"
ترك يدها وتحرك مبتعد وما زال يذكر كل شيء وكأنه بالأمس فقالت "ولماذا تبدل الجبالي؟"
مرر يده بشعره وقال "الجبالي كان يريد نفسه ومصلحته كما أخبرتك وعندما شعر أني أمثل خطر عليه بسبب موهبتي فعل ما كان وقرر هزيمتي بما عرفته، أراد أن يكسرني حتى لا أعود"
لم تمنحه أي كلمات شفقة وهي تقول "ودولت؟"
رفع وجهه لها وقال "عندما أخبرتني الحقيقة أوقفت غضبي منها وأدركت أنها كانت لحظة ضعف دفعت هي وأنا ثمنها وطلبت مني أن أسامحها على الخطأ الذي أوجدني بالدنيا، وضعفت وأنا أسامحها وقد شعرت بسعادة أن لي أم وأب ولست لقيط تم إلقاؤه على باب أحدهم ولكن ما أن فعلت حتى اصطدمت بما أرادت"
اهتز جسدها من التعبير الذي سكن على وجهه وقد شعر بأن أنفاسه لا تكفيه وأن الذكرى تلتف كحبل سميك حول عنقه، العديد من الأطراف الحادة تمزق جسده وكيانه، تؤلمه، تذبحه بقوة وهو يذكر كلماتها "عليك أن ترحل ليث، لا مكان لك هنا وتوقف عن الرسم والتصميم من أجلي وأجل إخوتك"
لم يمكنها أن توقف كلماتها التي عبرت عن الذهول "ماذا؟ هل تمزح؟"
تحرك دون هدى وأجاب "لا، إنها الحقيقة لقد طلبت مني الرحيل خوفا من منافستي له وتهديداته المستمرة، كان يعذبها كثيرا بسببي والأهم أنها أخبرته الحقيقة أني ابنها مما جعله يدمرها ويعذبها ويهددها بالفضيحة ولولا خوفه على سمعته لفضحها وربما أيضا حفاظا على أموالها التي ورثتها من جدي واستولى هو عليها، ولكنه ظل يهددها بالفضيحة والطلاق إذا لم توقفني وتبعدني عن طريقه وقتها تمنيت لو قتلته بيدي ولكنها أوقفتني، فقط طلبت مني تركه من أجل معاذ وبريهان، هي من أرادتني بعيدا وهي تخبرني أنها أمي، أمي وتتخلى عني وتمنح أمومتها لأولادها الآخرين وأنا لا، أنا تقذفني خارج حياتها بل البلد التي تحيا بها لتمحيني من الوجود لأني ابن غير شرعي، تلقيني خلفها بلا اهتمام وهي السبب بكل ذلك هي من أخطأ وأنا دفعت الثمن، دفعتني للحياة وحدي وأنا لا أعرف ماذا سأفعل، أمي وتطلب مني أن أمحو كل سنواتي السابقة وكأن هناك زر خفي سيمحوها بسهولة، أرادت مني أن أنسى أن لي أم وإخوة، دموعها جعلتني أتألم ولكن قسوتها أردعتني، فقط أرحل ورحلت ولم أعد أريد رؤيتها من بعدها لأني أدركت أني لا شيء بحياتها وأصبحت أنا نفسي لا شيء، وحيد مهزوم لا أرى غير ظلام من حولي وألم، ألم لا حدود له يهز كياني واتخذت قراري بألا أنظر خلفي مرة أخرى وأنسى أن لي أم بل أسرة كرهتني ولفظتني خارجها"
أغمض عيونه من الألم الذي ما زال يشعر به حتى الآن لمجرد حتى الذكرى فتألمت لأجله ورفعت يداها وأحاطت بهما وجهه ولمست خشونة وجنته ففتح عيونه فقالت
"لقد انتهى ليث، الماضي انتهى"
كانت لمستها كالدواء لجراحه ونظرتها تحتويه رفع يده ليدها وقال "ظننت أنه انتهى وقد عشت هنا ثمانية عشر عاما أنحت بالصخر، نمت بالبرد دون غطاء، جعت ومرضت وحدي حتى وجدني جون ورغم أن عزيز كان هو من تابعني على النت ولكن كان من الصعب الوصول له بالبداية ولكن موهبتي كانت ثمينة وقادته هو لي ومد لي يده وارتفع بي لطريق البداية وأنا اخترقت الصخر حتى أصبحت كما أنا اليوم وأغلقت الأبواب أمام أي امرأة اندفعت لطريقي كلهم خائنات ولم أملك أي ثقة بأي واحدة"
أدركت سبب دفعه لكل امرأة من حياته فقالت "لا ليث، دولت ليست مقياس للجميع"
ابتعد من أمامها وقال "هي مثال جيد عهد صدقيني"
أعادته لها وقالت "أنت خطبت مي"
ظل ينظر لها ثم قال "ولكنها ليست زوجتي بعد"
أخفضت وجهها وهمست "أنت ببيتي"
فهم كلماتها فهدأ الغضب وقال "أنتِ من قلب حياتي رأسا على عقب"
رفعت وجهها له وهمست "لا"
رفع يده لوجنتها وملأ راحته بوجنتها وقال "أنتِ أشعلتِ نيران الحرب داخلي حرب بين الذكريات وبين الحاضر، كلما قربتك مني رأيتها ورأيت ما فعلت فأدفعك بقوة بعيدا وأصدق أنكِ قد تكونين مثلها وتخونيني لأعود وأجد براءتك كالهالة تحيط بك فتردعني مهزوما"
وضعت يدها على يده وقالت "أنا لست كذلك ليث وعليك إيقاف كل ذلك، والدتك أخطأت ومن منا لم يفعل وعليك"
ابتعد نازعا يده من على وجهها وقال بقوة "لا تفعلي عهد، ما فعلته غير قابل للسماح، ألا تقدرين نتائج ما فعلت، رجل كرهني وأراد تدميري، معاذ وتشرب منه الكره تجاهي رغم أني كنت أخ جيد له وقد أراد قتلي، كنت أخ جيد عهد كنت ألعب معهم وأخاف عليهم وأتلقى العقاب بدلا منهم، كنت أحبهم"
قالت بحنان "ليس ذنبك ليث، ما حدث لم يكن لك دخل به، معاذ كان يملك طباع سيئة داخله غذاها الجبالي بدس الأفكار السيئة عنك بذهنه، نورهان فتاة مدللة ولكنها لا تكرهك هي فقط لا تدرك الطريق الصح ولكنها بحاجة لك وأنت لم تتركها وهذا يعني أن حبك لها ما زال موجود"
ظل ينظر لها وراحة تخترق قلبه وكأنه بما فعل أسقط جبالا من على صدره هو حقا يحب أخته الصغيرة وهي لم تؤلمه بأي يوم كما اعتاد معاذ أن يفعل ولكن الحزن والألم من الماضي يدفعه بعيدا عنها
لم تتحرك له ولكن قالت بحنان "انسى ليث، انسى كل ما كان ولا تذكر إلا نجاحك فهو رحل ومات ولن يؤثر موته بك ووالدتك بحاجة لك، لا أعني أن تسامحها الآن ولكن أكمل ما تفعل، كن معها وبجوارها وأختك لن يمكنك التخلي عنها ليس الآن وليس أبدا، وتوقف ليث توقف عن عقاب نفسك على ذنب ليس ذنبك كفاك ألم وعذاب وعش حياتك الحاضرة واستمتع بمستقبلك الذي رسمته لنفسك وادفن الماضي مع إبراهيم ولا تذكره"
كانت قد تحركت له مرة أخرى حتى وقفت أمامه ورفعت يدها لوجنته وقالت "لن يهم ما إذا كنا لآباء شرعية أم غير شرعية لأنه لن يغير شيء لكن المهم أننا صنعنا أنفسنا، أنت من طالبني بألا أعيش بالماضي وأن أبحث عن المستقبل وأنت فعلت فلماذا تحيا بماضي لا أهمية له؟"
التوى فمه بابتسامة مؤلمة وقال "ما زلت ابن غير شرعي"
هزت كتفها بلا مبالاة واقتبست كلمات سابقة له "ومن يهتم؟"
أدرك أنها على حق من يهتم هنا بوسط كله يحيا على عدم الشرعية فاستعاد راحته من كلماتها وعندما امتلأت عيونه بالحزن وجدت نفسها ترتفع على أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها وتعانقه فاستجاب لها دون تفكير وضم ذراعيه عليها بقوة مستنشقا عطرها الهادئ ودفئها الجميل ونعومة جسدها بين ذراعيه، عناق لم يناله بأي يوم، رفضه من كل امرأة عرفها وعرضته عليه، رفضه من مي، من أجمل عارضات الأزياء اللاتي تمنين نظرة منه ولكن هي لم يمكنه إلا أن يستمتع بوجودها بين ذراعيه ويشعر بدقات قلبها على صدره وأغمض عيونه ودفن رأسه بعنقها وترك ذراعيها تضمه بنفس القوة
رن هاتفه ليفصل بينهم قاطعا لحظة من أجمل ما مر بحياتهم فأبعدها وهو يبعد ما تبقى من أحزانه ونادم لافتراقه عن دفء ذراعيها وقد هاجمه البرد على الفور بدونها بينما تابعته هي وهو يخرج هاتفه ويقول
"إنها دولت" ثم تبدلت نبرة الحنان لبرود وهو يجيب "نعم"
سألته دولت "تأخرت ليث وأخبروني أن بريهان أفاقت وأنا أريد رؤيتها"
التفت لها وقال "الرجال موجودة يمكنهم اصطحابك"
قالت "عليك برؤيتها ليث، بريهان لا تكرهك وأنت تعلم ذلك، أنت كنت تمثل لها الكثير وما زلت وهي بحاجة لك الآن كي تستعيد ثقتها بنفسها"
لم ينظر لعهد التي لمست ذراعه بيدها برقة فالتفت لها ورأى نظرة حنان بعيونها سكن قلبه لها فقال "حسنا أنا قادم"
أغلق الهاتف فتحركت وهي تقول "لابد أن نذهب أنا أيضا سأتأخر"
هز رأسه وشعر بأنه شخص مختلف عمن كان خاصة بعد وجودها بين ذراعيه ولم يعلق أيا منهما على ما تشاركوه منذ لحظات
جذب جاكته وارتداه وتحرك تجاهها وهي تأخذ البالطو فساعدها بارتدائه ثم أحاط كتفيها من الخلف وقال "لا أعرف لماذا حتى أخبرتك كل ذلك؟"
التفتت لتواجهه فقابل عيونها بنظراته وقال "ولكني لست نادم عهد، بل الراحة هي كل ما أشعر به، لا أحد سواك أنتِ وجون يعرف بالأمر"
هزت رأسها ولم ترد فرفع يده لوجنتها ولمس نعومة بشرتها ثم جذب وجهها وهو ينحني ويأخذ قبلتها التي اشتاق لها وهي فقدت نفسها للحظة وربما كان عليها ألا تمنحه قبلتها لكل ما حدث بينهم من خلاف قديم ووجود مي وهنا وخزة ألمت بقلبها جعلتها تستعيد ما كان من قبل فأخفضت وجهها مبعدة شفاهها عنه وقالت
"هل نذهب كي لا نتأخر؟"
وتحركت للباب فتنفس بقوة وهو يتبعها وبالطبع يدرك أنها تقاومه كي لا تعيد ما كان بينهم بالماضي
يتبع...
أنت تقرأ
رواية وجهان لامرأة واحدة بقلمي داليا السيد
Romanceسكنت داخل ردائها الأبيض تحتمي خلفه من مواجهة العالم من حولها، اختارت أن تكون الممرضة الصامتة ، الضعيفة ترفض خروج المرأة القوية التي هي عليها متجاهلة وجودها بل لا تعترف بها، لكن يوم سقطت عيونها عليه تمزق الرداء الأبيض بقوته الهائلة وإيمانه بها، دفعها...