الفصل التاسع والعشرين

316 18 2
                                    

الفصل التاسع والعشرين
أنقذني.
تحرك إلى مكتبه وماك يفتح له الباب فقال "ألا يوجد جديد بالبحث ماك"
دخل ماك وأغلق الباب وقال "للأسف لا"
فك جاكته وجلس خلف مكتبه ونظر له وقال "الميديا؟"
تحرك ماك له وقال "لا شيء، الأمر تحت السيطرة لم يعرف أحد بما كان، أنا أنتقي الرجال سيدي"
أسند رأسه المتعب على أصابعه وظل صامتا لحظة ثم قال "المعرض الدولي؟"
أجاب ماك "الشهر القادم"
هز رأسه وقال "لن أشارك"
هتف ماك بدهشة "ماذا؟ ولكن؟"
اعتدل وفتح جهازه وقال "لست مستعد ماك ولا يوجد تصميم جديد، حقا لا مجال للمشاركة"
ولكن ماك لم يتراجع وهو يقول "قسم التصميمات لدينا يعمل بكفاءة ولدينا تصميمات جديدة كل يوم، مستر ليث لا مجال للخروج منه أنت تعلم معنى ذلك"
لم ينظر له وهو يجيب "أعلم ولكن ليس لدي تصميم جديد"
ولكن ماك قال "بل لدينا"
رفع وجهه له فأكمل ماك "تلك القلادة أنت لم تعرضها لم لا تكون هي تصميمنا الجديد، هي بسيطة وجميلة"
تذكر بالطبع القلادة التي أهداها لها يوم فسخ خطبته من مي، هل يمكنه أن يفعل؟ كانت شيء خاص بهما هما الاثنان ولم يفكر بإقحامها بمعارضه ولا مجال البيع..
تراجع بالمقعد وقال "لقد أهديتها لزوجتي"
لم تتبدل ملامح ماك وقال "هل هي معها؟ هل ارتدتها بمكان"
هز رأسه بالنفي فابتسم ماك وقال "رائع هذا يعني أن لا أحد رآها وبالتالي يمكننا اتخاذها كالتصميم الأساسي ولا تعرضها للبيع فتظل شيء خاص ومميز، اسمح لي سيدي أنا مدرك تماما ما مررت به خلال الشهور الثلاثة الماضية وما زلت ولكن كل هذا لن يوقف عملك ونجاحك وما بنيته بسنوات عمرك لن ينهار هكذا"
أخفض وجهه وقال "لا ماك، لا شيء سينهار العمل يسير للأفضل وأنت تدرك ذلك فقط المعرض يحتاج لذهن صافي وأنا لا أملكه حاليا"
اقترب ماك من المكتب وقال "انشغالك بالمعرض سيكون نوع من المسكن للألم الذي تشعر به، أنت لن توقف البحث ولن نفقد الأمل ومع كل ذلك نكمل عملنا على الوجه الذي اعتاد عليه الجميع منا، لقد تعلمنا منك عدم التراجع أو الاستسلام كما لم نعتد على الهزيمة وتخلينا عن المعرض بذروة نجاحك هو إقرار بهزيمتك أمام أعداءك"
رفع وجهه لماك الذي امتلأت عيونه بالصدق وقال وقد أدهشه حديث الرجل "أنت تريد ذلك حقا ماك، بل تحارب بقوة من أجله"
أجاب ماك "أنا بالفعل أفعل بل كل من يعمل لديك يفعل، هذا المكان لا ينتمي لك وحدك سيدي"
ظل ينظر لماك ثم هز رأسه وقال "حسنا سنفعل"
تنهد ماك وابتسم ثم قال "إذن سأرسل لك كل ما تم إعداده من أجل المعرض فالرجال كانت تعمل بانتظار أوامرك، اسمح لي"
وخرج وهو يتابعه ويشعر بأن ليس كل من حوله سيء، لو كان عزيز صورة سيئة فها هو ماك، رجل صالح يدين للمكان الذي نشأ به ووصل به لمكانة جعلته اليوم يعارض رئيسه بقراره بل ويجعله يغيره
بالفعل انشغل بالمعرض كما أخبره ماك ولكنه لم يوقف البحث وما زال لديه أمل بأنه سيصل لها ولكن لا يعلم متى؟؟
كان ما زال يقف بالقسم الخاص بلاموند بالمعرض عندما رأى عزيز يتحرك تجاهه وهي المرة الأولى التي يقابله فيها بعد ما كان بينهم، أبعد وجهه وهو يعلم أنه كان سيقابله إن آجلا أو عاجلا فالحرب التي أشعلها هو بعد رحيل زوجتها جعلت عزيز ينهار وما زال يواجه الحرب ببرود فالانتقام يقدم على طبق بارد
أكمل ملاحظاته لماك عندما سمع عزيز يقول "كيف حالك ليث؟"
لم ينظر له وهو يقول "لا شأن لك"
لم يتوقف مع ماك الذي شعر بالحرج بينما شحب وجه عزيز وسعل ليذيب حرجه وقال "ليث هل نتحدث؟"
لم يجيب وماك ينتهي من تعليمات ليث وابتعد فاقترب عزيز منه وقال "بالنهاية لابد من المواجهة ليث ولتكن الآن"
التفت له والنيران تحرق عيونه والغضب ينبض بكل عضلة من عضلات وجهه ونبرة صوته وهو يقول "لا مواجهة بيني وبينك سوى بالحرب التي لن أرحمك بها عزيز"
تراجع عزيز من مظهر ليث وكلماته القوية المشبعة بالغضب وظل يواجه عيون ليث بصمت حتى قطع ليث الصمت بالحركة ليبتعد ولكن عزيز أمسكه من ذراعه ليوقفه وهو يقول بنبرة رجاء واضحة
"أعلم وهو حقك ولا أطالبك بالتوقف"
التفت له ليث بنفس النظرات ولكن بالإضافة لعدم الفهم بينما أكمل عزيز "تعلم جيدا أن خسارة الأموال لم تعنيني بأي يوم خاصة عندما يتعلق الأمر بك ليث"
نفض ذراعه من يد عزيز وقال "حقا؟ أنا بالكاد أدرك صدق كلماتك عني، اسمع أنا أخبرتك ألا شأن لك بما يخصني وسأعيدها مرة أخيرة، لا أريدك بحياتي وابتعد عن طريقي عزيز لأنك لا تدرك كم أحاول أن أوقف نفسي عن قتلك الآن وهنا وبدون ندم"
تراجع عزيز من كلمات ليث للحظة ولكنه لم يتوقف وهو يقول بصوت واهن "افعلها ليث، ليتك تفعلها وتقتلني حتى توقف العذاب الذي أحيا به منذ ذلك اليوم، كان علي أن أتوقف عن الانتقام ليث فهو خطأ لأن الشخص الذي يفكر دوما بالانتقام هو شخص يبقي جراحه مفتوحة ولا يتوقف عن العذاب لنفسه قبل الآخرين"
اقترب منه ليث وناطحه الطول وهو يمنحه نفس نظرة الغضب والسخط والألم الذي يحيا به بسببه وهتف به "عذاب؟ أنت حتى لا تعرف معنى العذاب عزيز، العذاب هو ما سيكون خطوتي التالية معك واطمئن فأنا بالكاد لا أستطيع إحصاء جراحي المفتوحة ولا يهمني إغلاقها لأنها لن تغلق أبدا والفضل لك"
هز عزيز رأسه مدركا صحة كلمات ليث وقال "معك حق ليث وصدقني لن أمنعك من أي شيء تريد أن تفعله بي، أنا أستحق أكثر من ذلك ولن ألومك"
رفع ليث إصبعه بوجه عزيز وقال "أنت لا تجرؤ أن تفعل عزيز، لا تجرؤ أن تلوم أحد سوى نفسك، أنت من بدأ ذلك الطريق وأنا لن أتركه حتى أنهيه"
للمرة الثانية يلتفت ليذهب ولكن عزيز أيضا يمنعه بيده وهو يقول "سأعيدها لك ليث"
التفت له بنفس النظرة الحارة والتي سلخت جلد عزيز الذي أكمل "لن أطلب منك السماح إلا عندما أعيدها لك كما تسببت بضياعها، فقط لابد أن تدرك أن ندمي صادق ليث ونابع من حبي لك الذي استمر عشرين عاما كنت فيها الابن الذي لم أناله"
انحنى ليث عليه وقال بألم "لذا أحرقت قلبي ودمرت حياتي وسرقت سعادتي، هل هذه هي الأبوة عندكم؟ أم أنها لعنة أصابتني منذ مولدي أن أحصل على آباء هدفها الأساسي تدمير حياتي؟ لو كانت هذه هي الأبوة فأنا لا أريدها فقد نلت كفايتي منها"
ونفض ذراعه من قبضة عزيز وابتعد بخطى واسعة خارجا من المبنى كله باحثا عن الهواء البارد حيث لفحه برد ديسمبر والثلج المتساقط جعله يشعر كم كان جسده يغلي من حرارة الغضب والألم، سار تحت الثلج دون هدى وانقضت عليه ذكريات حياته كلها، دولت والجبالي، معاذ ونورهان، مي وعزيز
لم يشعر إلا بأنه يقف على جسر بروكلين والبرد يضربه بقوة ولكنه لم يوقف حرارة جسده المرتفعة، استند على السور بذراعيه وأخفض رأسه وما زالت الذكريات تظلل رؤيته فلم يعد يرى سوى خلافاته مع الجبالي وتصرفات معاذ الكريهة معه ومحاولته لقتله، دموع دولت وهي تبرر ما فعلته، نورهان وهي فاسدة مدللة ثم دموع الندم بعيونها وهي تهتف، لا تتركنا يا أخي، الألم يزداد بصدره، طفولة معذبة شباب قاسي، حياة لا تعرف أي سعادة أو متعة تلك التي عاشها حتى أتى النور
فتح عيونه ليرى عيونها الذهبية أمامه تشرق بين هالة شعرها المتدلي حولها كخيوط الشمس الذهبية، أضاءت السماء المظلمة من حوله كما أضاءت ظلام حياته، عرف بها الحب، عاش معها السعادة، ارتاح بين ذراعيها نال منها الحنان، وماذا أيها القدر؟ على ماذا أعاقب؟ ألم تكتفي مني؟ أنا تعبت، تعبت من الألم والحزن، تعبت من اشتياقي لك عهد
دفء غريب نبض على وجنته فأدرك أنها دموعه، سمع قلبه يصرخ بصوت قاسي متألم أين أنتِ عهد؟ كيف طاوعك قلبك على الرحيل؟ كيف أمكنك تركي وأنتِ تعلمين أني لا يمكنني أن أحيا بدونك؟ ألا تدركين أن قلبي يتمزق بغيابك وأنا لا أعرف عنك شيء، كيف تعيشين؟ وهل أنت بخير أم لا؟ وطفلنا، كيف تبعديني عنه؟
أغمض عيونه مرة أخرى متألما بقوة جعلته يطلق آه كبيرة من فمه ولولا الليل والبرد وعدم تواجد أحد لالتف الكثيرين حوله من قوة صوته المتألم ورفع يداه لوجهه ليخفيه بهما والدموع لا تتوقف حزنا على نفسه وحبيبته وابنه حتى رفع يداه لشعره ونظر للسماء التي اختفت من حبيبات الثلج الهابطة ولكنه يعلم أن هناك رب إن لم يكن هو يراه فإنه يرانا جميعا فهتف بكل ما يحمل من ألم
"أنا أحتاج لك يا رب"
****
عادت المشفى مع جيسون باليوم التالي للاطمئنان على المرأة ولكن للأسف لم تتحسن حالتها وأوقفهم ألبير ليتحدث معهم معلنا أن الحالة تتدهور والأمل ضعيف ولم يبدو على جيسون التأثر وهي أدركت أن معنى الترابط الأسري الموجود بالوطن مصر ليس بالمتوفر بأي مكان آخر
تحركت مع جيسون لتذهب عندما ناداها ألبير فاستأذنت من جيسون بينما قال ألبير "ألا تفكرين بالعمل باي مشفى؟ بصراحة أنت جوهرة نادرة عهد"
ابتسمت وقالت "ليس وأنا حامل دكتور، ربما بعد الإنجاب أفكر"
ابتسم وقال "معك حق، حسنا أنا لدي عيادة بوسط المدينة وأحتاج لممرضة مثلك فما رأيك؟ سأمنحك الراتب الذي تحدديه، تقريبا عملك معهم انتهى لأنها لن تنجو"
أخرج كارت من جيبه وقال "هذا عنوان العيادة ورقم هاتفي، اتصلي بي"
أخذت الكارت وهي تعلم أنه على حق لو ماتت العجوز فعليها الحصول على عمل آخر، هزت رأسها وقالت "تمام دكتور شكرا لك"
وتحركت للخارج وفضلت البقاء بالشقة القديمة وهي تدرك أنها قريبا ستعود لها، بالمساء هاتفها جيسون وأخبرها بوفاة والدته وكانت آسفة لما حدث وظلت بالشقة ولم تفضل الرحيل لأي مكان وهي تفكر بما ستفعله بالأيام القادمة..
نظفت الشقة واشترت طعام واستعادت حقائبها من بيت العجوز وأخذت الاسبوع كله راحة وقد فكرت وانتهت إلى أنها ستعمل مع ألبير واتصلت به بالفعل وقد سره جدا قرارها وطالبها بالبدء من أول الاسبوع التالي وهي لم تعترض فالعمل هو الشيء الوحيد الذي يساعدها على اجتياز أحزانها ومع ذلك كان الليل هو أكثر الأوقات صعوبة حيث كانت الذكريات تهاجمها وتمنع النوم عنها وربما تظل وقت طويل تبكي وهي تحتضن صورة زوجها والألم لا يترك قلبها
مرت الأيام عليها بالعمل الجديد وقد كان العمل بالعيادة جيد ومربح ولكن متعب جدا لها فالدكتور ناجح بالفعل وله مرضى كثيرين ومع ذلك فضلت العمل معه لأنه بعيد عن المستشفيات حيث من السهل العثور عليها كما أنها كانت تعود منه متعبة وتسقط بالنوم على الفور
بنهاية الشهر كانت قد أجادت كل شيء وأصبح ألبير يعتمد عليها بشكل أساسي وهي لم تمانع ولا فارق عندها فالعمل واحد بالنسبة لها
كانت تعقم الأدوات بعد انتهاء اليوم عندما دخل ألبير وهو يرتدي جاكته وقال "حسنا عهد أنا راحل"
لم تنظر له وقالت "تمام دكتور لا تنسى أن لديك مواعيد مبكرة غدا فلا تتأخر بالمشفى"
هز رأسه وتحرك ليذهب وهو يقول "حسنا، عهد كدت أنسى لقد طلبت من أنطوان تسجيلك بالتأمينات منعا من المشاكل وقد فعل، طابت ليلتك"
التفتت له ولكنه كان قد رحل فتملكها الذعر مما قال، هذا قد يعني وصول ليث لها ولكنها فكرت بعمق أكثر، لقد مضى الكثير ولم يصل لها لو كان يبحث عنها بالأساس ولكنه بالتأكيد نساها وأخرجها من حياته خصوصا وهو يدرك أنها امرأة خائنة فضلت المال عليه، ضربة قوية من طفلها جعلتها تتألم وتضع يدها على بطنها وقالت
"ماذا حبيبي؟"
عادت الضربة مرة أخرى مما جعلها تنحني وتتراجع للمقعد وتجلس وقد كان الألم يضرب ظهرها أيضا، حاولت ألا تفكر كثيرا، ما زالت بأوائل السابع ولا يمكن أن تضع مولودها الآن رغم تحذيرات الطبيب، بالتأكيد هو مجهود زائد وعليها بالراحة ولم تحسب حساب الضغوط النفسية التي كانت تعاني منها
لم تنم جيدا تلك الليلة من التعب ولكنها غفلت بقرب النهار حتى أنها تأخرت على موعد العمل وبدت شاحبة وما زال الألم يأتي على مراحل متباعدة مصاحبا لألم ظهرها ومع ذلك رفضت البقاء بالبيت فهي لا تفضل الاجازات
كان ألبير قد وصل العيادة عندما وصلت بعده ورآها فحدق بها كثيرا وقال "ماذا بك عهد؟ هل أنت متعبة؟ هل هو سبب تأخرك؟"
هزت رأسها وقالت "نعم دكتور ولكني أصبحت بخير لا تقلق"
ظل ينظر لها وقال "يمكنك الاعتذار عهد والذهاب لطبيبك الخاص لا تبدين بخير"
ولكنها ابتسمت ابتسامة شاحبة وقالت "موعدي غدا فلا داعي لتقديمه ربما لا أجد حجز اليوم"
لم يرد وهو يعلم أنها لن تتراجع، عاد للعمل وهي الأخرى ولكن التعب لم يذهب وهي تقاوم في صمت والنوبات بدأت تزداد وتقل فرص الراحة بينهم، انتهى اليوم أخيرا وبصعوبة ركبت سيارة أجرة أعادتها للشقة وما أن دخلت حتى سقطت على الأريكة والألم يزداد بأسفل بطنها وظهرها، منحت نفسها مثبتات للحمل واستلقت على ظهرها بالفراش ولكن الألم لم يتوقف ومع ذلك حاولت التحمل فبالغد ستذهب للطبيب ولن يكون هناك خطأ لذا عليها فقط أن تهدأ وترتاح، هكذا حاولت أن تقنع نفسها ولكن ما أن مر منتصف الليل حتى زاد الألم حتى كادت تصرخ وقتها تأكدت شكوكها من أنها تلد وقد كان عليها كممرضة أن تدرك ذلك ولكنها لم تشأ أن تصدق
أرادت أن تستعد وتذهب لأقرب مشفى ولكن لم يكن الأمر بالسهل رغم أن عليها أن تفعل فليس هناك أحد ليساعدها، ما أن توقفت النوبة المؤلمة حتى قررت أن تنهض قبل أن تهاجمها التالية وما أن نهضت حتى تراجعت عندما انسابت مياه غزيرة من بين ساقيها ففزعت رغم أنها تدرك ما يحدث وتوقعته ولكنها شعرت بالخوف أكثر على طفلها ولم تعرف ماذا تفعل، ربما عليها أن تطلب الاسعاف، هاجمتها النوبة التالية مما جعلها تجز على أسنانها بقوة حتى انتهت فاعتدلت وتنفست من بين حبات العرق التي غطت وجهها لتبحث عن هاتفها ولكن النوبة هاجمتها بقوة أكبر وقد قصرت مدة الراحة بين النوبة والأخرى وأصبحت أقوى فصرخت من الألم والدموع تصاحبها والخوف أحاط بها ماذا لو لم تستطع الحصول على أي مساعدة؟
استندت على قائم الفراش الخشبي ونهضت وهي تمسك بطنها بيدها وانحنى ظهرها غير قادرة على رفعه، حاولت التحرك بصعوبة لتخرج من الغرفة للبحث عن الهاتف، بالتأكيد بحقيبتها فالتعب منعها من الحركة منذ وصلت البيت، شعرت بالدماء تنساب من بين ساقيها والألم يرتد مرة أخرى وقد وصلت لباب الغرفة واستندت على القائم الخشبي للغرفة عندما سمعت طرق على باب الشقة اختلط بصرخة ألم أطلقتها ولم تحملها قدماها تلك المرة فسقط على الأرض والألم يمزقها ويكاد يفصل جسدها نصفين والضربات تشتد وصرختها لا تستطيع وقف الألم وهي تنادي
"ليث؟ أين أنت؟ يا رب أنقذني"
يتبع..

رواية وجهان لامرأة واحدة   بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن