الفصل الخامس
خرج علي إلى المسجد وھو مشحون بالصحابة، یقول علي : فاستحییت أن أشخص قومًا وأدع قومًا، ثم صعدت على ربوة ھناك ونادیت:
أجیبوا إلى ولیمة فاطمة، فأقبل الناس إرسالًا فاستحییت من كثرة الناس وقلة الطعام!!
فعلم رسول ﷲ ما داخلني فقال :" یا علي إني سأدعو ﷲ بالبركة، فجلل السفرة بمندیل وادخل عليّ عشرة بعد عشرة"
ففعلت وجعلوا یأكلون ویخرجون لا ینقص من الطعام!!
كان رسول ﷲ یصب الطعام بیده الشریفة وأعمامھ العباس وحمزة مع علي یستقبلون الناس.
ثم دعا رسول ﷲ بالأواني فملئت ووجھ بھا إلى منازل أزواجھ،ثم أخذ آنیة وجعل فیھا طعامًا وقال : " ھذه لفاطمة وبعلھا".
انصرفت الشمس للغروب فقال الرسول الأب :" یا أم سلمة ھلمي فاطمة"وكان علیًا قد بقى عند ابن عمھ الرسول ینتظر الإذن بأخذ فاطمة..
جاءت الحوریة البنت وھي تسحب أذیال ثیابھا وقد تصببت عرقًا حیاءً من أبیھا الرسول فعثرت من شدة الحیاء فقال لھا والدھا:" أقالكِ ﷲ العثرة في الدنیا والآخرة".
اقتربت فاطمة من أبیھا ولما وقفت بین یدیھ كشف الرداء عن وجھھا حتى یراھا علي..
ھنا تذكر الشاب النوراني ما قالھ لھ ابن عمھ الرسول :
( یا علي ما أحسن زوجك وما أجملھا! أبشر یا علي فقد زوجتك سیدة نساء العالمین).
خفض علي رأسھ حیاءً وھو یحمد ﷲ على ما أنعم علیھ حین جعلھ یرتبط بسیدة النساء!
أمر النبي بنات عبد المطلب ونساء المھاجرین والأنصار ممن اجتمعن لأجل عرس فاطمة أن یمضین بصحبتھا، وأن یفرحن ویرددن أھازیج الفرح ولا یقلن ما لا یرضي ﷲ..
أركب رسول ﷲ ابنتھ على ناقتھ وأخذ سلمان زمامھا ، وصار النبي یرى ما لا یراه الآخرون..
آلاف الحوریات ینزلن من السماء ویحطنَ بفاطمة مستبشرات بھذا العرس المبارك..
سارت الناقة بفاطمة نحو بیت علي، وكان النبي وحمزة وعقیل وجعفر وبقیة بنو ھاشم یمشون خلفھا، ونساء النبي یسرن أمامھا وأصوات الحمد والتكبیر ترتفع من ھنا وھناك..
دخلت فاطمة دار علي، فدعا رسول ﷲ علیًا لیضع ید فاطمة بیده وھو یقول:" بارك ﷲ في ابنة رسول ﷲ، یا علي نِعم الزوج فاطمة، ویا فاطمة نِعم البعل علي".
ثم دعا لھما وقال :
( اللھم اجمع شملھما، وألفّ بین قلبیھما، واجعلھما وذریتھما من ورثة جنة النعیم، وارزقھما ذریة طاھرة طیبة مباركة، واجعل في ذریتھما البركة، واجعلھم ائمة یھدون بأمرك إلى طاعتك ویأمرون بما رضیت).