الجز الثاني
الفصل العاشرمضت الأیام مسرعة وعلي حبیس داره یأنّ على فراق رسول ﷲ أخیھ وابن عمھ وجد أولاده..
كان علیھ أن یجمع كتاب ﷲ منذ نزولھ على النبي أول الوحي حتى آخر لحظات رسول ﷲ قبل أن ینقطع عنھ صوت الوحي.. فھذ همسؤولیتھ وحده لا غیره!
فجأة حدثت جلبة خارج المنزل ،سمعت الزھراء صوتًا كانت قد سمعتھ یوم رحیل والدھا وھو ینادي: محمد لم یمت! إنھ نفس ذلك الصوت عاد الآن لیھدد ویعربد محذرًا بإحراق الدار إن لم یخرج علیًّا للمبایعة!!
سمعت من یخبره: إن في الدار لفاطمة..
فإذا بصوتھ صارخًا: وإن!!
ھنا علمت الزھراء بأن الھجوم على دارھا صار حتمیًا فركضت لتحتمي خلف الباب طلبًا للستر والحجاب، ولتكون قریبة على أسماع الأعداء فتلقي آخر حجة لھا علیھم فقالت لعمر:
( ویحك یا عمر ما ھذه الجرأة على ﷲ ورسولھ؟ ترید أن تقطع نسلھ من الدنیا وتفنیھ وتطفئ نور ﷲ؟ وﷲ متم نوره).
فركل عمر الباب برجلھ وھي ما زالت سلام ﷲ علیھا خلف الباب لیدخل القوم دارھا مما سبب عصرھا وتھشم أضلاعھا ولیلفظ جنینھا( المحسن) أنفاسھ الأخیرة وھو بین احشائھا! سمعت صوت اضلاعھا تتكسر وھي تأن من الألم وتتلوى..
سقطت ارضًا وھي تنادي خادمتھا فضة ولسان حالھا یقول:
ألا یا فضة ادركیني، فقد وﷲ أسقطوا جنیني!!
إنھ قمة الدفاع عن إمام الزمان!
أن ترى إمام زمانك وحیدًا محاصرًا فتكون اضلاعك وفلذات كبدك (أولادك) جنودًا تحول بینھ وبین اعدائھ..
كما إنھ قمة العفاف والحیاء أن تخسر المرأة أھم ما تملك - صحتھا وولدھا فلذة كبدھا- لأجل أن تستر نفسھا عن أعین الرجال!
ورغم ما بھا من آلام فإن فكرھا وبالھا كلھ عند حجابھا وعند إمام زمانھا ..
وھنا نورد قصة إسقاط الجنین من مصادر أھل السنة والجماعة:1. قال صلاح الدین الصفدي الشافعي المتوفى 764 في ترجمة النظام في ذكر أقوالھ:
وقال: (إن عمر ضرب بطن فاطمة یوم البیعة حتى ألقت المحسن من بطنھا).
الوافي بالوفیات: ج5، ص3472. قال ابن أبي دارم المتوفى سنة 352 :
(إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن).
میزان الاعتدال 1/1393. قال إبراھیم ابن سیار النظام المتوفى سنة 231 :
(إن عمر ضرب بطن فاطمة یوم البیعة حتى ألقت الجنین من بطنھا ،وكان یصیح عمر: احرقوا دارھا بمن فیھا ، وما كان بالدار غیر علي و فاطمة والحسن والحسین).
الملل والنحل 59/1 ، الوافي بالوفیات 17/64. عن ابن قتیبة :
(إن محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي).
المعارف لابن قتیبھ كما عنھ ابن شھر آشوب في مناقب آل أبي طالب
. 3/358
علماً بان المعارف المطبوع قد حذف منھ ھذا المطلب!5. عن شیخ ابن ابي الحدید :
(لما القت زینب ما في بطنھا أھدر رسول ﷲ دم ھبار ، لأنھ روّع زینب فألقت ما في بطنھا، فكان لابد أنھ لو حضر ترویع القوم فاطمة الزھراء وإسقاط ما في بطنھا لحكم باھدار دم من فعل ذلك... فقال لھ ابن أبي الحدید : أروي عنك ما یرویھ بعض الناس من أن فاطمة روعت فألقت محسناً ؟
فقال : لا ترووه عني ولا تروو عني بطلانھ).
* شرح نھج البلاغة لابن أبي الحدید6.( إن أبا بكر بعد أخذ البیعة لنفسھ من الناس بالإرھاب والسیف والقوة أرسل عمر وقنفذاً وجماعة إلى دار علي وفاطمة علیھماالسلام , وجمع عمر الحطب على دار فاطمة وأحرق الدار.
ولما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر وأصحابھ عصر عمر فاطمة خلف الباب حتى أسقطت جنینھا ونبت مسمار الباب في صدرھا، وسقطت مریضة حتى ماتت علیھا السلام).
الخلافة والإمامة لمقاتل بن عطیة، ص505، ط بیروت بمقدمة الدكتور حامد حفنى داود.7. قال المؤرخ الكبیر المسعودي:
(فأقام أمیر المؤمنین علیھ السلام ومن معھ من شیعتھ في منزلھ بما عھد إلیھ رسول ﷲ صلى ﷲ علیھ وآلھ فوجھوا إلى منزلھ، فھجموا علیھ، وأحرقوا بابھ واستخرجوه منھ كرھاً، وضغطوا سیدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً وأخذوه بالبیعة فامتنع وقال: لا أفعل،فقالوا: نقتلك ،فقال: إن تقتلوني فإني عبد ﷲ وأخو رسولھ).
إثبات الوصیة: ص 123
![](https://img.wattpad.com/cover/351837841-288-k159399.jpg)