الجزء الثاني
الفصل التاسعوما كادت الزھراء علیھا السلام تخرج من مسجد أبیھا الرسول إلى حیث قبره الشریف حتى تبدل خطاب أبي بكر بشكل عجیب!!
فقبل قلیل كان یخبرھا بأن والدھا وبعلھا من أفضل الرجال وھي من أفضل النساء وبأنھم بعثوا رحمة للعالمین، وما ھي إلا لحظات حتى صار یصف بعلھا بالثعلب الماكر وبأنھا ذیلھ!!
حاشاھا مولاتنا الزھراء علیھا السلام وحاشا بعلھا علي بن ابي طالب علیھ السلام من كل ھذه النعوت والالفاظ النابیة لكن ھذا ما حدث بشھادة مصادر أھل السنة والجماعة وھذا ما نطق بھ من نصب نفسھ خلیفة للناس!!
روى ابن أبي الحدید في سیاق أخبار فدك ،عن أحمد بن عبد العزیز الجوھري، إن أبا بكر لما سمع خطبة فاطمة علیھا السلام في فدك شق علیھ مقالتھا فصعد المنبر فقال:
أیھا الناس ما ھذه الرعة إلى كل قالة؟ أین كانت ھذه الأماني في عھد رسول ﷲ؟ ألا من سمع فلیقل ومن شھد فلیتكلم، إنما ھو ثعالة ( ثعلب ) شھیده ذنبھ ( ذیلھ) مرب لكل فتنة، ھو الذي یقول كروھا جذعة بعد ما ھرمت تستعینون بالضعفة وتستنصرون بالنساء ،كأم طحال أحب أھلھا إلیھا البغي، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبحت إلا إني ساكت ما تركت.
یقول ابن أبي الحدید: قرأت ھذا الكلام على النقیب یحیى بن أبي زیدالبصري فقلت لھ: بمن یُعرض؟ فقال: بل یُصرح
،قلت: لو صرح لم أسألك!
فضحك وقال: بِعلي بن أبي طالب.
قلت: أھذا الكلام كلھ لعلي بن ابي طالب یقولھ؟!
قال: نعم إنھ المُلك یا بني.
