الجزء الثاني الفصل الثالث

5 2 0
                                    

الجزء الثاني
الفصل الثالث

قطع علیھا سلسلة الذكریات صوت عمر بن الخطاب وھو ینادي بأعلى صوتھ: إن الرسول لم یمُت!
ثم أخذ یھدد ویتوعد من یَّدعي ذلك، أصر عمر على موقفھ والناس متجمھرة على باب بیت النبي حزینة القلب دامعة العین حتى جاء أبو بكر..
انتھى موقف عمر بن الخطاب بحضور أبي بكر وقراءتھ للآیة
الكریمة ( وَمَا مُحََّمدٌ إَّلِا رَسُولٌ قَد خَلَت مِنْ قَبْلھِِ الُّرسُلُ أفََإنِْ مَاتَ أوَْقتُِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أعَقَابِكُمْ وَمَنْ یَنْقَلبِْ عَلَىٰ عَقِبَیْھِ فَلَنْ یَضُر َّ ﷲَ شَیئًا وَسَیَجزِي َّ ﷲُ الَّشاكِرِینَ )
كان ھناك صوت من وراء الحجب وكأنھ صوت قلب الزھراء ساخرًا من كلام ھذین الرجلین ویردد بكل ألم وحسرة : لا أراكما إلا أول المنقلبین!!!

عادت إلیھا سلسلة الذكریات القریبة فھا ھي تتذكر اتھامھم لرسول ﷲ بالھذیان حین منعوه من كتابة وصیتھ قبل أیام!! وھا ھم الآن یدّعون أنھ لم یمت لیوھموا الناس بحبھم الشدید وتعلقھم الكبیر بھ!
نعم فلقد انتھى المشھد بمجيء من سیتولى الخلافة لیري الناس حكمتھ وسیطرتھ حتى على أشجع الرجال عمر بن الخطاب!
أخذ أبو بكر بید عمر وخرجا من بین الجموع تاركین رسول ﷲ بین أھلھ المفجوعین برحیلھ.
انشغل الإمام علي وبنو ھاشم والموالون لھم في تجھیز النبي والاستعداد لمراسم دفنھ بینما انشغل البقیة بالاستعداد لسقیفة بني ساعدة!
اشتد الصراع في السقیفة بین الأنصار الذین لم یضعوا في حسابھم غیر علي بن ابي طالب للخلافة بعد النبي كما كان الإعتقاد السائد بین عامة الناس لمِا سمعوه من رسول ﷲ عن علي في یوم غدیر خم وبین شیوخ المھاجرین الذین رشحوا غیره للخلافة!
تم طرح الأسماء التي یجب أن تتولى الخلافة بعد رسول ﷲ وكانت حجة المھاجرین أمام الأنصار أنھم أقرب الناس إلى رسول ﷲ وأسبقھم إلى الإسلام!!
من بین تلك الأسماء كان ھناك تجاھل واضح لاسم علي بن ابي طالب!!
ذلك الذي بایعھ مائة ألف أو یزیدون في غدیر خم قبل مدة لا تتجاوز ثلاثة أشھر!!
فإن كانوا ھم السباقون في دخول الإسلام فعلي بن ابي طالب قد سبق الجمیع إلى اعتناق الدین وباعترافھم!
وإن كان ھناك ثمّة قرابة فلیست أكثر من قرابة علي بن ابي طالب فھو ابن عمھ نسبًا وأخاه وحده في الدین عندما آخى كل رجل رجلًا فلم یكن غیر علي أخًا لرسول ﷲ وباعترافھم أیضا!!

فراشة الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن