الجزء الثاني الفصل التاسع عشر

4 1 0
                                        

الجزء الثاني
الفصل التاسع عشر
وصیتھا لزوجھا أثناء مرضھا

روى الشیخ المفید بسنده عن علي بن محمد الھرمزاني، عن علي بن الحسین بن علي، عن أبیھ الحسین علیھم السلام قال:

( لما مرضت فاطمة بنت النبي صلى ﷲ علیھ وآلھ وعلیھا السلام وصت إلى علي صلوات ﷲ علیھ أن یكتم أمرھا، ویخفي خبرھا، ولایؤذن أحدا بمرضھا، ففعل ذلك. وكان یمرضھا بنفسھ، وتعینھ على ذلك أسماء بنت عمیس رحمھا ﷲ على استسرار بذلك كما أوصت بھ).

جاء في روضة الواعظین:
مرضت فاطمة (علیھا السلام) مرضًا شدیدًا ومكثت أربعین لیلة في مرضھا ...
فلما نعیت إلیھا نفسھا دعت أم أیمن وأسماء بنت عمیس ووجھت خلف علي وأحضرتھ، فقالت: یا ابن عم إنھ قد نعیت إلي نفسي وإنني لا أرى ما بي إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصیك بأشیاء في قلبي.
قال لھا علي (علیھ السلام): أوصیني بما أحببت یا بنت رسول ﷲ!
فجلس عند رأسھا وأخرج من كان في البیت ثم قالت: یا ابن عم ما عھدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال علیھ السلام:
معاذ ﷲ أنتِ أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من ﷲ مِن أن أوبخك بمخالفتي! قد عز عليّ مفارقتك وتفقدك، إلا أنھ أمر لابد منھ، وﷲ جددت عليّ مصیبة رسول ﷲ (صلى ﷲ علیھ وآلھ) وقد عظمت وفاتك وفقدك ،فإنا لله وإنا إلیھ راجعون من مصیبة ما أفجعھا وآلمھا وأمضھا وأحزنھا، ھذه وﷲ مصیبة لا عزاء لھا، ورزیة لا خلف لھا.
ثم بكیا جمیعًا ساعة وأخذ علي رأسھا وضمھا إلى صدره ثم قال:
أوصیني بما شئت فإنك تجدني فیھا أمضي كما أمرتني بھ وأختار أمرك على أمري.
فكان مما أوصتھ : أوصیك أن لا یشھد أحد جنازتي من ھؤلاء الذین ظلموني وأخذوا حقي فإنھم عدوي وعدو رسول ﷲ (صلى ﷲ علیھ وآلھ) ولا تترك أن یصلي علي أحد منھم، ولا من أتباعھم، وادفني في اللیل إذا ھدأت العیون ونامت الأبصار. 

فراشة الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن