الجزء الثاني
الفصل الحادي عشر
الھجوم على الدار والتھدید بالاحراق
( بروایة أھل السنة والجماعة )* ورد في الإمامة والسیاسة لابن قتیبة : إن أبا بكر تفقد قومًا تخلفوا عن بیعتھ عند علي ، فبعث الیھم عمر بن الخطاب ، فجاء فناداھم وھم في دار علي وأبوا أن یخرجوا ،فدعا عمر بالحطب ،فقال : والذي نفس عمر بیده لتخرجن أو لأحرقنھا علیكم على ما فیھا، فقیل لھ : یا أبا حفص إن فیھا فاطمة، فقال : وإن!
فخرجوا وبایعوا إلا علیًا قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي عن عاتقي حتى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة على بابھا، فقالت : لا عھد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم جنازة رسول ﷲ بین أیدینا وقطعتم أمركم بینكم لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقا، فأتى عمر أبا بكر ،فقال لھ : ألا تأخذ ھذا المتخلف عنك بالبیعة، فقال أبو بكر:
یا قنفذ وھو مولى لھ : اذھب فادع علیا.
قال : فذھب قنفذ إلى علي،
فقال : ما حاجتك ،قال : یدعوك خلیفة رسول ﷲ، قال علي : لسریع ما كذبتم على رسول ﷲ!!
فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، قال : فبكى أبو بكر طویلا!
فقال عمر ثانیةً : لا تمھل ھذا المتخلف عنك بالبیعة، فقال أبو بكرلقنفذ : عد إلیھ فقل أمیر المؤمنین یدعوك لتبایع، فجاءه قنفذ فنادى ما أمر بھ، فرفع علي صوتھ، فقال : سبحان ﷲ لقد إدعى ما لیس لھ!!
فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، قال : فبكى أبو بكر طویلا، ثم قام عمر فمشى ومعھ جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ،فلما سمعت أصواتھم نادت بأعلى صوتھا باكیة :
( یا رسول ﷲ ماذا لقینا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة )فلما سمع القوم صوتھا وبكاءھا انصرفوا باكین ،فكادت قلوبھم تتصدع وأكبادھم تنفطر، وبقي عمر معھ قوم ،فأخرجوا علیًا فمضوا بھ إلى أبي بكر ، فقالوا لھ : بایع ، فقال : إن لم أفعل فمھ؟ قالوا : إذًا وﷲ الذي لا إلھ إلا ھو نضرب عنقك ،قال : إذًا تقتلون عبد ﷲ وأخا رسولھ، قال عمر : أما عبد ﷲ فنعم وأما أخو رسولھ فلا، وأبو بكر ساكت لا یتكلم ،فقال عمر : ألا تأمر فیھ بأمرك ،فقال : لا أكرھھ على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبھ، فلحق علي بقبر رسول ﷲ یصیح ویبكي وینادي ( یا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا یقتلونني ).* عن الطبري بسنده:» أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفیھ طلحة والزبیر ورجال من المھاجرین , فقال: وﷲ لأحرّقن علیكم أو لتخرجن إلى البیعة ... «[ تاریخ الطبري 3/202 , وقریب منھ ابن ابي شیبھمن مشایخ البخاري في المصنف 7/432] .
* عن البلاذري بسنده:» إن أبا بكر أرسل إلى علي یرید البیعة , فلم یبایع , فجاء عمر ومعھ فتیلة , فتلقتھ فاطمة على الباب , فقالت فاطمة: یا بن الخطاب أتراك محرّقاً عليّ بابي؟! قال: نعم... «[
أنساب الأشراف 1/ 586 , وقریب منھ ابن عبد ربھ في العقد الفرید
13/5 وأبو الفداء في المختصر في أخبار البشر 1/156] .* عن عروة بن الزبیر:» أنھ كان یعذر أخاه عبد ﷲ في حصر بني ھاشم في الشعب وجمعھ الحطب لیحرقھم , قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخیھ عبد ﷲ بن الزبیر: بأن عمر أحضر الحطب لیحرق الدار على من تخلفّ عن البیعة لأبي بكر« . [ مروج الذھب 86/3 ,شرح ابن أبي الحدید 20/147 ] .
*عن الثقفي عن جعفر بن محمد الصادق: » وﷲ ما بایع علي حتى رأى الدخان قد دخل بیتھ « .
رواه إبراھیم بن محمد الثقفي في كتاب أخبار السقیفة , وعنھ في الشافي في الإمامة .*عن أبي بكر أنھ قال قبیل وفاتھ: إني لا آسى على شيء من الدنیا إلا على ثلاث فعلتھن ووددت أني تركتھن ... وددت أني لم أكشف بیت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب... «
[ تاریخ الطبري 3/430 , العقد الفرید 2/254 , كتاب الأموال لابن سلام , مروج الذھب , الإمامة والسیاسة ] .