الجزء الثاني
الفصل العشرون
ابتسامتھا الوحیدة بعد رحیل الوالد الحبیبقال الإمام الصادق علیھ السلام:
( والمرة الوحیدة التي ابتسمت فیھا - فاطمة- علیھا السلام بعد وفاة أبیھا صلى ﷲ علیھ وآلھ عندما نظرت إلى أسماء بنت عمیس وھي -أي الزھراء- على فراش الموت بعد أن لبست ملابس الموت ، فابتسمت ونظرت إلى نعشھا الذي عمِلَ لھا قبل وفاتھا وقالت:
(سترتموني ستركم ﷲ).
من كتاب أعلام الھدایة، المجمع العالمي لأھل البیت.
***
أقول بعدما قرأناه عن إمامنا الصادق (علیھ السلام) وعن ابتسامتھا الوحیدة تلك..
آه یا زھراء! على سریر الموت ولا تتكلمین إلا عن الستر والعفاف..
وھناك من تأتي الیوم وتتبجح بالقول: من یثبت بأن الزھراء كانت تستر نفسھا بالعباءة حین خروجھا من البیت؟!
أین نحن عنكِ أیتھا الطاھرة؟ كیف وصل الحال ببنات الإسلام إلى بغض الستر والعفاف والامتناع عن ارتداء ما یقیھن من نظرات الرجال؟!
وﷲ لو كنتِ قدوتنا فعلاً لقرأنا عن حیاتك الشریفة ولتمعنّا في فھم فلسفتك عن الحجاب والعفة والحیاء والطھارة..
آه یا زھراء لو تشاھدین بنات المسلمین الیوم بل وبنات المؤمنین أیضا!!
لا أدري ما أقول یا مولاتي، فالقلب یعتصر المًا كلما تحدثت عن حجاب بناتنا الیوم وعن نظرتھن للستر والحیاء.
لا أطلب منكِ أیتھا الأم الحنون إلا أن تشملینا بدعاءك لیستر ﷲ على بناتنا ونساءنا بالعفة والإیمان والیقین والستر الجسدي والقلبي، اشملي ذراري المؤمنین والمؤمنات بدعائكِ یا أمنا الطاھرة.
****
عن ابن عباس قال: مرضت فاطمة مرضًا شدیدًا فقالت لأسماء بنت عمیس:
ألا ترین إلى ما بلغت؟ فلا تحملیني على سریر ظاھر فقالت: لا لعمري ولكن أصنع نعشًا كما رأیت یصنع بالحبشة.
قالت: فأرینیھ فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق ثم جعلت على السریر نعشًا وھو أول ما كان النعش فتبسمت وما رؤیت متبسمة إلا یومئذ!!وعن أسماء بنت عمیس أن فاطمة بنت رسول ﷲ (صلى ﷲ علیھ وآلھ) قالت لھا: إني قد استقبحت ما یصنع بالنساء أنھ یطرح على المرأة الثوب فیصفھا لمن رأى ،فقالت أسماء: یا بنت رسول ﷲ أنا أریك شیئًا رأیتھ بأرض الحبشة، قال: فدعت بجریدة رطبة فحسنتھا ثم طرحت علیھا ثوبًا فقالت فاطمة (علیھا السلام): ما أحسن ھذا وأجملھ لا تعرف بھ المرأة من الرجل.
وعن الصادق (علیھ السلام) قال:
" أول نعش أحدث في الاسلام نعش فاطمة (علیھا السلام) أنھا اشتكت شكوتھا التي قبضت فیھا وقالت لأسماء إني نحلت وذھب لحمي ألا تجعلین لي شیئا یسترني؟ قالت أسماء إني إذ كنت بأرض الحبشة رأیتھم یصنعون شیئا أفلا أصنع لك فإن أعجبك صنعت لك؟قالت نعم .فدعت بسریر فأكبتھ لوجھھ ثم دعت بجرائد فشدتھ على قوائمھ ثم جللتھ ثوبا فقالت ھكذا رأیتھم یصنعون .فقالت اصنعي لي مثلھ استریني سترك ﷲ تعالى من النار"
وحدیث أسماء مروي أیضا من طرق العامة بروایات عدیدة.
