الجزء الثاني
الفصل الرابعلم تمضِ سوى أیام قلائل على رحیل خاتِم النبوة حتى وصل الخبر لابنتھ الزھراء بأن أبا بكر یرفض إبقاء ملكیتھا لأرض فدك..
جاءت ھذه الخطوة لانتزاع القوة المالیة من آل محمد باعتبارھم زعماء المعارضة!
وكانت أرض فدك نِحلة رسول ﷲ لابنتھ فاطمة بعد أن نزل قولھ
تعالى ( فَآتِ ذَا الْقرُْبَىٰ حَقھُ وَالْمِسْكِینَ وَابْنَ السبِیلِ ذَٰلكَِ خَیْرٌ للَِّذِینَ یُرِیدُونَ وَجْھَ َّ ﷲِ وَأوُلَٰئِكَ ھُمُ الْمُفْلحُِونَ ).
جاء في الدر المنثور للسیوطي عن أبي سعید الخدري وجاء مثلھ في كشف الغمة ورواه الحاكم النیسابوري:
لما نزلت الآیة ( وآت ذا القربى حقھ ..) دعا رسول ﷲ صلى ﷲ علیھ وآلھ فاطمة الزھراء وأعطاھا فدكًا .
ویستدل على أن فدكًا كانت بید آل الرسول من تصریح الإمام علي علیھ السلام في كتابھ الذي أرسلھ إلى عثمان بن حنیف كما ورد في نھج البلاغة:
( بلى كانت في أیدینا فدك من كل ما أظلتّھ السماء فشحت علیھا نفوس قوم وسخت عنھا نفوس قومٍ آخرین، ونِعم الحكم ﷲ... ).
وفي ( الصواعق المحرقة ) أنھ عندما استقر الأمر لأبي بكر انتزع فدكًا من فاطمة.
وجاء عن عائشة " أن فاطِمة أرسلت إلى أبي بكر تسألھ میراثھا من رسول ﷲ وھي حین تطلب ما كان لرسول ﷲ بالمدینة وفدك وما بقي من خمس خیبر فقال لھا أبو بكر: إن رسول ﷲ قال : لا نورث ماتركناه صدقة! فأبى أبو بكر أن یدفع إلى فاطمة منھا شیئًا ".
بعد أن فشلت كل المحاولات في إقناع أبي بكر بأن الأرض ملك لفاطمة وبعد أن أرسلت الزھراء من یُفھِم أبا بكر ویوضح أحقیتھا في أرض فدك فلم یُفلح قررت أن تذھب إلیھ بنفسھا لتفضح موقفھ أمام الملأ وفي مسجد أبیھا رسول ﷲ وسط جموع المسلمین من المھاجرین والأنصار..
نعم لیس من السھولة أن تخرج بنت الرسالة ویرى طولھا ھذا وذاك وھي التي سترت نفسھا بل حتى ظلھا عن الرجال!!
لكن أحبائھا الفقراء والمساكین والأیتام یحتاجون منھا تلك الوقفة في مسجد والدھا الرسول ،نعم ستخرج وسیسمع صوتھا الجمیع لأجل نصرة المحتاجین ولأجل إحقاق الحق والوقوف مع إمام زمانھا متخذةً من فدك حجةً قویة لتتحدث بكل شيء!
نعم ھي ستخرج وتتكلم وتطالب بفدك لأن فدكًا لیست مجرد قطعة أرض!!
إنھا حق علي من الخلافة، إنھا حق الزھراء مما أھداه لھا والدھا..
إنھا مرتع للجائعین من فقراء المسلمین وھي جنتھم في الأرض یأخذون منھا حیث یشاؤون ،ھكذا قالت لھم الزھراء!
أما الآن وبعد أن منعھا تلك الأرض من نَّصب نفسھ خلیفة بعد أبیھا الرسول فصار لزامًا ولأجل كل أولئك الجیاع أن تطالب بحقوقھم وحق بعلھا علي بن ابي طالب علیھ السلام.