الجزء الثاني
الفصل الثاني عشر
مظلومیة السیدة الزھراء علیھا السلام
( بروایة الشیخ المفید)بعد أن كانت مظلومیة الزھراء علیھا السلام وشھادتھا من المسلمات عند الشیعة صار ھناك الیوم من یروج إلى أن الشیخ المفید لم یؤكد مظلومیة الزھراء بخصوص حرق الدار وكسر الضلع وإسقاط الجنین!!
في حین إن كتب الشیخ المفید تشھد على مظلومیة الزھراء علیھا السلام حالھا حال باقي كتب علماء المذھب الشیعي مع أنھ عاش في عصر كثرت فیھ الفتن والطائفیات، وكان ھو رأس التشیع في العالم ، ومثلھ یحاول مراعاة الظروف التي تحیطھ، ولكننا مع ذلك نجد أنھ یصدحَ بمظلومیتھا سلام ﷲ علیھا في عدةٍ من كتبھ ومؤلفاتھ .نجد في كتبھ أمثال ( الإختصاص والأمالي والجمل والمقنعة) عدة روایات وتصریحات بمظلومیة الزھراء وشھادتھا وقتلھا واسقاط المحسن وضربھا ولطم خدھا وتناثر قرطھا، والھجوم على الدار والتھدید بحرق الدار وغیرھا..
حیث روى بسنده عن مروان بن عثمان قال : لما بایع الناس أبا بكر دخل علي علیھ السلام والزبیر والمقداد بیت فاطمة علیھا السلام ، وأبوا أن یخرجوا ،فقال عمر بن الخطاب : اضرموا علیھم البیت نارا... (الأمالي للمفید ص49) .وقال أیضاً : ولما اجتمع من اجتمع في دار فاطمة من بني ھاشم وغیرھم للتحیز عن أبي بكر وإظھار الخلاف أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا وقال لھ اخرج من في البیت فإن خرجوا وإلا فاجمع الأحطاب على بابھ واعلمھم أنھم إن لم یخرجوا للبیعة أضرمت البیت علیھم نارا.
ثم قام بنفسھ في جماعة منھم المغیر بن شعبة الثقفي وسالم مولى حذیفة حتى صاروا إلى باب علي فنادى یا فاطمة بنت رسول ﷲ صلى ﷲ علیھ وآلھ أخرجي من اعتصم ببیتك لیبایع ویدخل فیما دخل فیھ المسلمون وإلا وﷲ أضرمت علیھم نارا في حدیث مشھور.
(الجمل للمفید ص57) .
روى بسنده عن عبد ﷲ بن سنان ، عن أبي عبد ﷲ علیھ السلام قال: ..... قال : فدعا بكتاب فكتبھ لھا برد فدك ، فقال : فخرجت والكتاب معھا، فلقیھا عمر فقال : یا بنت محمد ما ھذا الكتاب الذي معك ،فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك ،فقال : ھلمیھ إلي، فأبت أن تدفعھ إلیھ، فرفسھا برجلھ وكانت حاملة بابن اسمھ المحسن فأسقطت المحسن من بطنھا ثم لطمھا فكأني أنظر إلى قرط في أذنھا حین نقفت ثم أخذ الكتاب فخرقھ فمضت ومكثت خمسة وسبعین یوما مریضة مما ضربھا عمر ،ثم قبضت.
(الإختصاص للمفید ص185) .
وروى بسنده عن عبد ﷲ بن بكر الأرجاني عن الإمام الصادق علیھالسلام : ... وقاتل أمیر المؤمنین علیھ السلام وقاتل فاطمة علیھا السلام وقاتل المحسن وقاتل الحسن والحسین علیھم السلام.
(الإختصاص ص344) .فالشیخ المفید یعتقد بأنّ القوم ھجموا على دار الزھراء وھددوھا بإحراق الدار، وضربوا الزھراء ورفسھا الرجل وأسقط جنینھا، وأنّ الزھراء خرجت من الدنیا مقتولة ھي وابنھا المحسن، ویؤیده أیضًا:ما ذكره في كتابھ المقنعة ھذه الزیارة : السلام علیك یا رسول ﷲ، السلام على ابنتك الصدیقة الطاھرة . السلام علیك یا فاطمة بنت رسول ﷲ ، السلام علیك أیتھا البتول الشھیدة الطاھرة ،لعن ﷲ من ظلمك، ومنعك حقك، ودفعك عن إرثك، ولعن ﷲ من كذبك، وأعنتك ، وغصصك بریقك، وأدخل الذل بیتك . (المقنعة للمفید ص459) .
حیث ھنا یصرّح أنھا خرجت من الدنیا شھیدة مظلومة ممنوعة حقھا مدفوعة إرثھا مقھورة ،قام القوم بتكذیبھا وأدخلوا الذل بیتھا!
وقولھ : ( وأدخل الذلّ بیتك ) إشارة الى الحدیث الذي یرویھ الصدوق في كتابھ الامالي بسنده الى عبد ﷲ بن عباس عن رسول ﷲ صلىﷲ علیھ وآلھ :
(وإني لما رأیتھا ذكرت ما یصنع بھا بعدي ،كأني بھا وقد دخل الذل بیتھا، وانتھكت حرمتھا، وغصبت حقھا، ومنعت إرثھا، وكسر جنبھا، وأسقطت جنینھا، وھي تنادي : یا محمداه ،فلا تجاب، وتستغیث فلا تغاث ،فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكیة .... فیلحقھا ﷲ عز وجل بي، فتكون أول من یلحقني من أھل بیتي، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك : اللھم العن من ظلمھا، وعاقب من غصبھا، وأذل من أذلھا، وخلد في نارك من ضرب جنبھا حتى ألقت ولدھا، فتقول الملائكة عند ذلك : آمین) .