الجزء الثاني
الفصل الخامس و العشرون
لا معنى للحیاة بعد ھذه الثلاث!مما صدر عن الزھراء علیھا السلام قولھا :
( حبب إلي من دنیاكم ثلاث : تلاوة كتاب ﷲ والنظر إلى وجھ رسول ﷲ والانفاق في سبیل ﷲ).
فلما فقدت وجھ ( رسول ﷲ ) وقیدوا بعلھا ( كتاب ﷲ الناطق )ومنعوھا ( الإنفاق في سبیل ﷲ) من أرضھا التي خصھا بھا والدھا..حینھا لم یبقَ معنى لحیاتھا، فلقد فقدت أحب ثلاثٍ إلى قلبھا، فاختار لھا ﷲ دار السلام وھي ما تزال ابنة العشرین عامًا، أقل أو أكثر بقلیل!!!
انتشرت ثلاث روایات عن تأریخ رحیلھا صلوات ﷲ وسلامھ علیھا
..الرّوایة الاولى : تنصّ على َّ أن استشھادھا (علیھ السلام) كان في{الثامن من شھر ربیع الثاني}
وبناءً على ھذه الروایة تكون الزھراء علیھا السلام قد بقیت بعد أبیھا أربعین یوما.الرّوایة الثانیة : تنصّ على َّ أن استشھادھا (علیھا السلام) كان في {الثالث عشر من جمادي الاول}
وبناءً على ھذه الروایة تكون الزھراء علیھا السلام قد بقیت بعد ابیھا خمسًا وسبعین یوما.الرّوایة الثالثة : تنصّ على َّ أن استشھادھا (علیھا السلام) كان في{الثالث من جمادي الثاني }
وبناءً على ھذه الروایة تكون الزھراء علیھا السلام قد بقیت بعد أبیھا خمسًا وتسعین یوما.ولا أحد یعلم حقیقة تأریخ استشھادھا في زمننا ھذا غیر ولدھا الحجة إبن الحسن روحي فداه كما ھو الحال مع موضع قبرھا الشریف وكما ھو الحال مع لیلة القدر ،فلدینا ثلاث لیالٍ ننقطع فیھا إلى ﷲ تعالى بالعبادة والتھجد حتى الصباح ولا نعرف لیلة القدر الحقیقیة أیھا من أي!
وكأن ھناك ارتباط وثیق بین فاطمة ولیلة القدر ،فكلاھما لا یعرف قدرھما وحقیقتھما إلا ﷲ تعالى والمعصومون الأربعة عشر یمثلھم الیوم قائمھم الحجة المنتظر عجل ﷲ فرجھ الشریف.
وكأن حكمة ﷲ شاءت أن تكون ذكراھا على مدار ثلاث روایات ویندثر تأریخ رحیلھا الحقیقي لیكثر الحدیث عن مظلومیتھا في ثلاث أوقات من كل عام لتبقى الأجیال تتناقل ھذه المظلومیة عامًا بعد عام وجیلًا بعد جیل.
****
فالسلام علیكِ أیتھا الحوراء الانسیة، السلام علیكِ أیتھا الطاھرة الزكیة، ویالھا من نھایةٍ حزینة تنتھي بھا قصتكِ یا فراشة الحب والسلام!
تعسًا لقومٍ تجرأوا وكسروا جناحیكِ الطاھرین فغدوتِ كسیرة مھضومة مقتولة بغصتك!
ورغم كل ما ألم بك أیتھا الطاھرة القدیسة فما زال النور الذي یتھافت علینا من ظلكِ الشریف ینیر علینا ظلمة اللیل ووحشة الزمن وغربة الأیام والسنین..
مازال ذكركِ یملأ قلوب محبیك، وحنانكِ یشعرھم بالأمن والطمأنینة فیتجرعوا ویتحملوا كل غصة وألم حینما یتذكروا أن مولاتھم عانت أضعاف ما عانوا من مظلومیة واضطھاد وتنكیل وتجریح.. حتى كانت نھایتھا الشھادة والرحیل السریع إلى حیث والدھا الحبیب.
فالسلام علیكِ یوم ولدتِ، والسلام علیكِ یوم استشھدتِ والسلام علیكِ یوم تبعثین على رؤوس الأشھاد لیأخذ ﷲ حقكِ من أعداءه وأعداء رسولھ وأعداء بعلكِ علي وأعداءكِ یا بضعة الرسول وروحھ التي بین جنبیھ.
* النھــایـــة*
