الجزء الثاني
الفصل الخامس عشر
مقاطعة الزھراء لعمر وأبي بكر...لم یكن غضب فاطمة على أبي بكر فقط بل قد أعلنت غضبھا على عمر بن الخطاب أیضا ومقاطعتھا لھما معًا، وبھذا فما أثبتناه على أبي بكر فیما سبق یشمل عمر أیضا ولا فرق بینھما!!
إلا أننا افردنا الكلام في البدایة عن أبي بكر لورود روایة كاملة تدینھ على لسان ابنتھ ( عائشة) في أكبر مصدر لدى أھل السنة والجماعة وھو البخاري!!
والآن نورد من الأحادیث ما جمعت الرجلین معًا في قضیة مقاطعة الزھراء علیھا السلام لھما حتى رحیلھا عن ھذه الدنیا:اتّفقت روایاتھم على أنّ موقف فاطمة علیھا السلام في إدانة السقیفة واتّھام أبي بكر وعمر ، كان أشد من مواقف الجمیع حتّى أمیرالمؤمنین علیھ السلام!
وروت مصادرنا ، ومصادرھم كابن قتیبة ، أنّھا علیھا السلام أدانتھما بالقول والفعل ، وعندما طلب أبو بكر المجيء إلى بیتھا للإعتذار منھا لھجومھم على بیتھا ، لم تقبل دخولھما بیتھا ، فتوسط لھما علي علیھ السلام ودخلا فلم ترد علیھما السلام وأدارت وجھھا إلى الحائط، وناشدتھما وھي غاضبة ، ما سمعا من النبي صلىّ ﷲ علیھ وآلھ وسلمّ في من أغضبھا فشھدا بذلك ، فأعلنت غضبھا علیھما ومقاطعتھا لھما ، وأنّھا ستشكوھما إلى ﷲ ورسولھ صلىّ ﷲ علیھ وآلھ وسلمّ ، وتدعو علیھما بعد كلّ صلاة!في كتاب سُلیم ص ٣٩١ :
» فدخلا وسلَّما وقالا : إرضي عنّا رضيﷲ عنك .فقالت : ما دعاكما إلى ھذا ؟ فقالا : اعترفنا بالإساءة، ورجونا أن تعفي عنّا وتخرجي سخیمتك .فقالت : فإن كنتما صادقین فأخبراني عمّا أسألكما عنھ فإنّي لا أسألكما عن أمر إلّا وأنا عارفة بأنّكما تعلمانھ ، فإن صدقتما علمت أنّكما صادقان في مجیئكما. قالا :
سلي عمّا بدا لك .قالت : نشدتكما بالله ھل سمعتما رسول ﷲ صلىّ ﷲ علیھ وآلھ وسلمّ یقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاھا فقد آذاني ؟ قالا :
نعم .فرفعت یدھا إلى السماء فقالت : اللھم إنّھما قد آذیاني فأنا أشكوھما إلیك وإلى رسولك .لا وﷲ لا أرضى عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسول ﷲ وأخبره بما صنعتما فیكون ھو الحاكم فیكما ! قال:
فعند ذلك دعا أبو بكر بالویل والثبور وجزع جزعاً شدیداً.
فقال عمر : تجزع یا خلیفة رسول ﷲ من قول امرأة! «.وفي روایة علل الشرائع : ١ / ١٨٧ :
» قالا نعم. قالت : الحمد ،ثمّ قالت : اللھم إنّي أشھدك فاشھدوا یا من حضرني أنّھما قد آذیاني في حیاتي وعند موتي ! وﷲ لا أكلمّكما من رأسي كلمة حتّى ألقى ربّي فأشكوكما بما صنعتما بي وارتكبتما منّي ! فدعا أبو بكر بالویل والثبور وقال : لیت أمّي لم تلدني ! فقال عمر : عجباً للناس كیف ولوك أمورھم وأنت شیخ قد خرفت ! تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاھا وما لمن أغضب إمرأة ! وقاما وخرجا « !
وفي الغدیر : ٧ / ٢٢٨ ، عن الإمامة والسیاسة : ١ / ١٤ ، وأعلام النساء للجاحظ : ٣ / ١٢١٤ :
» قالت : فإنّي أشھد ﷲ وملائكتھ إنّكما أسخطتماني وما أرضیتماني ، ولئن لقیت النبي لأشكونكما إلیھ. فقال أبو بكر : أنا عائذ با الله تعالى من سخطھ وسخطك یا فاطمة ! ثمّ انتحب أبو بكر یبكي حتّى كادت نفسھ أن تزھق ، وھي تقول : وﷲ لأدعونّ علیك في كلّ صلاة أصلیّھا. ثمّ خرج باكیاً فاجتمع الناس إلیھ فقال لھم : یبیت كلّ رجل معانقاً حلیلتھ مسروراً بأھلھ وتركتموني وما أنا فیھ لا حاجة لي في بیعتكم ، أقیلوني بیعتي ... «. انتھى.