الجزء الثاني
الفصل الواحد و العشرون
فاطمة وأسماء
القصة لأحد إخواننا وھو من أھل السنة والجماعة نشرھا أحد مسؤولي المنتدیات الإلكترونیة في موقع فتوى لیتأكد من صحة ما ورد فیھا من أحادیث فجاءه الرد بأنھا أحادیث وروایات صحیحة وإلیكم نص القصة كما نشرھا:
ھي قصةُ امرأةٍ لا شك أنّكِ تحبینھا، ومِن أعماق قلبكِ تجلینھا.. كیفلا وھي ابنةُ أحب الخلق صلى ﷲ علیھ وسلم، إنھا الزھراء فـاطمة رضي ﷲ عنھا .. أریدك یا غالیة وأنتِ تقرئین ھذه السطور أن تستشعري الموقف وكأنك تسمعین كلامھا وتحسین بإحساسھا ..
لما كانت جالسة رضي ﷲ عنھا مع أسماء بنت عمیس رضي ﷲ عنھا، وكانت أسماء مسترسلة في حدیثھا لفاطمة وتقول: كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا، وبینما ھي كذلك إذ نظرت إلى فاطمة رضي ﷲ عنھا سارحة الذھن شاردة البال!! فسألتھا قائلة: یا فاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إليّ؟؟ فإذا بالغالیة ترد وتلقي بالدرر التي لا یدركھا إلا من اختصھ ﷲ بنفس تلك المشاعر قالت : عذراً یا أسماء لكني كنتُ أفكر!! ما الذي تظنین أنھ شغل فكرھا؟!! قالت : یا أسماء إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت!!! وﷲ إنّي لأستحي أن أخرج عند الرجال في وضح النھار لیس عليّ إلا الكفن!!
سبحان ﷲ تستحي وھي میتة مكفنة في خمسة أثواب!! ما الذي سیظھر منھا؟ ومن الذین سیحملونھا؟ وھل ھو موقف فیھ أي نوع من أنواع الفتنة؟؟ فھي لیست في سوق أو حدیقة أو منتزه! بل في موقف حزن .. فقالت لھا أسماء : ألا أصنع لكِ شیئاً رأیتھ في الحبشة ..
نضع أعمدة على أركان النعش حتى یرتفع الغطاء على الأعمدة فلایبین أي شيء .. فردت فاطمة قائلة : اللھم استرھا كما سترتني ..
ُّ درھا تستحي وھي میتة فما بال الأحیاء لا یستحون؟؟
فلو مرت فاطمة رضي ﷲ عنھا في أسواقنا الیوم! ورأت من مات حیاؤھا!! فخصّرت العباءة ولونت أطرافھا وتكسرت في مشیتھا وعلت ضحكاتھا وفاحت رائحة عطرھا !!! فماذا ستقول رضي ﷲ عنھا؟؟ بل أین من تقول للمحتشمات إنھنّ معقدات فھل فاطمة معقدة؟ إذا كانت معقدة فھنیئاً للمعقدات!
لأن ﷲ سبحانھ وتعالى قد أرسلَ ملكاً من الملائكة لمحمد صلى ﷲ علیھ وسلم برسالة عظیمة .. وبشارة من أعظم البشارات یقول فیھا سبحانھ:" بشر فاطمة أني كتبتھا ھي سیدة نساء أھل الجنة " ﷲ أكبرسیدة نساء أھل الجنة .. ما الذي أوصلھا لھذه المنزلة؟؟ قال علیھ الصلاة والسلام:
( الحیاء لا یأتي إلا بخیر ) رواه البخاري.
فماذا عنك أخیة ھل أنتِ من نساء أھل الجنة أم لا؟ انظري إلى نفسكِ قلیلاً وفكري في حالك .ھل قدركِ عالٍ عند ﷲ سبحانھ وتعالى كفاطمة رضي ﷲ عنھا؟؟ أم أنھ كالممثلات والمطربات؟؟قال رسول ﷲ صلى ﷲ علیھ وسلم:
( مَن تشبّھ بقومٍ فھو منھم ) رواه أبي داوود.
