الجزء الثاني
الفصل الرابع والعشرون
محاولة نبش قبر الزھراء!وأصبح البقیع لیلة دفنت وفیھ أربعون قبرا جددا، وإن المسلمین لما علموا وفاتھا جاؤوا إلى البقیع، فوجدوا فیھ أربعین قبرا ،فأشكل علیھم قبرھا من سائر القبور ،فضج الناس ولام بعضھم بعضا وقالوا: لم یخلف نبیكم فیكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتھا والصلاة علیھا، ولا تعرفوا قبرھا.
ثم قال ولاة الأمر منھم: ھاتم من نساء المسلمین من ینبش ھذه القبور حتى نجدھا فنصلي علیھا ونزور قبرھا، فبلغ ذلك أمیر المؤمنین (صلوات ﷲ علیھ) فخرج مغضبا قد احمرت عیناه، ودرت أوداجھ وعلیھ قباه الأصفر الذي كان یلبسھ في كل كریھة، وھو متوكئ على سیفھ ذي الفقار ،حتى ورد البقیع، فسار إلى الناس النذیر وقالوا: ھذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونھ یقسم بالله لئن حول من ھذه القبور حجر لیضعن السیف على غابر الاخر.
فتلقاه عمر ومن معھ من أصحابھ وقال لھ: مالك یا أبا الحسن وﷲلننبشن قبرھا ولنصلین علیھا، فضرب علي (علیھ السلام) بیده إلى جوامع ثوبھ فھزه ،ثم ضرب بھ الأرض، وقال لھ: یا ابن السوداء أما حقي فقد تركتھ مخافة أن یرتد الناس عن دینھم، وأما قبر فاطمة فوالذي نفس علي بیده ،لئن رمت وأصحابك شیئا من ذلك لأسقین الأرض من دمائكم ،فإن شئت فأعرض یا عمر.
فقال أبو بكر: یا أبا الحسن بحق رسول ﷲ وبحق فاطمة إلا خلیت عنھ، فإنا غیر فاعلین شیئًا تكرھھ. فخلى عنھ وتفرق الناس.
*بحار الانوار: ٤٣
*دلائل الإمامة للطبري: ٤٦-٤٧
