"ماذا كنتَ تفعلُ مع شلة المنحطين هناك؟!فالتتكلم!"،قالَ رجلٌ في الثلاثين من عمره وهو يمسك بخشبةٍ غليظةٍ في يده.
"أبي،لم نفعلْ شيئاً،كنا نتحدثُ فحسب"،قالَ فتاً في السابعةَ عشرَ من عمره،ذو بشرةٍ شاحبة وشعر بنيٌ غامق،كانَ مستلقياً على الأرض خائفاً.
"أنتَ تكذب!لقد رآك أبا وليد وأنت تدخنُ معهم!سأريكَ أيها الوغد!"،رفع الخشبةَ وبدأ يضربُ بكلّ وحشية والفتى يصرخُ ويحاول أن يحميَ نفسهُ من الضربات.
"لؤي!أرجوكَ إتركه!إهدئ أرجوك!"،جاءت إمرأةٌ للغرفة،تحاولُ إبعادَ زوجها عن ولدها الذي بدأت تخرجُ الدماء من جسده.
"أبي،أرجوك أتركهُ،أرجوك!"،أتى فتاً في السادسة عشر ذو بشرةٍ حنطيةٍ وشعرٍ بنيٍ غامق،يحاولُ هو الآخر إبعادَ والدهِ عن أخيه الذي يصرخُ من الألم.
"إتركوني!....أخرج من المنزل!هيا أخرج!"،قالها بغضب.
"لا أرجوك!الجو باردٌ للغاية"،صرختْ الأم قلقةً على إبنها،نهضَ الإبنُ الجريحُ من الأرض بدون نطقِ حرفٍ واحد وخرجَ من منزله في منتصفِ الليل في شهر كانونَ الأول،إبتعدَ قليلاً عن الأرجاء و هو يحاولُ تدفئةَ نفسه بالمشي وفرك نفسهِ بيديه.
"اللعنة على ذلك الحقير الواشي!"،قالَ بغضبٍ والهواءُ البارد يضربُ جروحه ويزيدُ من ألمه،أخرج الولاعة وعلبةَ التدخين وأشعل السيجارة وهو يرتجفُ من الهواء البارد،جلس على الأرض و نظرَ للسماء المليئةِ بالغيوم الرمادية.
"إبقى هكذا يا أبا مراد،لنرى ماذا ستفعلُ لاحقاً،أقسمُ بأني إذا متُّ فسأموتُ تحتَ يديك"،قالها بحرقةٍ والدموع بدأت تنهمر من عينيه.مراد:
"بسمَ الله!..لقد..كانَ حلماً مزعجاً.."،نهضتُ فزعاً ومتصبباً من العرق.
"لماذا دائماً يأتيني هذا الكابوس....الأمرُ أصبحَ مزعجاً"،بدأتُ بحك رأسي محاولاً تهدئةَ نفسي،نظرتُ للساعة على الحائط،لأرى أنها الساعةُ السادسةُ والنصف،فجأة أسمعُ طرقاً للباب،فتحُ الباب قليلاً ومدّ لؤي رأسه بهدوء وهو يرتجفُ كعادته.
"أ..أبي..أنا أعتذرُ جداً لو أيقظتكَ من نومك..ل..لكن الفطورُ جاهز"
"يا لهُ من صباح،إذهب وإغلي الشاي بسرعة"،قلتُ وأنا أنهضُ من السرير بينما هو أغلق الباب وذهب،غيرتُ ملابسي،ذهبتُ للمرحاض وخرجت.
"صحيح،غداً يجبُ عليّ إحضار لؤي معي ليراهُ فارس وأخيرًا سأرتاحُ"،قلتِ بيني وبينَ نفسي.
جلستُ على مائدةِ الطعام،بينما هو كانَ يسكبُ الشاي،لم أكنْ حتى أحبُّ النظرَ إلى وجهه،لقد كانَ نسخةً عن والدته،الشعرُ الكثيف والعيون اللامعة،ألقيتُ كأس الشاي من يدي وإنكسرَ على الأرض بسببِ سرحاني.
"هل أنت-"،قبلَ أن يكمل كلامهُ صرختُ في وجهه.
"إلى ماذا تنظر؟!نظفّ الأرض بسرعة!"
"ح..حاضر"،نهضتُ من الطاولة وأنا لستُ بمزاجٍ جيد،كنتُ أرغبُ بتفريغ طاقتي به،لكن لم يكن هناك سببٌ كافٍ.
"لقد أصبحتَ تراهُ كما كانَ يراك.."،فكرت في نفسي،خرجتُ من المنزلِ غاضباً وقررتُ التوجه للمدينةِ لإستنشاقِ بعض الهواء والإبتعاد عن كلِّ شيء،ضغطتُ على زمور الشاحنة كي يأتيَ ذاكَ الأبله لعندي،خرجَ من المنزلِ وإتجه نحوي.
أنت تقرأ
نافذة الأمل
Randomقصة تتناول حياة مراهقين ،تتكلم عن آلامهم،طموحاتهم،وأحلامهم. ونرى كيف يواجهون بعض الصعوبات التي يواجهونها الذين من عمرهم ..ونرى من يحاول التمسك بحبل الأمل منهم..في النهاية نرى من سيستطيع النجاة من بركة اليأس ومن سيبقى غريقاً فيها ...