إكتشافات

28 3 1
                                    

كانت الساعة الرابعة عصراً،عائلة فؤاد وآدم كانوا في منزل عائلة فؤاد،قد إنتهوا من تناولِ الطعام وكلٌ ذهبَ ليقومُ بعمله.
'شادي'،الإبن الأكبرُ لوالد فؤاد،مع أخيه الأصغر'أنس'،ذهبا مع عبد الله للمشي حول المنطقة،ذهبَ الرجال لغرفةِ الجلوس،بينما كانت النساء يرتبون الطاولة.
"ما شاء الله،الكلُّ كان جائعاً،البارحةَ لم ينهوا نصف الطعام رغم كونهم عائدين من سفر.."،قالت ثناء وهي تغسل الصحون،كانت أختُ فؤاد الوحيدة،'بشرى' تساعدها.
"بلى معكَ حق.."،قالت بشرى.
"صحيح،كيف كانت آخرُ سنةٍ في الجامعة؟أهناكَ حدثٌ جديد؟"،قال ثناء وكأنها تلمحُ لشيء.
"كانت صعبةً من كلِّ النواحي،لكن الحمدلله،معدلي كانَ جيداً..وحفلةُ التخرج لم تكن ممتعة،لذلك أنا وصديقاتي إحتفلنا لوحدنا في منزل إحداهن.."
"إبنتي هكذا،لا تحبُّ أن تختلطَ مع الكثيرِ من الناس،فرحتها تتواجدُ مع صديقاتها.."،قالت والدةُ فؤاد وهي تساعدُ في ترتيبِ المطبخ.

"إسمعني،لا أريدُ البقاء هنا،الشباب الكبار رحلوا فلماذا لا نذهبُ للملاهي؟"،قال آدم وهو يغسلُ يديه،بلل يداه بالماء وبدأ يمسحُ بهِ شعره ويرجعهُ للخلف،كانَ فؤاد واقفاً أمام باب الحمام ينتظرهْ.
"دعنا نأخذ موافقة الحكومات العليا"،قال فؤاد بسخرية،ذهبا كلاهما لوالديهما وبعد بعضٍ من الترجي،أخذا الموافقة وخرجا،كانا ينزلان السلالم بسرعة.

"لماذا لم تشتري لي واحدةً أخرى،يا لكَ من بخيل.."،قال آدم لفؤاد وهو يتناول المثلجات.
"يا لكَ من جاحد،كما أننا مقبلون على الشتاء،أخافُ أن تمرضَ يا إبن العم.."،قال فؤاد بسخرية.
"صحيح،لم أسألكَ عن الآنسة منشن؟بهجة العائلة.."،قال آدم وبدأ يضحك.
"بومة!بومةٌ على شكل بشر...ألم ترى كيفَ أنها لم تتناولُ الغداء معنا؟..لقد عكرت مزاجي.."
"وكأنها أول مرةٍ تفعلُ شيئاً كهذا..فعلت الأسوأ..كم بقيَ معك من المال؟،أريدُ تجربةَ كل شيءٍ في الملاهي.."،بعد نصفِ ساعةٍ من المشي،وصلَ كلاهما للملاهي،كانت ضخمةً وصاخبة،ركب آدم تقريباً بكل القطارات والألعاب العالية،فؤاد كانَ مستمتعاً كذلك ولكن إنتبه بأنَّ آدم كانَ يصرخُ بصوتٍ عالٍ جداً في كلِّ لعبةٍ يركبها،لم يبدو عليه الخوف أبداً ولكن لم يعرف لما الصراخ العالي لتلك الدرجة،الساعةُ كانت السابعة،جلسَ آدم وفؤاد وكانوا يتناولون غسل البنات،مع صودا وفشار.
"يا رجل،أشعرُ بقلبي.."
"يدقُّ بسبب الحب..الحبُّ صعبٌ يا إبن العم.."،قال آدم بسخرية.
"يا لك من تافه..أشعرُ بالتعب والنشاط  في نفس الوقت.."
"تشعرُ بأنكَ فرغتَ طاقتك..لذلكَ أحبُّ الملاهي.."
"والصراخُ بأعلى صوت جزءٌ من إفراغِ الطاقة؟ما ذنبُ أذناي آدم؟"
"وكأن صراخ الفتيات خلفنا لم يكن كافياً لتفجير طبلةِ الأذن،إذا كنا يخفن لماذا يركبنَ قطار الموت؟"
"ربما لكسر حاجز الخوف..على كلٍ متى يجبُ أن نعودَ للمنزل؟هل نعودُ الآن؟"
"لن نضيعَ الثلاث ساعاتٍ في المنزل بينَ همومِ الكبار..ما رأيكَ بأن نذهب للمقهى؟"
"يا لكَ من إنسانٍ شره..ألديكَ مالٌ يكفي على كلٍ؟"،شرب آدم الصودا دفعةً واحدة وتنهد.
"معي،فقط دعنا نذهب.."

نافذة الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن