القرار

85 20 38
                                    

كانتْ الساعةُ الرابعةُ فجراً،لؤي مستلقٍ على سريرهِ،ينتظرُ أذانَ الفجر ليذهبَ للمسجد ويرى الشيخ،على الأقل سيفرحُ برؤيته،كانَ معصمهُ قد تحسن بعض الشيء،لذا فكّ الجوربَ عنه،تحسس جبينه.
"الحمدلله،خفت الحرارة.."،فكّر لؤي قليلاً.
"هل عليّ إخبارُ الشيخُ؟هل بإمكانهِ إقناعُ والدي؟..حتّى وإن إقتنعَ بإلغاء فكرةِ الزواج..أنا أشعرُ بالإختناق..لم يعد جسدي فقط هو الذي يؤلمني..روحي بدأت تتألم..يا ربي لم أعد أتحمل.."،بدأَ لؤي بالبكاء بصمت،شعرَ بالحزنِ والضعف وكأنّهُ لا يملكُ روحاً تتألمُ من كلِّ هذهِ الصعوبات.

سمعُ أذانُ الفجر،نهضَ لؤي من سريرهِ،غيّرَ ملابسهُ وإرتدى سترةً لشعورهِ بالبرد،على الأقل والدهُ لن يستيقظَ الآن،خرجَ من المنزل وتوجه للصلاة،وسطَ الصلاة،بقيَ لؤي يبكي أثناء صلاته،بعد إنتهاء الصلاة،ما زالتْ دموعه تتساقطُ وإذ يشعرُ بيدٍ دافئةٍ على ظهره.
"ما بكَ يا عزيزي؟"،نظرَ لؤي له بعيونٍ مليئةً بالدموع،رأى وجههُ البشوش ينظرُ لهُ بعيونهِ الزرقاء التي رسمتْ حولها التجاعيد،رغمُ ذلك كانَ وجهه يضيءُ بالنور،إرتمى لؤي على حضنه وإستمرّ بالبكاء.
"لا عليك،أفرغْ ما لديكَ يا بنيّ"،لؤي بقيَ يبكي ويبكي،الشيخُ قلقَ بعض الشيء،لكن لم يرد مقاطعتهُ وتركهُ يبكي حتى يهدأ،أخيراً رفعَ لؤي رأسهُ،عيناهُ حمراوتانِ من البكاء ولم ينطق بحرف.
"يا عزيزي ما الأمر؟قل لي"،لم يستطعْ لؤي قولَ شيء،وضعَ رأسهُ على حضن الشيخ وأغمضَ عينيه.
"أتريدني أن ألعبَ بشعرك؟"،قالَ الشيخُ بنبرةٍ ودية،هزَّ لؤي رأسهُ وبدأ الشيخُ يمسحُ على شعره.
"ما شاء الله،ما هذا الشعرُ الكثيفُ الجميل،ليسَ مثلي شعرٌ خفيفٌ و أبيض"
"لماذا ترتدي معطفاً في هذا الطقس؟هل أنتَ مشتاقٌ للشتاء أم أنكَ تشعرُ بالبرد؟"،حاولَ الشيخُ أن يمازحَ لؤي ليجعلهُ يتكلم أو يبتسم ولكن بلا جدوى.
"شيخي..؟"
"نعم عزيزي؟"
"هل..ستكرهني إن علمتَ بماذا أفكر..؟"
"كلّا،أخبرتكَ من قبل..مهما حدثَ معك و إن شعرتَ بالضياع،فتعالَ وقل لي"،إرتبكَ لؤي قليلاً قبلَ أن يتكلم.
"أنا آسفٌ شيخي،أشعرُ أنّي ضعفتُ للغاية..ولم يعد بإمكاني تحملُ هذا الألم.."،لم يفهمِ الشيخُ بالضبط ما قصدهُ لؤي،لؤي عزمَ أن لا يخبرَ أحداً حتّى الشيخ،خوفاً من أن تحدثَ مشاكل،قررَ بأن يخبرَ حنين فحسب.
"لكن أنا-ستعرفُ لاحقاً..أعدك..الآن عليَّ الذهابُ"،قبّل لؤي يد الشيخ وخرجَ من المسجدِ مسرعاً.
"يا إلهي،ما الذي يحدثُ معه؟"،قلقَ الشيخُ من كلامِ لؤي،هذهِ المرة شعر بالخوف عليه أكثرَ من ذي قبل.

لؤي:
كنتُ أعدُّ الفطور لوالدي،لم تكن لدي شهيةٌ للطعام،سأعدُّ سندويشةً لنفسي وأكلها لاحقاً،فتحَ باب غرفته وخرج،جلسَ على الطاولة.
"ألم تنتهي من إعداد الفطور يا وغد؟!"، كانَ غاضباً للغاية.
"تفضل أبي،ها هوَ الشاي"،وضعتُ الشاي على الطاولة وقررتُ البدأ بالعملِ مباشرةً،لكن قبلَ كلِّ شيء،ذهبتُ لغرفتي أولاً.
"آملُ أن تكون بحالةٍ جيدة.."،قلتُ وأنا أفتحُ خزانتي،كانتْ لديّ حقيبةُ ظهرٍ من أيامِ الإعدادية،وجدتها ،كانت لا تزالُ جيدة وحجمها جيد.
"يمكنني وضعُ ثيابي داخلها ووضعُ بيلو أيضاً..إن عزمتُ الأمر.."،قلتُ بيني وبين نفسي،فجأةً دخلَ أبي لغرفتي،أعدتُ الحقيبةَ بسرعة للخزانة.
"ماذا كنتَ تفعل؟"
"ل..لا شيء"،إقتربَ والدي ودفعني بعيداً وبدأ يبحثُ في خزانتي،فتحَ الحقيبة وبدأ يبحثُ فيها،أغلقَ باب الخزانة ونظر إلي أمسكَ بي من قبة قميصي وبدأ يبحثُ في جيوب بنطالي،لم أكن أفهمُ لماذا؟على ماذا يبحثُ؟
"لماذا أصبحتَ لا تجلس في وقتِ الغداء والفطور؟"،لم أعرف كيف أرد،لكن لن أقول لهُ أو أتجرأَ على قولِ السببِ الحقيقي.
"أنا..فقط لا أشعرُ بالجوعِ باكراً لكن في وقت الغداء أشعرُ بالجوعِ الشديدِ ولا أتحمل"،كذبتْ للأسف،بقيَ ينظرُ إليّ وهو غير مقتنع،خفتُ من أن يمسكَ الحزامَ بيده.
"بدلاً من جلوسكَ هنا،إذهبْ وإبدأ بتعبئةِ الصناديق!دع لوجودكَ هنا منفعة!"
"ح..حاضر"،نهضتُ بسرعةٍ وخرجتُ من المنزلِ للمزرعة،ركزتُ على إختيارِ أفضلِ الخضار،إقتربت مني فستقة لكي تلعب.
"آسفٌ يا فستقة،لكن لا أستطيع الآن اللعب،سنلعبُ لاحقاً عزيزتي"،قلتُ وأنا أربتُ على رأسها وعدتُّ لعملي.
"لكن لحظة،ماذا لو قررَ أبي أن يجعل فستقة تبحثُ عني،يمكنُ أن يعطيها قميصاً لي أو حذاءً،تشمّهُ وتعثرَ عليّ،سيقتلني والدي حينها"،فكّر لؤي وقلق،أكملتُ عملي ووضعتُ الصناديقَ في الشاحنة،خرجَ والدي من المنزلِ و ذهبتُ لعنده ولكن..لكن هذهِ المرةَ إبتعدتُ قليلاً عن النافذة.
"أريدُ أن أعودَ وأرى كل شيءٍ مرتباً والغداء جاهزاً واليومَ سأريكَ درسك في المساء"،نظرتُ لهُ بإستفسار،هل فعلتُ شيئاً؟لكن ما زلنا في بداية الصباح.
"هل نسيتَ ما فعلتهُ البارحة؟اليوم سألقنكَ درساً لن تنساه..هيا إذهب وإبدأ بالعمل"
"ح..حاضر"،قادَ الشاحنةَ وإبتعد،عدتُ للمنزلِ بسرعةٍ وقررتُ الإتصالَ بعمي،عليّ أن أرى حنين اليوم.
"أهلًا عمي،كيفَ الحال؟..الحمدلله أنا بخير،أرجوك أنا أحتاجُ أن تأتيَ حنين اليوم...نعم من فضلك..الأمر مهم...نعم..نعم الأمرُ له علاقةٌ بالدراسة..لا لا..أبي سيأتي وقت العصر،ربما بعدَ الصلاة...حسناً شكرًا كثيراً عمي،مع السلامة"،كذبتُ من جديد،أشعرُ بالخجلِ من نفسي.
"سامحني ياربي..سامحني"،قلتُ بحزن وذهبتُ بعدها بسرعةٍ لإتمامِ أعمالِ المنزل،اليومَ يجبُ أن أنهيَ كلّ شيء.
..............................
مرت ثلاثُ ساعات وبالفعلِ إستطعتُ إنهاء كلّ أعمالي بصعوبة،إستلقيتُ على الأريكةِ قليلاً لأرتاح.
"من المفترضِ أن تأتيَ حنين بعدَ قليل.."،بدأتُ أفكر أكثر.
"هل الهروبُ هو الخيارُ الصحيح؟لقد إستخرتُ بالفعل قبل صلاةِ الفجر،إذن لا بأسَ بالأمر،أنا لن أنسى والدي،سأطمئنُّ عليه من بعيدٍ كلّ فترة"،فكّرتُ ثانيةً.
"هو لن يهتم،هو من الأصلِ لا يريدني..ربما سينزعجُ فقط من عدومِ وجود أحدٍ لينظف المنزل،لكن لن يشتاق لي..لا والدي ولا والدتي..لا أحد هنا لأجلي.."،بدأتُ بالبكاء بصوتٍ عالٍ واضعاً رأسي على وسادةِ الأريكة.
"أمي..أنا أريدكِ..أريدُ أن أشعرَ بكِ قربي.."،بعدَ دقائقَ سمعتُ دق الباب،ذهبتُ وفتحتُ الباب ورأيتُ حنين أمامي،حينَ إنتبهت لدموعي،تغيرتْ ملامحها ودخلت للمنزل.
"ما الأمر لؤي لما تبكي؟هل فعلَ لكَ والدكَ شيئاً مجدداً"،لم أستطعْ قولَ شيء،لم أستطعِ التعبيرَ بمشاعري لأحدٍ اليوم.
"ح..حنين.."،قلتُ بصوتٍ يرجفُ من البكاء الشديد.
"نعم؟"،أمسكت بيدي ونظرت لي بقلق.
"أنا أحتاجُ مساعدتكِ..أنا لم أعد أستطيعُ التحمل..روحي..أشعرُ بأنّي سأموت!"،عادتْ لي نوبةُ البكاء ثانيةً.
"لؤي!كلّا عزيزي،لا تفاؤل على نفسك،أرجوك!أخبرني ما المشكلة؟"،جلسنا على الأريكةِ وهي تمسحُ يدها على ظهري لتهدئتي.
"هل يؤلمكَ شيء؟"
"كلُّ شيءٍ يؤلمني..أرجوكِ"،إلتفتُ نحوها ونظرتُ لها.
"أحتاجُ مساعدتكِ،الأمرُ مهمٌ للغاية.."
"بالطبعِ سأساعدك..بماذا تريدُ أن أساعدك؟"
"أنا قررتُ أن أهرب.."
"ماذا؟!هل أنتَ جاد؟"،قالتْ بصدمة.
"نعم..وأرجو أن تساعديني..ليس لدي أحدٌ غيرك سيساعدني في الأمر.."،نظرت لي بحزن ثمّ وضعت يديها على يدي.
"سأساعدك..لكن كيف؟وإلى أينَ ستذهب؟لحظة،أتفكرُ بالذهابِ لذلكَ المنزل؟"
"بلى..إنه بعيدٌ عن المنزل وأبي لا يذهب إلى ذلكَ الإتجاه،عليّ الذهابُ اليوم..عليّ تجهيزُ الأمر.."
"حسناً فهمتُ عليك ولكن لما لا تذهبُ لجدي في المزرعة؟"
"كلا،أبي سيعرفُ ويذهبُ لإحضاري،أنا لا أريدُ الذهابَ لمنزلِ شخصٍ أعرفه كي لا تحدثَ مشاكل..المنزل ذاكَ حلٌ مناسب لفترة"
"حسناً لؤي،بما أساعدك؟"،قالت متبسمةً ونهضت بحماس،نهضتُ ونظرتُ لها مبتسماً.
"لقد فكرتُ بأمر مهم،علي نقل ثيابي كلها اليوم لذلك المنزل"
"لكن ليسَ لدينا حقيبةٌ تساع كل تلك الثياب،برأيي خذ الثيابَ الشتوية الآن.."
"كلا،الأمرُ أنّهُ..ماذا لو إستخدمَ أبي فستقة لتشم رائحتي في الثياب ويستدل مكاني؟"
"بالفعل!أنتَ محق..إذن دعنا نأخذُ بعض الأكياس ونضعُ الثيابَ بها..لكن ماذا لو رآنا أحد؟ماذا لو سرقت ملابسك؟"
"لا عليكِ،البيتُ مهجور ولا يدخلُ له أحد وسننتبهُ من أن لا يرانا أحد..لكن علينا أن ننتهيَ من الأمرِ بسرعة"
"حسناً،دعنا لا نضيع الوقت"،أمسكت بيدي وذهبنا لغرفتي،أخرجتُ كلّ ملابسي من الخزانة ووضعتها على السرير،من حسنِ الحظ أنها لم تكن كثيرة،ذهبت حنين في تلك الأثناء للمطبخ وتناولت بعض الأكياس السوداء.
"سنستخدمِ هذهِ الأكياس،لودخلَ أحدٌ سيعتقدُ أنها مجرد قمامة"
"فكرةٌ رائعة"،بدأتُ بوضع ثيابي في الأكياس،إلتفتُ لأرى حنين قد خرجت من الغرفة.
"إلى أينَ أنتِ ذاهبة؟"
"سأراقبُ الوضع في الخارج لأرى إن كانَ هناك حركة"،أكملتُ توضيبَ الملابس.خرجتُ من الغرفة وجهزتُ الأكياس بيدي،كانا كيسينِ كبيرين،كانتْ حنين في الخارج تراقبُ الطريق،طرقتُ الباب وفتحتُ لها.
"الوضعُ آمن،هيا بنا"
"هيا"،أمسكتْ هي بكيسٍ واحد وخرجنا من المنزل بحذر،لم نستطع الركض من الأكياس ولكن كنا حذرين من أن لا يرانا أحد.
"لؤي لدي فكرة،حينَ تبدأ المدرسة،سأعبرُ من هنا وأسلمُ عليك،هناكَ طريقٌ يؤدي إلى هنا من دونِ أن يرانا عمي"
"إذا كانَ الأمرُ لن يحدثَ مشاكل،فيمكنكِ القدوم بالطبع ولكن..من دون أن يراكِ أحد،كي لا يكتشفَ أحدٌ الأمر"،وصلنا للمنزل ودخلت من النافذة بينما بقت حنين في الخارج تراقبْ،وضعتُ الأكياس بعيداً وبدأتُ أراقبُ المنزل عن قرب.
"عليّ تنظيفهُ جيداً..لكن ليسَ لدي وقتٌ اليوم..لا بأس ربما غدًا أو الليلة سأقوم بترتيبِ كلّ شيء وسأبحثُ عن عملٍ بعيداً عن المنطقة.."،فكرتُ بالأمر،خرجتُ من النافذةِ وذهبتُ لحنين.
"حنين،دعينا نعودُ للمنزل..لقد إنتهينا هنا"
"لكن البيت يحتاجُ لتنظيف،إذا أردتَّ دعنا ننظفهُ معاً"
"كلا لا نملكُ وقتاً كثيراً ولا أريد إرهاقكِ"،أمسكتُ كلتا يداها بحزن.
"كلّا لا عليكِ،أنا هنا لأجلك،كما أنّها لا تزالُ الساعة العاشرةَ والنصف"،قالت وهي تنظرُ لساعتها.
"لا عليكِ من التنظيف،لكن كلُّ ما أريدهُ هو أن تبقي بجانبي..أريدُ أن تكوني معي في هذا الوقت وأنا تطمأن على والدي وتعلميني بأخباره"
"لا عليك،بإذن الله فترةٌ وستنتهي قريباً وربما..ربما والدك سوفَ يشتاق لك ويتغير إتجاهك"،أنزلتُ رأسي وعقلي لم يتقبل هذهِ الفكرة،هو لن يهتمَّ بأمري،هو يكرهني..تقبلتُ هذهِ الحقيقة ولكن لا زلتُ لا أعلمُ لماذا،لم أرد الآن أن أحزن أردتُ فقط أن أقضي بعض الوقت مع حنين،أمسكتُ بيدها وبدأنا نعودُ للحي.
"هل لديك مالٌ يكفيكَ لؤي؟من أينَ ستأكل؟"
"ليسَ معيَ الكثير،لكن سأعدُّ كميات من السندويشاتِ وأخذها معي،من بعدها سأحاولُ أن أجد عملًا.."
"أنا لديّ بعضُ المال،خذهُ وإشتري بهِ ما تحتاج الآن"،أخرجت من حقيبةِ ظهرها مبلغاً بسيطاً،لكنّي خجلت ولم أرضى بأخذه،حاولت عدةِ مرات حتّى إستسلمتُ وأخذته.
"لا عليكِ،أول راتبٍ سوفَ أحصلُ عليه،سوف أعيدُ لكِ المال،أعدكُ بذلك"
"لستُ مضطراً لؤي،الآن لا أحتاجُ لشيء مهم..لذا لا تفكر كثيراً بالأمر"،إقتربنا من الحي وبدأنا نراقبُ الوضعَ بحذر،دخلنا المنزل وكانت الساعة الحاديةَ عشر وربع.
"ما زالَ هناك وقت حتّى يأتيَ والدي،ما رأيك بأن أعدّ لنا شيئاً نأكله؟"،قالت بنبرةٍ مرحة.
"أنا جائعٌ بصراحة ولكن بماذا تفكرين؟"،فتحت حقيبتها وأخرجت معكرونةً سريعة التحضير.
"أنتَ إرتح بينما أعدها لك،لقد أحضرت لكَ نكهتكَ المفضلة"،إقتربتُ منها وحضنتها،إنها دائمًا تبهجني وتبقى معي رغمَ كلِّ شيء،بادلتِ العناق ووضعتْ رأسها على صدري.
"حنين..؟"
"نعم؟"
"ما رأيكَ بعد سنةٍ أو سنتين أن نعيشَ معاً؟"
"نعيش معاً؟هل يمكننا فعلُ ذلك؟"
"أنا لا أستطيعُ العيشَ بدونكِ،لا يمكنني تخيلُ عالمي وأنتِ لستِ فيه،أشعرُ معك بالحنانِ والدفئ.."،بدأت الكلمات تخرجُ من فمي أخيراً وعبرتُ قليلاً عمّا أشعرُ به،عيشي لوحدي لن يكونَ سهلًا،لكن إن كانت حنين معي فكلُّ شيءٍ بإذن الله سيشرق.
"أتمنى ذلك يا لؤي،أتمنى لو نعيشُ معاً،بإذنِ الله سأبقى معك وسنرمم المنزلَ ونعيشُ فيه سويةً،أنتَ شخصٌ له مكانةُ كبيرةٌ في قلبي..كيف لي أن أترككَ يا أخي؟"،شعرتُ بالرضا والإطمئنان،كسرنا العناق بعد دقيقتين وبدأت تعدُّ الطعام.

نافذة الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن