أسرار ٢

17 2 0
                                    

وصلَ آدم ولؤي لحي لؤي،كان هادئاً وليس به الكثيرُ من المباني،الشجر يملئ المكان وليس هناك الكثيرُ من المتاجر،أعطى هذا شعورُ العزلة التي يريدها آدم،توجه هو ولؤي لمنزله الذي كان في منتصف الحي،لم يستغرق الوصول إلا ربع ساعةٍ في الحافلة.
"آدم..هل تخافُ من الكلاب؟"
"ك..كلاب؟لديكَ كلب؟"،قال آدم بتعجب.
"أجل لدينا كلبة تحرس المزرعة..لكن لا عليك لن تفعل شيئاً"
"حسناً..لكن لا تبتعد كثيراً.."،إقترب آدم من لؤي أكثر،لم يكن يخاف لتلك الدرجة ولكن هجمت الكلاب عليه مرتين في حياته،فلم يعد يأمن،بعد عشر دقائق من المشي،وصلا للمنزل،دخل آدم ونظرَ للمنزل،كان بسيطاً من الداخل،المطبخ وغرفة المعيشة مشتركان سويةً،مما رآه رائعاً.
"تفضل بالدخول..أتشعرُ بالبرد؟"،قال لؤي وهو يخلعُ حذائه،خلع آدم حذائه وكان بالفعل يشعرُ بالبرد الشديد.
"أجل،أرجوك إذهب وأحضر مدفأةً أو بطانية أو أي شيء..وبعدها غير ثيابك بينما أغير ثيابي..ونبدأ سهرةً للشباب!..طبعاً سهرةً محترمة.."
"سوف أحضر المدفأة والبطانيات..وسوف أغير ملابسي..لن أتأخر"،توجه لؤي لغرفته مرتبكاً،سهرة؟ماذا قد يفعلان؟..التلفازُ ليس بهِ شيء..كان خائفاً بعض الشيء..من أن يحدث شيءٌ لن يحمد عقباه.
"لا عليك لؤي،لا تسئ الظن..لن أقبل شيئاً..وربما قد نشاهد مباراةً أو ما شابه.."،كان لؤي قد إنتهى من إرتداء ملابسه،وأخذ بطانيته،توجه لغرفة والده وكان يفكر في أخذِ بطانية والده..فهي كانت الأفضل..لكن لم يرد..فإختار أن يأخذ البطانيات من فوق الخزانة.
"آدم!..هل يمكنني أن آتي؟"
"أجل!"،توجه لؤي لغرفة الجلوس ورأى آدم يشغلُ التلفاز ويقلبُ المحطات.
"تفضل آدم"،مرر لؤي البطانيات لآدم،أخذها آدم وعادَ ليقلب المحطات.
"يا رجل،أليس لديكم محطات لأفلام أو ما شابه؟"
"لا..ليس لدينا.."
"لديكم فقط للرياضة...لا بأس..هناك مباراةٌ اليوم بعد ساعة..سوف تكون حماسية..هيا أحضر بعض الأطباق وكأسين،أحضرتُ مع الكثير من التسالي ومن بعدها سوف نرى ما قد نأكل..أتجيدُ الطبخ؟"
"إلى حدٍ ما..إنتظر لأرى ما لدينا.."،كان لؤي سوف ينهض لكن آدم أمسكه من ذراعه.
"ليس الآن عزيزي،أحضر الأطباق والكأسين وأفرغ كل شيء في الكيس..أحضرتُ عصيراً لذيذاً.."،أعطاه لؤي كيس التسالي وتركَ ذراعه وكعادة لؤي لم يحب هذه اللمسة المفاجئة.
"ح..حاضر.."،توجه لؤي وأخرجَ الأطباق وبدأ بإفراغ رقائق البطاطس بها،كانَ هناك أيضاً بسكويتٌ بالشوكولاتة وعصيرُ برتقال.
"لم أتوقع بأن تكون هذه الليلة بهذه الضجة..ربما لستُ معتاداً على الأمر...لكن الأمرُ صع-"
"يا لوقاحتي..تركتكَ تعملُ لوحدك.."،أتى آدم فجأةً وبدأ بمساعدة لؤي،أخذ صينية كبيرةً وبدأ بوضع الأطباق،أخذ العصير وبدأ بسكبه.
"أعتقد بأنكَ تراني مزعجاً..تطفلتُ عليكَ في منزلك.."
"لا أبداً،لا تفكر هكذا..أهلاً وسهلاً بك.."
"كيف تتحملُ العيشَ وحدك هنا؟أنا لا أتحمل الأمر.."
"لا أدري..ولكن لدي أناسٌ هنا..وعمي وعائلته قريبون من منزلي.."،حمل لؤي الصينية وتوجه هو وآدم للتلفاز،جلسا على السجادة وغطى آدم نفسه بالبطانية.
"صحيح!نسيتُ المدفأة.."
"لا تعال لهنا!"،أمسكَ آدم بلؤي وأجلسه قربه،رمى عليه البطانية ووضع صحن التسالي أمامه.
"لا أشعرُ بالبرد،تعال وأنظر في التلفاز عن شيءٍ نشاهده.."،أمسك لؤي جهاز التحكم ولم يعرف ماذا يريدُ آدم بالضبط.
"صحيح!أعذرني نسيتُ أنك لا تحب أن يلمسكَ أحد..أنا كما يقول عبد مندفعٌ دائماً،لا أنتبهُ أحياناً..صحيح،ماذا فعلتما أنت وعبد اليوم؟"
"ذهبنا للمكتبة ودرسنا..ثم تناولنا الغداء.."
"لحظة!توقف!..دعنا نضيع وقتنا في برامج الأطفال.."،بدأ آدم بتناول البطاطس وشرب العصير ولؤي قربه يشاهدُ معه،شعرَ  بأنهُ بالغَ قليلاً بتفكيره.
"إسمعني كل مرةً تشعرُ فيها  بالوحدة..إتصل بآدم كي نتسلى معاً.."
"إن شاء الله.."
"كيف كان عبد الرحمن اليوم؟أعني كيف كانَ وضعه؟"
"الحمدلله كان جيداً..بالمناسبة ما به عبد الرحمن،لماذا يأخذ أدويةً ويتعبُ أحياناً،أيمكنني أن أعرف؟"
"ألم يخبرك؟"
"ك..كلا..لم أسأله..نسيت"
"إذاً لن أستطيع إخبارك..لكن بالمختصر..معهُ مرضٌ معين.."،حزنَ لؤي ونظرَ بعيداً بعد سماعِ الخبر..اليومَ نظرَ لثيابه،ظنَّ بأنهُ مرتاح البال،لديه إخوةُ وعائلة وذكيٌ ومجتهدٌ في الدراسة،فالنهاية كلُ شخصٍ لديه إبتلاءٌ في حياته.
"أهو خطير؟"
"قد يتعبُ ويمرض..ولكن الآن وضعهُ جيد.."،بدا الإنزعاجُ واضحاً على وجه آدم وكأنهُ لم يرد إكمال الحديث،أدرك لؤي ذلك وبقي صامتاً،فجأةً رنَّ هاتفه،فتحهُ ورأى بأنهُ عمه.
"أعذرني لو سمحت.."،نهض لؤي وتوجه للرواق.
"لغتهُ مضحكة..كأنهُ شخصيةٌ كرتونية.."،قال آدم ضاحكاً وعادَ ليشاهدَ التلفاز.
"أهلاً عمي..الحمدلله أنا بخير..نعم...الآن نشاهدُ التلفاز-لكن سوف نشاهدُ مباراة كرة قدم!لن نفعلَ شيئاً!...طبعاً..سوف أطبخُ شيئاً،حسناً عمي..مع السلامة.."،بعد ما أنهى المكالمة تذكر بأنهُ لم يتحدث مع حنين اليوم.
"نسيتُ بأن أكلمَ حنين...سوفَ أرسلُ لها رسالة.."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نافذة الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن