الساعةُ الثامنة،كانَ لا يزالُ عدنان يراقبُ وضعَ لؤي،الذي لم يستيقظ بعد،بدأ يرنُّ هاتفهُ.
"ألو..الحمدلله بخير،كلّا لم يستيقظ بعد..لستُ تعباً..حسناً أعطيني إياها!..حنين للمرة الألف إبقي في المنزل..أنا معهُ هنا..لا إله إلا الله..حسناً،تعالي معَ عمتك،لكن كوني قوية..وداعاً"،أغلقَ هاتفهُ.
أتت ممرضة لترى حالَ لؤي،إستوقفها عدنان.
"لو سمحتي،كيف حالهُ الآن؟"
"ما زالَ تحتَ المراقبة،عليكَ الإنتظار"،دخلت للغرفة وبقي عدنان يراقبه،لم يكن هناكَ كلامٌ يبشر بالخير،الدكتور البارحةَ قالُ لهُ بأنّ حالتهُ ليست جيدة،لكن لم يرد أن يتخيل،لم يرد أن يفكر بالأمر.
"ياربي،أرجوك..أرجوكَ أن تشفيه..أرجوكَ أن ترحمَ هذا الصبي اليتيم.."،قال والدمعةُ سقطت على خده.بعدَ نصفِ ساعة أتى كلٌ من علياء وأبيها وحنين التي بقيت تبكي طيلةَ الطريق،دخلوا المستشفى وبعدها بدقائق وصلت سيارة الشرطة التي خرجَ منها مراد والشرطي الذي كانَ معه،ركضت حنين لوالدها وعانقتهُ بقوة.
"حنين،قلتُ لكِ أن تكوني قوية،لا تدعي لؤي يراكِ هكذا،هو لا ينقصهُ الحزن"،إبتسمَ لإبنتهِ إبتسامةً ضعيفة،توجهت حنين للنافذة ورأت لؤي،لم تنطق بكلمةٍ واحدة وبقيت تنظرُ له.
"كيف حاله عدنان؟"،سألَ والده.
"في الحقيقة..ليس جيداً،ليسَ لدينا سوى الدعاء"،قالَ بحزن،جد لؤي بقي يسبِّح ويستغفر وعلياء تقرأ القرآن وعدنان يدعي،بعد دقائق سمعتْ أصوات خطواتٍ قادمة وإذ ظهرَ مراد،الكلُّ تفاجئ من قدومه والكلُّ ينظرُ لهُ بحقد.
"ك..كيفُ حاله؟كيف حالُ لؤي؟..عدنان؟..علياء؟..أبي؟..أرجوكم فلتنطقوا!"،قالَ مراد والدمعُ في عينيه.
"ما الذي تفعلهُ هنا؟الآن أصبحتَ تخافُ عليه؟!"،صرخت حنين بكلّ قهرٍ وحزن.
"حنين!عيب!نحنُ في المستشفى!"،صرخَ عدنان على حنين وتوجه لمراد.
"ما الذي تفعلهُ هنا؟ألم ترد أن يموت؟تفضل..ها هو يموت أمامك،فالتفرح أخي،فالتفرح"،قال عدنان بسخرية والدمعُ في عينيه،نهض والد مراد وتوجه نحوه،رفعَ يدهُ وصفعَ مراد على رقبته لعدمِ وصولِ يده لوجهه.
"فليغضبَ الله عليك!أدعو أن تنكسرَ يديكَ بما فعلته!قهرتني وقهرت والدتك وإخوتك وظلمتَ إبنك!"،أنزلَ مراد رأسهُ للأسفل والدموعُ تتساقطُ من عينيه،رفعَ والدهُ العكاز وبدأ يضربَ مراد بها على صدره وعلى رأسه.
"أبي!أرجوكَ توقف!لا ترهق نفسك أرجوك!"،أمسكهُ عدنان وأبعدهُ عن مراد،حنين وعلياء كانتا تراقبانِ بصمت وببرود،أبعدَ الشرطي مراد وقيدهُ على الكرسي،جلسَ مراد على الأرض وهو في حالةِ صدمة،أجلسَ عدنان والدهُ على الكرسي ليرتاح،بعدَ نصفِ ساعة أتى الطبيبُ لتفقد حالةِ لؤي،نهضَ مراد لسؤاله لكن سقط على الأرض،ناسياً أنّهُ مقيدٌ بالأصفاد،خرجَ الطبيب وهرعَ لهُ الجميع لسؤاله.
"أرجوك دكتور،قل لي كيف وضعه؟"،نظرَ لهم نظرةً مستاءةً بعض الشيء،ثمّ إنتبهَ لمراد المقيد بالأصفاد.
"ما زالَ علينا مراقبته،إذا إستطاعَ تجاوزَ اليوم،بإذنِ الله سوفَ يتحسن،إدعو له"،توجه الطبيبُ لمراد وجلس على ركبته.
"أنتَ من فعلَ بهِ هذا،صحيح؟"،أبقى مراد وجهه للأسفل ولم يجرؤ أن ينظرَ للطبيب.
"الفتى بينَ الحياةِ والموت بسببكَ أنت،إن حصلَ لهُ شيء،فتحمّل الندم.."،نهضَ الطبيب وأكمل طريقه،مراد بدأ يبكي بصمت.
"عدنان خذني بعيداً،لا أريدُ رؤيةَ وجه ذلك العاق،دعنا نمشي قليلاً،أشعرُ بأن قلبي سيتوقف"،أمسك عدنان بوالده ومشيا بعيداً عن المكان.
أنت تقرأ
نافذة الأمل
Randomقصة تتناول حياة مراهقين ،تتكلم عن آلامهم،طموحاتهم،وأحلامهم. ونرى كيف يواجهون بعض الصعوبات التي يواجهونها الذين من عمرهم ..ونرى من يحاول التمسك بحبل الأمل منهم..في النهاية نرى من سيستطيع النجاة من بركة اليأس ومن سيبقى غريقاً فيها ...