\\.. ( البارت الـ11 ) ..
.
.
.
هُناك اشخاص كانوا كالنبض للقلب ، عندما يبتعد احدهم نتعب ونمرض و قد نموت ، لكن البعض منهم نكتشف خبثه وحقارته بعد انتهاء الوقت قد نُصطدم ب صدمة مؤقته من كُل شي ، و بعدها تعود للواقع لتكتشف انهُ لم يكن يستحق اي شي من البداية انت من رفعه ليُنزلك .
.
.
.
يعبر الحديقة الخضراء الكبيره ليفتح الباب الخشبي الضخم ويدخل بهدوء .
ام انس تلتفت من امام مدفئة النار بعد سماع فتح الباب لتقف وبحنان : انس متى رجعت .
انس يقف بعد ان كان ينوي الصعود للاعلى ليلتفت ببتسامة مُتعبه : الحين .
ام انس تقترب وهي تمسك وجهه بين كفاها : وش في وجهك تعبان .
انس يرفع يداه ويُمسك رسغاها وينزلها ليُقبل ظهر كفها الايمن ثم راسها : مافيني الا العافيه .
ام انس تسحب ذراعه لُتجلسه على الاريكة وتجلس جانبه : ودي اصدقك .
انس يلتفت على المدفئه وهو يرفع كفاه لها محاولاً الشعور بالدفئ لينطق بعد ان امال شفاهه يميناً : افا تكذبيني .
ام انس يتنقل نظرها لشعره الناعم الكثيف القريب لُعنقه ثم لتقاسيم وجهه المُتعبه، منها عيناه ذات اللون الاسود الحالك الشبيهه للون شعره ثم انفه الطويله ولتلك الغمازة الواضحه بخده الايمن و شعرعوارضه الخفيف لتبدا رحلة تإملها بما يرتديه وهي كنزه بيضاء ثقيله وبنطال ازرق غامق اللون لتنطق بعد تإمل دام ثواني : قايل لي بتطول بنيوماركت .
انس يرفع نظره لوالدته ليُرجعها لنار بسرعه وينطق بتردد واضح لوالدته : انا راجع لرياض .
ام انس تقف بشهقه عاليه وهي تضع كفها على ثغرها : وابوك كذا ؟! .
انس يقف خارجاً للاعلى : عمي هنا و اسبوع وراح يطلع وبترجعون لرياض مايحتاج اجلس .
ام انس تسحب ذراعه لتوقفه : وش بيرجعك ؟!
انس يقف ونظراته للامام : عندي شغل .
ام انس بصوت غاضب : وش شغلك ؟!
انس وهو يتذكر عمه ووالده وماسمعه بالمشفى لينطق : وش السالفه اللي قبل عشرين سنه صارت لابوي ؟! .
ام انس تترك ذراعه برجفه لتنطق بصدمة : وش سامع انت .
انس يلتفت وهو يضع عيناه بعينان والدته لينطق من جديد : يمة وش السالفه اكيد تعرفينها لانك كنتي ذاك الوقت زوجه لابوي .
ام انس وهي تُبعد عينيها عنه ب ارتباك : لا ماعرفها ، ولا ادري وش تقول ، وانت تقول ابوك وش يدريني عن موضوع لابوك قبل عشرين سنه .
انس بهدوء وهو خارج : اعتبري انك ماسمعتي شي ، وانا راجع والله عند شغل .
ام انس بعد ابتعاده تعود لاريكة برجفه وهي تمسك شفتاها ب كفها لتتذكر الماضي .
..( الماضي قبل عشرين سنه ) ..
تخرج نوره ليتبعها عايد وهي تنطق بغضب : لعلمك اللي تسويه غلط ولا انا راضيه .
عايد بضيق : انا فزعت بس .
نوره تدخل المطبخ لتنطق بضيق مُشابهه : وين بتوديها ؟!.
عايد يصمت لثواني : اللي اعطاني البنت قال اوديها لشخص يقال له محمد بن علي الصايل .
نوره تعيد اسم الشخص وبتفكير : مين محمد بن علي الصايل اول مره اسمع بالاسم هذا ؟!.
عايد وهو يتجه لثلاجة لياخذ قارورة مياه ويشربها دفعه واحده : ماعرفه بس ارسلت يعطوني معلومات عنه .
نوره تقترب لزوجها وهي تضع كفها على جبينها بتعب : البنت ناقصها اغراض .
عايد يضع القارورة ع الطاوله ليخرج وهو ينطق : اكتبيها بورقة لين ارجع من الصلاة .
تهز نوره راسها وتجلس ع اقرب اريكة لتُفكر بالمصيبة التي يحملها زوجها .
عايد خطى بخطواته صاعداً السلالم الخشبيه وهو يسمع اذان الفجر ليكرر خلفه ، ويعود ادراجه يميناً بعد سماعه صوت ابنه يتحدث مع تلك الطفله ليدخل وهو يقترب ليصطدم بلون العينان الغريب الذي تملكه بعد ان فتحتهما ليُمد ذراعه مُمسك وجنتها الورديه بكفه ليقترب لتقبيلها ويسقط نظره على القلاده المُعلقه بعنقها ليعود نظره لابنه بربكة ان لا يقع نظره عليها .
انس الذي كان يرفع كفه لتحريكها امام عيناها و ببتسامه طفولية كان يتحدث معها .
عايد بعد صمت تإمل بملامح الفتاه : انس حبيبي تروح تصلي معي ؟!
ليهز الطفل راسه وهو ينطق بخوف : تكذب علي عشان تاخذها بعيد . عايد بضيق اعتاله مما هتف الطفل ، هل طفلي تعلق بها لهذه الدرجه ، ليقترب ليُقبل جبين انس قبلة صغيره وهو ينطق : طيب صل هنا وانتبه عليها .
انس يهر راسه ببتسامة طفولية .
ليخرج بضيق اكبر وهو يتجه بخطوات بطيئه لغرفته للوضوء .
في غرفة الطفل ينظر لقفا والده المُغادر بعد ان خرج ليعود نظره لعينيها ذات اللون الرصاصي الغريب وصوتها الذي خرج وهو ينطق كلمات غريبه .
ليسقط نظرة على القلاده من الذهب الذي يُحيط عنقها وقد كتب عليه اسمها ، ليقوم بنزعة والنزول من السرير وفتح دُرج الخزانه المُخصصه لكُتب الدراسه ليضعه بكُراسة الرسم الخاصه به ودسها اسفل الكُراسات واغلاق الخزانه جيداً ويعود لصعود السرير لتامل لتلك الطفله الغريبه بنظره التي تشبه عينيها عينان القطط .
..
عايد يفتح باب المنزل ليدخل لتقف نوره وهي تقترب له : تاخرت .
عايد بتعب يجلس على الاريكة : جلست شوي بالمسجد .
نوره تجلس بجواره لتسحب كفه بحجرها وتنطق : انا فكرت وشفت اللي تسويه صح وهذي امانه ولازم توصلها .
عايد يلتفت عليها بعينان ضايعه : تدرين لو احد يدري رحت فيها .
نوره ببتسامة : ماراح احد يشك فيك ولا راح نعلم احد .
عايد يلوذ بالصمت .
لتنطق نوره بهدوء : ولدك شكله حب البنت مين عاد بيفكه منها .
عايد بضحكة قصيرة : شفتي عيونها ؟! .
نوره ببتسامة : ماشاء الله لونها غريب .
نوره ببتسامة : ماشاء الله لونها غريب .
عايد يهز راسه ليمسك كفها وهو يقف متجهاً للاعلى : خلينا نشوف ولدك وش يسوي .
نوره تتبعه بسُخرية : يتغزل فيها زي ابوه .
عايد يقف ليلتفت ويرفع حاجب الايمن : كاني اشوفك تتمسخرين على غزلي .
نوره تسبقه صاعده : لا تظلمني ي ابو انس .
عايد بضحكة طويلة يتبعها .
نوره تفتح الباب ليقع نظرها على انس النايم بجوار الطفله .
عايد وهو يقف خلفها نطق بهمس : اخذيها لغرفتنا .
نوره تلتفت وترفع نظرها له : ليه ؟!
عايد بهمس : عشان يمديك تهتمين فيها .
نوره ببتسامة وهي تهز راسها : انت اللي ادخل جيبها ، اخاف يقوم انس ويذبحني تعرف ولدك اذا عصب .
عايد يقترب ليرفعها ويسقط نظره على عنقها لينطق بصُراخ : انـــس .
نوره تقترب بخوف : عايد وش فيك الولد بيقوم .
عايد بغضب : خليه يقوم انــس انــس .
انس يقفز جالساً بخوف .
عايد يُمد الطفله لتمسكها نوره بعدم فهم ، ليقترب لانس وهو يشد ذراعه : وين السلسال اللي بحلقها .
انس بخوف :اي سلسال .
عايد يسحبه ليقف على اقدامه : انس لا تخليني اضربك ، فيه سلسال بحقلها وانا شايفه وينه .
انس بُبكاء عالي يسحب ذراعه ويعود ناحية الخزانه ليفتحها ويخرج القلادة ويرميها بغضب .
عايد يمسك القلادة وبغضب يقترب لانس : قريت وش مكتوب .
انس ببكاء وخوف وهو يعود للخلف : لا .
نوره تقترب بالطفله الباكية ايضاً وبضيق : عايد لا تخلي الموقف ذا ماينسمح من ذاكرته .
عايد يخرج بغضب : خليه يبكي ويموت بعد .
نوره تخرج خلف زوجها على صوت بكاء انس العالي وهي تُهز الطفله لتسكتها : وش فيك كبرت الموضوع كله سلسال .
عايد وهو يعود لها ليقترب لوجهها : هذا مكتوب عليه اسمها .
نوره بملامح مستغربه لِتتحول لصدمة : اسمها ، طيب وش اسمها ؟! .
عايد يفتح كفه ليرفع القلاده وينطق بهمس بعد ان قراءه : اسمها اريان .
نوره تقترب وهي تنظر للقلادة الذهبيه الناعمة : اسمها اول مره اسمعه .
عايد وهو يدخل الغرفه : ايه لكذا خايف انس يعرفه وتعرفين طفل بيحفظ الاسم وبيقوله لاي احد .
نوره تهز راسها بتإييد لتنطق : طيب روح وجيب لها الاغراض اللي كتبتها شوفها بالورقه اللي بالمطبخ .
عايد وهو يفتح الخزانه ليُخبي القلادة : طيب وانتي نزلي البنت وروحي سكتي الولد لا يفضحنا .
نوره تُرخي نظرها لطفله النايمة بين ذراعيها : ي قلبي عليها .
..
..( الحاضر )..
تلتفت بنظرها على اقتراب انس .
انس يُقبل راسها وهو يحمل جواز سفره : انتبهي لنفسك ، وسلميني على شادن لقيتها نايمه .
ام انس تقف وبصوت حزين : انت اللي انتبه لنفسك ، وخل منك اللي مايخصك .
انس ببتسامة بانت غمازته من اثرها : وش قصدك ي الغاليه ؟!
ام انس تجلس على الاريكة : اسال نفسك .
انس يبتعد وهو يُشير بيده مودعاً لها : ابشري يالله مع السلامه .
ام انس بضيق : الله يحفظك .
..
تركي بعقلانية وهو يضع كفه اليمين بجيبه ليتسقيم بوقفته : هاجر والله اخوك قايل اجيب الشاشة وجهاز البلاستيشن ، وانتي مُتسحيل بتفكينها او تشيلينها ف اخلصي .
هاجر بقهر : وانت ليش ماقلت كذا من اليوم !؟ .
تركي يلوي شفاهه بضيق : انتي خليتي فرصه يالله طسي داخل خليني ادخل ولا نادي محمد .
هاجر تقترب للباب لتنحي له وهي تنطق : سبحان الله دايم اسلوبك وصخ يشبهك
تركي بقلة صبر : ي بنت الحلال اخلصي ترى مو فاضي لك .
هاجر بتنبيه : محمد فوق ، ف ادخل واطلع بسرعه .
تركي بملل : روحي نادية لي بس بدل الدراما ذي .
هاجر : اذا تبي تنذبح ابشر .
تركي ب سُخرية قاسية : لا تكفين يكفي انتي يذبحك ، افتحي الباب .
هاجر بضيق قد بان بصوتها : دقيقه وادخل .
لتفتح الباب وهي تتجه بسرعه لغرفتها .
تركي بعد ثواني يدفع الباب ليدخل داخل المنزل المُرتب والكبير بالنسبة لمنزلهم ليتجه لغرفة سيف ويفتحها ليدخل ويُغلقها خلفه ليقترب وهو ينزع الاسلاك بسرعه ومهاره ويسحب الكرتون المُخصص لكل تلك الاغراض ليرفع راسه ويلتفت للخلف بعد سماع صُراخ محمد باسم هاجر ليقف وهو يقترب بخطوات هاديه للباب محاولة سماع مايقول .
..
.. في خارج الغرفه ..
محمد ينزل بسرعه ليصرخ مُنادي : هاجــر ي الحيوانه .
هاجر بخوف تخرج من غرفتها وهي تنظر لغرفة سيف برجفه : وش فيه .
محمد يسحب ذراعها ليقترب بها من وجهه : وش مسوية .
هاجر برجفه نطقت : ماسويت شي .
اماني تتقدم بهدوء : بعد ماقصت شعرها وش تنتظر منها تسوي بعد.
هاجر بعصيبة : اماني تراني ساكته عنك ف اسكتي احسن لك ولا والله اوريك شغلك .
محمد بصُرخ وهو يهزها من ذراعها : ليش وش بتسوين فيها ؟! بتضربينها في بيتي مثلاً ؟! .
هاجر محاولة سحب ذراعها : فك يدي كسرتها .
محمد وهو يلويها بقوه : رايحة تطلبين ذاك الشايب اللي مايستحي ؟! .
هاجر بالم بان على ملامحها وهي تحاول ان لا تصرخ : محمد انا مو فاهمه شي .
اماني وهي تتكي على الحاجز الخشبي خلفها وببطء : حبيبي بفهمها .
لتنطق اماني ببطء شديد : عمك توه داق ويقول انه يبيك تجين مع بناته لمزرعته دامهم طالعين .
هاجر تسحب ذراعها : طيب وش فيها ؟!.
محمد بصُرخ عالي : كيف وش فيها ، الشايب ذاك وش ترتجين منها يكفي سارق فلوسنا ، ويالله جبتها منه ، وفوق ذاك معيش عنده بنت حرام .
هاجر تعود للخلف وتنطق بقوه : محمد احترم نفسك ، وانت اللي ظالمه ولا هو سرقها ، وبطلع بعد معهم للمزرعه غصب .
تركي بصدمة يسمع صُراخ محمد لينطق بهمس : ي الحيوان والله لا اوريك الشغل بس خلني اطلع .
محمد وهو يدفع هاجر بقوه للخلف ليضرب كتفها بالطاولة وتسقط المزهريه مُصدره صوت عالي في الارضيه ، لتُخرج صرخه قوية من هاجر بعد ان شعرت بإلم كتفها .
تركي وهو يفتح الباب ليخرج بغضب صارخ بعد سماع صرخت هاجر : ي الحيوان والله لا اربيك .
اماني بشهقه قوية تعود للخلف لتصعد وهي تنطق : ي ويلي وش يسوي ذا هنا .
محمد بصدمة ينطق وهو من فهم الموضوع بشكل خاطئ : تركي واختي وفي بيتي .
تركي يلكمة على انفه بقوه وهو ينطق : احترم نفسك ي الوصخ وتضرب بنت .
محمد يلكمة على بطنه وبغضب : والله العظيم اقتلك وهي وراك الحيوانه .
هاجر ببكاء عالي وهي تمسك ذراعها من الالم : محمد انت فاهم غلط .
تركي يلوي ذراعه خلفاً ليُنزله ارضاً وهو يضع ركبته فوق ظهره : كل شي ولا ابوي .
محمد بغضب قد اعماه : وش تسوي ببيتي انت والكلبة ذي .
تركي وهو يهمس بجوار اذنه بفحيح : تبقى حيوان وحتى تفكيرك والمشكله اختك .
هاجر تقف لتقترب ببكاء : تركي فكة فكة .
تركي يرفع نظره ليسقط نظره على شعرها البوي ، وعيناها الواسعه ذات حادقتان بُنية اللون تُحيط بها رموش كثيفه ليُبعد نظره لمحمد وبصدمة يحاول اخفاها من منظرها : هاجر روحي لغرفتك .
محمد يقفز واقفاً ليدفعه بقوه ويقترب من هاجر : والله ماتجلس ساعه الxxxxxxxx* .
تركي بشهقه من كلمته : محمد هذي اختك .
هاجر بالم بعد ان شعرت بحرارة تسري في اعلى جلدة راسها وبفشله من تركي : محمد والله مابي اروح للمزرعه ، ولا اطلع من البيت ، واللي فهمته غلط تكفى فكني .
محمد يدفعها بقوه لتركي لتضرب بصدره وتبتعد برجفه : ي xxxxxxxx* روحي وراه والله لا عاد اشوفك اني لا اذبحك ومن اليوم ماعاد لي اخت ، سكت عن الابو وبنته جاني ولده وش كنت انتظر حسبي الله عليك من اخت .
تركي يتخطى هاجر بغضب لتُمسك ذراعه وبهمس باكي : ابي سيف ودني له .
تركي يلتفت وهو يُبعد نظره عنها جانباً وبهمس ممُاثل : روحي جيبي عبايتك بسرعه .
هاجر تركض لغرفتها بالم واضح وهي تمسك ذراعها .
تركي وهو يُشير ب اصبعه اسبابه : والله العظيم شوفني حلفت ان تندم على كل ذا ويكفي ظلمك لنا .
محمد يقترب بغضب : اي ظلم وانا شايفكم بعيني وبيتي .
تركي وهو يبتعد خارجاً لاحقاً بهاجر بعد ان راها تتجه للخارج : انتظر علي بس .
محمد بصوت صارخ : الله لا يوفقكم ولا يوفق ابوك ي الملعون .
تركي يعود للخلف قاصداً ضرب محمد .
لتنطق هاجر بُبكاء : ابي اطلع من هنا تكفى .
..
في الحديقة تجلس وتين واسير .
لتقترب اثير وهي تحمل صينية القهوه لتلحقها الخادمة بالحلا : والله زمان عنك .
وتين ببتسامة لتبعد الخُصله القصيره المُتمرده خلف اذنها : وانا والله اللي زمان عنكم قلت لابوي ورافض لين تعب وجينا .
اثير بضيق وهي تجلس : الا وش فيه عمي انصدمت يوم قالو تعب فجاه .
وتين بحُزن : التهاب ب الرئه وبيجي الرياض لان هنا احسن .
اسير بُحزن تبعد نظرها عنها لسماء .
لتنطق اثير ببتسامة : الحمدلله دام بس كذا وان شاء الله كم يوم وتشوفينه بعافيه .
وتين ببتسامة : اي الحمدلله ، الا وين امل ماتدق ولا تسال وتقول عندي بنت عم مسكينه اكلمها .
اسير بضحكة : ترى عقدة اثير ب اختي امل .
وتين بملامح مُستغربة : ليه وش فيه .
اثير بغضب وهي ترفع الفنجان ملوحة فيه يميناً وشمالاً : ياخي زوجها رافع ضغطي كل م اكلمها تعالي تقول زوجي رافض وعنده شغل ، لدرجه اني خلاص كرهته الله لا يوفقه .
اسير بضيق : استغفرالله خلاص هي تحبه ومرتاحه كذا وش دخلك انتي فيهم .
وتين بتآييد : اي والله لا تحرقين رزك ولا احد داري عنك .
اثير بملامح غاضبه تُنزل الفنجان لتقف : مو لازم للمره المليون اقول لكم اني احس فيها وهي ماتشتكي .
اسير بضحكة : ماشاء الله ي الدكتوره النفسيه .
وتين تمد كفها وهي تمسك رسغها : اجلسي واذكري الله ، وبخليها تجي وعد .
اثير ببتسامة تجلس : اي هذا الكلام .
لتنطق اسير بصوت ساخر : الا ماشاء الله صبيتي لك ونسيتنا .
اثير تضرب راسها : يوه اعذريني ي وتين تحمست .
اسير بضيق : انتي وش فيك ناسيتني من شفتي وتين .
وتين بضحكة : ي سلام بدت الغيرة .
اثير وهي تسكب القهوه وتمد الفنجان لاسير : لك الفنجان قبلها ي احلى تؤام بالدنيا .
وتين بغضب مُصطنع : انا اكبر منها خير .
اثير ببتسامة : هي يميني مالي دخل .
لتنطق اسير بعد ان انزلت الفنجان : تروحين معنا لام ابراهيم ؟! .
وتين تهز راسها دلالة الرفض .
لتنطق اثير : والله بتفوتك هي مسويتها لملكة بنتها واكيد بتكون على مستوى .
اسير بحماس : اي والله دايم عزايمهم ماشاء الله .
وتين بهدوء : بس انا م اعرفهم .
اثير ب اقناع : يعني بعد حنا مانعرفهم مره بس هي صديقة امي وخالتي علياء .
وتين وهي ترفع حاجبها الايمن بسُخرية : ومين يمدح عزايمهم ؟! .
اسير : نروح مع امي ونعرفهم على خفيف ، بس مو مره تواصل .
وتين تُفكر لتنطق : بس ودي اروح لابوي بكره .
اثير ببتسامة تدفع ذراعها : واحنا اكيد نبي نشوفه بس خلينا نستمتع واكيد بيكون بكره الزياره عنده فُل .
اسير ب اقناع : بلا سماجه وعبير ولُجين اكيد بيجون .
اثير تلتفت لاسير وهي تتخصر : لا والله ومتى كلموك وانا اللي داقه عليهم الظهر مافكروا يدقون علي .
اسير تغمز بعينها اليمين لاثير لتفهم وتسكت .
لتضحك وتين بقوه وهي تعود للخلف : طيب ي قلبي شوي شوي ع عينك .
اثير بعدم فهم : وش يضحك .
اسير بسُخرية وهي تُقلد صوت اثير : وش يضحك .
وتين ببتسامة : اسيروه تكذب علي وتغمز لك عشان تفهمين وانتي بجو ثاني ولا فهمتيها .
اسير تعود للخلف وتضع ساق على ساق و بجدية : بس والله بيروحون لاننا متفقين من اول ، بس كنت اغمز عشان موضوع المكالمة .
اثير ببتسامة : بدق على لُجين وقول لها مع اني متاكده قد درت .
وتين تنهض بعد م رات خروج عمها لتتجه ناحيته .
اسير وهي تلتفت خلفها وتنظر لقفا وتين المتجه لوالدها لتنطق بحُزن : ي ربي مو قادره اتحمل اكون ساكته .
اثير وهي تضع الهاتف على اذنها لتنطق بملامح مُستفهمه : وش تسكتين عنه ؟!.
اسير تحمل الترمس لتسكب لها : بقولك بعدين لما نكون لحالنا .
هُناك بالجوار .
وتين ببتسامة تظهر بريق عينيها العسليه : وينك عن الغداء ؟!
ابو مساعد ببتسامة وهو يربت على كتفها : تغديت لما صحيت ، انتي تغديتي .
وتين ببتسامة تهز راسها لتنطق : اخبار ابوي ؟! .
ابو مساعد وهو يخفي ضيقه : وصل قبل ساعه لرياض وبروح اشوفه ، وان شاء الله بخير .
وتين بتردُد : بروح معك .
ابو مساعد بحنية : الحين صعبه لما اشوف وقت مُناسب قلت لك .
وتين بضيق : طيب .
ابو مساعد وهو يرى ملامح الضيقه تعتليها : ادعي له ولا تتضايق ان شاء الله ترجع صحته احسن من اول .
وتين ببتسامة : ان شاء الله يالله اخرتك عن شغلك .
ابو مساعد يبتعد ببتسامه وهو يلوح بيده لها .
لتعود وهي تسمع اثير تصُرخ ناطقه : ولا فكرتي تقولين بنات خالتي الضعيفات ماعندهم احد يطلعهم معي السوق .
..
لُجين بهمس داخل المحل التجاري المُخصص لبيع العبائات : اثير وجع بدون هواش ، والله طلعنا بسرعه عشان نشتري هدية لبنت ام ابراهيم .
اثير تقف بغضب مُصتنع : السوق وطالعين له بسرعه ماتدخل مزاجي .
لُجين وهي تبتعد عن الباب ليعبر بعض المتُسوقين : خلاص تعالي يمديكم .
اثير تمسك ضحكتها وتنطق بجدية : وين يمديني مساعد عارفه انه بجده وابوي توه طالع .
لُجين بنفاذ صبر : طيب وش اسوي انا .
اثير ترمي الهاتف لتلتقطه اسير : لُجين لا تعتذرين .
لُجين بضيق وهي تنظر لاقتراب عبدالرحمن : اثير افهمي والله مو قصدي .
اثير بهمس لاسير : خليك معصبه عشان تشتري لنا رضوه .
وتين بهمس : حرام عليكم .
اسير ترفع اصبعها وهي تشير ان يسكتوا لتنطق : انا اسير .
لُجين بصدمة تنطق : اسـير ليكون بعد معصبه .
عبدالرحمن يسحب الهاتف ليضعه على اذنه ليصل له صوت اسير الناطق بنعومه : اسمعي والله م نرضاء عليك الا برضوه وتعرفين الرضوه اللي نبي وعاد نعرف ذوقك حلو .
عبدالرحمن بسُخرية : ليش متزوج زوجك عليك وتدورين الرضوه من وراه ؟! .
اسير بشهقه : ممممن معي .
عبدالرحمن وبنفس السُخرية : مثلاً مين معك ؟!
اسير وهي تقف بربكة بعد ان عرفت صوته : عطني لُجين .
عبدالرحمن : لا عشان تخسرين اختي ؟! .
اسير تُغلق بوجهه لتُنزل الهاتف على الطاوله وهي تجمع كفيها محاولة تخفيف ارتجافهما .
وتين بصدمة تقف : بنت وش صاير ، وش قالت ؟! .
اثير تنفجر ضحك لتنطق : اذا شفتي صار لها كذا ف اعرفي انها تكلم عبدالرحمن .
وتين ب استغراب تُنزل نظرها لاثير الجالسه تحتها : مين عبدالرحمن .
اسير تبتعد هاربه .
لتنطق اثير وهي تنظر لقفاها المُرتبك : مين عبدالرحمن يعني ؟! ، عبدالرحمن ولد خالتي علياء .
وتين بعدم فهم : وليش ترتبك .
اثير وهي تقف لتقترب لوتين لتهمس : البنت عاشقته وهو مايدري بهواها .
وتين تنفجر ضحك لتنطق وهي تمسح عيناها بعد ان ادمعتا من شدة الضحك : الله يغربلها ومالقت الا عديم المشاعر ذا .
اثير حركت كتفها : مدري عنها .
أنت تقرأ
رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.
Mystery / Thrillerرواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والفتاة الريفية ابرار التي يجبرها والدها على الزواج من شاب غني لا يرغب بها زوجة له...