\\
.. البارت الثامن عشر ..
.
.
صبرا ًعلى نوب الزمانِ
وإنْ أبى القلب الجريحْ
فلكلّ شيء آخِرٌ
إمّا جَميل أو قبيحْ .
" ابن نباتة"
.
.
استدارت نجلاء لصوت باب المطبخ الخارجي الذي انفتح .
دخلت اريان بخطوات مُتالمة .
انزلت هند قدر الارز المُنقع في الماء الذي تحملة واقتربت بقلق : وش فيك مغبرة ؟! .
فصخت اريان عبائتها المليئة بالتُراب ونزعت نقابها وطرحتها ورمتها فوق المنضده الجانبية وبإلم ظهر في صوتها : اعطيني ثلج بسرعه .
عادت هند بخوف لثلاجة : اريان وش فيك .
نجلاء باهتمام : بسم عليك ، تكلمي تبين المستشفى ؟!. هزت راسها برفض ومدت ذراعها : اعطيني الثلج الحين .
مدت الثلج هند وبخوف : وش تبين بالثلج .
جلست ارضاً وعكفت قدمها اليُمنى ، وبسطت اليسُرى وبهدوء وألم اتضح على ملامحها بدت ترفع البنطال عن ساقها .
شهقت هند وعادت خطوة للخلف : اريان وش ذا .
نظرت اريان لندبة الخضراء التي تكونت وسط ساقها البيضاء وبهمس مُتوجع : طحت .
امالت نجلاء راسها بملامح مُتوجعه من المنظر ثم غطت ثغرها بكفها الايمن وبضيق : لازم تروحين المستشفئ الثلج ماراح يسوي شي .
اتكت بظهرها للخلف وباسترخاء اغمضت عيناها من برودة الثلج : اذا ماراح الالم قلت لابوي .
دخلت اسيل وبسُخرية : ي ماشاء الله ، انتي هنا وحنا ندور عليك .
اللتفت اريان : ليه ؟! .
نطقت هند وهي تعود لما تفعل : فهد هنا .
فتحت عيناها اريان بصدمة : متى جاء ؟! .
اسيل اقتربت : ماله ساعه ، وقال لاحد يطلع لان بيجون معة رجاجيل ، ودورنا عليك .
قطعت حديثها بحيرة من امر الثلج : وش في رجلك ؟!
وقف عقل اريان عند كلمة رجال عقدت حاجبيها وبسكون : رجاجيل ؟! .
قلبت نجلاء القدر الذي امامها وببتسامة : ايه مُديرة ومعه واحد ثاني ، وبيستاجر مزرعتنا ابشرك .
نقلت نظرها بينهم : تمزحون صح ؟ .
اسيل ب استغراب : نمزح في ايش ؟! .
اريان بتوتر انزلت نظرها على ساقها : ابوي بياجر المزرعه .
هند : لا والله مانمزح ، امس ابوي قالة ولا نسيتي .
اريان وقفت وهي تُغطي ساقها : ايه تذكرت .
نجلاء : وين بتروحين ؟! .
انزلت الثلج وابتعدت خارجة : بروح ارتاح .
اسيل تنظر لاختفاها : وش فيها رجلها ؟! .
نجلاء حملت الطاسة المليئة بالخُضروات ووضعتها بين كفيها : تقول طايحة .
واكملت ب امر : يلا قطعي الخضره .
اسيل بضجر مُتافف : ي سلام وليش بناتك مايشتغلون .
نجلاء رفعت حاجبها : وتحسبيني بخليهم ؟! ، عليهم تغسيل المواعين مع روان .
اسيل ببتسامة خبيثة : قولي كذا من اول .
غمزت لها هند : الحين بتقطعين بروقان .
..
دخلت الغرفة تصلبت قدمها بعد ان وقع نظرها على هاجر .
هاجر وقفت : اريان وينك مختفية .
التزمت الصمت وهي تتحرك جهة مكان نومها بالارض وبإلم عقدت حاجبيها .
هاجر نطقت بتوتر : اذا زعلانه من امس .
اللتفت وقاطعتها بهدوء : مو زعلانة ولا شي ، بس اخاف اتكلم وتزعلين صايره حساسة ع اي كلمة .
هاجر تقدمت وهي تحتضنها : نفسيتي امس كانت تعبانه وزدتي عليها .
ابعدتها وببتسامة صفراء : مو زعلانة منك ، وحتى طلعت ادور عليك ولا لقيتك وين كنتي ؟! .
هاجر : كنت مع سيف بسيارته .
نظرت ب استغراب لاريان التي اندست بفراشها : بتنامين ؟! .
غطت اريان راسها وبصوت خرج من تحت الغطاء : ايه ولاحد يصحيني للغداء .
نظرت هاجر لساعتها : باقي نص ساعه ع الصلاة ، صلي ثم نامي .
اريان بصوت مكتوم : هاجر يرحم امك اتركيني انام ووقت الصلاة بقوم لاتخافين .
هاجر بخوف من صوتها : وش فيك ي بنت ؟! .
التزمت الصمت وهي تتذكر صوت الرجل الذي كان امام النخل ، اغمضت عيناها محاولة طرد صوته وبهمس : مستحيل يكون مدير فهد .
..
في الخارج .
هاجر بخوف : بنات وش في اريان ؟! .
ام علي : تقول طايحة وبتنام .
نطقت اسيل وهي مشغولة بتقطيع الطماطة التي امامها : ماشفتو لون ساقها ؟! .
ام علي ب اهتمام : وش فيها ساقها ؟! .
رفعت الكوسة ووجهت نظرها لوالدتها : لونها اخضر زي ذي .
شهقت هاجر : مو لدرجة ذي .
اسيل بدون مبالاة : والله واسالي نجلاء وهند .
وقفت هاجر : بروح اشوفها .
نطقت ام علي بإمر : خلوها تنام ، اذا حست بشي بتقول .
..
دخلت ببتسامة : السلام عليكم .
ام ماجد بعينان لم تُحركها من التلفاز : وعليكم السلام .
بعد صمت نطقت وهي على حالها : بيتنا مو لكل من هب ودب .
ابرار بعدم فهم : هاه ؟! .
ام ماجد استدارت نحوها : من قال هاه سمع .
ابرار بطولة بال : بس صدق مافهمت قصدك ي خاله .
ام ماجد فتحت عيناها وبغضب : تقولين لي خالة ؟! ، الله يخلخل عظامك مو خالتك انا .
ابرار بصدمة : وش اقولك طيب ؟! .
ام ماجد : تقولين لي ام ماجد ، ام سعود ، ولا ام نورة .
ابرار بتافف لم تظهره : بس ماجد قال اقولك خاله .
ام ماجد ببتسامة خبيثة : ع طاري ماجد ، خطيبته نوف بتجي بكرة لا اشوفك نازلة عشان ماتفشلينا فيها .
ابرار رفعت حاجبها : وش شايفه فيني عشان افشلك ؟! .
ام ماجد اتسعت عيناها : وش ذا الاسلوب معي ؟! .
وقفت ابرار وب استفزاز : ابادلك الاسلوب ي ام ماجد .
اشتعل جسدها غضب وبصُراخ حتى يصل لها بعد ان خرجت : خلي ماجد يجي اذا ماخليته يربيك ي قليلة التربية .
صعدت وبملامح انتصار عضت شفاهها السفلية : اذا ماخربت عزيمتك انتي ونوف ذي ماكون ابرار .
وقفت على صوت نورة : تكلمين مين انتي ؟! .
اكملت صعودها بخطوات واسعه وببتسامة : جابك الله .
استدارت براسها يميناً : مانسيت وش سويتي فيني .
ادارت وجه نورة ناحيتها بكفها الذي اصبح اسفل ذقن نورة وباستفهام مُصطنع : لية وش سويت ؟! .
نورة رفعت حاجبها بسُخرية : من تركني البارح لحالي اغسل ؟! .
انفجرت ابرار ضاحكة : والله اخوك رفض اساعدك .
نطقت نورة : ماعلينا ، وش كنتي تبين ؟! .
سحبت ذراعها وهي تصعد بها جهة غرفتها : خلينا نروح غرفتك وتكملين سالفة امس ثم اقولك اللي عندي .
تاففت نورة : يوة لاتذكريني .
..
بعد دقائق طويلة .
همست بدهشة : وكيف شكله ؟! .
ضربتها نورة بضيق : انا ويني وانتي وينك .
مسكت يدها وبعينان مُتسائلة : لية وينك ؟! .
بتوتر نطقت : يعني وين افكر بشكلة ، وهو حالته المادية مو مثلنا .
فتحت عيناها بخبث : احد قال تفكرين فيه ؟! ، لا لا ي بنت وين رحتي .
سحبت المخدة ورمتها اتجاهها وبخجل : وجع وجع ان شاء الله .
وضعت المخدة بحجرها وببتسامة غمزت لها : اوصفي شكلة اخلصي علي .
رفعت حادقتاها للاعلى وبهدوء وهي تتذكر شكلة : عادية ملامحة ، وجسمة قريب لسعود .
بفضول : وكيف عادية ؟! .
نورة : يعني مملوح مافيه شي يميزة .
ابرار ب استفهام : من اجمل انس ولد عمك ولا هو ؟! .
ضاقت عيناها : وش ذا السؤال ؟! .
ابتسمت : بشوف خاطرك مايل لمن .
تربعت بحماس : شوفي ي حلوة مو يعني لما اقول لك صارت لنا صدف اني احبة ، بس تحسين انه ينتمني لك هذا الاسم ، لانك صرتي تعرفينه فهمتي !؟ .
هزت راسها بلا .
رتبت للمكان الخالي امامها : اجلسي هنا قدامي عشان افهمك .
تربعت الاُخرى وببتسامة : هاه قولي .
نورة : لما اقول لك اسم سعود اخوي ، و انس ولد عمي من يجي ببالك ع طول ع انك تعرفينه وكذا .
نطقت بعد تفكير : اكيد سعود ، بس وش دخل ؟!.
نورة حركت حادقتيها بغرور : ماعرفت نفسي صراحة وانا اسولف بمواضيع نفسية .
ابرار استدارت لتُلامس اقدامها الارض ورفعت جسدها وهي تهم بالوقوف : اروح اشغل نفسي بشي احسن من جلستك .
مسكت ذراعها وسحبتها للجلوس وبغيض حركت ثغره يميناً وشمالاً : مادريت انك تغارين من عقلي ، الا قولي وش كنتي تبين مني ؟! .
شهقت ابرار : يوة كيف نسيت .
نورة بخوف : وش فيه ؟! .
ابرار برجاء : بكرة نوف خطيبة ماجد بتجي ، ولازم اتكشخ وابيك تساعديني .
وقفت نورة وهي تشهق بصدمة : لاااا .
ابرار بعينان مصدومة : وش فيك .
نظرت نورة وبكُره: من قايل لك انها خطيبة ماجد ؟! .
ابرار بضيق : امك .
ابتسمت نورة : دام ماجد ماقال يعني لا يهمك .
ابرار سحبت نفس طويل : بس اللي فهمته منه انه يحبها ويبي يتزوجها .
نطقت نورة : ابوي رافضها ، ومستحيل يكسر كلمتة ماجد .
ابرار بفضول : ليش رافضها ابوك ؟!
نورة بهمس : لانها لما طلعت تدرس برا ، كانت كاشفة .
ابرار بملامح عدم فهم : كيف كاشفة ؟! .
همست نورة من جديد : يعني ماتلبس حجاب او نقاب .
اغلقت ثغرها بكفها وبصدمة همست : اعوذبالله ، وكيف حبها اخوك ؟! .
بضيق اجابت : اخر سنة له درست معه بنفس الجامعة ، ثم وصاه خالي عليها وصار يهتم فيها ، ومدري كيف حبها ، بس اخوي ماعنده ذوق .
بحقد نطقت ابرار : هذا اللي اكتشفته .
نورة : ماجد يحب التحرر الزايد ، التعليم ، المراة اللي تكون ضعيفة قدامة .
قاطعتها ابرار : الله يهنيهم ، لايقين لبعض صراحة .
نورة ببتسامة خبيثة : بالعكس احسك لايقة له اكثر وبتكسرين راسة .
وقفت ابرار : وين لايقين لبعض ، وهو يفكر بالتعليم لدرجة انه شاك اني ادرس .
غمزت لها بدهاء : طيب مشيه على تفكيرة وطقطقي عليه ، وكوني عكس اللي يبي ، وشوفي كيف تكسرين راسة .
نظرت لها ب اندهاش : اول مره اشوف وحده تبي راس اخوها ينكسر .
رمت جسدها ع السرير وبروقان : لانه رافع ضغطي ، و امس كرفني .
ابتعدت ابرار للباب وبتنبية : قولي كذا من اليوم ، الا لاتنسين بكرة ي راس الداهية .
نورة اغمضت عيناها : ماعليك ماراح انسى .
..
التفتو على دخول الفتاة الصغيرة الصارخة : بابا اريان رجلها انكسرت وتبكي وماما تقول تعال شوفها ، لانها مو راضية تسكت .
وقف ابو علي بخطوات حاول ان تكون واسعه ، ولحق به تركي والصغيره خلفهم .
نطق فهد بخجل من ذكر اسم اخته خصيصاً : اعذرنا ي ابو عايد ، لكن اختي ذي غالية على ابوي .
ببحة وابتسامة اظهرت غمازته : عاذرينه ، والله يشفيها .
وقف ، ووقف الجميع .
نطق علي : وين بدري .
بهدوء فتح هاتفة ومده اتجاة فهد : والله وراي اشغال واعذروني .
علي صافح كفة وببتسامة : اعذرنا انت ع القصور ، وحقك.. .
قاطعه انس ب اعتراض : وش ذا الكلام ، والله ماشفت منكم غير اللي يسر .
ابتسم فهد وهو يُعيد له هاتفة : كتبت رقمة .
..
ابو علي بضيق : ي بنتي خليني اشوفها .
اريان شدة بقبضتها على اللحاف وبخجل تلون مع البُكاء : صرت احسن ، خلاص .
تركي بحنان مُهتم اقترب : اريان تبين مُسكن ؟! .
هزت راسها بتعب : اية
صرخ تركي بخوف عليها : جيبو مسكن .
اجابت نجلاء : مامعي .
هتفت هند مبتعدة للخارج : ولا انا ، بروح اسال البنات .
نظر لهاجر الجالسة بجوار اريان يميناً وبغضب : وانتي ؟! .
رفعت نظرها وبملامح مُشمئزة من صُراخة : لو معي تكلمت .
وقف ابو علي وبإمر : روح شغل السيارة ي تركي ، نجلاء امشي معنا بنوديها .
اريان بصوت مُتعب : انا قلت مابي اروح .
ابو علي : انا كلمتي ماتنثني .
ساد الصمت على خروج ابو علي وخطوات تركي خلفة .
نطقت نجلاء وهي تحمل عبائتها : لاترفعين ضغط ابوي ، شوفي كيف وجهه تغير عشانك .
اكملت هاجر : اي والله .
اتكات بعد وقوفها على كتف هاجر بذراعها اليُسرى وبهدوء : هاجر اعطيني سروال بيجامة ، الجنز ضايقني .
دخلت هند وب انفاس مُضطربة : لقيت مسكن .
..
.. في الصالة ..
نطقت ام علي لنجلاء القادمة لها : بروح معها ، انتي اجلسي مع ورعانك .
نطقت الجوهرة ب اعتراض : عمري 14 وتقولين لي ورعه ، افا ي جدة ماتوقعتها منك .
ابتسمت اسيل : عشنا وشفناك واخيراً ي ست الجوهرة تقولين جدة .
نظرت لها بنظرات طويلة ابعدتها وهي تسمع والدتها : ماراح تتحملين الوقفة بالمستشفى ي يمة ، انتي اجلسي مع البنات .
ام علي بتنهيدة : طمنيني عليها ، اريان من يومها ماتحب تشكي .
اسيل بضيق : يمة مافيها الا العافية كلها طيحة .
ساد الصمت الا من صوت همس ام علي بالاستغفار .
اشارت نجلاء للجوهرة بتعالي .
همست اسيل لروان الجالسة جوارها : تلاحظين دايم امي ماتحب تحسس اريان بالاهتمام ؟! .
بملامح مستفهمة : مافهمت ؟! .
همست من جديد : يعني مثلاً لما صارت تبكي اريان من رجلها ، قالت لريما تنادي ابوي ، وهي مافكرت تدخل وتشوف ، ولما اريان تتضايق .
..
قاطعتهم نجود وهي تُبعد رؤوسهم عن بعض وبغيض : تحشون عني .
رفعت نظرها اسيل وب استفزاز : ابد قلنا متى يبدا وقت المُربية ؟! .
صرخت نجود : ي حيوانة وش قصدك .
انتفضت ام علي من الصرخة وبغضب : وجع يوجعك وش ذا اللسان ، حتى الرجاجيل اللي برا ماحسبتي لهم حساب .
اغلقت اسيل ثغرها محاولة ان لاتخرج ضحكتها والاُخرى روان .
بصوت مخنوق اجابت : وشسمة انا ماقصد .
بعينان غاضبة اشارت للمطبخ : قومي اغسلي المواعين انتي وروان واسيل .
اعترضت اسيل : لا يمة انا مساعدتهم بالغداء .
ام علي : اقول قومي اغسلي ، لا اقوم .
وقفت اسيل وبحقد دفعت نجود واتجهت للمطبخ .
..
امام سيارتة وقف وهو يودع هذا الرجل الحنون : لا ي عم والله انك معذور ، وبنتك ماتشوف شر .
ابو علي ب اعتذار ظهر في صوتة : انا طالع لمستشفى قريب في المزاحمية ، اجلس لين ارجع .
انس ببتسامة : الايام واجد بينا ، وان شاء الله بكرة بجي عشان موضوع تصميم الاسطبل ، ولا اليوم والله اني مشغول .
ابتعد ابو علي نحو السيارة الواقفة امام باب المنزل وبجانبها يقف سيف وتركي .
نطق انس لمنير : انت خلك لان العُمال بيجون ، وفهد يرجعك ، او كلم الشركة ترسل سيارة .
هتف فهد : لا ان شاء الله راح ارجعه .
صعد سيارتة وحرك المقود اتجاه باب المزرعه ، وقع نظرة للفتاة الخارجة وبهمس وهو يعبر جوارهم خارجاً : اعوذبالله ، ماهيب ذي اللي شفتها بجهة النخل .
استدار بالمقود يميناً : الله يستر ، شكل طيحتها قوية .
شعور بالذنب داهمة بعد ان استقر على طريق مُعبد وانطلق فوقة : انا ناقصها ، يلا تستاهل مرة ثانية تجلس في مع اهلها داخل ولا تتسمع الناس .
..
في الخلف تجمدت وبهمس لهاجر الواقفة جوارها : هذا مُدير فهد ؟! .
نطقت هاجر باحثة عنه بعيناها : اما مُدير فهد , وينه?! .
نطق تركي وهو يدفعها ويمسك اريان : ايه مُدير ، ليكون حاطه عينك عليه .
اتسعت عيناها التي ظهرت من فتحات النقاب وبفحيح هامس : ونعم الزوج فعلاً .
اللتفت تركي وبغضب هامس : وش مطلعك انتي ؟! .
مسكت ذراع اريان الاخر وبهمس : بروح مع اريان .
سحب اريان نحوة واشار بعينان مُشتعلة : ارجعي داخل .
شدة ذراع اريان وبعناد : ماراح ارجع وش بتسوي .
فتح عيناة : انتي للحين تعانديني ، يبي لك تكسير راس .
ب استفزاز مُتحدي : اتحداك تكسرة .
ابتسم تركي وبخبث : تتحديني ي زوجتي العزيزة .
صرخت هاجر بغضب : عم شوف ولدك .
صرخ تركي : يبة شوف بنت اخوك .
بضيق سحبت ذراعيها : كسرتو يديني تبون تتهاوشون ، تهاوشو بعيد عني .
ابو علي بصوت عالي حازماً : تبون تفضحونا بالرجال ؟! ، اجلس انت وياها مافيه ماراح .
واكمل بنداء : ي علي تعال .
عادت هاجر بخطوات غاضبة لداخل : مايرتاح لين يخرب طلعتي .
تحرك تركي ووقف جانب سيف وبتنهيدة : اختك بتذبحني .
نطق سيف ونظرة على علي الواقف يُحادث عمة : انا اشهد مو لحالك بيذبحك .
اللتفت تركي وبغمزة خبيثة وابتسامة مائلة : تحب وماقلت لي .
هتف سيف وهو يتجة للمجلس : وش عرف انس ب اخوك راكان ؟! .
نظر له تركي بملامح مصدومة : شوف الكلب بوادي ثاني .
ابتسم سيف : ماشوف اني قلت احب .
سار بجانبة وبهدوء : طيب ، الا ليش السؤال ذا ؟! .
نطق بتفكير : لان انس طلب رقم راكان من فهد .
ابتسم تركي محاولاً تناسي هاجر : اللي اعرفه ان ولد عم انس خوي راكان .
وقف بصدمة بانت على ملامحة .
استدر سيف بجسمة للخلف وب استغراب : وش فيك ؟! .
تركي بملامح لازالت مصدومة : اذا سعود ولد عم انس ، اللي هو ولد عم دكتورنا بالجامعة اصلاً ، يعني دكتور ماجد يكون قريب لسعود ؟! .
بعدم فهم نطق : انت وش تقول ؟! .
تركي ضربة على راسة : شغل التنك ذا .
رفع حاجبة : اذا شرحت زين ي حمار ، تعال حاسبني .
هتف تركي ببطء : سعود خوي راكان طلع من عائلة العايد ، وزي ماعرفت اليوم ، ان دكتور ماجد يقرب لهم ، انصدمت اني مادريت من زمان .
اكمل سيرة سيف وبضحكة ساخرة : عرفنا من التنك .
تافف تركي : ترى مو يعني خوي اخوي اعرف اسم ابوة وعائلته .
نطق سيف بملل : خلصت ؟! خلنا نروح نسبح .
تركي بعدم مُبالاة : روح اسبح لحالك لاني مستحيل ادخل في ذي الشمس .
..
في السيارة شردت بعد ان شعرت بالراحة في ساقها من اثر المُسكن ، وهي تتذكر مُدير فهد ، وراه شي .. قتل ، القتل مو شي بسيط يعني هو مجرم .. بس انا ماقدر اقول لاحد .. ايه ي اريان ماراح تقدرين لانه اكيد بيفصل فهد ، وفهد ماله يومين متوظف ، تنهدت ب اسى .
همست نجلاء : تحسين بشي ؟! .
حركت راسها وبهمس : لا بعد ماكليت المسكن صرت احسن .
..
صرخ فهد بعد ان توسط الصالة : من اللي مرسل ريما لنا ؟! .
ام علي بحدة : انا .
فهد بغضب : وانتي عارفه انها فشلتني في الرجاجيل وهي تقول اسمها .
ام علي بغضب بمُماثل : تبي اختك تموت عشان الرجاجيل لا يعرفون اسمها .
فهد بعينان مُشتعلة : ايه خليها تموت .
ام علي اشارت جهة الباب : اطلع ، مالي ولد مايفتخر بخواته في المجالس، وهم عزوته .
ارخى صوته وبهدوء : يمة انا ماقصد كذا .
ام علي : وش تقصد ي ولد نايفة .
ابتسم وغضبة يتبخر : شفتي انتي فهمتي اني مابي اي اسم ينذكر قدام الرجاجيل حتى لو اسم امي .
ام علي بحدة : بتنذكر اسمائنا وغصبن عنك ، واللي براسة بطحا يتحسسها .
اقترب فهد وابتسامته لازالت تُزين وجهه : تراني ماحبيت راسك ولا خشمك .
ام علي بضيق : هو انت خليت فيها حب .
نطق بإسف : الشيطان اعماني .
بعد فترة من الاحاديث هتف بتنبية : لازم ترجعون اليوم .
ام علي : عسى ماشر لية ؟! .
فهد : المزرعه يبي لها تعديلات وبيجون عُمال واشغال .
ام علي بعدم مُبالاة : ام سامي بتجينا بالعصر .
هز راسه فهد : ماعليه اهم شي تطلعون قبل بكرة .
..
في المطبخ اغمضت عيناها وب استفهام : انتم تلاحظون فهيدان غريب ؟!
نظرت لها اسيل : كيف غريب .
الجوهرة بتفكير : هو الوحيد اللي يتنرفز ويعصب بسرعه وافكاره غير عن راكان وتركي .
التفتت اسيل لروان ونجود الجالسات فوق كراسي صغيرة في الارض ويغسلون بعض الصحون امامهم : ماكانها توصف نفسها .
نجود هزت راسها : اي والله .
رون ابتسمت : من زمان ملاحظة فهد والجوهرة بينهم شبة كبير .
صرخت الجوهرة ب اعتراض : وش قصدكم .
عادت اسيل لمسح الفُرن وببتسامة : مانقصد شي ، الا ماودك تقولين لنا وش قلتي لامك امس وخليتي وجهها يتغير .
رمت الجوهرة المنشفة الصغيرة المُخصصة للفناجين وبغضب اتجهت للباب : مالك دخل .
وقفت روان وبصراخ : تعالي مو يعني عصبتي تنحاشين .
اسيل بإمر : نجود تنشف الفناجين بدلها .
اكملت نجود غسل مابين كفيها وبتذمر : دايم اشغالها تجي فوق راسي .
أنت تقرأ
رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.
Mystery / Thrillerرواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والفتاة الريفية ابرار التي يجبرها والدها على الزواج من شاب غني لا يرغب بها زوجة له...