..الجُزء الرابع والاربعون..

1.5K 28 0
                                    

-

.. (البــ الـرأبع والأربعون ـارت )..
.
.
‏لو يكون الحظّ السّعيدُ رفيقا
‏قمتُ من سكر غفلَتي مستفيقا
‏لكنّ الله رام لي تعويقا
‏كنت في لجّة الذنوب غريقا
‏لم تصلني يد ترومُ خلاصي . ‏
" النابلسي"
.
.
.
____
رفعت كفها بتفحص، صرخت اريان من الألم بقوة , وسحبت كفها بـأنين موجوع.
ابرار بقلق من صُراخها : اريـان.
لفت ناهد بأستغراب مصدوم : لم مسكت يدها حسيت بالرصاصة ليكون للحين موجوده ؟ .
ابرار رفعت كتفيها : مدري .
اقتربت لتفتح أريان عيناها المُحمرة الرمادية وملامحها يُزيد شحُبها : ايه احس فيها.
تراجعت براسها للخلف ناطقة بدهشه من الملامح التي أمامها : بسم الله.
انزلت أريان راسها بـصدمة من جُملتها.
ناهد بتبرير وقفت ماسحة تعرق جبينها : راح احاول اكلمهم يجيبون دكتور..
قاطعتها أريان صارخة لأبرار : افتحي الشنطه.
انحنت أبرار للأحقيبة بحركة سريعه.
ناهد وعيناها لاتزال مُعلقه بأريان .. هل منال الجابر عادت ؟. ،.. فالشبه المُخيف هذا يُخيفها .. ؟ .
اخرجت ابرار ملقط صغير ، مدته لأريان.
ألتقطته أريان بتوجع.
جلست بشفقة على حال هذه الفتاة : انا راح اطلعها.
مدت أريان كفها بضعف، أشارت ناهد لأبرار بشفتيها : امسكيها.
ادخلت الملقط وبحثت عن الرصاصة لتسحبها بقوة ، على ارتفاع صُراخ أريان .. ويتبعها بُكاء العالٍ.
ناهد بدت تمسح حول الجرح بالمُعقم : الجرح صغير لكن..
ووقفت بضياع مُشيرة للباب : راح اطلع اكلمهم لازم تخييط ، وتحتاجين دم بـ أسرع وقت.
هزت ابرار راسها ، وسحبت أريان لصدرها وشهقاتها المُتتاليه تُالمها.
طرقت الباب بقوة ، فتحت الخادمة.
خرجت بخطوات سريعه ، صعدت للاعلى.
دخلت على جلوس زياد على طاوله المكتب من غير مُبالاة لما يحصل في الاسفل ، ويُغطي ثغره بظهر أصبعه السبابة بتفكير عميق.
ناهد تقدمت بأندفاع : صاحي ؟
واكملت بعدم تصديق وهي تدور : بنت بنت كيف صاوبتها ، ويقول جابر بالغلط.
نظرت لعيناه : اصغر من تكذبون علية ؟ ، اقول البنات ذولا من ؟! .
واكملت بجنون مرعوب : فيه وحده تشبه منـ . .
غطت عيناها والكلمات تنحبس في بلعومها.
وقف بتأفف قاطعاً صراعها مع ذاتها : خيطتي الجرح ؟ .
نظرت له : كيف اخيطه ؟ ، البنت بتموت وجهها انقلب اصفر.
واقتربت برجاء : زياد البنت تحتاج دم ، ماراح تصبر اكثر من كذا، ولا يُمكن اسوي عمليه الوضع خطير ،
لو خيطتها يمكن اسوي شيء غلط وراح اضرها.
تحرك لهاتفة بطولت بال : هو قد جاء منك فائده ؟ .
واكمل بسُخرية : فايدتك في الحياة بس ظلمتيني.
قاطعته بأشمئزاز : وهذا وقت نتكلم فيه عن ماضيك الأسود ا؟.
قاطعها صارخاً : لاسمع صوتك.
ونطق وصوت الطرف الاخر يصل له : كلم دكتور عماد يجيني الحين ، ونبي دم .
واكمل : ايه ضروري ، قول راح تدخل جراحة .
واغلق على حديثها المُستغرب : وليش جايبيني ، وعندك دكتور ؟ .
حرك راسة بملل وعاد لمكتبه : شفتهم مايبون رجالي يمسكونهم ، وقلنا نجيبك ..
بترت حديثه بـسُخرية : ترى فيه فرق كبير بين رجالك ، والدكتور .
جلس وعيناه تبحث في الأوراق أمامه : خلاص ندري اننا اغلطنا يوم جبناك، يلا روحي لبيتك.
بِعناد بطيئ : لا ماخلص لين يطلعون معي .
حرك راسه بـنفاذ صبر : انتي الحين تبين جابر ، ولا تبين البنتين ؟ .
امألت ثغرها بأستفزاز : كلهم .
أشار للباب : يلا لا تخليني ادخل حُراسي يسحبونك.
واكمل مُركزًا نظره في عيناها : وترى مايهموني بس أنتظر العايد يجون ونفكهم.
بصدمة : خاطف بنات العايد ؟!.
مسك ذقنه بتفكير قصير : لا بس ليتنا خطفناهم ! .
بخوف من تفكير أخاها : زياد لوين تبي توصل ؟ .
نظر لساعته : وانا بجلس اعيد لك ! .
تأففت بأمتعاض، وتحركت خارجة.
زياد وهو يُقلب الأوراق التي بين كفيه : ناهد الباب يسار.
بعدم اهتمام اتجهت ناحية اليمين ونزلت القبو المخفي خلف السلالم الطويلة.
جلست أمام اريان : كلها دقائق ويجي دكتور.
ابرار مسحت جبين اريان المُعرق :شكرًا.
ناهد تنحنحت هامسة : لاتخافون راح أساعد..
بترت جُملتها على دخول الخادمة : سيدتي الطبيب سأيدخُل .
وقفت ناهد على نظرات ابرار المصدومة من جُملتها.
ناهد للخادمة : جيبي عبايتي.
خرجت الخادمه ، بدت أبرار تلف الطرحة على وجه اريان وتُغلق عبائتها .
بتردد وعيناها على ملامح اريان المتوجعه : انتم مين ؟! .
ابرار نظرت لها : كيف نصدق انك بتساعدينا ؟ .
همست ناهد على دخول الخادمة : وربي بساعدكم .
ارتدت العباءه بُسرعه .
دخل الدكتور وخلفه مُمرضة.
أريان همست بتلعثم : كل شي صار اسود.
ابرار لدكتور : انت تحرك بسرعه.
قاطعها الطبيب بنظرات حادة : ماراح اشتغل وهذي قدامي ، طلعوها.
وقفت أبرار بحقد.
.
.
___
ينقر بـ أصابع يدة اليمين على الطاولة ، على دخول راكان : اعتذر تاخرت بس صارت احداث جديدة وكان لازم تواجدي.
تجمدت أصابعة وبخوف : صار شي لأهلي ؟.
راكان سحب الكُرسي للخلف وجلس أمام انس فاتحاً الملف : لا يخص زوجة ماجد.
تراجع بالكُرسي للخلف بصدمة : وش فيها ؟ .
راكان وهو يُخرج الورقة المطلوبة من الملف : أنخطفت.
مسح وجهه بتوتر : وش صار ؟ ، ولقيتوا احد معها ؟ .
راكان ركز نظره بملامح أنس : زوجته الثانيه ، والخطف مادام اقل من خمس دقائق.
زفر أنفاسة بعدم تصديق فَهُو من كان يعتقد أنهما أريـان وأبـرار.
حرك يده اليُمنى كاتماً غضبه : مين اللي خطفوها ؟ عرفتوهم؟ .
فتح غطاء القلم الأحمر وبدا يُخطط تحت سؤال : هذا اللي كنت بسالك اياه ، انس مين الخاطفين ؟! .
بلع ريقه وعدل ظهره : ماشفتهم.
راكان رفع حاجبه بشك : انس أسبوع مختفي ، وماشفتهم ؟.
انس بصدق : لما يدخل رئيسهم يغطون عيوني ، ولما يطلع يفكونها.
راكان بأستغراب : ليه ؟ .
بلل شفتيه : مدري .
راكان بتساؤل : ماقالوا لك وش يبون بالضبط ؟ .
انس بهدوء : ابوي.
راكان بضيق : حتى امك لما حققنا معها قالت عايد يعرف ، وش اللي ابوك يعرفه وانتم ماتعرفونه ؟ .
التزم انس الصمت وداخله يضيق.
لف الورقة ناطقاً : وين ماجد ماجاء معك.
انس فتح علبة الماء التي امامة وهو يُخفي توتره : في بيت احمد خوينا .
راكان نظر له ثم انزل عيناه ببحث عن ورقة اُخرى : زين ، الا كيف هربت من ايديهم ؟ .
انس بعد ان ارتشف الماء دُفعه واحدة نطق ساخراً : حُراسهم اغبياء ، وقدرت اهرب .
راكان بضحك قصيرة : لاتستهين فيهم يارجُل .
انس بأستغراب : واحد وانتحر وشفنا كيف غب..
قاطعه راكان : اختك كان فيه واحد يراقبها من فترة ، وهي ساعدتنا نمسكه وللحين ماتكلم رغم التعذيب اللي تعرض له منا .
رمى عُلبة الماء الفارغه بقوة ، وابعد الكُرسي للخلف حتى سقط من وقوفة الغاضب : واختي وش مطلعها من البيت ؟ .
برزت عروق جبينه صارخاً : كيف طلعت ؟ ، انتم وينكم ؟ .
راكان بهدوء : دامك تخاف على اختك حتى حنا نخاف على اختنا ، ليش اخذت اختي من قدام بيتنا ي انس ؟ .
انس اقترب بحدة : هددوني فيها .
وهز راسه ببطئ : والله هددوني يخطفونها ، كيف ارتاح وهي عندكم ؟.
راكان اضاق عيناه : كان قلت لي وانا راح احُط عليها حراسة.
مسك جبينه بضيق :انا كنت جاي اشوفك ، بس طلعت اريان بوجهي ومالقيتني الا ماخذها معي .
راكان بضيق : تصرفك كان غلط.
بهدوء تحرك للكرسي مُعدلة وجلس عليه : ادري انه غلط .
تكلم راكان بعد وقت : وليش اخترت بيتكم القديم ؟ .
ضغط على شفاته : ماجاء في بالي وقتها الا هو .
راكان تقدم بجسده : هم اللي داهموا بيتكم البارح ؟ .
انس هز راسه : الأغلب هم .
واكمل بسُرعه : بس ماجد طلع من بالبيت قبل المُداهمه .
نظر له بأستغراب : والأسير اللي قلت عنه ؟ .
انس حك انفه وهو يضيع في الكذب : لكذا قلت الاغلب هم لانه قدر ينحاش ، ويمكن هو اللي بلغهم.
راكان ولُغه جسد انس لأتُعجبه : والدم اللي كان مالي البيت ! .
رفع كتفيه : والله مدري وش سببه.
راكان بهدوء : ع العصر بتطلع نتائج الدم ووقتها نعرف من.
انس بتوجس قلق : وكيف تعرفون ؟ .
راكان نظر له : من المُختبر ، راح يطلع لنا منهو دمه .
انس التزم الصمت بشرود .
قطع سرحانه سؤال راكان : من كان الأسير.
انس حضن أصابعة بكذب : حارس عندهم .
قاطعه راكان بدهاء : وليش الحارس ذا بالذات اخذته ؟ .
حك قفا عنقة : يمكن لانه يعرف كُل شي عنهم .
وقف راكان جامعاً الأوراق داخل الملف : انس ماقدرت اتجاوز ولا نقطه من كلامك مع الأسف .
أنس رفع حاجبه : وش قصدك !.
اقترب راكان مُنحنياً له : قصدي واضح .
واكمل بأسى : حتى خطفك لراجح خلانا نفقده نهائي .
نظر له انس بحده : لو مخطفته كان بيخطفونه قبلي.
راكان بعدم تصديق من تفكيره : والحرس اللي على البيت كيف بيتجاوزونهم ؟ .
انس امال ثغره ببتسامة ساخرة : زي ماتجاوزتهم.
راكان بضيق : بالنهاية خطفوة ، انس والله انت تصير ضدنا بـ أفعالك ، ساعدنا ساعدنا.
بعد صمت دام ثواني سحب ورقة من الأوراق المُتناثره على الطاولة ، قلبها ع البياض وكتب بخط عريض ع الورقة ( زياد الراشد ، منال الجابر ).
دفعها بخفه لراكان وبهمس : ابي معلومات كاملة عنهم.
وهمس ضاغطاً ع اسنانة : وأتمنى ماتسال عن شي حتى اشوف معلوماتهم.
رفع راكان الورقة بـأستغراب من الأسماء المدونة ، انزل نظره لأنس : كلها وقت وتجيك المعلومات.
وخرج بخطوات ثقيلة ، على فتحه الباب نطق انس : ابي سعود .
راكان استدار له : على العصر بيكون هنا.
وأشار قبل ان يُغلق الباب خلفه : اليوم بتكون ضيف خفيف علينا.
تنهد تنهيدة طويلة على دخول شُرطي : بننقلك للحبس الأنفرادي.
وقف انس مُبعداً الكرسي الخشبي للخلف بـجمود رخيم .
.
.
__
تأففت اثير خارجة من القاعة الدراسية : وش ذي الدكتوره اللي مافوتت ولا دقيقه من محاضرتها.
نظرت اسير لمعصمها : الساعه ثنتين.
مسكت اثير قلبها : وانتِ تزيدين علي.
اسير وكزت تؤامتها ببتسامة : نطلع نفلها ؟ .
اثير بخبث : ونقول المحاضره طولت ؟ .
اسير أضاقت عيناها : ونكذب ؟ .
اثير تحركت بضيق : وليش تحمسيني ؟ .
اسير لحقتها : طيب نستاذن من امي ، بنقول بنطلع نتغداء.
قاطعتها : ماشاءالله وامي بتوافق ، بتقول والبيت مافيه غداء.
اسير تنهدت : خلاص بكيفك.
رفعت حاجبيها بحماس : اي كذا خليك.
اقتربوا على جلوس لُجين لوحدها.
نطقت لُجين عندما وقفوا فوقها : ماراح ارجع البيت.
اثير ببتسامة واسعه : هذا اللي اتفقنا عليه.
اسير جلست مُعدله خُصلات شعرها : عندكم تخاطر عجيب.
اثير جلست جوارها : عاد اشك ان لُجين تؤامتي مب انتي.
لُجين بسُخرية : ع ذا الشبه انا تؤامتك ؟ .
اسير بضحكة : اشك بعقل اثير مرات .
اثير أضاقت عيناها : اهم شي ضحكتكم.
لُجين رتبت كُتبها فوق بعض : بس انا اتكلم صدق ماراح ارجع للبيت لا اليوم ولا بكرة ولا بعده .
اثير وحادقتها تتبع يدين لُجين في ترتيب الكُتب : بياخذك ناصر ؟ .
بحده : ياليل وش جاب طاري ناصر.
اثير اعتدلت بجلستها : كلامك ي عزيزتي يقول.
اسير بهدوء بعد ان فهمتها : وش صاير بالبيت ؟ .
نظرت لأسير وبضيق : تكفين مو وقت اتكلم بالموضوع وهنا.
اثير بحنق : ليكون عبدالرحمن ؟ .
مسحت ثغرها ووقفت : جوعانه اكل شي ثم اتكلم.
وقفت اثير : افضل مطعم بالرياض والحساب على اسير.
اسير بضيق لحقتهم : وانا وش دخلني ادفع ؟.
اثير عادت لتجاورها هامسة : لانك حبيتي الشخص الغلط.
اسير بخفوت : هو انا اللي احبه ولا انتي ؟ .
اثير رفعت كتفيها : انتي تؤامتي ولازم نتفق ع اللي بتحبين .
مروا من امام هند التي تستعد خارجة .
صعدت هند الحافلة وجلست بهدوء ضائق وتفكيرها في المدعو بـأسم رياض الجابر.
بعد وقت طويل من تجول الحافلة بـأحياء الرياض ، نزلت واخيرًا لمنزلهم.
استغربت سيارة علي تقف وينزل بملامح لأ تُبشر بالخير.
أقتربت ضامه ملازمها لصدرها.
تصلب جسدها عندما نزلت أمراة كبيره في العُمر.
علي وعيناه ترتكز في هند ، اقترب لها : هند قولي للاهل معي ضيوف.
وقفت على اطراف أصابعها ونظرت من خلف كتف علي للفتاة التي تُمسك المراة الكبيرة وبتساؤل : هذولا من ؟ .
علي همس : بقولك بس الحين سوي طريق .
هزت رأسها وتحركت داخلة المنزل ، انزلت ملازمها على الطاولة وخلعت حذائها وبدت تتحرك مُلتقطه مافي الصالون من بعثره ، وتُرتبه بشكل سريع.
سمعت صوت علي هاتفاً : تفضلوا منا المجلس.
نزعت عبائتها وعدلت شعرها وزفرت انفاسها خارجه لهم .
مها بضيق على جدتها : تبين موية ؟ .
الجدة بجزع : حسبي الله والنعم الوكيل هو وش مسوي يوم ياخذونها.
وبدت تضرب صدّرها .
دخلت هند ببتسامه بشوشه وتنحنحت : السلام عليكم .
مها بخفوت : وعليكم السلام .
انحنت هند على راس الجدة المشغولة بالشتائم الخافته .
مها رفعت عيناها على وقوف فتاه ببشرة حنطية أمامها ، تربط شعرها للاعلى وترتدي جاكيت جنز ازرق على تنوره سوداء يصل طولها لنصف الساق .
مها ببتسامة صغيره بعد المُصافحه والسلام : ممكن موية ، عشان اعطي جدتي حبوبها.
هزت راسها وخرجت بلُطف .
جلست مها امام جدتها وبأعتراض : ليكون بنجلس عندهم ؟.
الجدة رفعت برقعها الطويل ليظهر وجهها المُجعد : دقي دقي على ابرار.
مها بللت شفتيها وبهمس : بس ماعرف رقم ابرار.
الجدة بغضب : على اخت رجلها.
مها تنهدت هامسة : ولا اعرف رقم اخت رجلها.
الجده بحدة : والرقم الي معتس ؟ .
بتردد : ماكلمت ابرار ولا كان معي رقم ، بس عشان عمتي ماتشيل هما.
الجدة بغضب : ها شوفي حال عمتس.
دخلت المطبخ على وقوف علي فيه : مين ذولا ؟ .
علي والهاتف على أذنة : ليه ماقلتوا لي عن أريان ؟ .
اخرجت صينية بيضاء ووضعت عليها علب ماء : ماحبينا نخوفك ، وانت بعيد.
حرك راسه : اعذاركم ماتتغير.
تحركت للغاز : ماجاوبت ع سؤالي.
انزل هاتفه : راكان مايرد.
هند تركت مابين يدها : وانت ليش ماترد علي ؟ .
اتكى ع المنضده خلفه وحرك راسه : خذوا بنتها من بيتها .
رفع كتفيه : والله مدري وش السالفه بالضبط .
اقتربت بخوف : كيف ماتدري وش السالفه بالضبط ، طيب هم من ؟.
حرك يديه : تعرفين ولد عم انس ؟
هند : صديق راكان ؟ .
حرك راسه برفض : لا الثاني .
بطرف عين : اللي كان زواجة مع اريان بنفس الليلة ؟ .
علي : ايه .
واكمل : هذولا اهلها ، الحرمة الكبيره هي جدة زوجته الاولى ام امها ، ومها بنت خالها.
تجاوزت هند موضوع الأسم بأستفهام : وليش جايين عندنا وين عيالهم ؟ .
علي اعتدل بجلسته : مالهم عيال ، فيه واحد اللي جاء معي مره ، صار بينه وبين الجده شد وحلفت ماتركب معه ، وابو مها ماكان موجود.
هند بتساؤل : وليش اخذو بنتها بس ؟ .
علي بضيق : شفتي ابو زوجة ماجد الاولى.
هند بتفكير : وماجد ذا كم متزوج ؟.
علي تحركت يحمل له كأس : وانا ادري كم متزوج ؟ .
هند وعيناها تلحق علي : ايوه كمل.
علي سكب له ماء هاتفاً بعدم تصديق : ها ابو زوجة ماجد الاولى ، هو زوجها.
قاطعته : اها يعني الحرمه اللي اخذتها الشرطه هي ام زوجه ماجد !.
وقعت عينان علي بـ مها التي دخلت بهدوء : جدتي لازم تاكل حبوبها ..
ارتبكت هند : اسفه تاخرت عليكم .
وتحركت تحمل الصينيه.
مها : عنتس.
هند ببتسامة صغيره : لا وين انتي الضيفه.
وخرجوا مُبتعدين .
بتوتر ترك كأس الماء قبل أن يرتشف منه : ليكون سمعتنا ذي
اتجه نظره لهاتفه الذي ارتفع رنينه ، سحبه مُجيباً : راكان وينك ؟.
راكان بهدوء : في المركز.
علي بحده : وش صاير مع اريان.. .
قاطعه : انس هذا هو موجود معي ، واريان ماعليها بخير.
بعدم تصديق : والله ؟ .
راكان وعيناه تتصفح الأوراق امامه : والله .
تنهد براحة : جاء سعود لي بالقرية ، عشان منيف . .
قاطعه راكان مسحاً جبينه بتعب : تصدق اني نسيت انك بنفس القرية معهم.
وبـأستفهام : لقى شي سعود ؟ .
علي بأستغراب : انا جيت الرياض ، وسعود اخذ ام زوجة ماجد من ساعات يعني مفروض هي عندكم قبلي .
انتصب بجلسته : ليش وش لقى ؟ .
علي بهمس : مدري بالضبط ، لكن شي كبير.
راكان بتساؤل : يعني وش بيكون ؟ .
علي بهدوء : هذا اللي كنت بسالك اياه ، جت معي ام زوجة منيف لاني قلت لها انك بتوضح لها كل شي.
راكان وقف : خلاص بحاول اشوف سعود ، وبجيكم .
ومسح على عيناه : تصدق لي يوم ونصف مانمت.
علي : الله يعينك.
أقفل الهاتف على دخول هند مُتجه للغاز مُباشره : والله شكلها سمعتنا واحنا نتكلم في اهلها.
علي تأفف : عاد تبيها من الله ذي .
بأبتسامه صغيره تجاوزت حديثه ، مُستفهمه : اليوم الثلاثاء شكلك بتسحب ع دوامك اليومين الباقيه ؟ .
علي وعيناه على تصفيفها الفناجين بالصينية : ايه.
نظر لمعصه : وين تركي وفهد ؟ .
هند بهدوء : فهد بداومه ، وتركي كـالعادة نايم.
علي تحرك خارجاً : الله يعطيني من نومه.
توقف على سؤالها : علي تعرف احد بأسم رياض الجابر ؟. بتفكير : مهوب صديق تركي ؟ .
توترت واخفت توترها بسكبها القهوه من البريق للبراد : مدري.
علي : ليه وش فيه ؟ .
بللت شفتيها : سمعت تركي يتكلم عنه واستغربت اول مره اسمع فيه.
خرج، ونظرت لأرتجاف اصابعها همست : صديق تركي ، وليش ياخذ رقمي ؟.
قطع شرودها دخول نجلاء تحمل طفلها : وانتي للحين بملابس الجامعه؟ .
استدارت لها : ترى فيه ضيوف.
اقتربت بدهشه : منهم ؟ .
هند رفعت كتفيها : مانعرفهم ، جايين مع علي.
انزلت طفلها على المنضده وبتوجس : ليكون اعرس اخوك ي بنت.
هند ببتسامه : شكله.
واكملت وهي تحمل الصينيه : بالذات ان علي يقول اسم البنت بـأرياحيه تامه.
خرجت تحمل طفلها ووقفت أمام المراءة ورتبت شعرها ، نظرت لقميصها الروز حكت جبينها .. هل يجب ان ترتدي ثُوب مُناسب؟ .
استدارت على خطوات والدتها.
نجلاء أشارت للمجلس : عندنا ضيوف ، جايبهم معه علي .
في المجلس..
تسكب هند القهوه ببتسامة : تفضلي ي جده.
حركت راسها برفض .
مدته لمها : فنجان.
مها بهدوء : كلفتي ع نفستس ي اختي.
وأشارت برفض : مالنا نفس .
انزلت هند الفنجان بحرج.
ام هزاع مدت حقيبتها : دوري على الجالون وكاد ان رقم نوره فيه.
رفعت حاجبها هند من الكلمة ( جالون )؟ .
مها اخرجت الهاتف لتفهم مقصد الجده.
مها بهمس : وش بتقولين لها يعني؟ .
الجده بحده : بقول لها تعطيني ابرار.
مها بخوف : تبين تعلمين ابرار؟ .
الجده بغضب : بتدقين ولا ؟ .
مها بفشلة من صُراخ الجده امام هند : طيب.
دخلت ام علي ، وخلفها نجلاء ويمينها الجوهره وروان.
ام علي ببتسامه بشوشه : السلام عليكم ، وارحبوا البيت بيتكم.
ام هزاع تأملت البنات بهدوء : وعليكم السلام.
جلسوا الجميع يميناً بعد المُصافحه والسلام.
ام هزاع : هاه دقيتي.
مها اعطت الجده الجوال : يدق بس ماردت.
نجلاء بهمس لهند : العرب ذولا وشهم ؟ .
هند بهمس مُماثل : تعرفين زوجه ماجد العايد ؟ ، ها هم اهلها.
رفعت حاجبها بأستغراب.
نطقت الجده والطرف الأخر يرد : وشحالتس ي بنتي؟ .
نوره وقفت وعيناها على والدتها : بخير ، انتي اخبارك ، واخبار ابرار ؟ .
الجده بتوجس : انتي وينتس .
نوره بهدوء: عند عمي عايد.
الجده قاطعتها : عطيني رقم ماجد.
نوره بتوتر ووالدتها تقترب : ماجد له اربع ايام مختفي ، ولا نعرف وينه.
ضربت صدرها : ي ويل حالي ، وابرار وينها ؟ .
نوره هتفت بعجله : وابرار ماهيب عندكم ؟.
ام هزاع بغضب : جاء اخوتس وخذاها منا ، ومن ذاتس اليوم وحنا ندقق عليهم ولا شفنا لهم اثر.
نوره بهدوء : انس ولد عمي جاء امس وهو بخير فـأكيد ماجد بخير ، لانه معه.
قاطعتها الجده ضاربه صدرها : هذا الحلم الشين اللي شفته.
واكملت : وش علي من اخوتس ولا ولد عمتس انا علي من بنتي ، وجاية الرياض ابيها تاخذني عندها
ولا لقيتها وين اخفيتوها قد اخفيتوا ابوها والحين امها.
نوره بضيق من حركات والدتها المُوبخه لها على المُكالمه ، وكلمات الجده : انتي وينك ؟ .
الجده نظرت لملامح الجالسات :عند عرب ينقال لهم الصايل.
نوره رفعت حاجبها بـأستغراب : وانتي وش جايبك عندهم ؟.
ام هزاع : عندهم ولد شرطي. .
قاطعتها نوره : انا بجي اخذك ، اخوي سعود بعد شرطي .
ام هزاع بغضب : هذي مصيبتي ماخذا بناتي الا اخوانتس.
تنهدت نوره : ي جده الله يصلح قلبك ، خليني اجيك ونتفاهم ، ولا يرضيني اخليك عند ذولا العرب اللي ماتعرفينهم .
مدت الجوال على مها بمعنى أغلقيه.
الجوهره رفعت حاجبها بأستغراب من غضب هذه العجوز : ماحد يستاهل تعصبين .
قاطعتها : ذا كبرتس وتعلميني.
حكت جبينها الجوهره بفشلة ، على اهتزاز جسد روان بصمت.
وبللت شفتيها : هذي شرهتي.
قاطعتها من جديد : هذي منهي بنته يسكتها ، صجتني براسي اللي يوجعني .
نجلاء ضغطت على أسنانها بمعنى اسكتي.
الجوهره بأحتقار لهذه العجوز تكتفت.
ام علي بهدوء : ي خاله عسى خير .
ام هزاع : وين الخير وبنتي خذوها الشرطة ولا ادري وش قومهم عليها.
ام علي بضيق على حالها : ماتدرين وين الخيره فيه ي خاله.
ام هزاع بدت ترفع صوتها بالأستغفار.
الجوهره حكت ذراعها : ماقدر لازم اتكلم.
روان همست : عشان تفشلين نفسك زيادة.
الجوهره : جالسه عندنا ولسانها وش كبره ولا ندري وش سالفتها.
ام هزاع مدت ساقيها بتعب وأشارت : انتي ي بنيه تعالي دلكيها لي.
الجوهره لفت خلفها : من ؟.
ام هزاع : انتي ، والله ان الطريق طويل ، وذبحتني.
مها حكت جبينها بفشلة من تصرفات جدتها .
الجوهره وقفت تسحب جسدها ، وجلست امامها وببتسامه مُزيفة : ماتشوفين شر ، ماتشوفين شر.
وبدت تضغط بقوة مُتمتمه : ماتشوفين شر ، ماتشوفين شر .
ام هزاع بصوت مُتعب : وش قومتس طحنتي رجيلاتي .
اغمضت عيناها ثم فتحتها : اول مره اقابل وحده كبيره مثلك وش عرفني كيف اضغط..
ام علي بصوت عالٍ : الجوهره .
دخلت أسيل بملامح مليئة نوم وتتبعها نجود وريما : السلام عليكم.
ام هزاع وعيناها تجول فيهم : ماشاءالله ماشاءالله.

رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن