-
..( البارت الثاني والخمسون)..
.
.ترفَّعتُ عنْ ذمِّ اللئيمِ وسَبِّهِ
لأنَّي كريمٌ منْ بيوتِ الأكارم
تركتُ حقيرَ الشانِ في نارِ حقدهِ
يفورُ كما قدرٌ على جمرِ ضارمِ"علاء خلف"
.
.
__قال السيد بهدوء حاد مفتخرًا بتصرفه وقد اشار لنفسه : انا عشان اختبر زياد اللي ماتثق فيه رحت لين بيته وشفته من قريب.
قال مسعود من جديد وكره زياد ينبع من عينيه: شوف وش خلاك تطيح فيه بعت بنتك للعايد.
السيد الكبير بغضب: انا مابعت بنتي.
وسحب كتاب كبير من اعلى مكتبة وقذفه ناحيته: امور مالك صلاح فيها.
وقال بعد صمت بقلق واهتمام لا يظهر عليه كثيرًا : لقيتوا ابرار.
ابتسم اسعد: لقينا بنتك عنده.
السيد منيف ابتسم براحه: ماراح يطلعها لين اجيه عارف اني اغلي بنتي.
اسعد اتكى على عكازة : وانت بتروح له!
وضع منيف ساق على ساق: لا
اسعد : وكيف بنطلع ابرار؟
منيف بعدم اهتمام : افجر قصره لو تطلب الامر عشان نطلع بنتي.
مسعود ببتسامة ماكرة فهذا مايتمناه: خلنا نقتل زياد ونطلع بنتك ونختصر كل ذا
واضاف : وماراح يقدر عليه الا فيصل قناص شاطر وراح يسوي اللي نبيه بدون سؤال.
اسعد نظر لمسعود بِاستغراب : شكلك ناسي ان فيصل بيدخل المجلس مكانك.
مسعود بخطه قد فكر فيها سابقًا: ندخل واحد من عيال العايد بدل مانخسر واحد مثل فيصل
منيف بغضب : كيف يدخل وهو مايعرف شيء تبيه يخرب علينا
مسعود مكملًا خطته: نهدده ب اهله.
وببتسامة خبيثه : ماجد بيسوي اي شيء عشان بنتك، راح اتواصل معه واتفق معه على تهريبه..
قاطعه بوعيد : ماجد انا لو اشوفه قتلته قبل يدخل الاجتماع
مسعود بلل شفتيه بطولة بال : هو ميت ميت خلنا نستفيد
اسعد بشك : انت ماتبي تخسر فيصل ولا تبي تقتل زياد اعترف؟
نظر له بنفاذ صبر : اقتل زياد ولاحد بيعرف يقنص راسه الا فيصل ولو خسرنا فيصل من بيجيب راسه؟
منيف بتفكير : وكيف بتطلعه من بيت زياد بالتهريب على قولتك؟
مسعود : جابر عند مازن ولا يدري عن عمه لو قتلناه الليلة.
واكمل ببتسامة عريضة : خلنا نقتله الليلة.
اسعد برفض: مايمدينا نسوي شيء قبل اجتماع واذا خربت الخطة والاجتماع لنا سنوات ننتظره.
منيف حرك راسه بتاييد : كلامك صحيح
تافف مسعود بخفوت.
وبهدوء قال منيف: بعد ماينتهي الاجتماع راح افجر بيت زياد واللي فيه ونطلع بنتي.
ابتسم مسعود بخبث محركًا راسه بموافقه.
.
.
__
انزل المظلة السوداء جانبًا ومسح جاكيته من قطرات المطر التي علقت به وبهدوء للخادمة الواقفة : وين ناهد
اشارت للاعلى : في غرفتها.
وبحث بعيناه المُتعبة : وين السيد حمد؟
خرج زياد من مكتبة : ارحب ي ايوب. ايوب بتعب واضح على ملامحه اقترب سريعًا واحتضن زياد بجسد يرجف.
استغرب زياد تصرفه وابعده بهدوء : لاتحاول مافيه مجال.
ايوب برجفة اعتلت جسده قبل صوته : سامحني ي زياد.
زياد بهدوء اشار بعيناه للاعلى : رح شوف ناهد الحين واذا نزلت لكل حادث حديث ونفهم وقتها سالفة اسامة.
تنهد ايوب وداخله يقول ليت الامر ي زياد اسامة فقط، وصعد بخطوات متعبة.
ادخل زياد كفه الايمن في جيبه ونظره يتبع ظهر ايوب الصاعد بملامح لاتُبشر بخير.
استدار على دخول احد حراسه ناطقًا ب انفاس مُضطربة : لقينا مازن
تحرك زياد بخطوات واسعة ساحبًا جاكيته المعلق يمينًا : لقيتوا جابر؟
قال الحارس بما جعل قدمين زياد تتصنم مكانها : لقينا مازن ميت
تسارعت نبضات زياد وابتلع ريقه وببطء قال : وجابر!
الحارس تقدم حتى اصبح امام زياد: مالقيناه
تحرك لمكتبة بخطوات واسعة سحب الهاتف المخصص لرجال المنظمة السوداء.
وصل له صوت اسعد بعد وقت ضاحكاً: مسرع اشتقت ي زياد
قاطعه زياد صارخًا بنفاذ صبر: وين جابر؟
اسعد بهدوء ابتسم: وانا وش عرفني
قاطعه زياد: تحسب اني ماعرف ان مازن من رجالكم اللي يراقبون جابر ي اسعد؟
قال اسعد ببتسامة : خلاص دامك عرفت ف جابر بالحفظ والصون
زياد ضغط على شفتيه : انتم قد حركتكم؟
اسعد بعدم فهم : اي حركة؟
صرخ زياد ضاربًا الطاولة امامه : الاجتماع باقي له يوم وتاخذونه من الان لدرجة ذي مافيه ثقة بينا؟
اسعد زفر انفاسه : ماخذيناه ووش نبي به من الحين! هو عند مازن في شقته.
التزم زياد الصمت وراسه يدرس الامر بشكل سريع.. مازن من نواب المجلس واستحالة فكرة التخلص منه في هذا الوقت الضيق، توقف عقله عن التفكير وفكرة ان جابر قتله وهرب وارده..
قال زياد بهدوء وتوتر استطاع ان يخفيه : تعرف وين مكان مازن؟
اسعد بعدم اهتمام : راح اقول لحارسي يرسل لك موقعه.
اقفل زياد بتوتر واقدامه لاتحمله، جلس على كرسيه الجلد بتفكير..
ونهض خارجًا على رسالة اسعد بموقع شقة مازن.
.
.
__
في الاعلى دخل بعد ان طرق الباب عدّت طرقات ووصل صوتها المتعب من داخل الحُجرة: زياد مابي اشوفك،
ايوب فتح الباب وادخل جزء من راسه : وانا
قاطعته وهي تُبعد غطاء السرير عنها وتنهض ببكاء، احتضنها ايوب بخوف: وش فيك ي ناهد
ناهد زاد بكائها وبهمس متلعثم راجي : ماعاد قدرت اتحمل زياد
ابعدها ايوب ومسك ذراعيها بحنان: مافيه احد احن من زياد عليك.
حركت راسها واشارت بكفها للاسفل : انت عارف انه خاطف بنات بنات ي ايوب بنات
وحركت راسها بغير تصديق مُشيره الى ظهر كفها برجفة : راميها ي ايوب بيقتلها زي منال، هو شكله بينتقم من كل ذيك العائلة مايكفيه منال. مسح دموعها ب اطراف اصابعه: ماراح ينتقم من احد.
اغمض ايوب عيناه بتعب فهذا ماينقصه حديث ناهد وشكاويها من زياد التي لاتنتهي واشرعها بهدوء: لاتقولين كل تعبك عشان كذا
حركت راسها برفض: انت كيف ساكت عنه،
ايوب مسح على شعرها الطويل وبابتسامة : ماودك ترجعين لبيتك!
ناهد بتهديد : لو طلعت من هذا البيت راح ابلغ عليه.
ايوب بضيق: بتعيدين غلطتك قبل سنوات؟
ناهد بغضب ابعدته عنها بقوة : تشوفها غلطه؟
ابتسمت بقهر ساخر منه: صديقه وش اتوقع منك؟
واشارت له من فوق الى اسفل : اصلًا كيف تزوجتك وانت خويه.
ابتسم واعاد احتضانها غامزًا بخبث هامس : نعترف انك حبيتي اهتمامي لما انسجن زياد وكنت اهتم فيكم وقتها.
ابتسمت بشبة ابتسامة من تلك الذكرة ثم قالت بتنهيدة طويلة : انت شكلك مو عارف من اللي خاطفهم؟
ابعدها ايوب وقال مُجاريًا لها: من خاطف؟
ناهد حركت راسها بغير تصديق: خاطف اريان
اتسعت مقلتا ايوب وبتلعثم همس لها : شفتي اريان؟
رفعت نظرها له بغضب: يعني تعرف انه خاطفها وساكت ي ايوب؟
ايوب بهمس مسك عضديها بحيره: زياد يعرف انها اريان؟
صرخت : اكيد يعرف ولا ماخطفها.
ايوب مسك جبينه بضياع : انتي وش عرفك انها اريان؟
تكتفت امامه بغضب : هي قالت.
سحبها واجلسها على طرف السرير ثم جلس جوارها واحتضن كفيها بين كفيه العريضة وبهدوء حتى يفهم القصة : وانتي كيف شفتيها!
نظرت له و امالت ثغرها بحقد: سجني معهم.
ابتسم ايوب بتعب من تصرفات زياد المجنونة : انتي تحمدين ربك ماقتلك زياد للحين.
ونظر لها ب استغراب مُضيفًا : وكيف طلعتي من سجنك؟؟
ابعدت يديه بقوة ووقفت : انت تسخر مني؟
واشارت بتهديد: انا راح اشتكي عليكم كلكم
قاطعها مُشيرًا لجواره : تعالي اجلسي وخلينا نتناقش ووعدك اسوي اللي تبين.
عادت تجلس بتاكيد: تراك وعدتني.
ابتسم بتعب: كيف شفتي اريان وكيف قالت لك انها اريان؟
التزمت الصمت لثواني ثم قالت: وش ذا التحقيق؟
ايوب بذرة شك وردت فعلها تبدو طبيعية من ذكر ابنت اخاها: انتي تعرفين من اريان؟
رفعت حاجبها: بنت هاني الجابر؟
تنهد تنهيده الطويلة ومسح على وجهه بغير تصديق وهمس: الحمدلله.
نظرت له مُستغربة تصرفه.
ابتسم وقال بهدوء غامزًا : خلينا نروح لبيتنا ماشتقتي لي.
دفعته بغضب : انت وعدتني تساعدني.
نظر لها : شيء يخص اشغال زياد ماراح نتدخل فيها ولازم نحترمه.
وابتسم : الا من قال لك ان اريان بنت هاني؟
قالت بهدوء: هي
ضحك : وانتي صدقتيها؟
وقال بعد صمت : لو اعرف انك مو فضيحة كان قلت لك.
ناهد بجدية : لاتقول اذا ماتبوني افضحكم ولا تخلوني اشوف جرائمكم اذا ماتبوني ابلغ عليكم. واشارت للاسفل برجاء مُستعطف: راح انقذهم انا وعدتهم.
ابتسم فهو فعلًا يُريد انقاذهم ايضًا بعد معرفته الان ان عايد ليس قاتلًا كما اعتقد ومن توجد في الاسفل هي ابنت زياد : طيب ننقذهم بس بنت منيف ماراح نطلعها
ابتسمت با ابتسامة عريضة واحتضنته بقوة : ماحبيتك عبث.
امال راسه على كتفها: بس ترى يمكن نخسر حياتنا والسبب اخوك اذا درا فينا.
رفعت كتفيها بغير مُبالاة : مايهم.
ونظرت له بتساؤل: الا منهي بنت منيف
قال بسُخرية ضاحكًا : ماقلتي وحده بنت هاني ف الثانية هي بنت منيف ي ذكية
تكتفت بغضب: وليش مانطلعها
قال بهدوء جاد: ابوها عنده اعمال مشبوهه وماراح نقدر نعرف مكانه الا فيها
رفعت حاجبها: واعمال زياد مو مشبوهه؟
ابتسم وقال بهدوء : طيب خليك هنا راح انزل اكلم زياد وارجع لك.
حركت راسها با ابتسامة عريضة وقلبها تتسلله الراحه.
تحرك نازلًا عتبات السلالم واستغرب خلو المكان، تقدم احد الحراس عند الباب الخارجي الضخم : هلا سيد ايوب.
قال ايوب : وين السيد حمد؟
الحارس بهدوء: راح يدور السيد جابر.
حك ايوب جبينه بتوتر: ليش هو عرف مكانه؟
الحارس : لا لكن صديقه مازن حصلوه ميت وهو كان معه.
ايوب عاد للخلف بعينان اتسعت ذعرًا: كيف ميت؟
رفع الحارس كتفيه بعدم معرفه.
اخرج هاتفه بعجله واتصل على زياد، وصل له صوت زياد الغاضب: مهوب ناقصني الا انت ي ايوب
ايوب بتوتر : لقيت جابر؟
زياد اشار بالتحرك الى جهة الاستراحة التي قد اخبروه عن وجود مازن فيها ميتًا وخلو شقته : لا بس ال**** مازن ذا لقوه ميت
وبقلق خائف وصل الى ايوب: يمكن جابر ذبحه.
ايوب مسح عرق جبينه وبهدوء: انت تعرف جابر مايقتل حتى نمله.
وقال بعد صمت وقلق زياد يُتعبه اكثر من تعبه : انا اعرف مكان جابر.
نظر للهاتف حتى يتاكد من وجود زياد على الطرف الاخر من الهاتف بسبب صمته الذي طال : انت معي؟
وصل له صوت زياد ضاغطًا على اسنانه : تدري كم كبرت اليوم سنة؟
وبغضب صرخ : ويوم خطفه ولد العايد كم كبرت وتوك تعلمني؟
قاطعه ايوب بجديه : تبي ولدك طلع عيال العايد وحريمهم
زياد بغير تصديق: انت وش تقول؟ تساوم جابر في الكلاب ذولا ي ايوب؟
ايوب بجديه : اذا تبي تعرف مكان ولدك ي زياد طلعهم لانك تظلمهم وهم مالها دخل في قتل زوجتك.
قاطعه زياد: دام ولدي عندك ف اكيد انه بالحفظ والصون لكن عيال ال عايد والله مايطلعون لين يجيني عايد بنفسه.
قال ايوب بهدوء: عايد وصحى وروح قابله وطلع الابرياء اللي مالهم دخل فيكم.
اشار زياد لحارسه الشخصي بالوقوف جانب الطريق ثم فتح باب السيارة وخرج منها شاعرًا بالاختناق، وقال ب انفعال شديد: جابر وعندك ولا علمتني واضاف بغضب وانفاسه الحارة ترتفع: واسامة شاهين مدخلينه جاسوس في اخطر منظمة وعايد وصحى ولا دريت وش باقي ي ايوب اصدمني اصدمني؟ لا والله طلعت انت وحارث تلعبون من وراي ومخليني اعمى.
ايوب بلل شفتيه بتوتر من غضب زياد فحقيقة هو لا يلومه لكن الامور اكبر منه واخطر : كل شيء بوقته حلو.
ضرب السيارة بقبضته: ي انا ي انت ي ايوب.
ايوب تنهد بضيق وبرجاء متوسل : انت تبي اختك تموت، على الاقل طلع بعضهم،
واضاف بسرعة: ناهد ماعاد صارت طبيعية من اللي تشوفه وهي مهوب فاهمه شيء وتحسبك مجرم وقاتل.
قاطعه زياد بعدم اهتمام: خلها تموت على الاقل تريحني.
ايوب تنهد: طيب علمها بحقيقتك اجل.
زياد قال بعد صمت : واذا طلعت عيال ال عايد وفضحونا؟ وخربوا كل الخطط؟، ولاتنسى انهم يعرفون اني زياد.
ايوب بهدوء: وليش مانعلمهم بحقيقتك
ابتسم زياد بسخرية: لا انت اليوم مجنون تبي تمشي وتعلم
وبضيق: ي ايوب ماعلمت منال اعلم غيرها .
واضاف : خلني اموت بسري.
قال ايوب بشك : انت ماعلمت ناهد ! لانك ماعلمت منال قبلها؟
ابتسم زياد صاعدًا السيارة من جديد: انا ماعلمت الا ثنتين وغيرهم خله على عماهم
ايوب بضيق: طيب مهوب من حق جابر يعرف انك ابوه؟
زياد تنهد وقال بهدوء قبل ان يُغلق الخط : انا راح اشوف سالفة موت مازن وامر على عايد، طلع عيال العايد وحرم انس لكن بنت منيف لو تطلع صلاة العصر عليك واختر مقبرتك قبلها.
ابتسم ايوب براحه : نقول عقبال بنت منيف.
واضاف: مافي مثل قلبك ي زياد
حك حاجبه زياد: بنت منيف بتطلع معززه مكرمه.
ابتسم ايوب.
وصل له صوت زياد : واذا فضحونا عيال ال عايد!
ايوب ب ابتسامة : ماراح يفضحونك والشرطة معك.
قال زياد بهدوء : وين جابر لازم اشوفه ؟
قال ايوب هاربًا : عندي، الا ناهد تبيني بقفل.
وقف زياد امام الاستراحة ونزل بخطوات واثقه عكس ماكان قبل دقائق اقترب وهو يثني ركبتيه امام جسد مازن الميت.
قال احد الرجال وهو من وجده : ميت من زيادة جرعة مخدرات ومكثر شرب خمر عليها.
زياد تامل الدماء على ثياب مازن ب استغراب فلا يوجد اي اثر جرح في جسده : واضح ان المنظمة مايدرون انه ميت
واضاف بعد ان استدار بنظره في الاستراحة الكبيرة : ب اسم من!
قال حارسه الشخصي : رياض هاني الجابر.
توتر زياد من الاسم وبفضول: وكيف يعرفون بعض؟
واستقام بقلق: ليكون رياض يشتغل مع المنظمة!
رفع حارسه الشخصي كتفيه : والله ماندري.
قال بشك: ابحثوا عن رياض وراقبوه لي.
الحارس غادر حتى يفعل ما امره.
اشار للواقف بعيدًا : دق على حارث وبلغه بالجريمة وخله يخفي الامر لين ينتهي المجلس.
حرك حارسه راسه بالطاعة. تنهد زياد وتحرك ماشيًا بخطوات هادية فالان وقت عايد ال عايد اللقاء الذي طال انتظاره وتخيله كثيرًا وحتى انه كاد الا يحدث ، سابقًا لم يستطع السفر لخارج المملكة واخذ انتقامه على الاراضي البريطانية فهو يعرف الانظمة جيدًا والقوانين، تنهد براحه رفع نظره الى السماء والشمس التي ظهرت اليوم غير عادتها وكانها تتحدث له وتقول اليوم يوم مختلف لك ي زياد...
عادت ذاكرته الى يوم الحادث قبل عشرين سنة عندما سقطت منال ميته من طلقه اخترقت قلبها حتى استقرت فيه، القى السلاح من كفه وتحرك لها بصدمة: منال منال
استدار على صرخت ناهد ذات الخامسة عشر حينها: انت قتلتها؟
واصبحت تبكي بصدمة حتى سقطت الاخرى مغشيًا عليها من هول ماترى نعم فقد كانت طفلة لا يلومها.. وحتى شاهدتها في ذلك الحين لا يلومها عليها ايضًا
عاد الى واقعه ثم تنفس بضيق صاعدًا السيارة وبهدوء وصدره يضيق اكثر ف اكثر: روح لمستشفى *****
.
.
__
صرخت برفض امام ناهد المبتسمة: كيف اطلع واخليها! انتي تستهبلين.
قالت ناهد بنفاذ صبر وقلق: وعد مني بتطلع هي بعد بس لازم ابوها يجي.
رفضت اريان بحده : ماراح اطلع لين تطلع رجلي على رجلها.
ابرار اقتربت لاريان وبهدوء هامس : وليش ماتطلعين وتنقذينا
نظرت لها اريان بملامح باهته : تستهبلين!
اكملت ابرار هامسة: يمكن هي تطلعنا بدون يدري اخوها ي دلخة.
اريان حركت راسها برفض : حتى ولو.
مسكت ابرار كفيها واحتضنتها : انا اثق في ابوي راح ينقذني.
وبشبه ابتسامة ميته: ترى رغم كل ذا انا وحيدته ولا يرضى علي وبيسوي اي شيء عشان اطلع من هنا واكيد هو قال لابوي ولا ليش ينتظره؟
قالت اريان بغضب من والد ابرار ومن هذه التي امامها في الامس كانت ميته واليوم منقذتهما : وخلاك تتزوجين ماجد وتتركين اللي كنت مخطوبة له قبل ويمكن كنت تحبينه، لا تتاملين في ابوك ي بنت.
قاطعتها ابرار بضيق فهو يبقى والدها: (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرًا لكم).
واحتضنت اريان برجفة: انا ماكنت احب راجس، وباذن الله ماجد خير لي
وهمست بخبث: زي مو انس خير لك.
دفعتها بتافف مشمئز: انا قلت لو اطلع من هنا ماعرف له باب.
قالت ناهد بقلق ان يُغير اخاها قراره ب اخراجها: ترى اخوي ماينعرف له لو يرجع ويشوفك يمكن يرفض تطلعين.
قالت اريان بغضب وعيناها تستقر في عينان ناهد بكُره وانفعال: انتي تتوقعين اصدقك ؟ بتطلعيني من هنا وبتخليني ارجع اعيش في المجتمع ولا ابلغ عليكم؟
حركت راسها برفض: هذا اذا ماكان اختبار ثم اول ماطلع من الباب تذبحوني.
ناهد بقلة حيلة : براحتك انا سويت اللي علي.
وهمت ان تغادر توقفت على صوت اريان المتردد: ليش بتطلعونا قولي الحقيقة مو خايفه نبلغ على اخوك. قالت ناهد ونظرها على الباب امامها: الله يقويك اذا قدرتي تريحين المجتمع منه.
.
.
في القبو الاخر خلف قصر زياد ..
ابتسم انس بملامح شاحبة ف اثر التعب لازال يرسم خطوطه على ملامحه: وتبينا نصدقك؟
قال ماجد ب استغراب هو الاخر: وهو مهوب خايف نفضحه.
قال ايوب ببتسامة: لا اكيد هذي بناخذ منكم مواثيق ماتبلغون عنا.
تكتفت انس ب ابتسامة متعبة: هذي لاتفكر فيها ولا تثق فينا.
قال ايوب بهدوء: ماعليه بلغ علينا لكن الحين ارجع لاهلك بالسلامة.
توقف الزمن عند انس وبذكائه المعروف به قال بتردد قلق: انتم بتطلعونا عشان ابوي
وتغيرت نبرته بقلق اكثر: ابوي وينه صار له شيء؟
قال ايوب ببتسامة: لا لا ماصار له شيء بس تكلمنا معه واعترف بكل شيء والحمدلله الامور انحلت.
قاطعه انس ب استغراب: انحلت؟
واشار للباب خلفه: المجنون وولده وينهم؟ وش الثقة ذي اللي بتخليني اثق فيك اني بطلع من هنا سالم.
ايوب بهدوء: اوعدك مايصير لك شيء.
واقترب هامسًا في اذنه: حافظ على بنت زياد ي انس ولاحد يدري فيها تراها امانتك اذا طلعت من القصر ذا.
تجمد الدم في ملامح انس: انت وش عرفك؟
ايوب بشبح ابتسامة مُتعبة: اختك بلغتني.
استدار له انس بصدمة: وانت وين شفت اختي؟
ايوب ابتسم : وش رايك ترجع لبيتك وتشوف اهلك وتسالهم..
وهمس من جديد برجاء : ليت محد يدري ان زوجتك هي بنت زياد ولا احد يدري حتى زياد نفسه.
انس والامور تسقط على راسه دفعة واحدة قال هامسًا : انت وش انت؟
ابتسم ايوب : اللي بيطلعك من هنا.
ماجد من بعيد : شايبكم يدري اننا بنطلع؟
عاد ايوب ناحية الباب: اللي تقول عنه شايبنا ترى مافيه اطيب من قلبه.
ضحك ماجد بسخرية: ماشاءالله اجل اللي شفناه منه هذا الطيب؟ اجل الشر كيف بيكون!
قال انس بهدوء متحديًا: طيب افتح لنا خلنا نطلع اذا انت صادق.
ايوب اشار للحارس : افتح ي انور.
فتح الحارس انور الباب على مصرعه.
تحرك انس وخلفه ماجد بدهشة غير مُصدقين مايحدث وماسيحدث.
اغمض عيناه انس من اشعة الشمس التي اخترقت عيناه، ووضع ماجد ذراعه امام عيناه هو الاخر.
توقف انس وهو يرى اريان تقف في منتصف فناء القصر وخلفها يقف حارس، حرك ماجد نظره باحثًا عن ابرار.
قال ايوب شاعراً بماجد ومن يبحث عنه، ونظره يستقر في اريان : اللي تدور عليها ماراح تطلع لين يجي ابوها.
استدار ماجد وقبض على ياقة ثوب ايوب: تستهبل معي تبيني اطلع وزوجتي عندكم.
وضحك بسخرية: وفوقها عندكم ثقه مانبلغ، انتم كم شايفين اعمارنا!
قال ايوب بهدوء وهو يُشير للحارس بعدم الاقتراب لهما : اذا تبي تجلس معها حطيناك معها.
قال ماجد بعد ان دفع جسد ايوب للخلف بقوه : ماراح اطلع لين تطلع معي زوجتي. ايوب بهدوء فالاهم لديه الان خروج اريان من هذا المكان الذي اصبح خطرًا عليها ، ان كان قاتل والدتها طلقًا حر، فهو يعلم انها ايضًا حيه والاكيد انه يبحث عنها : لك اللي تبي
واشار للحارس : دخله مع الاسيرة.
ماجد بغضب : انا ماقلت بدخل لكن قلت ماراح اطلع بدونها.
ايوب زفر انفاسه : قلنا بنت منيف ماراح تطلع تبي تقعد معها دخلناك تبي تطلع الباب يوسع جمل.
تحرك انس ووقف امام ماجد وضغط على اسنانه بغضب : ماجد انت صاحي؟
ماجد ابعد انس بتفكير سريع: لو زوجتك مكانها بتخليها.
رفع انس نظره الى اريان الواقفة بعيدًا وتُحدق بهمها بريبة وكُره: اللي بيني وبين اريان مو زواج ي ماجد انا جالس احميها مثل مايحميها ابوي.
ماجد تحرك بضيق: وانا احميها مثلك ي انس.
حرك انس اصابعه في خصلات شعره الاسود الطويل بعجز كيف يخرج الان وماجد خلفه.
ايوب بملامح ضايعة ونظره للان لازال معلق في اريان لا يُصدق هذا هل هذه بنت زياد ابتسم على لون عيناها تلك العينان التي مدحها زياد كثيرًا وكثيرًا جدًا، مسح دمعته التي سقطت بغير تصديق لما يراه امامه وهمس في نفسه: يارب لك الحمد الحمد لله الحمد لله.
وتقدم متجاوزًا انس ثم وقف امامها وبنبرة حنونه ونظره يقع على ظهر كفها الايمن المربوطة بشاش ابيض وتمسكه بكفها الايسر: انتي بخير ي ابوك!
اريان تجاوزت كلمة ابوك وبسخرية حاده: اقتل القتيل وامشي في جنازته، من انت بعد
ابتسم من جملتها تمنى في داخله لو كانت من محارمه حتى يحتضنها نعم يشعر بالابوة ناحيتها ايضًا ليس جابر فقط.
انصدمت من دموعه وبتوتر وخوف تحركت ناحية انس، ابعد انس نظره من جسدها المقترب الى كفها: انتِ بخير؟
اريان بحده : لو ماعرفتك كان انا بخير.
ابتسم من جملتها: دام لسانك على عهده ف انتي بخير.
قالت بغضب منفعل: وهم ليش يطلعونك ومايطلعون ابرار؟.
رفع حاجبة انس ب ابتسامة صغيرة: لا شكلك تبيني اموت.
ضغطت على اسنانها وعيناها الرمادية تستقر في عيناه السوداء المُتعبة: مهوب هذا اللي اذكر يبونه منك.
ابتسم ثم رفع نظره منها ناحية ايوب الذي مد ورقة له: هذا رقمي تواصل معي ضروري.
انس ابتسم بسخرية وهو يرمي الورقة تحت قدمه ثم يدهسها: ابشر وانت لاتنسى تمر علينا.
ايوب بهدوء همس في اذنه: بنمر ناخذ بنتنا.
رفع الحارس السلاح ناحية انس الذي تعلقت كفه اليمنى في رقبة ايوب ناويًا خنقه: اذا تبي سلامتها ابعد عن اهلي
ضحك ايوب ولف ذراع انس المصابة خلف ظهره حتى صرخ انس بتألم: تهددنا فيها ي ولد عايد.
ودفعه مُشيرًا للبوابة بحده هامسًا: ماطلعتك الا عشانها وجودها هنا خطر عليها ودام عرفتوا تحمونها ٢٠ سنه كملوا جميلكم ي ال عايد. اغمض عيناه انس بتعب ثم اشرعها وهو حقًا لا يفهم ماذا يحدث، كيف يخرجون بهذه الراحة؟ ولماذا ومن هذا الذي خلفه؟..
قالت اريان بهمس سريع وهذه فرصة لا يُظاهيها شيء: تحرك نبلغ وش تنتظر؟
قال لها بحدة ضاغطًا على شفته السفلية : انتي شايفه ماجد رجع كيف اطلع واخليه..
قاطعته متحركة ناحية البوابة والى السيارة الواقفة امامها تنتظرهما : اجلس معه، انا رايحه اجيب الشرطة ماراح اطول عليكم.
لحقها بقلق عليها : وكيف تروحين لحالك، تراني مهوب مرتاح
ابتسمت با ابتسامة باردة وصعدت السيارة بتوتر : ليه انا مرتاحة!
خلفهما كان يقف ايوب وعيناه للان معلقه بهما وخاصة في اريان.
وهناك خلفه بكثير داخل قبو المنزل انفتح الباب من جديد ،رفعت نظرها ابرار ب استغراب ثم اتسعت مقلتيها بدهشة من دخول ماجد عليها بقامته الطويلة.
قالت بتلعثم مصدوم ولازالت تجلس في مكانها على الارضية الباردة: وش جابك؟
جلس في الجهة المقابلة لها من زاوية الحُجرة واتكى بظهره على الحائط خلفه ثم قال بنبرة هادية وعيناه المشتاقه تستقر في عيناها المنتفخة والمحمرة من اثر البُكاء: ننتظر حظرت ابوك يشرف عشان نطلع.
بللت شفتيها بتوتر وقالت مستفهمة: ليه هم مدخلينك هنا لين يجي ابوي؟
بشبة ابتسامة امال ثغره مُخفيًا سبب عودته : ايه تقدرين تقولين.
انزلت نظرها بضيق من تصرفات والدها ، حتى انها اصبحت لاتستطع رفع نظرها في ماجد من شدة حرجها.
عادت لواقعها على جلوسه امامها بنصف ساق ويثني الاخرى تحته وبهمس وعيناه تدور في ملامحها بقلق: ليش الدموع؟
مسحت دموعها بعد ان شعرت بحرارتها على وجنتيها.. لماذا ابكي وامامه ماهذه الحماقة الان؟، التزمت الصمت مُبعده نظرها عنه.
اغمضت عيناها بعد ان شدها اليه حتى تستقر بين احضانه ،وصلت لها نبرته الدافئة المخلوطه بحنان غريب لا يُشابه ماجد: بتطلعين من هنا لو ع موتي.
تصلب جسدها وبهمس خائف: وليش موتك.
ابعدها قليلًا عنه حتى اصبح ينظر لعيناها القريبة منه وانفاسها التي بدت ترتفع من نظراته المحدقة بها : تبين تعرفين الحقيقة ي ابرار؟.
قالت : حقيقة ايش؟
قال بهدوء ولازال على وضعه قريب منها لا يفصله عنها الا مسافه تكاد الا تكون: ابوك مهوب اللي تعرفينه ابوك شكله خطير.
دفعته بقوة وبا انفعال اشارت له: خلاص ترى ادري تكره ابوي وانجبرت علي عشان دين وتصرف ابوي غلط بس مو..
قاطعها بحده وهو يمسح على صدره :تدرين ابوك لقو عنده ملايين وجوازات مزوره وفوقها غسيل اموال وبيع اعضاء غير قانونية يعني ابوك مهوب شخص عادي، ونحسبه ضعيف زي مانتخيل.
ابتلعت ريقها وانتفض جسدها برعب: كذاب كذاب مسك عضديها حتى تستقر وحاول ان يكون هاديًا حتى تهدا : وش هدف اني اكذب؟.
قالت ببُكاء وشفتيها ترجف: لانك صرت ماتبيني بدت تالف على ابوي خليك صريح ليش تلف وتدور.
ابتسم واقترب اكثر هامسًا : ليش مابيك؟
توترت من اقترابه وقالت بمثل نبرته الهامسة: واللي قلته قبل تطلع من هنا.
امال راسه با ابتسامة صغيرة : شكلك فهمتيني غلط لكن انا اقصد اذا طلعنا من هنا عطيتك الخيط والمخيط وبنشوف وش بتسوين فينا.
واقترب اكثر حتى وضع جبينه على جبينها هامسًا اكثر: لو تبينا نرجع نبدا من جديد ونسوي زواج واشوفك بالابيض اللي اتمنى لو ارجع اشوفك فيه.
تجمدت من حديثه لا لم يكن حديثه بل من تحرك جبينه حتى اصبح على انفها ابتعدت للخلف بهدوء وهي تفهم ما كان ينوي فعله.
ابتسم من ردة فعلها واعتدل جالسًا.
قالت ب انفاس مضطربة مما جعل ملامحه تتغير للاستغراب : شكلك نسيت نوف؟
نظر لها با ابتسامة ذات مغزى : وش جاب طاري نوف؟
ابرار دست خصلة شعرها الطويلة ورا شحمة اذنها ب اصابع مرتجفة: وش مصير نوف ولا وش مصيري.
ابتسم وتكتف : قولي تغارين.
تكتفت هي الاخرى بغيض: انا واغار عليك؟
واكملت بسخرية خبيثه: الا ودي اعرف شعورها وانت معي هنا ومفروض تكون معها بشهر العسل.
ابتسم حتى ظهرت صفة اسنانه العلوية ثم غمز بعينه الُيسرى: قولي تغارين.
توترت وبكلمات مبعثرة : ليش اغار مين انت؟
واكملت بهدوء جاد: اذا ابوي زي ماتقول وش مصيري معك؟
حرك جسده حتى اصبح جوارها جالسًا واتكى بظهره للحائط خلفه وشعور الضيق يتسلل قلبة: لازم تخربين جونا؟!
وقال بعد فترة صمت : نخليها لوقتها ي ابرار.
نظرت له بضيق: قبل شوي تقول بخلي لك الخيط والمخيط.
ابتسم ونظر لها : وانا على كلمتي، الا اذا كان قرارك مايعجبني اعذريني. .
اعتدلت في جلوسها واتكت هي الاخرى وداخلها يثق بوالدها يستحيل ان يفعل تلك الامور الخطيرة والكبيرة: يعني القرار راح يمشي ع مزاجك؟
نظرت له بعد ان سحب كفها وقبل ظهرها بقبلة طويلة : بتصدقين لو قلت لك اشتقت.
قالت ببطء : اشتقت لمن.
رفع حاجبة وبهدوء خبيث: اشتقت لنوف.
سحبت كفها بغضب: انا بخليهم يطلعونك وتروح تشوف نوفك..
قاطعها هامسًا وهو يسحب جسدها ناحيته: اشتقت لك انتِِ.
انزل نظره من صمتها وابتسم على تورد خديها:
وش اكل لسانك؟
ادخلت راسها في صدره بخجل وبهدوء: اوشش لا اسمع صوتك.
.
.
__
اراحة اريان ظهرها للمقعد خلفها فشعور الحرية لا يُظاهيه اي شعور لديها اليوم ، ثم نظرت من نافذة السيارة كم اشتاقت لكل شيء، زفرت انفاسها بهدوء ثم زاد معدل نبضها من اقتراب الدراجة النارية السوداء من جانبها ثم تجاوزتهم وقالت برعب : هذي من اليوم ورانا. انس استدار براسه لها من المقعد الامامي بخفوت قلق: متاكدة!
قالت اريان ونبضها بدا ينقبض : والله شفته اول ماطلعنا كان واقف قدام قصر المجرم ذاك.
انس قال للسائق بهدوء: تعرفه؟
الحارس ونظره لصاحب الدراجة التي ابتعدت سريعًا حتى اختفت من امامهم: لا.
تنفست اريان با ارتياح والدراجة تختفي.. ثم عادت تفكر كم من الشوق تحمل داخلها لعائلتها جميعًا كانها ابتعدت عنهم سنوات وليس اسبوعًا واحدًا فقط..
عادت لواقعها وحادقتيها الرمادية تتسع على خروج الدارجة النارية من جديد من احد الشوارع الضيقة بعد ان اصبح الشارع فاضي الا من السيارة التي تقلهم.. نعم لقد كان يرسم خطط حتى يستفرد بهم..
انعقد لسانها والدراجة اصبحت جوار باب السائق تمامًا واطلق بمهارة على السائق من دماغه ثم ابتعد..
انس صرخ بغضب وهو يمسك المقود : الله ***** كيف وثقنا فيهم.
بكت اريان بقوة والذعر يستوطن جسدها.
قال انس وعيناه على الدراجة التي ابتعدت مره اخرى : افتحي الباب واقفزي.
اريان نظرت لسرعة السيارة وب انفعال: لا والله اللي تبيني اموت؟
ابتسم انس واخر ماكان يتمناه في هذه اللحظة الابتسامة .. هذه الفتاة ابنت ال راشد لن تثق به مطلقًا ثم صرخ: هو ناوي يذبحنا ي بنت والسواق ماقدر احركه عشان اجي مكانه..
قاطعته صارخة ببكاء : خلاص اموت مقتولة ولا اموت منتحرة.
همس بذكر الله زافرًا انفاسه المضطربة حتى لو كان هذا الرجل ميت يجب احترام جسده هذا ماقاله عقله بعد ان فكر برميه من السيارة والجلوس مكانه، وكما توقع عاد صاحب الدراجة وبمهارة بدا يطلق على عجلات السيارة مستديرًا بسرعة حتى توقفت السيارة بهما.
ضاقت حادقتا انس مُستوعبًا .. ذلك الرجل لا يُريد قتلهم وهذا يظهر من تحركة بتلك السرعة وبمهارة يحلف لا يملكها احد غيره.
اريان غطت اذنيها من صوت اطلاق النار واختبت خلف مقعد انس: والله من عرفتك ي ولد عايد مالقينا خير.
امال ثغرة بتهكم منفعل : وش تقولين عن اهلي اللي من عرفوك وحياتهم سوداء، خليني اسكت ي بنت زياد.
التزمت اريان البُكاء بصمت لا وقت للجدال العقيم معه حتى فهم مايرمي به ، السيارة توقفت يجب ان تهرب هذا ماتفكر به الان.
فتحت الباب وصرخ انس والصُداع يُداهمه من جديد وبشدة حتى اصبح جسده لا يقوى على اي حركة منه: لو تحركتي بيذبحك خلينا نفهم وش يبي.
اغلقت الباب بعدم اهتمام وتحركت بخطوات مُتعثرة تبحث على طوق نجاة في هذا المكان الخالي ..ليتها استمعت لانس هذا ماقاله ذهنها وصاحب الدراجة يقف امامها مُشيرًا لها بالعودة : اذا تبين سلامتك وراك.
عادت للخلف وعيناها على خوذة الرأس التي يُغطي بها ملامحه. وبرجفة وعيناها تمتلئ بالدموع ..ماهذا الحظ الذي تمتلكه؟: انتم وش تبون فينا.
قال بهدوء وعيناه لانس مُتعرفًا عليه: انتي ابرار؟
قالت بشهقات متتالية : لا لا والله مو ابرار.
نزل فيصل من دراجته واقترب لانس الذي خرج من السيارة بتعب واضح عليه والفتاة اصبحت جواره: السلام عليكم.
نظر له انس بصمت مُستغربًا من تحيته كاد يضحك لكن هذا ليس وقت الضحك.. مجرم ويعرف السلام هذا ماقال داخله لكن قال بنبرة حذره : وعليكم السلام.
فيصل بصدق : انا ماجيت اقتلكم كل اللي ابيه تروحون معي هذا اذا تبون سلامتكم والامر مهوب اختياري الا امر.
قال انس والدوار بدا يفتك بجسده: هو فيه سلامة غير اللي شفناه منكم؟
فيصل بهدوء : وعد مني مايجيكم شيء.
انس وعروق جبينه برزت : وش تبي فينا.
فيصل بهدوء لازال يغلف صوته: مصالح شخصية.
انس رفع حاجبة بعد ان طوقت اريان ذراعه واصبحت خلفه: وش ذي المصالح اللي تبينا فيها.
فيصل والعالم لا يسعه : انا والله مابي الا اخذ حقي واذا تبي تاخذ حقك خلك يمني.
واضاف ببطء: انا احسبها بنت السيد الكبير..
قاطعه انس بحده .. هل تم اكتشاف اريان ممن يحذره المدعو ايوب: ماهيب بنت السيد.
انصدم من كلمة من امامه: ايه عرفت انها ماهيب ابرار.
انس اخفض نبرة صوته حتى يفهم المجنون الذي امامه.. من اين خرجت ابرار : وش ابرار؟.
فيصل رفع السلاح امام وجهه: ابرار زوجة ماجد مسوي ماتعرفها؟
واضاف بنفاذ صبر : انا ي ولد عايد ماقتلتك ويمديني الان اسويها لو ابي.
واخرج من جيبة اصفاد من حُسن حظه وجدها في دراجته.. خروج انس من ذاك القصر كانت معجزة انقاذه وهو الذي قدم حتى يُحادث زياد ويُخبره بكل مايعرف لكن الامور اصبحت مختلفه الان وفي مصلحته وجدًا .. ثم قذف الاصفاد التي سقطت امام انس واشار لها: اربطها في يدك ويدها.
انس برفض: وليه يوم اربط نفسي فيها شايفيني مجرم وخ*** مثلكم؟
فيصل امال ثغره بابتسامة: محشوم ي ولد عايد من ذي الامور لكن اسمع الكلام ولا تطلعني من طوري ترى الوقت ماهب من مصلحتي ولا مصلحتك.
انس بتفكير سريع والوقت هو الذي يداهمه وحده لا غيره.. لا يثق بجسده المُتعب والصداع الذي بدا ينخر راسه و لايستبعد السقوط امامه فاقدًا الواعي: وش اللي يخليني اثق فيك؟
فيصل بهدوء صادق : انت في وجهي لين ترجع لاهلك.
انس اضاق حادقتيه ب استغراب من ثقة من امامه ثم تحرك انس بوعيد داخلي له ..لو لم تكن اريان جواره لانقض عليه والموت الخيار الوحيد لمن امامه وله..
قالت اريان برجفة وانس يطوق رسغها الايسر السليم بالاصفاد ثم طوق رسغة اليمنى: وش بيصير لنا؟
قال بهمس مُتعب حتى يستفزها : الموت.
انهارت من جديد بالبُكاء. فيصل رفع الهاتف الذي اشتراه قبل فترة قصيرة واتصل على الرقم الوحيد في هاتفه : يلا تعال سريع.
لم تمضي خمس دقائق الا واقتربت لهم سيارة من نوع هايلكس وتبدو قديمة من مظهرها.. ثم انفتح بابها وترجل منها شاب ذو بنيه جسدية ممتلئة وكيف ينساه انس وقد راه بهاتف هادي مرات لا تحصى حتى انه كان يُحادثه كثيرًا امامه.
قال انس بدهشة وقد تعرف عليه عندما اقترب: انت بسام ال رائد؟؟
بسام ذو التاسعة عشرة نظر جهة فيصل بملامح مستغربة من معرفته ثم الى انس : من ذا؟
قال انس بتامل طويل وحنين: انت اخو هادي، بسام الصغير؟
وابتسم بتعب مفتخرًا به: لا والله مانتب صغير الا رجال.
اقترب بسام بملامح لا تُبشر بخير وعيناه تشتعل غضبًا : وش عرفك ب اخوي
ونظر الى فيصل : ليكون ذا من اللي ذبحو اخوي؟
حرك انس راسه بلا : انا انس ال عايد شكلك ماعرفتني؟
توقف بسام حتى يستوعب من امامه ثم اردف بابتسامة عريضة وكل هذا على مرا عينان فيصل المصدوم واريان المُستغربة من معرفة الشاب الصغير والعكس صحيح: والله مافيه احد فزع لنا مثلك ي ابو عايد.
واقترب حتى لامس انف انس بسلام تقليدي مُتعارف عليه وترحيب ثم قال بتهجم من اشارت فيصل له بالسلاح : في وجهي ابو عايد انت ماتعرف من قدامك.
فيصل امال ثغرة اي مازق وقع فيه اراد بسام عون لكن مايراه امامه لا يُبشر بخير من معرفتهم لبعض.
عادت اريان للخلف قليلًا بقلق من اقتراب جسد الشاب الى انس.
قال انس با ابتسامة وقد شعر بالراحة الان: وش تسوي في الامور ذي اللي اكبر منك.
قال بسام بملامح متكفهره ووعيد شديد اللهجة : اشرب دمهم مثل ماشربوا دم اخوي.
انس بذكاءه المعتاد لا يحتاج لربط الامور.. قد قُتل رائد قبل شهور طويلة وهذا الطفل يتفاخر بالانتقام لاخيه الميت.
وقال بتردد: عرفتهم؟.
بلل شفتيه وبتهديد: فيصل يعرفهم.
ورفع نظره انس لذلك الواقف للان يرفع سلاحه ناحيته : فيصل؟
قال بسام مُشيرًا لخلفه : ذاك فيصل خوي راجح اخوي.
انس رفع حاجبة فهو يعرف ان راجح متورط في قتل اخيه هادي وهذا صديق لذلك القاتل : واخوك راجح وينه.
بسام بصدق :مدري
فيصل بتوتر فهو لم يُخبر بسام ب امر موت اخيه اشار لسيارة : تحركوا الوقت ماهوب من صالحنا
قال بسام والغضب يمله وعينه تقع على الاصفاد في رسغ انس: وانا ولد ابوي مالقيت الا ابو عايد تربطه.
ابتسم انس من كنية ابو عايد، وتحرك الى السيارة وخلفه اريان برجفة ممن يحمل السلاح ويتبعها.
همس لها انس حتى يُطمئنها بعد ان شعر بها: الولد اعرفه وماراح يضرنا.
صعدت وصعد انس جوارها واستدار وهو يرى فيصل يحمل دراجته في صندوق السيارة ثم تقدم نازعًا خوذته.. قال انس بغضب وقد تعرف على ملامحه فهو الذي لا ينسى سريعًا : انت خوي ابو عكاز والكلب الثاني.
قال فيصل بهدوء ونظره للامام على قيادة بسام السريعة : يخسون.
واكمل بعد صمت دام ثواني: اذا كانك تبي تاخذ حقك منهم ف انت ثالثنا.
قال انس وهو لا يثق بالمدعو فيصل : وش قلبك عليهم.
واكمل بشك: وليش ماتبلغ الشرطة دامك تبي تاخذ حقك.
قال فيصل وقد التزم بالمقبض الاعلى من سواقه بسام السريعة : حتى الشرطة ماراح تقدر عليهم.
.
.
___
استلقت شادن على السرير بجوار والدتها بعد ان استحمت سريعًا و اقتربت اكثر حتى اصبحت بين احضانها وقبلة اسفل فكها با اشتياق: انا بخير ي ام انس.
ام انس بتعب مسحت على شعرها الاسود : والله اني طحت من طولي يوم دريت انه خطفك *****.
شادن اخفت راسها في صدر والدتها بتعب والتزمت الصمت.
قالت ام انس بشك وقلق: سوا لك شيء؟
رفعت شادن نظرها لوالدتها وبشبة ابتسامة فالحياة عادت لها اليوم لقد كانت قبل اشهر تعيش في عالم كئيب ورعب لا يعلم به الا الله وحده وهمست براحه :ماسوا لي شيء لا اول ولا الحين.
ابتسمت ام انس هل ستعود صغيرتها الى ماكانت : الله ينتقم منه.
التزمت الصمت شادن ودعوة والدتها قد ضايقتها لا تعلم لما.
قالت شادن بتردد: نروح لابوي الليل.
ام انس وهي تتامل ابنتها الصغيرة: الزيارة ممنوعة.
حركت راسها بهدوء : نقول لسعود دامه شرطي.
ابتسمت والدتها وقلقها على انس لا يذهب من بالها رغم ان الفريق المدعو حارث بلغها بعودة انس لهم اليوم لكن لا لن يرتاح بالها حتى تراه امامها بخير.
.
.
في الجهة الاخرى ربطت راسها والالم يزيد كيف يرفض العودة ويبقى مع ابنت منيف ؟هذا ما اخبرها به العسكري.
قال سعود بقلق على والدته حتى لاتعود الى ماكانت عليه بالامس وتمرض : تراه رجال وراسه بعقله.
قاطعته والدته بغضب: اخوي قده يبي ورقة بنته الله لا يلومه على سوات ولدي الخايبة وانا احسبه مخطوف طلع يتمشى مع بنت منيف، ماله اسبوع اسبوع بس وراح ورا ذيك.
واشارت بتهديد: والله ماتعرف بنت عايد وراسي يشم الهواء
التزم سعود الصمت مُغادرًا الحجرة التي تمكث فيها والدته في قصر عمه بضيق واضح.
نورة بغضب : يمه وش ذنب سعود تفرغين فيه عصبيتك من ماجد
واكملت بغيض: كل ذا عشان نوف اللي مافكرت تزورك ولا تشوفك.
صرخت والدتها والصداع يشتد: اطلعي لا اشوفك قدامي لا بارك الله فيكم من عيال.
ابتسمت نورة بغيض: امس طايحه عشان ماجد والحين تدعين علينا ماعرفنا لك.
واكملت بتردد قبل ان تهرب: انا بروح ازور جدتي ام هزاع اللي من حطيناها في شقة ماجد ماندري وش علمها.
واغلقت الباب هاربة حتى لاتسمع حنث والدتها على عدم ذهابها. .
.
__
داخل المستشفى..
رفعت هاجر كفيها شكرًا لله والدكتور يطمئنهم على حالة محمد التي استقرت الان بعد خضوعه الى عدة عمليات دامت ساعات طويلة ولكن سيبقى في العناية المركزة حتى يستجيب جسده و لازال معرض للخطر هذا ماقاله الدكتور قبل مغادرته.
ابتسم تركي على فرحتها وهو الذي ما ان علم بوضع محمد وحادثه حتى اتى على عجلة.
ابو علي تحرك بخطوات ثقيلة على عكازة حتى توسط المسجد الصغير في المستشفى الكبير وبدا يُصلي شكرًا لله وحمدًا رغم مافعله محمد لكن يبقى ابن اخاه.
قال فهد بضيق من تجمع عائلته في الممر وقد ارتاح قلبه على استقرار حالة ابن عمة : ماودكم نرجع للبيت.
ام علي بهدوء: خلنا شوي ماراح ارتاح لين اشوفه بعيوني.
فهد اقترب : يمه ماراح يخلونك تشوفينه.
ام علي بدت تُحرك مسبحتها الطويلة بين اصابعها وتستغفر بصوت عالي.
التزم فهد الصمت عارفًا مقصدها بإن يصمت.
نظر الى اخوته الواقفات يمين هاجر : اسيل هند يلا للبيت.
وقال بصوت وصل لوالدته: ارجعي مع تركي ولا راكان.
ام علي هزت راسها بالموافقة.
قال تركي بهمس في اذن هاجر : نرجع؟
حركت راسها بالرفض: ماراح اروح بجلس عنده.
همس لها بضيق والمستشفى بدا يعج بالمرضى والزائرين في هذا الوقت: ارجعي ارتاحي ونامي كم ساعة وارجع اجيبك.
حركت راسها بالرفض.
اشار الى سيف بعيناه.
اقترب سيف بملامح مُتعبة وعينان مُحمرة : هاجر ارجعي واخذي معك اماني.
رفعت نظرها له بعينان مُشتعلة ونبرة غاضبة: تخسى اخذها معي..
قاطعها هامسًا : شكلك تبين الكل يعرف وش صار.
قاطعته بحدة وهذا كله امام عينان تركي : خلهم يعرفون الوقحة وش تسوي.
همس من جديد بضيق: لاتفضحينا هي باقي في ذمة محمد..
تحركت بخطوات واسعة تاركته خلفها حتى انه لم يُنهي جملته.
امال تركي ثغرة بشبة ابتسامة وغادر خلفها.. اذًا الموضوع اكبر مما اعتقد هذا ماقاله في داخله.
اسيل وهي تقف امام احد الاماكن المخصصة للقهوة في ساحة المستشفى: ابي قهوة.
فهد بتافف : اسيل بشتري لك في السيارة.
حركت راسها برفض: الريحة هنا في المخ.
ابتسمت هند على عناد اسيل.
ووقفت جوارها تنظر الى قائمة المقهى من الورقة المعلقة على الزُجاج الخارجي للمقهى الصغير.
بدا فهد ينقل الطلبات للفتى.
انتفض جسد هند وعيناها تقع على دخول رياض بخطوات غاضبة وخلفه رجل اخر يمشي بخطوات هادية.
والكارثة وقوفهما خلف فهد.
قال رياض ضاغطًا على اسنانه : شكلك تبي تفضحنا جايبني مستشفى حكومي، قلة المستشفيات الخاصة؟
ابتسم نايف : دامك واثق من نفسك ليش كل ذا التوتر والخوف ولا هيب ان شاءالله فضيحة.
وهمس بحدة : الا اذا كان وراك شيء مخفيه ي رياض؟. رياض تافف بوعيد ونظره يدور في اركان ساحة المستشفى الخارجية: انا واثق من نفسي لكن لو انتشر علمنا عيال هاني الجابر في مستشفى *** يسوون فحص مخدرات؟.
نايف اخرج هاتفه الذي بدا يرن برقم مجهول ورفع يده بتهديد: رايح ارد على المكالمة لو ارجع وما احصلك تدري وش بيصير.
اغمض رياض عيناه بشدة هو حقًا لا قدر على مجابهة نايف، وفتحها ببطء لتستقر في عينان هند الواقفة امامة بمسافة قريبة.
ابتسم بخبث مُتعرفًا عليها من عيناها الصغيرة ورموشها الكثيفة المرتكزة عليه بصدمة.
هناك عند هند بدت تنتفض وامتلئت عينها بالدموع ونظره يرتكز عليها .. لقد تعرف عليها هل سيفضحها وامام من ؟ فهد الذي لن ينتظر حتى يسمع منها حرف بل سيقتلها ويدفنها هُنا وامام مرى الجميع.
ابعدت عيناها برجفة على صوت اسيل: بنت وش فيك.
هند احتضنت اصابعها وبرجفة استوطنت قلبها: برد.
ابتسمت اسيل وسحبت كفين هند وبدت تحتضنها حتى تُخفف ارتجافها : طيب ليش الدموع.
هند بتلعثم: لا بس افكر بمحمد ماتخيل يموت لا قدر الله.
احتضنتها اسيل با ابتسامة : قلبك كبير ي اخيتي.
واستدارت على صوت فهد الغاضب وهو يمد كوبين القهوة وكيس صغير يحتوي على بعض الفطائر: الله ياخذكم مالقيتوا تتحاضنون الا قدام خلق الله.
حركت اسيل راسها ب اسى هامسه : ما اقول الا الله يعين اللي بتاخذك.
اشار لها بنظره مهدده : امسكي القهوة لا اصكك فيها.
اقترب رياض بمكر حتى اصبح خلف فهد تمامًا وبهدوء: خلصت يالخوي.
نظر له فهد ب استنكار : نعم؟
رياض اشار خلفه: نبي نطلب.
ابتعد فهد ورفع حاجبة: ليش ماسكك؟.
رياض ابتسم وبهدوء خبيث نظر الى هند بنظرة سريعة ثم ابعدها : كاني اعرفك.
فهد بغيض من الواقف امامه: لا ماعرفك.
رياض بهدوء ممُثلًا التفكير: انت اخو تركي؟
فهد رفع حاجبة وتقدم له بشك: ايه اخوه.
ابتسم رياض ومد كفه للمصافحه : انا خويه في الجامعة والله شبهتك على تركي.
ابتسم فهد بمجاملة : هلا والله ارحبوا، اعذرنا.
واشار خلفه بهدوء: الاهل معي ولا كان عزمتك، لكن حياك الله في بيتنا.
ابتسم رياض على اقتراب نايف بملامح مكفهره: ابد مابه الا كل خير.
وقال لنايف با ابتسامة عندما وقف جواره: هذا ولد محمد ال صايل.
رفع نايف حاجبة بدهشة وشبة ابتسامة مُخفيًا ماسمع من ذلك الاتصال: ارحب ارحب ي ابو محمد.
فهد اخفى ضيقه وبهدوء قال: قهوتكم على حسابي.
نايف ابتسم: خلها في بيتك افضل.
فهد حاول ان يُخفي صدمته من وقاحته.
ابتسم نايف وكانه قرا مايجول في ذهنه: الوالده على معرفه ب ابوك وتبي تقابله اذا فيه فرصة حددو لنا موعد. واخرج احد بطاقات العمل من محفظته ومدها اليه: معك نايف بن هاني الجابر.
فهد التقط البطاقة مُخفي دهشته بمن امامه ومن لا يعرف عائلة الجابر: حيا الله عيال الجابر.
وبهدوء متسائل اضاف: عسى ماشر تبون تقابلون الوالد؟.
قال نايف بهدوء مُبتسم: شغل قديم بينهم وكله خير.
واعتذر مغادرًا وتحرك رياض بضجر ثم غمز بوقاحة عندما مر من جوار هند على نظرات اسيل المصدومة وقالت بعدم تصديق من وقاحته : الله ***** وسخ، والله لا اعلم فهد عليه.
هند سحبت كف اسيل برجفة وهمست: انتِ عارفه فهد بيذبحه ولا احد يهمه اسكتي اذا ماتبين تفضحينا.
قال فهد بعد ان اقترب لهما با ابتسامة : يلا.
اسيل رفعت حاجبها من ابتسامته العريضة : ممكن تفرحنا معك.
قال بتساؤل مفكرًا: والله الكلب تركي ماعلمنا.
واشار بعيناه خلف رياض ونايف المغادرين : تعرفون من ذولا.
هند التزمت الصمت ونبضات قلبها بدت تعود الى معدلها الطبيعي.. يكفي انه لم يذكر امام فهد شيئا لكن هو ستجد من يردعه وقريبًا جدًا.
حركت اسيل راسها بفضول: وش دخل تركي ومن ذولا.
تحرك مغادرًا وهما خلفه: عيال الجابر ماغيرهم وطلع الصغير خوي تركي ماعلمنا.
في الجهة المقابلة وبعيد عن اعين المارة سحبه نايف في زاوية الممر وحاوط عنقه بغضب : الله **** والله ماراح يفضحنا غيرك.
رياض بذعر شاعرًا بماء بارد ينسكب على راسه : وش فيه وش سويت؟.
وداخله يشتم في تلك الفتاة هل راى غمزتي لها؟
نايف همس ضاغطًا على اسنانه: من مازن الموسى اللي لقوه با استراحتك ميت؟
بردت ملامح رياض وبتلعثم مصدوم : مازن ميت؟
صرخ نايف ضاغطًا على عنقه اكثر: ليكون انت ذابحه؟.
تعلق رياض في كفي اخيه التي احاطت عنقه وب اختناق وعيناه كادت تظهر من محجريها: والله ماذبحته فكني بموت.
دفعه نايف وبعينان تتوعد : شغلك لما نرجع
وتحرك قدامي.
قال رياض بغضب من شكوك نايف: ياخي والله ماكليت حبوب ولا شربت خمر ولا ذبحت احد انت ماتفهم تبي تخرب سمعتنا؟
نايف اقترب ولكمه على فكه وبوعيد: اذا انت واثق من نفسك امش قدامي وانا اعرف لي واحد ماراح يفضحنا في احد.
ودفعه يتحرك امامه بقرف: عشان نحل مصايبك الثانية.
تجاوزهم زياد بخطوات سريعة وتحرك باحثًا بعيناه في اي ممر او مبنى يقع فيه عايد ال عايد.
رفع هاتفه ونظر لرسالة التي وردته الان برقم حُجرة عايد.
مسح جبينه وعقله يتخيل له من توتره ان هُناك قطرات من العرق عليه، لف نظره للمصلى الصغير في زاوية المستشفى ودخله بخطوات ثقيلة مُتعبة.
مسح وجه بعد ان انهى ركعتيه، كل ماشعر با اقتراب اللقاء كل ما زاد توتره. استدار على صوت الرجل المُسن القابع على كرسي في زواية المصلى ويرفع كفيه باللحاح ودعاء لله لم يصل له منه الا الله يشفيه.
اعاد اخراج الكمام الاسود من جيبه حتى يرتديه لكن توقف جسده عن الحركة على صوت المُسن المندهش مما يرى : انت زياد ؟
زياد ارتجفت اصابعه وبحركة سريعة ارتداء كمامة الاسود حتى يُخفي ملامحه ووقف بعجلة.
ابتسم ابو علي: اعذرنا شبهناك على واحد.
نظر له زياد مُحركًا راسه، وتجمدت حدقتيه على ملامح ابو علي.
قال زياد بنبرة بطيئة متسائله : محمد ال صايل؟
ابو علي وقف بتثاقل واتكى على عكازة : هو انت ولد ال راشد.
ابتسم زياد لابئس ان يعود دقائق الى الماضي ثم يعود الى مباشرة التخفي من جديد انزل الكمام من وجهه واقترب با ابتسامة : الله الله.
سحب زياد احد الكراسي بعد مصافحة ابو علي وجلس جواره وهو يُعطي باب المصلى ظهره.
ابتسم ابو علي وربت على فخذ زياد: كيف حالك وكيف صحة بنت هاني.
تغيرت ملامح زياد وبهدوء : بنت هاني تطلبك الحل.
انصعق ابو علي وبتلعثم: الله يبيحها ماشفت منها الا كل خير.
واضاف بضيق: والله جيت اسير عليكم مرتن ولا عاد عرفت لكم لا بيت ولا رقم.
زياد ابتسم وربت على ظهر كفه : شكلك ماقريت وش صار لي ؟
ابتسم ابو علي والضيق يظهر على ملامحه: والله لا اعرف اقرا ولا اكتب وش صار لك عساه خير؟
بلل شفتيه زياد با ارتياح : اشاعة ما اشاعة.
واضاف با استفهام : عسى ماشر اشوفك تدعي لاحد يارب محد منكم مريض!
تنهد ابو علي: ولد اخوي صاير له حادث وحالته خطيره توه طلع من العمليات لكن الحياة والموت بيد الله.
زياد بضيق صادق: الله يشفيه.
قال ابو علي بعد صمت : وانت عسى ماشر وش تسوي هنا.
ابتسم زياد وبهدوء صريح : واحد بيني وبين دين وجاي اخذه.
ابو علي با استغراب وهذا لم يعجبه: لا حول ولا قوة الا بالله ومالقيت تاخذه منه الا بالمستشفى خله لين يفيق.
التزم الصمت زياد.. ماهذه الصدف الغير مُرحب بها.. سائق زوجته قبل سنوات.. وقاتل زوجته منذ سنوات في مكان واحد..
قال ابو علي وهو يخرج هاتفه من جيبه : دخل رقمك، وترا لك كرامه عندنا لازم انك تحضر لها.
ابتسم زياد وادخل رقمه الشخصي ومد هاتفه له: ابشر لنا لقاء، عندي والله امورن لازم احلها، وان كان لنا فيها نصيب جيناك ناكلها.
توقف ابو علي ثم توقف زياد والامور عنده تختلط بشك بدا يدب قلبه وبتساؤل وهو يتذكر اسمه في ذلك الملف كيف لم يربط هذا؟ : تعرف عايد ال عايد.
ابتسم ابو علي بهدوء : ايه ولده ماخذ وحده من بناتي. تغيرت ملامح زياد وشكه يُصيب محله كيف لم يفهم عندما قرا ذلك الملف ان محمد ال صايل هو نفسه محمد سائق زوجته القديم.. بلل شفتيه بتوتر هل تلك الفتاة التي اطلق عليها في ظهر كفها ابنته والمصيبة الاعظم انه يختطفها في منزله، اضاف بتوتر : ومالقيتوا الا تناسبون ال عايد؟
ابتسم ابو علي بفخر : ليه عسى مافيهم منقود.
زياد قال بحقد وكُره لهم : كل المناقيد فيهم.
تغيرت ملامح ابو علي: وش سامع عليهم.
زياد با استغرب وشك : وكيف ناسبك؟
ابو علي بضيق: ليه مهوب حنا بالمستوى.
ابتسم زياد بضحكة صغيرة.. حديث اكثر مع هذا الرجل سيفضخ امره: قدها وقدود ي ابو علي.
واعتذر مغادرًا على ملامح ابو علي المصدومة والغير راضية عن ماقال وشك اعترا قلبه وظهر على ملامحه المجعدة من اثر السنين.
عدل كمامة زياد وتحرك ضاغطًا على اسنانه بوعيد توقفت اقدامه على مرور حارث من يمينه بزيه العسكري ولم يتعرف عليه.
ابتسم زياد بخبث ولحق به بخطوات هادية.
استغرب دخوله المصعد هو يعلم ان حجرة عايد الطبية في الجهة الاخرى لكن سار خلفه بفضول.
دخل المصعد الاخر وضغط نفس طابق حارث، رفع حاجبه بحيرة من عدد رجال الشرطة الموجودين في هذا الطابق.. هل غرفة عايد هنا وتم اعطاه رقم حُجرة اخرى.
اقترب احد الرجال بشك : وين يالاخ؟
زياد ونظره على اختفاء الفريق حارث خلفهم: وين راح؟
الجندي ب استغراب فاهمًا من يقصد: وش تبي فيه؟
زياد رفع حاجبة بغضب: روح ادعه لي.
ابتسم الجندي ورفع سلاحه : عجل على موتك؟
امال زياد ثغره وهو يُخرج سلاحه الصغير من جيب جاكيته: ماجابته امه اللي يرفع سلاحه بوجهي.
تغيرت ملامح الجندي بصدمة تهديد صريح من مدني ورفع الجهاز الاسلكي صارخًا : عنصر دخيل معه سلاح.
ابتسم على العدد الكبير من رجال الشرطة الذين طوقوه، ابتسم وانزل السلاح ارضًا وبهدوء : روحوا نادو حارث قولوا فيه واحد يبيه.
تحرك احد الرجال عائدًا للخلف لم تمضي دقيقة حتى اقترب الفريق الحارث بخوف.. تغيرت ملامحه وهو يتعرف على زياد من خلف الكمام وبذعر اشار لرجاله با انزال الاسلحة وبكلمات متلعثمة: وش جابك؟.
صرخ زياد : انا اصغر ورعانك ؟ تلعبون علي بالطابق و رقم الغرفة.
حارث وجسده يبرد.. فالامور اصبحت تضيق عليه من كل جهة فهو قد خرج قبل وقت حتى يرى جثة مازن لكن عاد سريعًا بعد اتصال احد رجاله قائلًا له عن عدم استقرار نبض جابر : دريت؟
زياد اقترب والتقط سلاحه من الارض : علمني ايوب.
حارث بتردد: علمك شيء غيره؟
زياد رفع حاجبة : هو فيه شيء غيره؟
حارث حك قفا عنقه بتوتر وهدوء زياد لا يُعجبه.. فهو توقع عند معرفة زياد ب ابنه طريح الفراش ان ينقض عليه كما ينقض الاسد على فريسته لكن هيهات هيهات ف ايوب رجل يعتمد عليه قد استطاع اخباره الامر بكل سهولة ويُسر.
قال بضيق وهو يُشير يمينًا: حالته خطيرة، لكن الامل في الله مايخيب ولا يعجزه شيء ادع له.
توقف حارث امام النافذة الزجاجية الفاصلة بينهم وبينه مضيفًا ونظره على جسد جابر والاجهزة تُغطيه من كل جهه، حتى وجهه الوسيم لا يظهر منه الا عيناه المغلقتين : الدكتور قال فيه امل، دام اعضاءه استجابات للادوية.
زياد ابتسم بشماته : جعله كذا وارد.
تغيرت ملامح حارث وعقله يُخبره بالقنبلة التي ستنفجر الان.. زياد لا يعلم ب امر ابنه..!!!!!.
واستدار الى ماينظر حارث من خلف النافذة الزجاجية الكبيرة با ابتسامة ساخرة.. تغيرت ملامحه واختفت ابتسامته الشامته ببطء وعينه تقع على النائم على ذلك السرير الابيض...........
.
.
.
... ( نهاية البارت الثاني والخمسون)..
أنت تقرأ
رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.
Mystery / Thrillerرواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والفتاة الريفية ابرار التي يجبرها والدها على الزواج من شاب غني لا يرغب بها زوجة له...