//
-
..(الــبـ47 ــأرت)..
.
.
___ورجعت للدنيا .. أجر كآبتي
خلفي .. أقوم مع الجموع وأقعد
أخفيت عن كل العيون مواجعي
فأنا الشقي على السعادة أحسد
وأنا العليل أحس أدواء الورى
وأنا المرقط بالجراح أضمد
وأنا المقيد والعناة تحف بي
وأنا البخيل يزوره المسترفد
" غازي القصيبي"___
مسك زياد عضده وضغط بقوة فوق الشاش ، صرخ أنس بألم وهو يفتح عيناه على اتساعهما ، علقت حدقتيه بملامح زياد القريبة منه، بدا شخص ذو قامة ممتلئة قليلاً و أكتاف عريضة و ظهر مستقيم ، وملامح حادة بعينان واسعة فيها لمعة غريبة ، وعروق جبينه قد برزت من شدة غضبه ، أنزل نظره لشيب الذي غزا عوارضة الخفيفة وبتلعثم مصدوم تذكر هذه الملامح التي طُبعت لاحد عناوين تلك الجرائد : مُستحيل .
وأعاد أغلاق عيناه مراراً غير مُصدق مايرى.
زياد الراشد أنحنى بأستغراب : عسى ماشر ي ولد عايد ليكون تتوجع؟ .
أنس بعدم تصديق همس بأنفاس مُضطربة : زياد الراشد!
وحاول النهوض بتلعثم مرعوب : كيف كيف كذا ؟ .
تغيرت تعابير زياد و مسك صدره العاري
وأعاده حتى يستلقي على ظهر ورص على أسنانه مُتعجبًا : كيف عرفت اني زياد الراشد!.
أنس وتفكيره يذهب لأريان فجاءة : مُستحيل تكون حي.
مسح زياد جبينه نزولًا لذقنة محاولًا تخفيف غضبة : ليش مُستحيل !.
أنس بلع ريقة ونظرة يتصلب أمامًا .هل بدا يتخيل الأموات من فرط تعبة.
لف زياد ذقنة بقوّة، لترتكز نظراته في ملامحة من جديد وبحدة : ليس مستحيل؟ .
أنس والكلمات تزاحمت في حلقة : قالوا مت ؟.
قاطعة بُسخرية : مأكُل مايقال نصدقة.
أنس أبعد نظرة عنه والدماء تنشف من جسدة
والأفكار تعصف به لأريان وهمس بأمل : يعني زوجتك حية.
التزم الصمت زياد ثواني وبأشمئزاز أجاب : شكلك تشوف انتقامي منكم لعبة.
أنس حرك راسة بتشتت : كيف الأخبار تقول انت ميت
قاطعة مُنحنيًا بظهره له وبهمس : شكلك ماتعرف زياد الراشد ياولد.
أنس نظر لملامحة القريبة : اكبر تاجر مُخدرات بالسعودية وقت التسعينيات.
وأضاف بتساؤل : كيف عائلة الجابر وافقوا على شخص مثلك ، ماضية مفتوح للجميع.
بعدم أهتمام نطق زياد بعد أن جلس على كرسي الطبيب سابقًا : شفت بزواجك أنسابي حاضرين ، وش مدى المعرفة بينكم ؟ .
انس بتوتر والقيود تُزيد إلمة : وين شفتهم ؟ .
زياد وضع ساق على ساق وبهدوء رخيم : عند باب القاعة.
وأضاف حاكًا جبينة : عاد ماقدرت ادخل وانت ماعزمتني ، والله حق ي انس.
أنس أغمض عيناه هاتفًا ببطء : ليش واثق ان ابوي هو اللي قاتل زوجتك، مع أن اختك شهدت ضدك بالقتل ؟.
أنتفض زياد واقفًا وبأنفاس ارتفعت : ماقتلت زوجتي.
قاطعة انس : بس اختك شهدت ضدك.
وأضاف : حتى الرصاصة اللي لقوها كانت من نفس نوع رصاص سلاحك.
قطّب حاجبيه مُقتربًا بجمود : وش عرفك بالمعلومات ذي ؟ .
انس بلل شفتيه هامسًا بهدوء مُتساءل : ليش ماطريت بنتك ، او حاولت تنتقم لها ؟.
تصلبت ملامح زياد شاعرًا بماء بارد ينسكب على جسده من سؤالة.
تابع أنس حديثه بتفكير : قالوا مخطوفة ، ثم قالوا قتلتها ، وين الصح ؟ .
وبهمس كهرب قلب زياد : بس انا اللي متاكد منه انك ماقتلتها.
زياد مسح على ثغرة مُخفيًا صراعة وبشك : وش تعرف اكثر ؟.
انس حدق فيه طويلًا وقطع الصمت : كيف ماتت بنتك؟ .
زياد رمقة بغيض : ليش ماتختصر ؟ .
انس تذكر الرقم الوحيد في تلك الورقة ونطقة بسُرعه ،
فذاكرته لاتنسى بسهولة : 0********* تعرفة .
علت ملامحة الدهشة وأخفاها ، واقفًا فوقة انحنى وضغط على جبينة هامسًا بفحيح : رقم زوجتي ، وتوقف بعد موتها بيوم كيف تعرفة ؟ .
بقت عيناه مفتوحة لوهلة وذاته يصرخ .. ليش الرقم كان عند أبوي ؟!!!.
أغمض عيناه من وجع ضغط زياد على الجرح.
زياد بتلعثم : كل مالكم تصدمني يأنس اكثر.
انس ومانطقت به والدته يعود له : ليش زوجتك كانت تبي تخفي بنتك ؟.
قاطعه ماسكًا راسة بين كفيه وبعينان أتسعت صرخ : ماحد يعرف بذا الشيء ، حتى اختي ي انس ، انت وش عرفك ؟.
بلع ريقة انس من ملامح زياد الواقفة اعلاه وضغطه القوي على راسة ، حرك راسة هاتفًا بهمس : انا اصدق انك ماقتلت زوجتك.
خف زياد من الضغط على جوانب راسة ، بهمس غير مُصدق : تصدقني ؟.
انس تجاوز أستفهامة : ليش قتلت هادي الرائد ؟ .
انتصب في وقفتة وادخل يده في بنطالة : اخوه اللي قتله مهوب انا .
انس اغلق عيناه مرارًا والألم يتضاعف في راسة .
زياد تأملة وبهدوء : دامك صدقتني ، يعني تثبت ان القتل..
قاطعهم صرير الباب ودخول جابر السريع ، أقترب لعمه هامسًا بكلمات قليلة.
زياد رفع حاجبة : وليش ؟.
همس من جديد في أذن عمة.
نطق انس : ليش مو واضح انكم مروجين مُخدرات ؟ .
جابر نظر له ، وبتعابير مصدومة علت مُحياة بعد أن لاحظ عينانه المفتوحة : ليكون عرفك ؟ .
انس ابعد نظره عنه بأشمئزاز : الشرطة عارفتك ، وعاد مع التحقيق اكيد بتعرف عمك.
تحرك بقوة له : يعني تعترف انك معلمهم.
انس نظر له بنصف عين وبكُره : ايه يالخسيس.
اخرج سلاحة : والله مايجلس حي.
قاطعه عمه ساحبًا السلاح بزمجره : تبي تلحقه ؟ .
جابر بغضب من جُملة عمه : عشانه ؟.
انس بلل شفتيه والكلمات تخرج من بين أسنانة بصعوبة : مهوب رجال اللي يحط مرجلته بمحارم غيره.
تغيرت ملامح جابر فاهمًا مقصده ، وقاطعه بسُخرية : على خُطى اهلك بنمشي.
انس بأنفعال : ليه ماقتلتها ، بدل..
قاطعه جابر مُحركًا حاجبيه بأستفزاز : الثانية أفضل .
زياد بتأمل لملامح أنس المُنفعله : اذا يبينا انس نصحح غلطنا نصححه.
أنس بأنفعال وغليان قلبة من الداخل يخنقة : وتشوفه غلط عشان يتصحح ؟ .
وحرك يدة بقوة جارحاً معصمه المربوط : ماراح انساها لكم يالراشد.
بردت عظام جابر على همس عمة : أعرف انك مالمست بنت العايد .
استدار جابر له ببطء وبتلعثم : هاه ؟ .
نظر لأنس : اللي انت فاهمه.
بلع ريقة بأنفاس مُضطربة.
أشار له : خلهم يجيبونها
خرج جابر هاربًا من عمة بخطوات واسعة.
نطق انس بعد صمت : ماترضاها لبنتك ، كيف رضيتها على بنت الناس.
زياد بهدوء : ماقدرت اتخيل ان لي بنت عشان ارضاها.
انس أغمض عيناه شاعرًا بأختناقة : وبنتك ليكون ناسيها ؟ .
زياد جمع أصابع مع بعضها وبحديث صدم المُستلقي أمامة : أسوأ شعور انك تعيش بهوية ثانية ، بحياة ثانية ، تعيش مظلوم بعيون الناس ، وحتى عيالك تكون متخوف يعرفون فيهم ، لكن لما تتذكر وش انت ، وش سويت وكنت بتسوي ترتاح وتقول فدا.
وأضاف على تساؤلات انس الواضحة من عيناه : قدرت أنقذ ولدي ، بس ماقدرت أنقذ بنتي وزوجتي.
انس بتعابير مصدومة : لك ولد ؟.
نطق على طرقات الباب الهادئة : انا ماخلفت وعدي ،هي رفضت تطلع ، ولها ماتبي.
انس بنبرة قلقة مُتذكراً : وين ماجد ؟ .
زياد أستدار له وبسُخرية : صح النوم.
أنفتح الباب ، دخلت أريان من خلفة على سحب فتاتان لها ،
نطقت وعيناها تقع في زياد : وش قصدك بطلع وهي تجلس ، مو دخلتونا مع بعض.
أنس أرتفعت أنفاسة ، فاهمًا مقصد زياد بأنها رفضت وبنبرة مكتومة : انتي وش مجلسك ؟.
أستدارت خلفها وهي تُلاحظ الأن وجود أنس كاد أن يتوقف قلبها من ملامحة وشحوبها ، يجلس على سرير مُعصمية مُقيده فيه ، وشاش مُستدير أعلى راسة ، بصدر عاري ، وشاش اخر على عضدة : انسس.
تحركت على أشارت زياد بتوقيفها.
مسكوها الحارسات بقسوة.
زياد بهدوء مُستفز : هند ولا اسيل ، ولا روان ؟. ، ريما صغيرة .
شهقت بخوف من ذكرة أسماء أخوتها.
أكمل بسُخرية : والله فرق الطبقة بين العايد والصايل كبيره.
نطقت بخوف : ليش تقول اسمائهم؟.
زياد دقق في عيناها : ابي اعرف منهي منهم زوجة انس العايد.
انس أنزل نظرة مُتنهدًا بأسى الموقف أكبر من أن يتحملة .. زوجته أبنة لمروج كَبِير .
اريان بشفتان ارتعشت : بس انا مو من بنات محمد بن صايل.
انس صرخ بصوت عالٍ : اريام.
نظر لأنفعال انس الغريب .
اريان علقت الكلمات في حلقها من الأسم الذي نطقة أنس.
زياد بهدوء : بنت من انتي ؟.
أنس وصوت أنفاسه المُتعبة ارتفع : وانت وش عليك من زوجتي ؟.
اريان حدقت في ملامح انس المُتاملة لها
توقف انس عن تأملها وعيناه تقع على كفها.
شعر بتبعثر داخلة وبغضب برزت عروقة : انتِ بخير ؟ ، وش في يدك ؟.
زياد أمال ثغره بأبتسامة : بس رصاصة وطلعناها.
بنبرة حادة : رصاصة ؟.
قاطعته اريان مُشيرة لزياد بكُره : هو اللي صاوبني.
انس رفع حاجبيه بدهشه.
زياد بعدم اهتمام انحنى على معصم انس الأيمن وبدا يفك الرباط : اي غلط مهوب في مصلحه احد ي أنس ، ولا عندي شيء أخسره.
همس انس بأنفاس غاضبة : راح تندم على ذي الرصاصة.
بسُخرية : وش بتسوي يعني ؟ .
رفع ذراعه الايمن بعد أن تحرر من القيد ، تركه زياد خارجًا بخطوات ثقيلة ، أشار للحارسات أمامة بالخروج قبلة وبصوت عالٍ : كان عندها فرصة تطلع بس هي رفضت.
انزل راسه على صوت تقفيل الباب ، وبدا يفك رباط معصمه الأخر بغضب ظهر من حركاته.
لأزالت في مكانها واقفة : هم وعدونا لما تجون نطلع ، بس ليش يبون يطلعوني ..
قاطعها رافعًا نظرة بقهر : تدرين ماراح احد يطلع من هنا حي ، حتى انتي.
تراجعت للخلف : وانا وش دخلني؟ .
انس نزل من السرير الحديدي الأبيض وبنبرة غاضبة : تعرفين ان الشخص هذا اللي قدامنا ، شخص ميت من سنين ، وبالقصاص ، لكن كيف حي مدري.
صرخت بجنون : وانا وش دخلني حي ولا ميت ، حتى اهلي دخلهم.
أقترب مُشيرًا : وريني يدك.
حركت راسها برفض : ايه اقتل القتيل وامشي بجنازته.
رمقها بحده : ليكون انا اللي صاوبتك ؟ .
عادت للخلف حاضنه كفها لصدرها وبحقد : بالنهاية تصاوبت بسببك، لو ماتركتنا لحالنا كان.
مسح وجهه بتعب : خلني اشوفها عشان أتطمن انك بخير.
أمتلئت عيناها ، وبغصه : قلت لك مو بخير ، الألم اللي فيها كل ماله يتضعاف.
قاطعها بتعابير مُهتمه : بكلمهم يعطونك مُسكن.
ضمت شفتيها بعضها محاولة كتم وجع داخلها.
لم تفته حركات أهدابها السريعة وبقلق : انتي بخير ؟ .
حركت راسها بكُره : انا وابرار مو بخير بسببكم يالعايد.
وتحركت ناحية الباب بخطوات واسعة ، تصنمت على أعتراض راحة يده السريعة طريقها وأستقرارها فوق الباب ، استدارت رافعه نظرها له بصدمة .
نظر لعيناها الرمادي بتأمل طويل وهمس : ولا انا بخير يأريان.
بلعت ريقها والباب أصبح خلفها وهو أمامها مُباشرة بصدرة العاري : انت تستاهل وذا شوي فيك.
أنزل نظره لكفها وبهدوء : ماقلتي تبين مُسكن ؟ .
بتوتر من قربة وطريقة حديثة الجديدة عليها : يا مهتم.
بحركة لم تتوقعها سحب كفها غير مُهتم بأعتراضها المصدوم ، وقبل باطنها فوق الشاش ، حاولت سحب كفها برعب، تركها هامسًا : أنا اسف خليناك تعيشين هذا.
شعرت بحرارة جسدها ترتفع وبتلعثم أحتضنت كفها بشدة : من سمح لك.
بشبة أبتسامة أظهرت غمازته : هو لازم تسمحين.
بعينان مفتوحة أخفت خجلها خلفها : ايه لازم هذي يدي.
اخفى أبتسامتة : كنت أتطمن.
بحدة : وان شاءالله تطمنت ! .
بعينان تتجول في الواقفة امامة : لا والله ماتطمنت.
وأضاف بهدوء واثق : اذا ماطلعت من هنا حي ، انتي بتطلعين.
تلونت ملامحها من حديثه وذهبت عيناها تتبع قفاه المُبتعد عنها، التقط قميصة المرمية على الكُرسي الجلدي طويل ذو القدم الواحدة.
اريان بتساؤل : وش تقصد انك ماراح تطلع حي ؟.
التزم الصمت مُرتدين قميصة بجمود.
بتردد قطعت الصمت : وش مسوي ابوك لهم
وبتلعثم أشارت للباب خلفها : لانه بس يتكلم عنه ؟ .
تصلب جسده ثواني وبنبرة رخيمة : وش قال ؟.
بللت شفتيها شاعره بجفافها : قال يومك ي عايد على يدي وقريب.
عض شفته السُفلية بقوة ، مسح ثغره بعد أن تذوق طعم دماء شفاته.
اريان تحركت خطوة له وبأمل : قلتوا لراكان عني؟ .
هز رأسة : لا.
فتحت عيناها صارخة : ليش لا ؟ .
قّطب حاجبية مُستديرًا لها : لو قلت له ماكان طلعتي حيه.
رفعت يدها : ومايكفي اللي سووه بيدي .
وبجنون : لو كانت الرصاصة بقلبي..
قاطعها : الحمدلله مو في قلبك.
ارتفع الضغط بسبب ردوده الباردة : شكلك معه ومتفقين علينا.
بشبه أبتسامة : وليش نتفق عليك؟ .
اريان حركت راسها حتى تطرد الأفكار المجنونة التي تدفقت عليها : تذكر المزرعه.
أنزل نظرة لساقها : والله طحتي طيحة شينة ، بس تستاهلين عشان لقافتك.
أشتعل وجهها غضبًا : لو متكلمه من اول كان ماصار شيء .
بعدم اهتمام تراجع وصعد على السرير والصُداع بدا مفعولة : وليش ماتكلمتي؟ .
وغمز : ليكون ..
قاطعته بحدة وهي تفهمه : ومن انت عشان اخاف عليك.
بأبتسامة ماكرة : احد قال تخافين علي ؟ .
أستلقى وبهدوء : ودي اعرفك صح.
نظرت له وببطء : كيف تعرفني؟ .
لف لها بعنقة : عيونك تقول شيء ، وكلامك شيء.
زادت نبضات قلبها : انت وش تقول.
تأملها بصمت.
شعرت بالحرارة بجسدها تعود من نظراته : ليش ساكت؟ .
عدل راسة مُركزًا بعيناه للأعلى : ودي أشوف وجهك ، بشوفتك تغيرتي ولا.
شعرت بصعوبة في بلع ريقها : والله الضربة اللي براسك شكلها خطيرة.
انفجر ضاحكاً ، مسكت قلبها رعبًا من خفقانه الغريب .. ماذا يحصل معي .. لاا مُستحيل.
من بين ضحكته المحبوحة : اللي مستغربة فوق الضربة ذي وماقبلها ليش للحين مامت ولا انجنيت.
رصت على أسنانها بأرتباك لم تُظهره : مريض.
قفز جالسًا ، أنتفضت من حركته.
أنس : اريان والله ناسي وجهك ، ودي اتذكره بس ناسي ، مدري ليش.
قاطعته مُثبتة النقاب : كلمهم يطلعوني من هنا مابي اجلس معك، يرجعوني لابرار.
أنقبض قلبة : ابرار ماطلعت؟ .
هزت راسها براحة من تغير مجرى الحديث : اية لكذا رفضت اطلع ، يبون يطلعوني لحالي ويخلونها ، مو دخلونا.
قاطعها : وليش رفضوا ؟ .
تجاوزها طارقًا الباب بقوة وذاته ينطق بقلق .. ماجد وينه ، ليكون صاير له شيء.
احتضنت يدها بأستغراب من ضربة القوي.
صرخ والأفكار السيئة تُعانق مُخيلته : ماجد وين ؟ .
دب الخوف في قلبها مُتذكره ابرار .. سأتموت المسكينة.
ارتفع صوت جابر من خلف الباب : نعم ؟ .
انس ببطء : وين ماجد ؟ .
واكمل بحدة : روح ناد كبيرك ، الأتفاق..
قاطعه جابر بأشمئزاز : مفروض تخاف على نفسك ماتخاف عليه.
انس بغضب رص على اسنانة ضاربًا الباب بقدمة : ماجد وينه، والله..
جابر بتأفف : ولد عمك ذا بسبع أرواحك.
قاطعة بعدم راحة : وينه ؟ .
جابر بنفاد صبر : ليكون تكذبني.
انس أغمض عيناه كابحًا على غضبة : الأتفاق نجي الأثنين ، تطلعون حريمنا.
جابر قطع كلماته : بنت منيف أستثنائية.
التزم الصمت وهو يفهم الأن.
أختفى صوته جابر نظرًا لأبتعاده.
اريان ضمت شفاتها ثواني وفرجتها ناطقة بقهر : وش استفدت لما خطفته ؟.
بعدم فهم : منهو ؟ .
رفعت نظرها : هذا ولد اللي صاوبني .
اقتربت لها بتعابير مُستفهمه : ولد من ! .
اريان تراجعت للخلف من ملامحه : وش اللي مافهمت.
توقف في مكانه بضياع ، حرك راسه برفض : مستحيل يكون بالأوراق ولد اخوه ؟.
قبض يده هامسًا : ومن متى هم يعترفون بحقيقتهم؟.
قطعت شرودة مُحركة ثغرها بأمتعاض : الله يستر ليكون زواجنا من تخطيطة بعد.
استدار لها فاهمًا مقصدها : لو كان يدري فيك كان صابته جلطة.
حدقت فيه بأستغراب.
رمقها : العدسات اللي شرينا ليش مالبستيها ، ولا كان غطيتي عيونك.
قاطعته بغضب : وانت وش عليك؟ ، يكفي غيرت لي اسمي بعد بتتدخل في عيوني.
ارتفع الدم لأعلى راسها من جُملته : أغار على عيونك.
بتلعثم : غار عليك قرد.
ضحك : لا محشومة مَن القرد.
صرخت : ومن قال بغار عليك.
مسح جبينه طاقته بدت تنتهي والجدال معها لان ينتهي : تعبان.
بحنق : تستاهل.
عاد يستلقي وبأستفزاز لها : اكيد مو من قلبك.
بلعت ريقها بصعوبة وجلست ع الكرسي البعيد ، تجولت عيناها بالمكان باحثة عن مخرج ، حُجرة صغيرة ، فارغه الا من سرير وكُرسيان زفرت أنفاسها وحتى نافذة لاتوجد.
أعادت نظرها له وبرعب أستوطن قلبها كتمت أنفاسها .. ماذا يقصد بأنه لان يخرج حي من هُنا .. مشاعرها مُتذبذبة معه .. لوهلة تشعر انه صادق ، واخر انه مُجرم كاذب .
تنهدت وأنزلت نظرها لكفها مررت سبابتها على مكان قبلته فوق الشاش وداخلها يهمس لها ماذكره راكان لها .. انس مظلوم في كُل ذا.
بعد وقت طويل شعرت بالضيق يُطبق على قلبها ويعتصره ،أنزلت نقابها وتبعته بطرحتها ، تأففت من تصلب ظهرها على ذا الكرسي .. وعدم مُبالاته بها ونومة بعمق.
وقفت متُوعده سارت ناحيته بخطوات خافته أطلت في ملامحه الشاحبة ، تجولت عيناها بقلق فيه ، غطت ثغرها هامسة : ليش من بين خلقه يصير لي كذا ؟.
عادت لمكانها مُستغفره بعد شعورها انها أعترضت على القدر.
أشرع عيناه .. فالأكيد تناست نومه الخفيف ، جلس ببطء على أرتفاع صوت أذان الفجر من المسجد القريب لهم.
أنتصب جالسًا ، لف عليها وحدق في نومها غير المُريح ، أقترب لها وأنحنى بظهره مرر عيناه على ملامحها الباهته وقد خط السوداء لونه أسفل عيناها ، همس بكلمات وصلت لها : كيف مالاحظت.
وبهدوء ضائق : كل غلط بيتصحح ، لازم تعيشين مع اهلك وتعرفينهم والعايد.
بتر حديثه على طرق الباب وصوت زياد : انس انتظر ردك.
لف عُنقة للباب بتعابير مُتسائلة ، وقف فاهمًا مقصدة على دخول الورقة البيضاء اسفل الباب.
فتحت عيناها بقلق من كلماته ، وتأملت قفاه الواقف ،أغلقتها برعُب على شتمه الخافت.
استدار لها عليها بعد ثواني مُستغربًا نبرتها الخجولة : ابي.
ادخل الورقة بجيبه رافعًا حاجبه : تبين وش ؟ .
مررت لسانها على شفتيها بخجل : ابي الحمام ، مو قادره اتحمل.
أبتسم : وانتي في كل مره تبينه بتستحين.
طرق الباب ناطقًا بحديث صدمها : راح اقول لهم يحطونك بمكان ثاني حتى تطلعين.
قفزت بغضب : ليش يحطوني بمكان ثاني ، اذا ماتبيني.
نظر لها باترًا حديثها : من قال مابيك ؟.
بضيق أنتابها : كلامك يقول.
تنهد : اريان وش فيك ؟ .
ضغطت على شفاتها .. فعلًا ماذا يحصل معي ؟ .
بتبرير : مابي اكون لحالي.
نظر لها طويلًا ، أشتعلت وجنتيها.
أبتسم وأبعد نظرة.
لوحت على وجهها بفشلة.
أعاد نظره له : هم اصلًا ماجاوبك هنا عشان تجلسين معي.
قاطعته : اجل ليش؟ .
قاطعها بهدوء : عشان يحطوني بالصورة وانك رفضتي تطلعين.
رفعت حاجبيها : طيب بطلع ، وبروح ابلغ عليهم وانت معهم.
أبتسم : ماينخاف عليك.
رفعت ذراعها اليُسرى تُعدل شعرها بتوتر وخيالاها بدا يرسم لها أنه اشعث امامة.
.
.
___
رمى زياد الورقة العشرين بتأفف .
جابر بتردد متوتر : وش عرفك اني..
قاطعه زياد : لانك لو سويتها كان ذبحتك.
جابر حدق في ملامح عمة : بس انت.
زياد ترك القلم ورفع راسة له : كنت بعرف ولدي عاده على تربيتي ولا غيرته السنين.
جابر بضيق وقف : وتخيل لو.
ابتسم زياد : ماودك تروح ترتاح.
جابر بتردد وقف ثم ابتعد.
زياد بهدوء : وش عندك ؟ .
جابر استدار له : عمتي وش بيصير لها.
زياد اخرج ورقة جديدة والتزم الصمت.
تنهد جابر بضيق وخرج.
مزق الورقة بقوة هامسًا : اه ي ناهد ، ولا شهادتك ماتنغفر.
نظر للهاتف مُستغربًا رنينه بهذا الوقت.
نطق الصوت الرخيم بعجله : راح نعجل الأجتماع.
زياد بهدوء : وين بيكون.
الطرف الاخر : بالسعودية أكيد.
زياد بتفكير : مهوب خطر؟ .
الطرف الأخر : لا بسوي احتياطات.
وأضاف بهمس : وصلك الصندوق.
زياد بضيق أخفاه : لكن لازم تعرف جابر ولد اخوي مهوب ولدي ، وبعد الأجتماع هذا راح يطلع.
قاطعه بأزدراء : هذا انت اعطيتنا بنتك وماتت ، بتمنعنا من جابر..
قاطعه زياد بضيق : كان طلبك وماقدرت اردك.
الطرف الاخر بخبث : وعادك ع كلمتك؟ .
تجاوز زياد الحديث الذي يراه لن ينفع في هذا الوقت : تحدد اليوم.
بهدوء : في اليومين الجاية.
وأضاف بأمتعاض : يقولون عندك عيال عايد ولا بلغتنا؟.
زياد بهدوء : انس شكلة يصدقني.
وقف بتوتر : عرف انك زياد الراشد؟.
زياد نظر لصندوق الأسود : ايه.
بتوتر هتف : بقفل.
زياد انزل الهاتف بعد أن أغلق الخط هامسًا : مو بس عايد العايد اللي بنهيه ، حتى انت ي ولد ابوك صار وقت ماتطلع حقيقتك وتندفن.
وقف اخرج المفتاح فتح الباب الأخر الموجود بزاوية المكتب دخل وأغلق الباب خلفه.
تأمل المكان بهدوء والصور المعلقه، أقترب وحمل صورة لزوجته مسح عليها بألم هامسًا : اكثر مايوجعني انك متي ظالمتني.
شعر ببرودة الدمعه على وجنته مسحها وأنزل الصوره بالعًا ريقة بصعوبة.
.
.
___
فتح عيناه راكان بألم من تصلب ظهره وتنمل رقبته من مكوثة الطويل على الكرسي، وقف وخرج باحثًا بالموجودين.
أقترب للجالس : وين سعود.
ضغط الجالس على الحاسوب أمامة بعجله : طلع قبل نصف ساعه .
ورفع نظره له من جديد : لكن فتح ملف قضية مقفله من سنوات.
راكان بفضول أقترب له هامسًا : وش ذي القضية.
الجالس نظر يمينًا وشمالًا وبهدوء بعد أن تأكد من خلوا المكان : قضية قتل منال الجابر ، من زوجها زياد الراشد.
توقف عقل راكان ثانية ثم بتلعثم تحرك مُبتعدًا بأعتذار : هذي الاسماء اللي طلبني اياها انس.
دخل الممر الطويل وصعد للأعلى هتف للجالس : المعلومات اللي طلبت امس تخص زياد الراشد.
قاطعه الجالس واقفًا : اعطيتها سعود.
وأضاف باحثًا في ملفات أمامة : والتحليل اخذه بعد سعود.
بغضب راكان : وليش تعطيه ، القضية قضيتي بالاصل ؟.
قاطعه رافعًا ذقنة : ولد عمه.
وبهدوء اكمل : حتى انه كتب له خروج.
راكان نزل بخطوات غاضبة.
دخل مكتبة عاضًا على شفاته حتى يكبح غضبة .. ماتوصل له يكتب له خروج.
لفت نظره الملف المتروك على مكتب سعود ، تقدم ووقعت عيناه على اسم زياد.
بدا يتفحصه بعد وقت أغلقه هامسًا: رجل وقتل زوجته وحكموا عليه بالقصاص وش يبي فيه انس؟ .
بحث عن ورقة التحليل تأفف وهو لا يجدها .
رفع نظره على دخول مشاري السريع بملامح صفراء : الفريق حارث العادل هنا.
اغلق الملف ووقف بصدمة : وش يبي؟ .
مشاري رفع كتفيه بتعابير مرعوبة .
سحب قُبعته ولحقه بقلق.
وقفوا في الساحة الكبيرة وأشعه الشمس بدات تنتشر في الأفق مُعلنة أنتصارها على عتمة الليل الحالكة ، الجميع أصتف بصفوف مُرتبة كما تعودوا بحضور شخصية مُهمه.
نزل من السيارة وبخطوات ثقيلة أقترب للواقفين بترتيب رفع يده بالتحية ، ارتفع صوت الجميع بنغمة واحدة لأداء التحية العسكرية، رافعين أيديهم اليُمنى حتى مستوى الجبين مع أبقاها مفتوحة في وضع الوقوف.
أنزل رأسه شاكرًا لهم وبهدوء بحث بعيناه بالواقفين.
نطق الواقف بجوارة وهو لا يقل عن مركزة : امرنا ماجيت..
قاطعه هامسًا : سمعت أن فيه احد طلب ب بفتح قضية مسكرة ومنتهيه من مركزك .
توتر الواقف وأنزل راسة : احتاج..
قاطعه الفريق حارث بغضب : ابي اسم اللي فتح قضية زياد الراشد .
بتوتر تقدم بصوت عالٍ : اللي فتح قضية زياد الراشد يتقدم.
نظر في الجميع بأستغراب من عدم تحركهم.
نطق المسؤول عن الملفات : اللي فتحها سعود بن سعد العايد وهو مهوب موجود الأن.
قاطعهم الفريق مُتقدمًا مُخفيًا صدمتة : سعود العايد؟.
أنحنى براسة بأيجاب : ايه.
ضرب بعصاه هاتفًا بأمر : بلغوه بفصل مؤقت.
علت أعين الجميع الدهشه من القرار السريع المُفاجئ.
تقدم راكان بصدمة : قضية زياد الراشد بتساعده في قضيّة ماسكها.
قاطعه بغضب : القضية مقفله من سنوات ، بأي أمر تنفتح ؟.
راكان بهدوء : لكن حنا نحتاجها.
نظر له بحده : اذا ماتعرف تجمع أدلة للقضية اللي ماسكها قفلها ولا اتركها لغيرك ، التسيب اللي حاصل في المركز ذا ماهيب عاجبتني.
راكان نظر لملامحه بأستغراب من حديثه ، الفريق حارث ركز عيناه فيه ، راكان بتوتر أنزل رأسة.
بلل شفتيه حارث : انا راح أبقى هنا فترة ، والقضايا اللي ماسكها سعود ذا توصلني.
لم تفته ملامح الصدمة من الواقفين.
تحرك تاركهم جهة المبنى الكبير.
أدخل راكان يديه في جيبة مُلتزم الصمت.
أقترب مشاري هامسًا : الفريق بيمسك قضايا سعود.. ماتحس بالموضوع أنّ ؟.
راكان بهدوء وعيناه لاتزال معلقه في سراب الفريق حارث : يعني الحين قضية زياد بتتقفل؟.
مشاري هز رأسه : هذا اللي فهمته.
راكان نظر له هامسًا : كم قضية مسكره فتحنا ولا صار كذا.
مشاري بهدوء : كان لازم تنفتح من عائلة الراشد .
أبتعد راكان مُعتذرًا بتفكير : انا بروح معهم لسعود.
أنت تقرأ
رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.
Mystery / Thrillerرواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والفتاة الريفية ابرار التي يجبرها والدها على الزواج من شاب غني لا يرغب بها زوجة له...