\\
۔۔
..( البارت الواحد والـأربعون ) ..
.
.
.
رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ
وأيّ امرىء يقوى على الدّهر زندُهُ ؟
أحاول وصلاً والصدود خصيمه
وأبغي وفاء والطبيعة ضدّه .
" محمود البارودي "
.
.
.نزلت وبحثت في الاكياس اخذت ضالتها وهي قارورة الماء وحدقت بجوع في الكيس الاخر .
اقتربت منه وفتحتة بللت شفتيها هامسة : والله ميتة جوع في وقتك .
رفعت الكيس لتتجمد بخوف من صوت الانفاس خلفها .
اغمضت عيناها بقوة وقلبها يخفق رُعباً .
اتاها صوتة المبحوح : وش منزلك ؟ .
زفرت انفاسها واستدارت له بغضب هامس : بغيت تطير قلبي .
قاطعها ساحباً الكيس من كفها : بسم الله ع قلبك .
تجاوزت سُخريته بغضب ولازال الخوف مُسيطراً عليها : وانت كل ماشفت شي معي بتاخذه ؟ .
بعدم اهتمام : ماقلتي وش منزلك ؟ .
تنهدت بهدوء : كنت جوعانة .
تركها صاعداً ، لحقته وبتردد : الا بسال وين دورة المياة ؟ .
امال ثغرة ببتسامة صغيرة ، واستدار لها : وليش ماختصرتي الموضوع ؟ .
حركت راسها بضجر : انس .
اكمل صعودة : فيه فوق .
اشار لها على الزاوية البعيدة : ذيك .
مسكت عُنقها : اروح لحالي ؟ .
نظر لجهة الحمام ثم لها وبهدوء تحرك ناحيته ناطقاً بشماتة : لاتقولين ادخل بعد معك لانك خايفة ؟ .
حبست علقم الكلمات داخلها وتبعتة ، فتح الباب لتجول بالاضاءة في المكان .
بتساؤل جدي : غريبة المكان نظيف .
انتصب بوقفتة يسار الباب مُشير بعيناه : استعجلي .
تاففت بخفوت داخلة .. لان تخرج منه ولا بكلمة .
اغلقت الباب واضطربت انفاسها خوفاً ، رفعت الاضاءة لشُباك الصغير في الاعلى والتخيُلات بدت تحوم حول راسها ، تحاملت على نفسَها مُتذكرة انهُ يقف خلف الباب .
نظر لها انس بعد ان خرجت : خلصتي ؟ .
هزت راسها بتوتر : اية .
دخل الغرفة وجلس في الارض فاتحاً كيس الطعام .
جلست امامة وبتساؤل : ليش صحيت وانت كنت نايم ؟ .
ونظرة لما بين يديه : من قال نمت ؟ .
تإملت اكلة الهادي الراقي .
رفع راسه لها بعد ثواني قصيرة : ماحب احد يناظرني وانا اكل .
توترت ورفعت الساندويشة لثغرها وقضمت قطعة صغيرة من بين اسنانها هاربة من عيناه الحادة .
بملامح مُستغربة من سؤالة : سنة كم بالجامعة ؟ .
مسحت ثغرها بظهر يدها وبصوت هادي : ماتوقع يهمك .
بملامح باردة : سنة كم قلت ! .
اشتبكت عيناهم لتهمس بحدة : اذا سالتك ماتجاوب وتبيني اجاوب ليش ؟ .
ابقى عيناه في عيناها حتى كسر نظرها وهي تُبعدها مُتمتة بشيءً لم يصل لاذنه .
انزل راسه لما بين كفية وب استفزاز : مره ثانية خليك قوية ولاتشيلين عيونكِ .
تركت الاكل بغضب واقفة .
رفع راسة لها وببطء : شبعتي ؟ .
تحركت لسرير ، و اندست في الفراش بصمت غاضب .
بنبرة مبحوحة مُتعبة بعيدة : كلها وقت .
تحركت بعد وقت بضيق ، وفتحت عيناها لتقع في السقف اغمضتها ب ارهاق ناعس ، اعادت فتحها ب استغراب متى نامت ! ، شدها برودة مابين كفها الايمن وثقلة ، قبضت علية اناملها مُتحسسة مايكون ، لفت راسها لتقف بشهقة مرعوبة وهي تعود للخلف صارخه : يمـة .
حركت نظرها بسُرعة في الغرفة ، وعادت تُحدق في السلاح ، مسكت قلبها مُخففة خفقانة وبرجفة : هذا وش جابة بيدي .
حدقت في كفها ومسحتها بطرف بنطالها الجنز ، رفعت راسها بسُرعة لنافذة واشعة الشمس قد تسللت من خلف تلك الستائر لينبثق نورها في المكان ، تشنجت ملامحها وعقلها بدا يفهم حل هذا اللغز .. الشمس ، الصباح ، سلاح ؟ .
نزلت بخطوات سريعة للاسفل صارخة : انس .
تصلبت قدميها على خروج ابرار ناطقة بخوف : ماجد مو هنا بعد .
جمعت شعرها الاسود ولفته بتوتر : من متى صاحية ؟ .
ابرار تقدمت : من نصف ساعة يمكن .
اريان بتفكير سريع مسحت عينها اليُمنى : معك جوال ؟ .
بضيق : لا مامعي .
اريان بهدوء : بطلع اصلي الفجر ماصليت ، وراح .
قاطعتها ابرار وهي تفك عقدة نقابها وتسحب الطرحة ليتحرر شعرها الطويل البنُي : بروح معك لاتخليني .
ابتسمت اريان بعد ان جاورتها بالسير .
بتساؤل هادي : بيت مين ذا ؟ .
اريان وهي تُرتب السرير بشكل سريع : اهل انس ، وهذي غرفته وهو صغير .
جلست على السرير وعيناها تتبع حركة اريان بالغرفة .
بعد وقت جلست اريان جوارها مُتنهده بعدم تصديق لما يحدث .
ابرار بهمس : مدري الحظ منا ولا من عيال هذي العائلة .
لفت عليها براسها ، وببتسامة مُتاملة سُمرتها الخفيفه : اكيد عيال العائلة .
انحنت ابرار : والله مو قادرة اتحمل كل شي عكسي .
قبضت على كفها واستفهام اريان يصل لها : ماقلتي لي كيف تزوجتي ماجد ؟ .
حدقت ابرار في ملامحها البيضاء لتقف على بؤبؤ عينيها الرمادية : زي ماتزوجتي انس .
بللت شفتيها وبهمس : يعني افهم ماتبين تقولين لي ؟ .
فردت كفها على فخذها وبنبرة هادية : لا مو قصة مابي اقول ، بس فعلاً زي ماتزوجتي انس .
اريان ونظرها اماماً : بس انا مدري كيف تزوجت انس .
ابتسمت ابرار ووقفت : الا اقول حنا بنجلس ننتظرهم خلينا نطلع ناكل شي .
اريان تحركت جهة السلاح ورفعته : لا صعبة نطلع .
عادت خطوه للخلف وبنبرة مصدومة : ايش هذا اللي معك .
مدته لها : سلاح تبين تمسكينه ؟ .
حركت راسها برفض : لا مُستحيل .
انزلته على السرير واخرجت العدسات البُنية وارتدتها بعجله : اتوقع اني مسكته بحياتي اكثر من مسك المجرم له .
ضحكت ابرار .
ابتسمت اريان من ضحكها الرقيق : الله يديم الضحكة ي حلوه .
ابرار لفت الطرحة على شعرها : والله الحلوة انتي .
لفت عليها اريان ببتسامة .
اتسعت عينان ابرار : ليش لابسة عدسات ؟ .
لوت شفتيها : حكم القوي ع الضعيف .
غمزت : وتعترفين انك ضعيفه قدامة ؟ .
اريان ببتسامة قصيرة : لا ابد .
وكزت كتفها وبخبث : ودي اصدقك .
لفت طرحتها وبصوت عالٍ : ابرار .
رفعت ابرار يديها للاعلى وتبعتها : اسفة .
اريان سارت قائلة : لاتشوفيني بعين طبعك .
تقدمت ووقفت امامها وفتحت عينيها بقوة : وش قصدك ؟ .
اقتربت اريان هامسة بخبث : انك تصيرين ضعيفة قدام ماجد .
عضت طرف شفاتها : لا مو ضعيفه بس ظروفي معه غصب عني .
استدارت لها اريان وبهدوء : انتظرك تقولينها لي .
ابرار بهدوء مُماثل : وانا انتظرك .
استقرت اقدامهما على الارضية الرُخامية لتُشير ابرار : مو ذاك المطبخ .
تحركت ناحية اريان : ماتوقع فيه شيء ينوكل .
ابرار : يمكن جابوا شي قبل يروحون .
بشبة ابتسامة ساخرة انزلت السلاح على المنضده : تقولين جابوا ! .
ابرار نظرت لسلاح : وهذا تعرفين تستخدمينه ؟ .
اريان رفعته وببتسامة : ايه اوريك ..
بترت جُملتها على الصوت الرجولي العالٍ القريب منهم : فكوني لمتى بجلس هنا .
.
.
__
وتين قفزت جالسة على صوت الطرق المتواصل وصوت من خلفة : احمد للحين نايم ؟ .
نظرت جهة احمد الخالية ووقفت : وين راح .
الطرق زاد ، اتجهت ناحية الحمام بخوف ، لتعود للخلف بصدمة من خروج احمد لها يُجفف شعره .
اشارت بيد مُرتجفة : وتين عند الباب .
نظر لها : وليش مافتحتي لها ! .
بتوتر هادي : وتبيني اجلطها وهي تشوفني هنا .
ابتسم مُبعداً خصلتها القصيرة خلف اذنها وهمس مُتخطيها : الحين انزل اقول لها عنك عشان ماتنجلط .
تعلقت في ذراعه العاري وبرجاء : لا تقول .
نظر لها بصدمة : وليش ؟
بملامح صفراء : بس .
احمد نظر لها : بس ؟ .
انزلت عينها باحثه عن عذر مُقنع .
وصل صوته وهو يرتدي قميصة الداخلي : وانتي راضية تبقين كذا ماحد يدري انك متزوجة .
بنبرة مخنوقة : وانت كيف رضيت نتزوج من اول كذا .
نظر لها : ماكنت راضي .
تركتة ودخلت الحمام مُغلقة الباب بهدوء .
تنفس بضيق جالساً على سرير .
رفع راسة على طرق الباب من جديد وصوت عبير : احمد موجود ؟ .
احمد رفع صوتة : اية ادخلي .
دخلت عبير وعينها تلتقط العباءة المُعلقة بالشماعه خلفه ، تسمرت بمكانها .
نظر احمد لما تنظر وبهدوء : وش كنتي تبين ؟ .
بتلعثم ضمت يديها مُحاولة تجاوز مارأت : بروح معك لدوام .
بترت حديثها على فتح باب الحمام لتخرج من خلفة وتين تمسح وجهها المُبلل .
عادت كم خطوة للخلف : وتين ؟ .
وتين تلون وجهها وبنبرة مخنوقة : احمد فهمها .
عبير بعينان مفتوحة : وش يفهمني ؟ .
احمد بعدم اهتمام وقف وسحب شماغة : اذا تبيني اوصلك معي لدوام خلصي لاتتاخرين .
وصل صوت وتين المُرتجف : عبير مو زي مو انتي فاهمه .
اغمضت عينيها واستنشقت هواء عميق هامسة : وش افهم ؟ .
وتين بكلمات سريعة : انا متزوجة احمد من ٣ سنوات .
اشرعت عينيها بسُرعة وبعدم تصديق : وتـين .
قاطعتها وعينيها تمتلىء بالدموع : والله حتى انا ماكنت ادري .
خرجت بخطوات سريعة للاسفل تاركتها خلفها .. ٣ سنوات وانا لا اعلم ؟ .
رفع احمد راسة على صوتها العالٍ : احمد وتين اللي تقولة صدق ؟ .
ام احمد انزلت كوبها وب استفهام : وين شفتي وتين ؟ .
اشارت للاعلى : بغرفة احمد وتقول شي مايدخل العقل حتى المجنون مايصدقة .
قاطعها واقفاً وبحدة : وليش ي عبير المجنون مايصدقة ، ليكون جاء في بالك انها داخله غرفتي لشي ثاني .
قاطعتة حاكة جبينها بتوتر خجل من جُملتة الحقيقة لما توقعته : لا مو اللي فهمت .
قاطعتهم ام احمد بغضب : احمد فهم اختك كل شي بدل رفع الصوت .
ابعد الكرسي بقوة وخرج صارخاً : مو ناقص الا افهم الناس حياتي ، و ترى يكفي ان كل شي غصباً عني .
عادت وتين خطوه للخلف وجملته الاخيره تعلّق في راسها ( ترى يكفي ان كل شي غصباً عني ) ! .
عبير وعينيها لاتزال مُعلقه بالباب الذي خرج منه : انا صرت ناس ؟ .
استدارت على صوت صعود وتين .
عضت شفتها السُفليه وجلست بقوة .
حركت راسها بضيق على صوت والدتها : هذا بدل ماتفرحين ب اخوك ؟ .
رفعت راسها : نلعب ع بعض يمة ؟ ، ٣ سنوات مخبين علي وتقولين افرح .
وبتلعثم مُتردد : لاتقولين لُجين تدري ؟ .
ام احمد بهدوء : لا ، وحتى بنات خالتك عايشه مايدرون .
بهمس : وليش خبيتوا علينا كل ذي السنين ؟ .
ابتعدت : لما يجي الوقت بيقول لكم اخوك .
ب اسى وقفت : اذا ب انتظر لين يجي الوقت ذا فماراح يجي .
ام احمد بحدة : عبير ليكون ناسية انه اخوك وبالاخير هذا قرارة .
اخذت عبائتها وبتبرير ضائق : انا متضايقة لان وتين صديقتي ودايم اتمناها لاحمد .
قاطعتها والدتها : لاتتاخرين ع دوامك ، والحقي احمد عشان يوصلك ، لما ترجعين نتفاهم .
خرجت ببطء ونظرت جهة كراج السيارات : هذا وهو يعرف مالي غيره يوصلني .
رفعت هاتفها وصوت عبدالرحمن يصل لها : تعال وصلني لدوام .
عبدالرحمن بهمس : وين احمد ؟ .
بللت شفتيها : انت تدري انه متزوج .
قاطعها : والله توقعت اللي بيعلمني بالموضوع لُجين مو انتي .
بغضب : وش قصدك ؟ .
ابتسم : انتي فاهمه قصدي .
وبهمس اكمل : عبير انا مشغول الان ، كلمي احمد ولا اخذي اجازة .
تنهدت بضيق : شكراً يالمشغول دائماً .
بـ اعتذار حقيقي : والله مشغول ، وانتي عارفة قصة الاجنبية المخطوفة اللي مسكت حالتها .
قاطعته : عبدالرحمن صدقتك .
وكتبت رسالة سريع ب انامل مُرتعشة : احمد بتوصلني ؟ ، ولا ماروح لدوام ؟ .
وصل لها ردة السريع : تجهزي بيجيك فهد .
فتحت ثغرها بعدم تصديق : فهد ؟ .
تاففت : وذا بيجلس يوصلني كل شوي ؟ .
.
.
___
يقف جوار راكان ويدية في جيوب بنطالة العسكري : خلاص بروح معه انا .
لف هامساً : ليش تروح ؟ بيروح واحد من الشباب .
سعود بهدوء : عبدالرحمن اخو احمد صعب ارسل واحد معه وانا اعرفه .
نظر له بتفهم : اوك ، انا راح اسبقك لبيت عمك عشان نجهز اوراق التحقيق .
سعود بجمود : التحقيق علي زي ماتفقنا ؟ .
هز راسة راكان ببتسامة : اية اكيد بس لا تتاخر .
تقدم عبدالرحمن ب اعتذار : عندي علمية ضروري ، اذا انتظرت علي اقل شي ساعه .
قاطعه سعود : مانعطلك وين بيت الدكتور مساعد وانا راح استلم الملف منه .
في الجهه الاُخر وبعيداً عن الانظار ضرب بقبضتة الجدار : كل ذي حراسة عنده .
الحارس بخوف من غضبة : اذا تبيني ادخل .
قاطعه بسُخرية : وانت مستعجل ع موتك ؟ .
وتحرك شاتماً الجميع .
تبعه حارسة : انس ماله اثر ، وعرفنا انه كلم ولد عمه .
توقف زياد ( حمد) وبتساؤل بطيء : المُحقق ؟ .
الحارس : لا ، الدكتور .
لف عليه : جيبو لي الدكتور .
الحارس بتردد والخوف يظهر في نبرتة : بس الدكتور اختفى .
قاطعه بعدم فهم : كيف اختفى ؟ .
بملامح شاحبة : مدري .
اقترب وبحدة خافته : لو انا مب بالمستشفى كان عرفت اخليك تنطق .
برجفة : سيارتة وجواله لقوها في شرق الرياض .
قاطعه وهو يضغط على اسنانه بهمس : كل بيوت شرق الرياض تدخلون فيها وتدورون ، حتى تحت الارض دوروه و طلعوه .
هز راسه ب انصياع لاوامره .
عدل الوشاح على ثغره مُغطياً ملامحه وخرج بخطوات ثقيلة بطيئة هامساً : راجع لك ي عايد ماحد يحميك مني .
في الممر القريب خلفه يقف من اثر قبضت ماجد على عضده الايمن : ماجد فكني .
ماجد بهمس : انس وش يضمن لنا ان المستشفى امان ، حتى لو فيه شرطة .
واكمل : ابوك حالتة مُستقرة ، ولو داري بتسوي كذا ماقلت لك .
اغمض عيناه وانفاسة ترتفع .
نطق ماجد مُحدقاً بملامحة : لازم نكلم سعود ، انت مو بخير وجهك لونه مو عاجبني والجروح اللي فيه لازم لها تطهير .
قاطعة : وانت بتعرف حالتي اكثر مني ؟ .
واكمل بقهر : دامني ماراح اشوف ابوي ، فسعود ماراح اشوفه بعد .
وقف ماجد جانبة : متى بتعلم الشرطة ؟
نظر لاقدامة وبنبرة هادية مُفكرة : لين يقوم ابوي بالسلامة ، واكلمة .
ماجد : تكلمه عن وش ؟ .
انس بعد صمت : عن القتل اللي يقولونة .
تسمر جسده وبهمس : اي قتل ؟ .
انس مسح وجهه وبلل شفتيه : شي مايصدق .
استدار له وبتوجس خائف : اللي قبل عشرين سنة قتل ؟ .
حرك راسة : كذب .
وصل صوت ماجد الهامس : واذا كذب يقتلون هادي الرائد ؟ .
نظر له بملامح مصدومة : هادي .
ماجد بعدم فهم لملامحة : وش فيك ؟ .
انس بهمس : قالها والله قالها .
وسار بخطوات سريعة : كان هو الكلب .
ماجد بخوف : انس فهمني .
انس استدار له : بتفهم لما يتكلم .
.
.
__
همست اثير وهي تُغلق ازرة عبائتها : لاتشك امي .
اسير حركت عيناها مُشيرة لبنطال البجامة : ها لاتشوفه عشان نكون بخير .
لُجين بخوف : والله لا يمسكنا احمد نروح فيها .
اثير بعدم اهتمام : انتي خلاص كلمتي ناصر ووافق .
لُجين بضيق : كلمته ع اني بنام عندكم مو اروح مكان ثاني .
اخرجت اثير لسانها : ترى انا واختي متعودين ، اذا خايفه اجلسي لاتقلقينا .
بعينان مصدومة : متعودين تطلعون ؟ .
غمزت اسير : ايه نروح نلف لنا كم مكان ونرجع ونقول مافيه دوام ولا اعتذرت الدكتورة .
همست لُجين : والسواق مايعلم ؟ .
هزت اثير اكتافها : السواق عميل عندنا .
لُجين ارتدت عبائتها على بجامتها : والله اني مو مرتاحة .
قاطعتها اسير : اهم شي قريتي اذكارك ؟ .
ام مساعد رفعت راسها على مرورهم : ماراح تفطرون ؟ .
اثير غطت وجهها بنقابها وبعجله : بنتاخر يمة على الجامعة .
همست لُجين خلفها : الله لا يعاقبنا تكذبين ع امك .
ضربتها اسير على ظهرها : عشانك ترى .
لفت لها : لاتكسرين ظهري .
اثير اغلقت الباب خلفها واستنشقت الهواء : ي زين الحُرية .
لُجين تنهدت : بنات والله ماقدر اروح .
اخرجت اثير هاتفها وفتحت الخط ليخرج صوت والدها : ها طلعتو ؟ .
اثير ببتسامة : اية ، بس وعدتني ماتعلم امي .
والدهم بضحكة : ماوعدكم ماعلمها .
صرخت بغيظ : يُبة .
ابتسم : لاتتاخرون وانتبهي على اختك وبنت خالتك .
اغلقت على صوت لُجين : فهموني .
اسير ببتسامة : احنا قلنا لابوي ووافق .
لُجين : بس خالتي ماتدري .
اثير تحركت : هذا المطلوب ، امي بترفض وتقول ادرسو وانتس شايفه الجو هذا جو طلعه مهوب جو دراسة .
واستدارت براسها : اروح اقول لامي ثم تحلف ؟ .
اسير تبعت تؤامتها : احنا استاذنا من ابوي ووضعنا تمام ، انتي كلمي ناصر .
لحقتهم : ومن متى انا اكلمه واستاذن ؟ .
اثير ببتسامة : من تملكتي عليه .
حركت عيناها بضيق : انتم عارفين مو بارإدتي .
اسير وهي تضم كتبها لبطنها : ايه عارفين وانتي الصادقة .
تنهدت ولحقتهم .
وقفت اثير لتقف اسير ولُجين على دخول السيارة الحمراء الغريبه لهم .
ترجل سعود رافعاً نظارته على راسة : هذا بيت مساعد الزايد ؟ .
تحركت اثير جهة سيارة السائق وتبعتاها الفتاتان .
لُجين بربكة : وحده ترد .
اثير بهمس : مابقى الا هي ارد ع واحد ماعرفة .
ارتفع صوتة : ماتسمعون ؟ .
بعدم اهتمام صعدو سيارة السائق .
تحرك سعود بغضب ليقف امام سيارة السائق .. كيف يتجاهلون سؤالة .
اسير بخوف : ذا مجنون وشفيه وقف قدام السيارة .
لُجين : وش مجنون الا عسكري ماتشوفين لبسة .
اثير فتحت الباب ونزلت بنبرة غضبة وصبرها ينفذ : نعم اخ ؟ مضيع ؟ .
ادخل يدية في جيبة وبعدم اهتمام : توقعت انك صماء ماتسمعين .
بنبرة مُشمئزة : يعني تبيني اضحك ولا كيف ؟ .
بنفاذ صبر : انا سالت وابي جواب هذا بيت مساعد ؟ .
قاطعته ب استفزاز : وماعندك رقمة تدق عليه وتساله بدل ماتوقف بنات خلق الله وتاخرهم ع جامعتهم .
حرك عيناه بنظرة سريعة لتقف على الطرف الظاهر من بنطال بجامتها البنفسجية : بتروحين للجامعة واخرتك ؟ .
توترت من نظرته وبتصنع غير مُهتم : اية .
هز راسة بتفهم واتجه لباب السائق وفتحة امراً : انزل .
نزل السائق بخوف من لاباسة قبل ان يخاف من شخصة .
اشار بعيناه : يلا لغرفتك .
هرب السائق عائداً لغرفتة .
رفع الهاتف على عينان اثير المصدومة : عبدالرحمن اذا ممكن ترسل رقم مساعد .
هز راسة : اوك انتظرك لا تتاخر مستعجل .
انحنت هامسة للجالسين : المجنون دق ع عبدالرحمن .
انتفضت لُجين : اخوي ؟ .
هزت راسها بربكة : اذا فيه غيرَه .
نزلت لُجين عائدة لداخل : والله يذبحني .
امال ثغرة بسُخرية وهو يرى بنطال لُجين ايضاً .
نزلت اسير لتقف جوار اختها بتوتر : خلينا ندخل .
اثير بحنق : وليش ندخل ؟ ، ابوي ويدري اننا بنطلع .
اسير بهمس : بس مساعد مايدري ثم تقولين كلم عبدالرحمن ، عاد تعرفين عبدالرحمن وش .
قاطعتها : تبن انتي وعبدالرحمن ماتشوفين ذا اللي مسوي قوي فوق راسي والله اوريه .
اسير تحركت : ماراح اجلس .
سحبت يدها : وتخلين تؤامتك ؟ .
وقفت : بنقعد واقفين معه ؟ .
اتاهما صوته : هذا بيت مساعد ؟ .
اسير بنبرة سريعة خائفة : اية .
نظر لهما نظرة سريعة ليبتسم بعد ان لاحظ التشابه الكبير بينهم .
اثير ووجدت ماتغضب منه : نعم تناظرنا وتضحك ؟ .
سعود بهدوء لاسير : ممكن تنادين مساعد ضروري الموضوع .
تحركت اسير لتسحبها اثير : اسير وين ؟ .
اسير بهمس : بروح انادي مساعد .
اثير بغيض : وهو لية مايدق عليه ! .
اسير ب استغراب من اختها : يمكن جوالة مقفل .
انتفضت اسير عائدة للخلف على دخول سيارة عبدالرحمن : هذا اللي ناقصنا .
اثير بشماتة : ي ويلك حبيب القلب جاء .
نزل عبدالرحمن بعينان غاضبه من وقوفهم بهذا الشكل امام سعود .
سعود بهدوء : ان شاءالله ماعطلتك .
عبدالرحمن ونظره في الواقفات خلفه : كنت مهتم اني اكلمك عن موضوع ملف هيلدا بنفسي .
هز راسة سعود : كويس .
عبدالرحمن بنبرة مُعتذرة : شوي وبرجع .
سعود ابتسم بخبث وعبدالرحمن يتجه للفتيات .
عبدالرحمن بنبرة غاضبه : وش موقفكم ؟ .
اثير بنبرة هاديه : عندنا جامعة وبنروح ، وننتظر السواق ، ولا ليش يعني واقفين ؟ .
همس بحدة : تنتظرونه هنا ؟ .
اثير بغضب : وين تبينا ننتظره ؟ .
اشار بعيناه : مافيه جامعة ، يلا ادخلو .
اتسعت حادقتيها : ومن انت ؟ .
ضغط ع اسنانه : ادخلي بلا كثر حكي .
اثير تكتفت بعناد : واذا مادخلت .
نظر لاسير : اسير ادخلي .
توترت اسير من عيناه وتحركت لداخل .
بلعت ريقها وبنبرة حادة : عندي اختبار .
قاطعها بطولت بال : هذا المُحقق الجنائي سعود العايد وبنطول بالوقفه هنا ، اذا جهز السواق يكلمكم وتطلعون .
بعده اهتمام من الاسم الذي نطقه قاطعته مُبتعده بحقد : خلاص فهمت ي عمي .
حرك راسة ب اسى ورفع صوتة : اثير نادي معك مساعد .
استدارت له لتقع عيناها بسعود ، نظرت له بعينان مُشتعله حقد .
حدق في بنطالها طويلاً ، لتوتر وتبتعد وهي تضم عبائتها على ساقيها مُخفيته حتى لا يكشفها عبدالرحمن .
همس بسُخرية : كذابه وتقول بتروح للجامعة .
اقترب عبدالرحمن : المجلس جهتة هنا تفضل .
سعود بهدوء : انا ماجيت اجلس .
قاطعه عبدالرحمن : ادري ماجيت تجلس بس اللي في الملف اشياء مو شي ولا نقدر ننناقشها واحنا واقفين .
سعود بخوف : وش قصدك .
سكت على خروج مساعد مُرتدياً جاكيته الازرق : هلا والله تو مانور البيت .
بعد المُصافحة وتبادل السلام .
هتف سعود : انا جاي اخذ ملف هيلدا ، قال عبدالرحمن انه عندك وبتناقشني في معلوماته .
نظر مساعد لعبدالرحمن : ملفها الطبي ؟ .
هز عبدالرحمن راسة .
مساعد ب استغراب : لا ماخذيته ، وانت قلت بتجيبه .
قاطعهم سعود بقلق : كيف يعني الملف مختفي ؟ .
عبدالرحمن حك جبينه بحرج وبهدوء عكس داخلة : مساعد روح اسال تؤامكم لاني اعطيتهم الملف .
مساعد تحرك لداخل ب استغراب .
في الصالون تجلس اثير بغضب على ذراع الاريكة وبغيض : انسان وصخ .
لُجين بهدوء : انا من اليوم قايله الطلعه ذي مو مرتاحه لها .
اثير وقفت : بنطلع ولا علينا منهم .
تضع ساق على ساق وبرفض : ماراح اطلع خلاص .
اثير بحنق : ترى انا تؤامتك بالاخير ومفروض تكونين معي .
قاطعهم دخول مساعد مُتنحنحاً : اسير اثير .
اسير وقفت بخوف : حنا هنا .
دخل عليهم وبغضب : وينه ؟ .
اسير بخوف : وشهو ؟ .
اثير قاطعتها : في غرفته يعني وين بيكون ، ولا علينا منه من هو عشان يرفض نروح للجامعة .
رفع حاجبه بشك : ومن اللي رفض ؟ .
اشارت للباب : ولد خالتك يعني من ؟
حرك راسة بنفاذ صبر : الحين وين الملف ؟ .
اسير : اي ملف ؟ .
مساعد بنبرة مُستعجله : الملف اللي اعطاكم عبدالرحمن وقال توصلونه لي ولا شفته .
اثير فتحت ثغرها براحة وتحركت لطاولة الكبيره : اها تقصد ذا .
سحبة بحدة : وليه ماعطيتيني لما اعطاكم ؟ .
اسير ببتسامة قصيرة : نسينا والانسان ماينسى ؟ .
تافف وتركهم بكلمات شاتمة .
ربطت نقابها من جديد وتحركت : يلا خلونا نروح .
لُجين صعدت للاعلى : وعبدالرحمن برا مُستحيل .
لحقتها اسير : مساعد وعبدالرحمن برا مُستحيل .
ضربت بقدمها الارض وانتصبت بوقفتها من الفكرة الجهنمية التي خطرت على بالها .
فتحت حقيبتها واخرجت بنسة صغيرة وخرجت بخطوات خبيثة للخارج بحثت بعيناها وتقدمت لسيارتة هامسة : كلها منك يامخرب اللذات ، دامنا ماراح نطلع حتى سيارتك ماتطلع .
ابتعدت بعد ان تاكدت من تنسيم الكفرة جيداً وصعدت تُغني بصوت عالٍ غير مُبالية بنشازه.
أنت تقرأ
رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.
Misterio / Suspensoرواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والفتاة الريفية ابرار التي يجبرها والدها على الزواج من شاب غني لا يرغب بها زوجة له...