..الجُزء السادس عشر..

1.6K 24 0
                                    



\\

البارت السادس عشر ..
.
.

‏إِنَّ للآمالِ في أنفسِنا
لذةً تنعشُ منها ما ذَبلْ
لذةٌ يحلو بها الصبرُ على
غَمَراتِ العيشِ والخَطْبِ الجللْ
" مصطفى الغلاييني "
.
.
.

وتين بغضب تنزع عبائتها : وجع اخوك هذا دمه بارد وانا مدري ؟! .
عبير بصوت عاتب : وتين هذا اخوي ، لاتزعليني منك .
وتين تقترب مُحتضنتها : لا كل شي ولا انتي بس اخوك يتثقيل دمة ومسوي اني ماعرف احد من رجعت من برا .
عبير تُحرك راسها ببتسامة : طيب دامك عارفه اني يسوي انه مايعرف احد ليش حارقه رزك .
وتين تُقاطعها بغضب : لا ماعرف .
اسير تقترب بهدوء : وتين احنا ببيت العرب هدي نفسك عشان ملامحك تلين لاتفشلونا .
اثير تضع احمر الشفاه ذو اللون العنابي الغامق ، وتُحرك شفاهها المُطبقتاً يميناً وشمالاً : اقول بتخلونا ندخل ولا نرجع ؟! .
لُجين تنظر لها بشي من السُخرية : احد ماسكك .
اثير ترمي مابين اناملها في الحقيبه وتتجه الى الباب : بروح اوسع خاطري بالرقص يالله سي يو .
اسير : بنت خليني اروح معك .
اثير تلتفت وهي تودعها : لا خليك .
طخخخ صوت اصتطدام اثير بما امامها .
اثير بغضب تدفعها : انتي ماتشوفين .
نوره بهدوء مُتعب : لو تشوفين قدامك ماكان صار شي .
اثير بنفس الغضب : وانتي يعني ماتشوفين .
عبير تلتفت يميناً مُغطيه وجهها بباطن يدها اليُمنى : فشلة
وتين بهمس وهي تتعرف على الفتاه : اجحدي انك تعرفين اثير .
عبير : هذا والله اللي شكله بيصير .
نوره تبتعد : خلاص ي اختي ، انا اللي اعتذر .
اثير بغرور : غصب اصلاً تعتذرين .
اسير تسحب ذراعها : اثير امشي .
اثير : لا خليني اعلمها تتكلم ب اسلوب .
نوره مُحاولة ان لا تخرج غضبها من والدتها في هذه الغريبه : كيف بتعلميني ان شاء الله .
اثير : يالله خليني اعلمك دامك تبين تعرفين .
عبير تتقدم بحرج وملامح باهته : اثير يالله روحي داخل .
نوره تلتفت للتي خرج صوتها ،وتُدقق بملامحها اكثر .
اثير بتافف تمشي خارجه وهي تصطدم بكتف نوره عمداً .
اسير تخرج خلفها بعينان تضيق حرجاً .
نوره تنظر لقفا تلك الفتاه الخارجه وبهمس وصل للفتيات الواقفات : الحمدلله ع العقل بس .
عبير بفشل حقيقي : اعتذر عنها .
نوره تُقاطعها : لا مايحتاج ، كل وحده يمثل نفسها وهي اللي مفروض تعتذر مو انتي .
وبتردد واضح وهذه الملامح ليست غريبه : اعرفك ؟! .
عبير تُحرك راسها يميناً ببطء : ماتوقع تعرفيني .
نوره بفضول : قولي اسمك اشوف .
عبير بهدوء : عبير الناصر .
نوره تفتح عيناها ويتسع ثغرها ببتسامة عريضه : لا ماصدق ، وانا اقول وين شفتها ، يالله مو مصدقه جد ، وش ذي الصدفه .
عبير تُعدل شعرها من خلف : عرفتيني ؟! .
نوره ببتسامة : ايه اكيد عرفتك ، لاتقولين انتي ماعرفتيني ؟!
وتين من خلف نطقت : لا نعرفك ، بس مانحتك لانا سمعنا ماتعطين وجه .
نوره تمد يدها : لا عاد مو لدرجه هذي ، مين كاذب عليكم ؟! .
عبير بعد ان استقر باطن كفها في يدها : من وين تعرفيني ؟! .
نوره بضحكة قصيرة : لها سالفه ذي .
عبير : قوليها .
نوره تسحب يدها : خليني طيب اسلم ع اللي معك .
وتين تُقبل خدها : الا ماشاء الله مع ان لها سنتين متخرجه وللحين تتذكرين ملامحها .
نوره ببتسامة جذابة : ايه لاني كنت اعرفها ، اختها انتي ؟! .
وتين تهز راسها : لا انا بنت عم بنات خالتها ، وهذي اختها لُجين .
بعد لحظات ليست طويلة .
عبير : خلونا ندخل شكلنا غلط هنا .
نوره ببتسامة حرجة : لا اعذروني بطلع البيت .
عبير : لا عاد ، وين بتطلعين وتوك جايه .
نوره : لا والله جايه من وقت بس شوي تعبانه ، امي موجوده لازم تشوفونها ولا بتزعل ترى اعرفها .
وبغمزه : وخلوها تقابل امكم .
عبير تهز راسها : سلامتك ماتشوفين شر ،و ابشري بس كيف اعرفها .
نوره ببتسامة : لابسة ازرق وتشبهني .
عبير بضحكة قصيرة : حلوه تشبهني .
نوره تبادلها الضحكة : ادري اني ظريفة بس جد اتكلم .
...
لُجين تهمس بعد ان ابتعدو : من ذي ؟! .
عبير ببتسامة : شفتي ماجد صديق احمد هذي اخته .
لُجين تشهق ببتسامة : جميلة ماشاء الله ، شكل اخوها يشبها .
عبير بنص عين ناقده : وانتي ماهمك غير اخوها ؟! .
لُجين : ماحد يمزح معك ، الا كيف عرفتوها ؟! .
وتين تنظر لاسير التي تُشير لهم عن مكانها : كنا نشوفها بالجامعه .
عبير : طلعت تعرفنا .
لُجين : عادي شوفي اغلب الجامعه يعرفوني عشان عندنا فلوس .
وتين ب سُخرية : ماشاء الله شكل ماغيركم عنده فلوس .
عبير بغضب لاثير بعد ان اصبحت امامها : انتي وش تحسين فيه ؟! .
اثير تلتفت وهي تُقرب الكاس لثغرها : وش سويت بعد ؟! .
عبير بغضب هامس : البنت اللي تهاوشتي معها بنت العايد .
اثير تشرق بالعصير محاولة ان تستوعب الاسم : كححح كحح الله ياخذك وش تقو كحح .
اسير تسحب الكاس منها : بنت وش فيك هيه .
لُجين تضرب اعلى ظهرها بقوة : وجع ي وصخه شوفي شكلك .
اثير تُدفع يدها بقوة : وجع كسرتي ظهري .
لُجين بعدم مُبالاة : وش اسوي بغيتي تموتين .
اسير تمسك قلبها : بسم الله على اختي .
عبير تضع كفها على جبينها : الجنه يارب .
وتين تهرب مُبتعده لجهة زوجة عمها وبهمس : الله لا يفشلنا .
...
هُناك في وسط الفناء الواسع بصوت غاضب على وشك البُكاء : الله ياخذك من سواق مو وقتك تقفل جوالك .
اعادة الاتصال من جديد وبهمس مُتافف : شغلك عندي .
وقفت ع الرصيف امام البوابة الضخمة وبشكل مُتكرر تلتفت باحثة بنظرها عن تاكسي توقفه .
ابتسمت بعد ان رات بعض النساء تنزلن من تاكسي مُبتعد قليلاً .
اقتربت مُشيره ان ينتظر .
صعدت بامر : حي ***** .
...
انزل نظره على الهاتف الذي اعتلى شاشته اسم عمه .
رفع الهاتف : وعليكم السلام .
بضحكة نطق : والله صار شغل ... ولا مافيه اغلى من ابوي ...ابشر ابشر ... كيفكم .. الحمدلله .... انا بخير ... لا ماقال لي ... هو جاني والحين انا عنده .
بهدوء : ايه انا حاطهم ... لا بس ماتطمنت اروح وماعندكم احد .
بعد صمت : ليش احلف ... ي عم مافيه شي ، بس اقولك م ارتحت اخليكم وراي .... دقيت عليك بس مارديت ... ايه ابيها تجي السعودية ... هو وش قال ؟! ... خلاص زين ارسلها ... لا بدور مزرعه احطها فيها .
بضحكة مبحوحه : انت تشوف ع كثر الفلوس مابنينا مزرعه ... مفروض اسالك انت وابوي ليش ماحطيتو لنا بالسعودية ولا برا بكل مكان شارين ... الا ي عم بعد بكره لازم توصل .. اوك ... ايه ايه اوك ... بحفظه .
يرمي الهاتف جانبه ونظره يعود للملف الذي اشغل عقله .
وضعه فوق فخذيه وهو يقلب غلاف الملف ليظهر وجه هادي يُعانق وسط الصفحه .
انسحب الملف فجاه من بين كفيه ونظره يرتفع تدريجياً للاعلى وخصيصاً لصوت الصادر بقوه : انسسس .
انس يزفر براحه : بسم الله ، ليش كل ذي الدراما ؟! .
سعود بنظرات مُحققه : انت وش جايبك ، وهذا وش يسوي في يدك ؟! .
انس يقف بهدوء : ابد لقيته منزل فوق الطاولة ، واللي جايبيني اشغالي ولا اطلع ؟!
سعود يعود للخلف : لا ماقصدت شي بس .
انس بسُخرية يُقاطعه : خلاص ماحصل الا الخير ، الحين نسلم ؟! .
سعود ب اعتذار مُحرج : انس اعذرني بس الملف ذا سري وانصدمت لما شفته معك .
انس ونظره للملف وبهمس وصل اذنه : القضية مقفله ليش للحين في يدك .
سعود يُبعد راسه للخلف ونظر يستقر في ملامح انس : وش عرفك ؟! .
انس : لما نجلس الحالنا راح تعرف .
سعود بغضب : انت وش تقول ؟! ، ترى الموضوع ذا ماهوب لعبه .
انس بعينان اشتعلت : هذا الموضوع الوحيد اللي ماراح يكون لعبه لا معي ولا مع غيري .
سعود خرج بسرعه من جوار ماجد الداخل وهو يحمل الملف .
انس يعود جالساً ع الاريكة بعد ان راى ماجد المُرحب : والله مرحبا مليون ، واخبار الوالد ؟! .
..
نوره : ايه هنا وقف .
صاحب التاكسي : هذا رقمي .
نوره مُقاطعه حديثه ماده له النقود : لا مايحتاج وشكراً ع التوصيل .
نزلت بخطوات واسعه , ودخلت مع الباب الصغير الذي كان بجانب البوابة الضخمة وبغضب احتاشها وهي تتذكر المدعوه نوف : حسبي عليك ي نويفان ي بنت خالي ، الله لايوفقك ، الحين اكيد مبسوطة وترقص وانا معصبه واندب حظي .
التفتت للجانب الايسر من الفناء وبهمس : يالله دامني معصبه احط الحره بالهندي ، واروح افلها مع ابرار .
تباطت خطواتها وهي تنظر لسياره الغريب شكلها في وسط منزلهم وفي حيهم بشكل عام وبتفكير نطقت : زين امي مو معي والله لا تشوفها ان تموت ، يكفي ابرار تجي في وسط بيتها سيارة فقر .
من خلفها : وش فيها سيارة الفقر ليش ماهيب عاجبتك ي اختنا الكريمة ، الكبر لله وحده .
نوره تلتفت برجفه لمن خلفها وبشهقه قوية داهمتها وهي تستعيد هذه الملامح : ان نن ن ت وشش تت سوي هنا .
راكان بفحيح هامس يقترب وهو ينظر لعيناها تحديداً الظاهره خلف النقاب : ماتوقعت ان سعود عنده اخت تفكيرها مُنحط كذا .
نوره برجفة بانت في صوتها الناعم الرقيق : انت فهمت غلط .
راكان ب استفزاز مُقلداً صوتها : انت فهمت غلط ، مُمكن تفهميني الغلط .
نوره تلتفت يساراً ليسقط نظرها على سيارة ماجد الواقفه وجانبها سيارة سعود ويتجه نظرها تلقائي لمن امامها وهي تستوعب مايجري ' ماجد سيارته هنا ، وسعود بعد وهذا جاي لهم ي ويلييي ' وبغضب خايف : مين انت اصلاً عشان افهمك ، ادخل يرحم امك بس لايشوفنا احد تراني مو ناقصة .
راكان يتخطاها هامساً : خليهم يشوفون اختهم اللي دايم مرتزه بالحوش وبالذات عند الرجال .
نوره بغضب ترفع حقيبتها وترميها لتستقر بظهره : ي حيوان وش قصدك ، الله لا يوفقك .
راكان بصدمة وخوف ان يسمعها احد رفع حقيبتها وهو يقترب بخطوات واسعه : بنت اسكتي تكفين ، اوصص اوص خلاص امزح .
نوره بعينان دامعه تسحب حقيبتها : الله لا يوفقك ان كنت ظالمني .
راكان يُقاطعها بهمس : خلاص ادخلي لايطلع سعود ويشوفك .
نوره تبتعد بخطواتها : ليته يشوفك .
راكان برجاء وهو ينظر لابتعادها : اعذريني كنت امزح .
نوره بصوت باكي مُبتعد : وش بينا عشان تمزح .
راكان يضرب جبينه بغضب مُتذكراً ملامحها وعيناها الباكية : انا ناقص بنات يبكون ويدعون بعد ، ياليلك ي راكان .
...
دخل المجلس بوجه مُصفر : يااااولد .
سعود ينهض ببتسامة صفراء ايضاً : ارحب تو مانور المكان .
راكان : نوركم .
يقف ماجد وانس .
سعود يسحب ذراعه بعد السلام : هذا ماجد واكيد عارفه وهذا ولد عمي انس اللي اقول لك عنه .
راكان ببتسامة حرجة وهو يُسلم عليهم : والله والنعم تشرفت فيكم .
يتلامسون بالانُوف وبصوت رجولي هتف انس : الشرف لنا ، ماعرفتنا عليك .
راكان ببتسامة صغيره : راكان بن محمد .
...
في المطبخ تلتفت بعد ان شعرت بالذراعين اللتان طوقت خصرها : متى رجعتي ؟! .
نوره بعينان مُحمره تبتعد جالسه على الكرسي الخشبي الذي يتوسط المطبخ : وانا قلت بتخميني وتبادليني الحضن .
ابرار تتخصر بكفها اليُسرى وتُحرك اليُمنى التي تحمل الملعقه الخشبيه : وليش ان شاء الله ؟! .
نوره بخبث لا يزول : مثلاً تحسبيني ماجد .
ابرار بتدقيق في شكلها : عيونك وكحلها ساح ووجهك مسود ، وحالتك حاله وجاية من الحفل بدري ، ورغم كل ذا للحين تفكيرك وصخ .
نوره اعتنقها الصمت فجاه وهي تتذكر الموقف البايخ .
ابرار تقترب بهدوء بعد صمتها وبهمس حتى لا تسمعها الخادمة الواقفة يساراً تُقطع مابين يداها : نوره وش فيك سكتي ؟! ، وش صاير وليش عمتي ماجات .
نوره تحتضن راسها بكفيها وبصوت ضايق : تهاوشت مع امي وطردتي من الحفله ورجعت .
ابرار تنفجر ضحك : لا ي بنت قولي الصدق .
نوره تعض شفاهها بغيض : وقسم ، وكلها منك تضايقت عشانك مارحتي .
ابرار تُقاطعها ب استفزاز : تستاهلين ، شوفي اخوك كرفني وبهذلني تعالي اكرفي معي مو ترقصين وتستانسين وانا هنا،الا كملي وبكيتي عشاني بعد .
نوره بملامح تتبدل لتقزز : اجل حوبتك ، لا تكفين لا تذكريني والله من الفشله يوه مابي اتذكر .
ابرار تجلس على الكرسي المجاور وبخبث : الا تكفين قولي حمستيني .
نوره بهمس تقترب لاذن ابرار : تعرفين راكان خوي سعود .
وبعد صمت ثواني : لا وش عرفك .
ابرار تبتعد للخلف وبعينان تضيق خبثاً : ايه عرفته اللي تكلم عنه ماجد امس وعيونك طلعت من الوناسة .
نوره تضرب كتفها بغضب : وجع قصري صوتك لاتسمعك الخادمة تراها تحكي كل شي ب اذن امي .
ابرار تنهض بفضول : اجل خلينا نطلع فوق باين فيه اكشن .
نوره تقف وهي تتاملها : اي والله يوم شفتك بالقميص وضيقي يزيد ودي اتوسع بقميص وافصخ ذا الفستان .
ابرار ببتسامة تترك الملعقه وهي تُشير للخادمة : انتبهي له لما يخلص طفيه ولاتسوين اي شي لين اجي .
الخادمة : اوك مدام .
...
بنظرة حقد لذاك المُتمدد فوق الكرسي الموضوع امام المسبح بذهن غايب : ناس ماتستاهل النعمة .
ياسر رفع نظره لمن ينظر وبهمس : وش قصدك !؟ .
ابراهيم بهمس : تعرف ان عمه اكبر مُنظم ****** في المملكة .
ياسر بخوف يضرب عضده العاري : اسكت لا يسمعك .
يهتف بعد صمت دام ثواني : اكيد بسكت ، ولا كان .
يقف ياسر بربكة : بعد تبي تكمل .
ابراهيم يسحب ذراعه : اجلس وين بتروح .
ياسر يسحب ذراعه بقوة وبهمس : تبي موتي اليوم ؟! .
ابراهيم يرمي ظهره للخلف وينفجر ضاحكاً .
جابر يلتفت ع صوت الضحك : ضحكوني معكم .
ياسر برجفة لم تتضح بصوته : قلت لابراهيم وش رايك نسافر مع طويل العمر و يضحك ويقول مستحيل اكيد بترفض .
جابر يرفع حاجبة بهدوء : ليش ي ابراهيم ارفض ؟! .
ابراهيم يفتح عيناه وبهمس وصل لياسر : دايم تعرف تطلع منها .
واكمل بضحكة مُصطنعه : قلت اطقطق علية .
جابر نهض حاملاً مفاتيح سيارته : ابي حجز للندن وانتم معي .
ابراهيم يقف بعينان مُستغربة : كنا نمزح ، ي طويل العمر .
جابر بهدوء وهو يعبر بجوارة : ابي التذاكر باليومين ذي ، وطويل العمر مابي اسمعها .
ياسر ونظرة لقفاه الخارج : مايشبه عمه ابد .
بسُخرية نطق : والله ثعبان وقول ابراهيم ماقال .
ياسر بتفكير : الا صدق وش قصة وشم الثعبان على ذراعه ؟! .
ابراهيم يرمي جسده للكرسي حتى اصبح مُستلقياً : تصدق لنا سنتين نشتغل عنده ولا ندري .
ياسر ابتعد وهو ينحني لحمل كإس العصير : روح غير ماء المسبح وانت ساكت .
ابراهيم بضجر : طيب ي *** ليش تسال .
ياسر بغمزة خبيثة : اطقطق عليك لا اكثر .
...
سعود بهمس : وش فيك .
راكان يمسك جبينة بالم : صداع بس .
سعود يقف ب اهتمام : بروح اجيب لك مُسكن .
يشد ذراعه برفض : لا اجلس مايحتاج .
ينحني بهمس : لا يحتاج ورانا سهره بموضوع ضروري .
يلتفت بملامح مُستفهمه : وش السالفه ؟! .
يخرج سعود بخطوات واسعه بعد ان غمز له بغمزه تحمل سر كبير .
رفع نظره ب اهتمام لما نطق ماجد : كلمت ابوي ؟! .
انس يرفع نظره من هاتفه : ايه .
ماجد يهز راسه بفضول : اي وش قال .
انس يتذكر المحادثة بينهم : يتشره اني راجع ومخلي ابوي .
ماجد ب انتقاد وضح بعيناه : صادق ؟! .
انس ببتسامة خفيفه : والله اني صادق ، بس عاد مو هذا موضوعه اللي كلمني عشانه .
ماجد بطولة بال : طيب اختصر وش يبي ؟! .
انس يعود براسه للخلف وبتعب لم يُظهره : انا طلبت خيول من برا عشان تشارك بالسباق .
ماجد ب استغراب : وليه ماشريت خيل عربي ؟! .
انس بشبة ابتسامة اظهرت غمازته : احد قايل لك اني غبي ؟! .
ماجد بعينان ساخره : وش عندك ي الذكي .
انس بضحكة : لاني شريت خيل عربي ، بس بنفس الوقت شريت خيل انجليزي عشان الانتاج .
ماجد يضربه على كتفه : ماتوقعت انك ذكي ، بس بتطول لين يخرج انتاج ذي ، الا شكلك داخل وبقوة .
انس ينفجر ضاحكاً : الا خلنا من كل ذي ، ابي مزرعه ومكيفة لخيول انجليزية ، وتعرف لازم اهتمام .
ماجد يُحرك كتفيه : لا تسالني والله ماعرف ، بس اسال العيال واكيد بيجيبون لك ، مع اني اشوف لو تبني احسن لك .
انس يُحرك راسة برفض : بنطول واحنا نبني .
ماجد بتفكير صحيح : والله صادق اعطني فنجانك .
انس يُشير بعيناه للغريب الجالس امامههم : اخذ فنجانه اول .
ماجد بضحكة مُحرجه : ي ابو محمد فنجانك .
راكان بتفكير ماداً فنجانه : عندنا مزرعه بس مهيب مُهيئه للخيول زي ماتبي ، بس لو تبي تحط خيولك فيها لين تبني .
انس يلتزم الصمت وهو يدرس الموضوع براسه .
ماجد ببتسامة : والله اختصرت الكثير ، ولا وش رايك ي ابو عايد ؟! .
انس بهدوء : الله يعطيك العافية ، واختصرت علينا الكثير فعلاً .
راكان ببتسامة : مابينا شي .
انس بدراسة سريعه لكل شي : خلاص بكره راح ارسل لها مهندسين يحطون فيها إسطبل للخيول مؤقت ويهيئونها ، وراح ادفع تكلفة الايجار والتعديلات .
راكان بخجل : لا والله مايحتاج .
ماجد يقف : خلاص انتهى الموضوع ، ولازم يدفع وأخوك يشتغل مهندس عنده يضبط شغل المزرعه دامها مزرعة أبوه .
انس يلتفت : وش أخوه ؟! .
ماجد يربت ع كتفه : شكلك نايم وماتعرف شي ، احمد مشغله .
انس بعدم اهتمام : انا واحمد واحد ، الا وين بتروح .
ماجد يبتعد : اجيب العشاء .
انس بهدوء نطق بعد وقت : مُحقق انت ؟! .
راكان بعد ان فهم انهُ المقصود بالسؤال : ايه .
انس بفضول : ليش ملف هادي الرائد مع سعود والقضيه مقفله ؟!
راكان ب استغراب : قضية هادي تقفلت ؟! .
انس يهز راسة .
راكان بصدمة : ليش تقفلت ؟! .
انس بسُخرية : المفروض انا اسالك ليش القضية تقفلت ؟! ، وليش لما تقفلت الملف للحين مع سعود ؟! .
راكان بذكاء مُحقق : وش عرفك بقضية هادي ؟! ، وليش تسال ؟! .
انس نطق مُغيراً للموضوع بعد ان فهم ان لا علم له بتقفيل القضية : انسى الموضوع .
راكان التزم الصمت وهو يحاول ان يقرا ملامحة .
..
ماجد بصدمة ينظر للخادمة التي تُخرج الصحون بهدوء : وين ابرار ؟! .
الخادمة : هي فيه يطلع فوق .
ماجد يُقاطع حديث الخادمة وهو يخرج بغضب : اوريك ي بنت ابليس شكل السالفه عندك عناد .
...
ابرار تنفجر ضاحكة : اي كملي .
نوره تنظر للمراة امامها ماسحة مايعتلي عينها اليمين : لاتخليني احلف لك ي بنت اني ماكمل .
ابرار ببتسامة تُغلق ثغرها : خلاص بسكت كملي .
نوره تنظر لعيناها بالمراءة والموقف يعود لها : فجاه ماحسيت الا الدنيا تدور فيني .
ابرار ب استغراب : اووف كله من ضربة .
تُدير راسها للخلف : بلاك ماجربتيها .
ابرار بملامح متوجعه : والله بغيتي تروحين فيها اي كملي .
نورة تلتفت مصدرة شهقه قوية بعد ان خرج صوت اصتطدام الباب بالجدار خلفه .
ابرار تُغلق عيناها بعد ان وصلها صوت من خلف الباب : ي حيوانة انا ادورك وانتي هنا .
نورة بدفاع وخوف من غضب ماجد : انا ناديتها هي مالها شغل .
ماجد يقترب ساحباً ذراع نوره بقوة : تحسبيني بخليك من العقاب ؟! ، امشي قدامي .
نوره بخوف وهي لاتشعر بإلم ذراعها من الخوف : طيب لاعاد تصرخ .
ماجد بعدم مبالاة يتجه نظره للجالسه فوق السرير : مطولة وانتي جالسة ؟! .
ابرار : ايه بيطول لين اعرف ليش كل ذا الصراخ ؟! .
ماجد ترك نوره وهو يتقدم شاداً شعرها للاعلى : عيدي .
ابرار تصوب حادقيها اتجاه عيناه وبقوة لاتعلم من اين استمدتها : اقول ممكن اعرف ليش الصراخ ؟! .
ماجد يشدها لتقف على قدميها : اذا نزلتي تحت عرفتي .
ابرار تُبعد اصابعه بقوة وتبتعد بخطوات واسعه للخارج .
نوره بصدمة على ملامحها ممايجري نطقت : ببدل فستاني وانزل .
ماجد يدفعها من اعلى ظهرها وبفحيح : انزلي لا اتوطى ببطنك .
نوره بقرف : لا تكفى شكلي غلط اشتغل بالفُستان في المطبخ .
...
في الاسفل تقف بدون هدف امام الفُرن والخادمة بركبة نطقت من الصُراخ القادم من برا : ايس فيه ؟!
ابرار بغضب : كملي شغلك وانتي ساكته .
ماجد : ادخلي لا بارك الله فيك .
نوره بضيق : انت ماتفهم كيف اشتغل بالفستان ؟! .
ابرار تلتفت عليها و تنفجر ضاحكة من شكلها .
ماجد بملامح مصدومة من ضحكها الغريب .
نوره بصوت باكي : ادري فستاني غلط ، بس مو لدرجه ذي الضحك .
ابرار تُشير لها ضاحكه : ليته الفستان بس شوفي شكل وجهك .
نوره بملامح مستغربة تلتفت على ماجد : وش في وجهي ؟! .
ماجد وهو يظهر الضحكة الرجولية لاول مره امام ابرار وبصدق : بسم الله ، اللهم سكنهمم مساكنهم .
نوره بحرج تُغطي وجهها بعد تذكرها شكله : كلها منك ي عديم الاخلاق .
ماجد ببتسامة مايلة : لاتخليني اعلمك عدمها الحين وش يسوي .
نوره تعود للخلف بخطوات سريعه : والله برجع بس خلني اغير .
ماجد ينقل نظره لابرار التي لاتزال علامات الضحك مرسومه على ملامحها : دورك .
ابرار بهدوء : وش سويت ؟! .
ماجد يقترب : ماقلت الخدامة لاتطبخ ؟! .
ابرار تعود للخلف : والله العظيم انا اللي طبخت .
ماجد بهمس : اعوذبالله منك ي ابليس .
واكمل : وش تسوين فوق والخدامة هنا ؟!
ابرار بضيق : خلصت كل شي وطلعت فوق مع نوره وقلت لها تنتبه له لين ارجع .
ماجد : اذا قلت لك مره ثاني اطبخي ماتطلعين لين تغسلين المواعين وراك .
ابرار بعينان حاقده سكتت .
ماجد بهدوء يتكي خلفة وبإمر مُستفز : طيب حطي لنا الاكل ، ولا ماتعرفين ؟! .
ابرار بكُره : تعال علمني .
ماجد يقترب ببتسامة : اوك اعلمك .
...
بهمس : تصدقين اشتقت لامي .
اريان بملامح باهته : وش الطاري ؟! .
هاجر تتكي بذقنها على ركبتيها : لاني احسها الوحيده اللي تفهمني .
اريان تلتفت ب استغراب : ماتوقعتها منك .
هاجر ببتسامة قصيرة : احسها الوحيده تفهمني ببيتنا اقصد .
اريان بهدوء : اها .
هاجر ترفع راسها : صدق اتكلم .
اريان : طيب وانا صدق فهمت .
هاجر : لا احسك ماصدقتي .
اريان ببتسامة مُغيره الحديث : فيه شي ايجابي صار اليوم .
هاجر ترفع راسها : وشهو ؟! .
اريان تقترب وهي تُقبل وجنتها : بتعيشين معنا بالبيت .
هاجر ترمي ظهرها للخلف وبضحكة لما تستطع ان تُمسكها : بالله وين بنام ع الضيق ذا اللي عايشين فيه ليكون بالسطح ؟! .
اريان بغضب وقفت : ترى مافيه شي يضحك .
هاجر اعتدلت بجلستها : وش يزعل ؟! .
اريان بعينان مُشتعله : وش قصدك وين بنام ع الضيق اللي عايشين فيه ؟! .
هاجر ببتسامة : كلامي واضح ، ع الزحمة اللي انتم فيها اجيكم بعد والله مشكلة .
اريان تقترب وبقسوة نطقت : لاتسالين ذا السؤال واخوك سارق ابوي .
هاجر ترفع نظرها وبعينان بدت تغرق : اولاً وش دخل اخوي ؟! ، ثانياً اخوي ماسرق شي .
اريان تضرب كتفها : اخوك يشك فيك ، يضربك وفوق كل ذا للحين تدافعين عنه ؟! .
هاجر وقفت وبصوت بانت الرجفه فيه : مفروض ماعلمك بشي عشان ماتعايريني .
اريان بندم مماقالت : هاجر اسفه ، بس تحمست بالكلام .
هاجر ابتعدت بخطواتها خارجه : كلنا عائلة تحب تعصر الليمون فوق الجرح .
اريان استلقت وهي ترفع نظرها للنجوم وبتنهيده : مهما اجرحها مستحيل تجرحني .

رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن