\\
..
.
.. ( البارت الـ6 والعشرون )..
.
.
الحب مثل الحرب
ويلاتٌ ولذاتٌ قصار
الموت فيه ضرورةٌ
والغدر فيه وسيلةٌ مشروعةٌ
للانتصار
والغايةُ الكبرى لدى الغاوين
سحقٌ أو دمار"هدى السعدي"
.
.
..( بعد مرور شهرين )..
لفت طرحة عبائتها البيضاء ب شبة اهمال وخُصلات شعرها الاشقر الامامية تظهر، خرجت وبهدوء صعدت ناطقة بلكنة انجليزية : تاخرت كثيراً .
جابر حرك المقود خارجاً من الحي الذي تسكُنة : اسبوع ليست كثيرة ع وجودك في السعودية .
هيلدا نظرت ب استغراب لذراعة : هل هذا وشم .
جابر نظر لوشمة وبهدوء حاد : هل لك ان تسكتي .
هيلدا بللت شفاها وبتذمر مُغيرة مجرى الحديث : لم اعلم ان مدينتكم حارة كهذا .
ابتسم ووقف امام المطعم المقصود : ستتعودين عزيزتي .
نزلت خلفة وجلسو ع الطاولة البعيدة عن انظار الجميع .
هيلدا بضيق من العباءة والطرحة : لماذا لما نتحدث بالشقة فهذا اللباس يُضايقني ؟! .
جابر دفع لها الحقيبة السوداء :يجب عليك لبسه بدولتنا ,ثم لا اُطيق الاجتماع المُغلق مع السيدات .
زفرت بضيق وسحبت الحقيبة : انس لا يُجيب ع اتصالاتي .
اخرج عدة صور ونطق وهو يرمي صورة صورة : الشريك في الشركة ، احمد الناصر، واليد اليُمنى لاحمد هو المهندس لشركة فهد الصايل .
مدت يدها وبعينان خبيثة : جميلين جداً .
مسك يدها وبقبضة مُلمة لها همس : العمل عمل .
سحبت يدها وبألم عضت ع شفاهها : همي الوحيد انس .
عاد بظهره قليلاً وبعينان مُهددة اخرج صور اُخرى ورماها ناحيتها : اعلم هذا، لكن يُمكن ان تلعبي بذيلك خلفي .
نظرت لصورة والدتها وبضيق : انك خبيث جداً .
ومدت شفاهها بتذمر : لماذا لاتقول اسمك لي ؟! .
جابر ابتسم وهمس ببُطء : لاني لا اثق بك .
اتسعت عيناها وتكتفت بغضب .
وقف وتحرك حتى اصبح واقفاً خلفها : هذا رقم الشريك لشركة ، اتصلي علية وحددي موعد .
واكمل بخبث هامساً : وكما اعلم انك مُصممة وهذا مايحتاجونه بينهم .
وهمس ببُطء : اخرجي قُدرتك ك انُثى حتى يقبلوك .
وابتعد بملامح خبيثة .
ضربت الطاولة بقهر كيف يتركها خلفه .
..
رفع القلادة وبعينان مُتسائلة : لماذا لم تُخبرني عنها ؟!.
العامل بخوف : هي من قالت انا لا اُخبرك .
صرخ بغضب : انت تعلم انها من خربت تربية الحصان الابيض .
العامل : سيدي، هي ابنة سيد هذه المزرعة ولا يمكن ان نتحدث معها .
انس عدل رباط ذراعة ، بسبب سقوطة الشنيع من الحصان قبل اسابيع : اي وقت تجي ؟!.
العامل : اوقاتها ليست مُحددة .
انس بتفكير : اوك متى ماجات كلمني .
وانحنى خارجاً من تحت سياج الإسطبل ، وزفر غضبة وابتعد .
صعد سيارتة وفتح كفة وعيناه تتامل القلادة المُزخرفة ب اسم اريان : ذبحك ع يدي، والمصيبة اذا طلعتي فعلاً اللي كلمتني سعود .
خرج مُسرعاً مُخلفاً بعده غُبار يدل ع غضبة .
..
رفعت الجلال الكبير الذي يُغطي جسدها ع راسها ونطقت ونظرها ع الشارع المُعبد بعيداً : لا مادق ولا فكر كانه يقول واخيراَ ذلفت .
مها بسُخرية : والله نحشتك من البيت مهب سهله .
واكملت بخوف : عاد يمكن طلقك وانتي ماتدرين .
ابرار مسكت قلبها وبضيق : الله لايقولة .
مها دفعتها من عضدها : وطلعتي تحبينه .
ابرار تنهدت واتكت بذقنها على رُكبتيها : ماتوقعت اني احبة ، لين فقدته .
مها بفضول : طيب اخته ماتكلمك .
ابرار بُحزن : واضح امها مخليتها ماتكلمني .
التفتت ع صوتها والدتها خلفهم من النافذة المُطلة عليهم : تعالو للقهوة .
وقفت ابرار وتبعتها بالوقوف مها ، بدت تُزيل ماعلق في الجلال وبهدوء همست : لاحد يدري اني قلت شي .
مها هزت راسها وبتذمر وهي تجاورها بالمشي : دايم تشكين فيني .
ابرار بضيق قد رسم طريقة ع ملامحها من اسابيع : انبة بس ، عشان ماتجيبين العيد .
..
صعدت السيارة وببتسامة : اجمل من بياخذنا اليوم .
ابو علي استدار لها : لو ماكلمني تركي وقال عنده محاضره ماخذيتكم .
انحنت ع ذراعه وضضمتها بحُب : لا تمزح اكيد .
اغلقت هاجر الباب بعد صعودها من خلف هند : السلام عليكم .
ابتسم ابو علي راداً السلام وتحرك مُبتعداً عن الجامعة .
هند اقتربت براسها حتى اصبحت بين والدها واريان : وش مناسبة جيت الامير .
اريان تُمثل الضيق : ليتك ماسالتي، مابي اسمع الجواب من جديد .
ابتسم ابو علي : العيال مشغولين .
هاجر ضحكت هاتفه : يالله انك تديم شغلهم دامنا بنشوفك ي عمي .
..
سبقتهم بالنزول ونزعت الطرحة وهي تتوسط الصالة صارخة : حححححرر، يارب ارحمنا من نار جهنم .
نطقت والدتها من المطبخ : تعالي ساعديني بالغداء .
فصخت عبائتها ورفعت اكمام قميصها الابيض واتجهت بتذمر لوالدتها ونطقت بعد تقبيلها لراسها : انا بعيش بسكن الجامعة، مستحيل اتحمل الحر هذا شوفي وجهي كيف غدا لونة .
ابتسمت ام علي وكملت تقطيع الجزر : وجهك وش زينة .
اتجه نظرها ع خروج اسيل من المخزن الصغير، بقميص الروز الوسيع حاملة قدح كبير مليئ بالرُز : زين جيتو .
اريان احاطت يديها بخصرها : وانا قلت ي قلبي ع اميمتي اللي تكرف الغداء لحالها، طلع معك اسيلوة .
ام علي بهدوء : كملي شغلك بلا هذرة .
اريان ببتسامة وعيناها ع تنورتها وقميصها : طيب بروح اغير لبسي ، شكلي غلط فيهن .
هزت ام علي راسها وبهدوء : شوفي ريما راقدة بالصالة غيري مريولها ع طريقك .
خرجت اريان ببتسامة هاربة: ابشري .
سقطت عيناها ع هاجر وهي تستلقي في وسط سرير هند : ماودك تساعدين امي .
جلست هاجر ورفعت يديها محاولة نزع القلادة من عُنقها : بقوم بس قلت اريح .
اريان بضيق وعيناها ع القلادة : تخيلي اني ضيعت سلسالي .
هند دخلت حاملة ثيابها الجامعية بعد ان ارتدت قميص ازرق : تذكري وين ضيعتيها .
هاجر وقفت وبتفكير : ماشفتك لابستها اليوم .
اريان بتردد : شكلي ضيعتها بمزرعتنا .
هند جلست فوق سريرها : طيب قولي لابوي .
عدلت ربط شعرها وتنهدت بضيق : قلت بروح ورفض، يقول كل شوي وانتي رايحة للمزرعة.
هند رمت ظهرها للخلف واغلقت عيناها بملامح ناعسة : الله لا يلومه، مدري وش جايك ع حب المزرعة ذي . اتجهت لخزانتها واخرجت لها قميص زهري وبتنهيدة : يلا بحاول ب ابوي، الا قومي ساعدي امي بالطبخ .
هند وضعت ذراعها على عيناها : عندها اسيل، والله تعبانة مافيني حيل جسمي متكسر .
اغلقت الاضاءة وخرجت للحمام .
..
لحقته وبرجاء : بس انت ماتبيها .
نزع شماغة ودلك شعره بإلم : نورة، انا جاي من الدوام وتعبان، لا تصدعين راسي زياده .
نورة فتحت ذراعيها ووقفت امامة : ماراح تنام، لين تقول كذب زواجك من نوف .
ماجد تنهد وابعدها عن طريقة : لا اللي وصلك صدق . بضيق ظهر في صوتها : وابرار .
اغمض عيناه من حروف اسمها : ابرار لو تبي البيت موجود .
نورة بضعف : كيف تجي، ماعندها اخوان، انت اللي مفروض تروح تجيبها .
ماجد ضحك بسُخرية : زي ماعرفت تروح مع اللي مايتسمى، تعرف ترجع .
واكمل وهو يلتفت عليها : شكلها ماقالت لك انه خطيبها .
تجمدت ملامح نورة وبتلعثم : مين اللي خطيبها .
ماجد بضحكة قهر : هذا اللي رحت معه .
نورة حركت راسها بصدمة : لا مستحيل .
ماجد صفر : وطلعت تخش عليك .
نورة تاففت ومسكت راسها : وقسم بالله بتجننوني، واذا خطيبها خلاص انتهى الموضوع وصارت زوجتك.
اندس بفراشه : باقي 3 شهور وينتهي الاتفاق اللي مع ابوها واطلقها , وبترجع له وبتتزوجة .
خرجت واغلقت الباب بكل قوتها .
استلقى على جانبة الايمن وهمس بغضب وعيناه الناعسة بدت تدخل في النوم : شكلها اعجبتها الجلسة ..
سعود بتردد : راكان ممكن الملف اللي قدامك .
قذف الملف وانزل نظره على القضية امامة .
سعود وقف واقترب بضيق : مطول وانت تكلمني برسمية .
راكان بلا اجابة اكمل مابيده .
سعود سحب الملف ونطق ونظر راكان اصبح مصوب له : لية ماترد .
راكان بسُخرية : مهب انا خاين .
سعود برجاء : لحظة غضب .
راكان اعاد ظهره للخلف وببتسامة خبيثة : انت عارف وش ابي عشان ارضى .
سعود بملامح تلونت سكت .
راكان وقف واقترب : لذي الدرجة صعب ؟!.
سعود دفعه وبغضب:لا ماهب صعب , لك واضح الموضوع ماخذه مزح وانا م ارضى ادخل اختي بذي المواضيع.
راكان مسك صدره ورفع عيناه : من قال امزح ، انا والله ابي اختك بالحلال .
سعود بتفكير : الشور عندها مهب عندي , لكذا لاتدخلها بينا .
راكان هز راسة : ابشر، وانسى كلامي .
سعود مسك جبينه وعاد لمكتبة بضيق .. امي ماقبلت ابرار، بتقبل بـ راكان .
بعد دقائق وقف واقترب لمكتب راكان واتكى بكفية هاتفاً : ابشر فيها ، بس مهب الحين ، لين تتعدل الظروف عندنا, حتى والله لو ترفض لاسحبها من شوشتها .
قفز راكان واحتنضه هامساً : والله مانساها لك .
سعود ابتسم : واخيراً رضينا .
دفعه راكان بقسوة : لاعاد تعيدها بغيت تذبحني بضربك .
واكمل غامزاً : ومن زمان ترى راضي .
استدارو ع دخول المحقق : لقينا شعره في شقة انس، وارسلناها لمختبر الفحص .
اقترب سعود وب تافف :ابي اعرف لوين هذولا بيوصلون .
راكان سحب الملف وبهدوء : حركتهم ووضعهم مُريبه ,والشقة مانقص منها شي .
هز سعود راسة وبضيق : المشكلة التهديدات تدور حول عمي، لكن عمي ملفة ابيض .
راكان بجدية : لازم اقابل عمك .
سعود اتسعت عيناه : لا صعبة ، مانبي ندخل عمي بالموضوع وتوه من قريب مسوي عملية .
المحقق مشاري بملامح استياء : التحركات هادية جداً ، وكلها رسائل .
راكان ابتعد مُغادراً : هذي المصيبة .
سعود جلس بتعب : من عرفت بالجريمة هذي وانها تدور حول اهلي وانا ماعاد قدرت انام زي الخلق.
مشاري طبطب على كتفة : الله معنا .
..
مساعد شرب كوب القهوه واكمل بتذمر : صايرة تغار ع اتفة سبب .
عبدالرحمن ونظرة على الاشعة التي بيدة : ليتك مريح راسك من اول .
مساعد ترك كوبة وبتافف : ماجي افضفض لك الا نفس موالك .
عبدالرحمن ترك الملف وبسُخرية رفع عيناه : لاتفضفض، اذا الدعوة فيها حريم .
مساعد حرك حاجبيه وبتسلية : اجل فاتك كثير .
عبدالرحمن انفجر ضاحكاً ورمى عليه الملف : تركت لك كل شي .
وقف مساعد ونظر لساعتة : يلا بريكي خلص، اشوفك ع الخروج .
عبدالرحمن وقف ومد يده : اعطني الملف،
واكمل بتعب وهو يُدلك جبينة : والله وراي شغل، بطلع متاخر .
حرك مساعد راسة وابتعد خارجاً .
جلس وفتح هاتفة وبدا يتجول في التطبيقات، ورفع هاتفه مُلتقطاً سليفي .
..
صرخت بحماس : نزل سنابة .
اثير ابعدت نظرها عن خزانتها وبخوف : وش فيك تصيحين ؟ . !
قفزت واقتربت لها : دحوم الحُب نزل سنابة .
دفعتها اثير : الله ياخذك وياخذه حسبت عندك شي .
اسير تنهدت بُحب : ادعي علي بس لاتدعين عليه .
اثير بضيق ع حالها لم تُظهره : ليش تعيشين نفسك ب اوهام .
قبلت صورته وب اعجاب : اجمل من لبس طب .
حركت راسها اثير بعدم رضى واكملت ترتيب خزانتها .
بعد مدة تركت الهاتف ونطقت بهدوء : ليش اللي نحبة مايحبنا ؟!.
اثير ضحكت وطوت مابيدها : اللي كاتبة الله بيصير .
وقفت وبضيق : بروح اجلس مع وتين .
اثير استدارت لها : اذا عطتك وجه ناديني .
اسير : اذا ماعطتني رحت لامل .
ضحكت اثير : صايرة اخاف اجلس معها احسها بتولد علي فجاه .
ضحكت اسير وهي تخرج .
..
جلست وبملل : اكره شي بحياتي لما يجتمعون متزوجات ويسولفون .
ابتسمت والدتها وبعينان مُتسائلة : وين اثير عنك ؟! .
اسير تاففت : اليوم العالمي لتنظيف درجها وتنظفه .
امل ارتشفت من فنجانها القهوه وب استغراب : روحي لوتين .
اسير بضيق : حصلتها نايمة .
امل بهدوء : تمثل النوم .
اسير سحبت ريموت التلفاز وب اسى : من مات عمي وهي متغيرة حيل .
والدتها وامل بتفاوت : الله يرحمة .
..
ام انس تبعتة وبضيق : تراك ناحف .
انس فتح رباط ذراعة وبهدوء : يمة مو مشتهي .
واستدار لها هاتفاً : كم مرة اقول لاعاد تركبين الدرج تراه تعب عليك .
ام انس اقتربت وبملامح ضيق : انا مايتعبني غير حالك .
ورفعت كفيها ، انحنى انس مُبتسماً : ماتغيرين عادتك والله كبرت .
ام انس مررت اصابعها ع جبينة : عاد الصُداع يجيك .
توتر انس واخفاه وهو يمسك رسغيها ويُقبل ظهر كفيها : لا ابشرك له سنين .
ام انس تنهدت : بتخش عني اعرفك .
اعطاها قفاه مُخرجاً مافي جيب بنطالة : كبرت يمة .
ام انس : مشكلتك كبرت ورافض الزواج .
رمى مافي يده على الطاولة الصغيرة جوار سريرة واستدار لها ضاحكاً : مالقيت سعيدة الحظ .
ام انس ابتسمت : اي والله سعيدة الحظ من بتاخذك .
رفع خُصلات شعره الطويل نسبياً : تبينا نجلس نسولف .
ام انس هزت راسها برفض : تروش الحين ، واضح التعب ع وجهك .
ابتسم وهو يبتعد للخزانة ويسحب بيجامة سوداء : ودي بقهوه من يدينك .
اتجهت ناحية الباب : ابشر .
..
جلس امامها بوجه مليئ نوم .
ام علي : هو كل يوم بتمسك خط رايح جاي .
علي ومزاجة سيئ : بنتحمل .
ام علي بضيق : عيني ماتنام وانا شايلة همك .
علي بشبة ابتسامة : جعلني ماذوق ضيمك، لاتشيلين همي .
رفعت روان نظرها من كتابها الرياضيات : طيب استاذ علي ممكن تحلي لي ذي المسائلة .
جمع اصابعة بمعنى شوي : اذا صحصحت .
دخل تركي وعيناه تبحث عن هاتفة : شفتوة .
ام علي : وش نشوف ؟!.
تافف خارجاً : الله ياخذه مو وقته، وفوقها متاخر ع الدوام .
..
بدا يبحث بين الارائك وبغضب : ريما قومي دوري معي .
ريما وعيناها على التلفاز : ايش تدور ؟! .
اقترب ورفعها وبغضب : شفتي جوالي ؟! .
ضحكت بطفولة واشارت لغرفة اريان وهند : مع هاجر .
اتسعت عيناه وتحرك ناحية غرفة الفتيات : وش تبيه فيه ذي بعد .
فتح الباب ليقع نظره على اريان والنائمة جوارها هاجر، وبالسرير الاخر هند .
اضاق عيناه بخبث واقترب وانحنى مُقبلها بعُنف ، تحركت ب انزعاج وفتحت عيناها فجاه وهي تشعر بشي يكتم انفاسها، نهضت بحركة سريعة ودفعته صارخة : يمممممة .
قفزت اريان برعب لتلحق بها هند واقفة .
انفجر تركي ضاحكاً : تعيشون وتاكلون غيرها .
مسحت ثغرها بتوتر وبخجل من شعرها الاشعت : مريض .
اريان مسكت قلبها وبوعيد : والله ماخليك ي تريكان، ولا وقت مغرب .
تركي انحنى من شدة الضحك .
وقفت هاجر وعدلت شعرها : حيوان .
ابتسم وسحبها لحُضنة وبعينان خبيثة : يقولون سارقة جوالي .
وهمس : تفتشين وراي .
اغمضت عيناها هند وتحركت خارجة : عيب عليكم .
رمت اريان جسدها وبملامح نائمة : اطلع انت وياها برا ، الشرهه ع اللي يخلي زوجتك تنام معه .
ترك تركي هاجر وتحرك جهت اريان سحب ذراعيها واخرجها بحركة سريعة واغلق الباب صارخ : ابي زوجتي بموضوع مهم ، ممكن تخلينا لحالنا .
صرخت هاجر وبرجفة : افتح الباب .
تركي اقترب وبخبث : وش تبين بجوالي .
هاجر حملت المخدة وبتهديد : ارجع وراك ، والله لا اقول لعمي .
ضحك واقترب بخطوات سريعه ومسك عضديها وبخبث غمز : زوج وزوجته، وش دخلهم فينا .
صرخت : عممممم .
اغلق ثغرها وبرعب : وجع قصري صوتك ، ولو ابي اسوي شي بخطفك .
دفعته وبرجفة اعتلت جسدها وبانت في صوتها : وش تبي الحين .
تركي ضرب جبينة مُتذكراً : وين جوالي، وليش ماخذته؟! .
نظرت بتلقائيه جهة التسريحة : كنت اكلم سيف .
سحب هاتفة وبتذمر : مالت عليك وع سيف، وانا قلت البنت تغار علي ، لنا جلسة مع بعض .
فتح الباب وخرج وارتطم بخروج اريان من الحمام .
اريان مسكت صدرها : احح ماتشوف .
تحرك تركي مُلتزماً الصمت .
اريان جلست ع السرير وبعينان مُستغربة : وش فية.
هاجر بهدوء : مافيه شي .
اريان استلقت وبتذمر : توضيت وباقي 30 دقيقة من ينتظر الصلاة .
هاجر مسكت ظهرها : ي شين نومة العصر ، وفوقها اخوك المجنون اخلعني .
ضحكت اريان : يحبك المسكين .
هاجر نطقت خارجة : اشك انه يحبني فعلاً .
..
.. الساعة التاسعة صباحاً ..
بدت تكتب بسرعة : توني ادري عندنا واجب .
هاجر بتافف : ماراح اكتبة، وايش شايفتنا ذي الدكتورة بنات ثانوي، ماتو اللي يعطون واجب .
اريان ونظرها على ماتكتب : اكيد فاضية ماعندها شي وبتبلشنا .
هاجر بعد صمت : شفتي ذيك .
رفعت نظرها اريان : مين .
هاجر اشارت بعيناها : لُجين الناصر اللي معنا بالقاعة .
اريان حركت شفاهاا بغيض : استغفرالله فيها غرور مو صاحي .
هاجر هزت راسها : ايه وانا اللي مالبس غير الشي الغالي .
واكملت وهي تتكي بذقنها على كفها : الكل صار يشتري ماركات اصلاً .
اريان اغلقت المُذكرة وبهدوء ونظرها يتجول في الساحة : من حقها يكفي انها غنية وبعدين اتركيها، مو ناقصين حسناتنا تطير لها .
هاجر ابتسمت ونظرها على من يجلسون مع لُجين : طيب عرفتيهم ذولا .
اريان نظرت لهم وبتدقيق : ايه يجون كثير للُجين بالقاعة .
وب استفهام : يقربون لها ؟!.
رفعت كتفيها هاجر : مدري والله .
اريان وقفت وحملت كُتبها : مره يتشابهون ، الشبة هذا مره اشوفة مُرعب .
تبعتها هاجر : اكيد بيتشابهون لانهم توام .
ضربتها اريان : بلا غباء، اكيد واضح انهم توام، بس اقصد التشابه اللي بينهم يرعبني .
صرخت هاجر وهي تعبر من امامهم وتُدلك كتفها : احح وش ذا الضرب ، تراني افهم بدون ضرب .
..
لُجين نظرت لهما وبتافف : شكلي بسحب ع المحاضره .
اسير فتحت اكياس فطورها وبهدوء : ليه هي بدت ؟!.
لُجين اشارت لهاجر واريان : هذولا معي وشوفيهم قامو .
وانزلت المشروب الغازي وببتسامة اظهرت بياض اسنانها : تدرون ام شعر اسود طويل انها لقيطة .
غصت اسير وبدت تكُح .
اثير مدت لها زُجاجة الماء : عادي الجامعة كبيرة وبتشوفين فيها انواع خلق الله .
اسير مسكت حلقها وبعينان ضاقت إلماً من الغصة : كنت خاقة عليها وانصدمت .
اثير بفضول : كيف علاقتها مع البنات .
لُجين وقفت وحملت شنطتها : هي تجلس دايم مع صديقتها ماتحتك بالبنات .
اسير بضيق : ي قلبي .
لُجين بسُخرية : والله انتي المسكينة، وقسم بالله تاخذ حقها واحسن منا .
اسير اشارت ع ثغرها : طيب حطي روج .
اخرجت المراءة : اما راح ؟!.
اثير بملل : شكلي بطلع .
لُجين هتفت وهي تضع احمر الشفاه : متى مُحاضرتكم ؟! .
اثير : بعد نص ساعة ، بس مواصلة من امس مو فاضية انتظر .
لُجين عدلت شكلها وبهدوء : اذا بتطلعون قولو لي، عشان اقول لاحمد يجي ياخذني .
..
احمد رتب الاوراق وبهدوء : دخلها .
دخلت هيلدا وببتسامة : هاي .
رفع نظره احمد وبصدمة : اجنبية ؟! .
هيلدا بضيق من ملامحة المصدومة : لم اُعجبك ؟! .
اشار احمد لها بالجلوس : اهلن بك .
واكمل وهو يضم يديه : مادخل الاعجاب، نحن هُنا نعمل ؟! .
، لكن انصدمت بتواجدك بيننا .
بعد دقائق من الاحاديث والاتفاقات : ستعملين في فرع السيدات .
بتذمر وقفت : اوكك .
نظر لها احمد ب استغراب وحرك راسة بسُخرية : جاية تبي تتوظف وبعد تتشرط عشنا وشفنا .
..
مدت ذراعها تحت المقعد وابتسمت وهي تلتمس الكيس : وحي الله ابو علي .
ابو علي ونظرة قد ضعف قليلاً : عشان سلسالك اللي ضاع جيت اخذك، ولا هو هاين علي يضيع .
واكمل : وتراها اخر مرة .
اريان مدت شفتيها بضيق : بتحرمنا من ذي المزرعة عشان الانس هذا .
ابو علي حرك المقود يميناً : اللي يشوفك يقول مقطعك الشغل فيها .
ابتسمت : ماعلية، الانجاز بالموضوع جيتك للجامعة عشان تاخذني .
ابتسم ابو علي والتزم الصمت وهو يُشغل المذياع .
..
رفع هاتفة الشخصي وفتحة هاتفاً : وش فيه ؟! .
العامل : ابنة السيد قد حضرت .
قفز انس واقفاً واغلق الخط بوجهه نظر لساعة التي تُشير للواحده والنصف مساءاً وهمس وهو يُخرج له قميص وبنطال : جاك الموت ي دلوعة ابوك .
..
عبر راكضاً من امام والدتة .
ام انس وقفت : انس وش فيك .
انس وقف وعاد لوالدتة : شغل بس يالغالية في المزرعة ، بتغدا هناك لاتنتظروني .
ام انس مسكت صدرها : الحمدللة خوفتني حسبت صاير شي .
واكملت مُقتربة : متى بتوديني لها تراك مواعدني .
انس قبل اعلى راسها : ابشري قريب .
خرج بخطوات سريعة على دعوات والدته .
اشار لشادن العائدة من المدرسة وهو يصعد سيارتة : لي جلسة معك لما ارجع .
شادن سحبت الطرحة ثم ظهر وجهها المُحمر خلفة من حرارة الرياض في هذه الساعات : وش فيه .
انس حرك السيارة : لما ارجع بتعرفين .
انحنى بعد ان توسط الشارع العام وهو يبحث عن سلاحه .
..
الخادمة اقتربت : السيد لا يُريد الطعام .
شادن رفعت نظرها من الصحن وبهدوء : غريبة .
ام انس : اوك، اصعدي لغرفة انس تحتاج لتنظيف .
هزت الخادمة راسها وابتعدت صاعدة .
شادن رفعت راسها وبتردد : انا صراحة انبسطت بالمدرسة الحكومية .
ام انس بضيق : لو انك تبين اللي في مصلحتك سمعتي كلام امك .
شادن ب اسى : كل مرة ادرس بمدارس خاصة، انا خلاص مابي .
ام انس رفعت الملعقة لثغرها : يلا الحمدلله اخر سنة لك بالثانوي وارتاح من همك .
سكتت بضيق ووقفت : الحمد لله .
اكملت اكلها بدون مبالاة ، خرجت من صمتها ع صوت الخادمة : سيدتي هل هذه القلادة لك .
بسطت كفها : اين وجدتها .
الخادمة وهي تضعها في وسط كفها : في غرفة السيد انس .
اتسعت عيناها بصدمة ووقفت بصوت مُتقطع : وين لقيتيها !؟ .
الخادمة ابتعدت قليلاً وبصدمة من ملامحها كررت ماقالت : في غرفة السيد انس .
جلست بثقل وبرجفة همست : انا متاكدة لبستها اريان ذيك الليلة ، يارب حلمم .
فتحت عيناها ونظرت للقلادة التي بدت تهتز بسبب ارتجاف كفها .
وقفت بتعب وبصوت يكاد يخرج : اُجلبي عبائتي .
..
لحقت والدها وبتذمر : طيب دامك رايح اخذهم معك ، بتخليهم معي يعني بالمزرعة .
ابو علي : عامل انس مالي كلمة علية ، وان شاء الله ماهم ماكلينك ولا بيجونك، وقدهم عارفينك .
بعينان راجية : طيب ابي اخذ حُريتي بالمزرعة ، واذا جلسو بكون خايفة .
هز ابو علي راسة : طيب بروح ساعة بهم وارجع .
ابتسمت وقبلت راسه : الله يخليك لي .
..
تنفست ب ارتياح بعد ان شعرت بوجودها لوحدها في المزرعة، نزعت نقابها ولحقت به طرحتها وعبائتها، ورفعت الكيس واخرجت البنطال الاسود وهمست : اليوم راكبة راكبة والله لايعوق بشر .
خرجت بعد دقائق ورمت تنورتها السوداء فوق السياج، عدلت ربط شعرها وادخلت قميصها الرمادي ذو الاكمام القصيرة داخل البنطال وزفرت بقوة : واخيراً .
انحنت ودخلت من تحت السياج بحثت بعيناها عن السلسال ، اقتربت للحصان الابيض بعد ان اُجهدت من البحث : كيفك بيضاء .
وبربكة بعد ان اقترب لها الحصان اخرجت قطعة سُكر : ي زين اللي تعرفني , وتجيني اول ماتشوفني .
وصرخت بحماس : اليووم بحاول اركبك صح اني اخاف لكن بحاول .
تصنمت وهي تشعر بفوهت السلاح بجوار راسها : تعترفين انها تعرفك، ولا تبين تركبين بعد ؟! .
توقف النبض واتسعت عيناها من الصوت الرخيم المبحوح خلفها .
انس انزل نظره بتامل لقفاها وهمس بالقرب من اذنها : صح المزرعة لابوك، بس اللي فيها مو لابوك , وانا جاي اليوم عشان اكسر رجلك لو فكرتي تتمادين ع خيولي .
واكمل بخبث مُتاملاً جسدها من خلف : اشوفك ماخذة راحتك ، ليكون تواعدين احد من العمال فيها .
شهقت بغضب واستدارت لها بعينان اشتعلت : احترم نفسك .
تحاملت على صدمتها وهي تتعرف عليه : اذا تشوف خواتك كذا لاترميها علي .
اقترب بحركة سريعة وسحب شعرها الطويل حتى انفكت الربطة من اثر سحبتة : اقطع لسانك .
ورفع راسها له : من سمح لك تقربين من خيول .
عضت ثغرها الوردي وبإلم اخفتة : قدر ابوي اقل شي اللي مستضيفك بمحلة .
سكت وعيناه تتأمل وجهها القريب منه، من عيناها الرمادية الواسعة بنظرة قوية ،وأهدابها الطويلة الكثيفة ، إلى انفها الحاد وثغرها الصغير ب شفاه مُمتلئة ، وشعرها الطويل حالك السواد المنسدل على أكتافها .
دفعته برعب من نظراته : قليل ادب , غض البصر .
قبض على اصابعه وابعد عيناه بصدمة من جمالها الغريب، ونطق مُتنحنح : انتي اللي علمتي سعود صح .
عبرت من جاورة ناوية سحب عبائتها، سبقها وسحب العباءة وبخبث : ماخلصنا ي حلوة .
اريان وعيناها الرمادي بدت تحمر صرخت : ماتستحي انت، ترى مايجوز تناظرني كذا .
ابتسم وغمز مُبللاً شفاهه ونظره يمُررة على جسدها النحيف : والله ماحد قال لك تفصخين عبايتك .
مسكت صدرها وهي تشعر انها تستفقد التنفس بدت تُحرك نظرها، فجاه ركضت بخطوات سريعة قاصدة المنزل الصغير الذي يتوسط المزرعة .
رمى عبائتها ولحقها بخطوات سريعة مسك الباب ودفعه قبل ان تُقفله : اليوم انا جاي اربيك .
عادت كم خطوة حتى ارتطمت بالجدار خلفها وبغضب وقوة : الله لا يوفقك , انا متربية قبل اشوفك .
رفع السلاح واقترب حتى وضعه جهة قلبها وهمس : مافكرتي قبل تتسمعيني ؟! .
واكمل بصُراخ : مافكرتي قبل تهدديني ؟!. ، مافكرتي قبل تكلمين سعود ؟! .
اريان بعينان غرقت دمعاً زادت عيناها جمالاً وبرجفة ظهرت في ارتجاف شفاهها : ماكلمت سعود .
دفع السلاح بقوة جهت صدرها : للحين تكذبين .
اريان مسكت السلاح وبرجفة محاولة ابعادة بسبب الالم الذي تشعر به منه : والله ماكلمتة .
صرخ : انتي شايفتني ورع ؟! ، عارف انك ماكلمتية بس ارسلتي رسالة .
وصفر بسُخرية : والله كنتي بتخربين علاقتي مع ولد عمي عشان حركاتك الطفولية .
اريان بضعف اخفتة وهي تحاول ان تكون قوية : كل شي ولا اهلي ، كيف تبيني ارضى بمجرم بينهم .
صرخ وحادقتيه السوداء تتسع : وانا كُل شي ولا اهلي .
بحركة سريعة ضربها على عضدها بجانب السلاح : تبين تعرفين المجرم الحين .
بكت بوجع شاعرة ان هذه اللحظة نهايتها في الحياة .
عاد كم خطوة للخلف وبشفقة اختلطت بحنان وتحذير : الخيل الابيض لاتجينة، صارت عنيده وكلها من مُعاملتك لها .
هزت راسها بضعف : طيب .
تجمد عن الكلام من لفظ اسمة العالي خارجاً .
أنت تقرأ
رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.
Mystery / Thrillerرواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والفتاة الريفية ابرار التي يجبرها والدها على الزواج من شاب غني لا يرغب بها زوجة له...