..الجُزء الثالث والثلاثون..

1.6K 29 0
                                    

\\

..( البـارت الـ33 )..
.
.
‏كئيب نعم
‏ملول نعم
‏نرجسي نعم
‏أنا المتناثر بين المنافي
‏أنا المتسكع في طرقات العدم .
- نزار قباني -
.
.
اريان ابتسمت : ادخل ؟! .
ابرار فتحت الباب وهي تقف خلفه .
دخلت اريان وببتسامه مدت يدها : السلام عليكم .
ابرار اتسعت ابتسامتها ومدت يدها : وعليكم السلام تشرفنا .
اريان رفعت نقابها وتحركت داخله : يلا خلينا نجمع اغراضك .
بترت جملتها على النائمه : شكلي مغلطه ؟! .
تداركت الوضع مُبعده عيناها عنها وهي تُخفي اعجابها بحادقتيها الرماديه : لا ماغلطتي .
واقتربت لنوره وهزت كتفها بتوتر : نوره قومي .
جلست نوره بنُعاس : ابرار خليني انام .
اريان ببتسامه : خوات ؟! .
ابرار رفعت حاجبيها ببتسامه : تشوفينا خوات ؟! .
اريان دققت فيهما : ماتتشابهون صراحه .
نوره اضاقت عيناها ب استغراب من الغريبه ، وفزت واقفه مُعدله شعرها : ليش ماقلتي بيجي ضيوف .
ضحكت اريان وهتفت بهدوء : اخوك قال لاخوي ادخل لكم عشان اقول لكم تطلعون لانه ينتظركم برا .
نوره بحثت بعيناها عن هاتفها : غريبه مادق علي .
ابرار ارتدت عبائتها وبتعب : شكل جوالك طافي .
نوره هز راسها وعيناها على نفاذ طاقة هاتفها : ليتك قلتي مليون .
اريان بهدوء : تشرفنا .
استدارت لها نوره واقتربت بعجله : لا وين ماتعرفنا .
اريان ببتسامه مدة يدها : اريان .
نوره ببتسامه عريضة اشارت لنفسها ثم لابرار : انا نوره ، وهذي زوجة اخوي ماجد .
بتساؤل فضولي : اخت انس ؟! .
نوره تجمدت عيناها لثواني وب استفهام : تعرفين انس .
اريان بتبرير : راكان اخوي وهو يعني ..
قاطعتها نورة وب ارتباك : اخوك راكان الصايل ؟ .
ابرار ضممت اصابعها وابتسمت هامسه : عيونك بتفضحك .
نوره بتوتر عدلت ياقة قميصها : مجنونه .
اريان بللت شفاهها مُتغاضيه عن ماسمعت ونطقت هاربه : تشرفنا .
وخرجت بخطوات سريعه .
لوحت بيديها امام وجهها : حر يمه .
ابرار عضت على ثغرها ب اعجاب : ماشاءالله شفتي عيونها لحالها حكايه .
نوره مسكت قلبها : حتى راكان جميل .
ابرار رفعت حاجبها : والله شكلك قدام البنت ينباع بريال .
جلست وجسدها يرتعش : حتى هي شفتي كيف تسال عن انس ؟ .
ب استفهام جدي : صدق ليش تسال عنه ؟ .
..
قبضة على حقيبتها ب انفاس مضطربه من سيرها السريع : بغيت اجيب العيد الا شوي .
تنهدت ب ارتياح ولم تُكمل تنهيدتها وجسدها ينسحب يساراً لغرفة مُظلمه .
صرخت بخوف : يمه .
تلمس انس الاضاءه جانبه وفتحها هاتفاً وعيناه تستقر في عيناها : ي كثر مانجتمع ، تتوقعين صدفه ولا من تخطيطك ؟! .
شهقت براحه ومسكت صدرها : وانت لازم ترعبني بكل مره اشوفك .
انس اقترب بقوه ودفع راسها للخلف بجبينه : من مشاري ؟! .
بآلم من ضغطه على جبينها : مجنون انت ؟ .
انس بحده : ي بنت الناس جاوبي قد السؤال .
انحنت بسرعه وخرجت من اسفل ذراعه : كيف اجاوب على سؤال ماعرفه .
استدار بسرعه وسحب ذراعها واقفل عليها بذراعه اليُمنى : لاتوجعين يدي .
اريان ب انفاس مسموعه : انت وش سالفتك ، قاتله احد من اهلك وانا مدري ؟! .
رفع حاجبه وبحده مقهوره : لو انك رافضتني من اول ماكان صار شي .
دفعت بكفيها ذراعه وبسُخريه : ليه تخطب من اول ؟ .!
بعدم رضا : مادريت ب اصلك .
اتسعت عيناها بآلم وبغصه اخفتها : قد قلت الزم احدودك .
عقد حاجبيه : هذا تهديد ولا وش الوضع ؟ .
اريان بعينان اصطنعت فيها القوه : سمه اللي تسميه .
بلل شفاهه وبوعيد حاد : الخميس يحصل خير .
واكمل مُنهي الحديث : انا ماكنت ادري ب اصلك ، ولا كان من الاساس ماخطبت ، خلي النقطه ذي براسك .
دفعته للخلف بقوه وبغضب ظهر في صوتها : وليه تخطب من اول .
انس بكذب وجراءة : عشان اربيك ، وتعرفين من تهددين .
تركته خلفها ناطقه : اتحداك تفكر بس .
اغلقت الباب بقوه ووقفت يميناً محاوله ان تسحب انفاساً لرئتيها ، فنظرات عيناه القويه تُحاصرها ، وحديثه الحاد يقتلها .
..
ضغط على راسه بكفيه شاتماً الجميع ، وتورطه بهذه الفتاه ، اخرج هاتفه بتافف وصوت رنينه يرتفع : الوو .
احمد بتسائل سريع : انس مفتاح مكتبتك وين ؟ .
انس رفع حاجبه : ليه ؟ .
احمد والوقت ينفذ امامه : شركة Hi جايه عشان التوقيع ، والملف بمكتبك ولا نسيت ؟ .
انس بضيق من نسيانه قدوم هذه الشركه : وانت شكلك نسيت ان مكتبي احترق ؟ .
احمد ب استغراب : ياسين قال سكرتيرك اخذ الملفات ذاك اليوم وبيضبطها .
انس بتفكير سريع : وسكرتيري وينه ؟ .
احمد بعدم مُبالاة : ماداوم اليوم .
انس بدهاء صرخ وعقله يُسطر له الاجابه من مانطقت هيلدا : دوره الكلب ذا يشتغل من وراي .
احمد بعدم فهم : وش تقول انت ؟ .
صرخ انس بغضب : دوروه لي .
واغلق الهاتف وخرج والغضب يُعمي عيناه .
اجتاز اريان واقترب لسعود على اقتراب نوره وابرار : لازم اروح لشركه ، اعطني مفتاحك .
راكان بخوف : وش صاير .
انس مسك راسه : الكلاب وصلو لشركه .
وبسرد سريع لما يُفكر فيه : الكلب يشتغل عندي قبل هادي الرائد ، هو اللي ضبط موضوع هادي لين قبلته .
واكمل بتسلسل : حدد مكان هادي ذاك الوقت وهو اللي خطط على قتله معهم .
راكان بهدوء وهو يفهم بعض من حديثه : وعلى اي اساس شكيت فيه الحين ؟ .
انس والوقت يُداهمه : هيلدا قالت لي ، ولو نفكر يومها من يقدر يقفل علي المكتب بذاك اليوم ومافي اي احد يقدر يوصل لمكتبي .
تجمدت ملامح سعود صدمه وبتلعثم : حتى الشركه دخلوها ، هذولا من ولوين بيوصلون .
انس بتفكير طويل : راجح اخو هادي وش صار عليه ؟ .
راكان ب اجابه سريعه : نراقبه للان ، ومافيه اي حركه تدل على اشتباهه بالقتل .
انس ضغط على اسنانه مُبتعد : مصيري اعرفهم لو طال الزمن او قصر .
راكان نظر لسعود وبحديث سريع : بوصل الاهل والحقكم .
سعود اقترب وبطلب مُحرج : تقدر تودي الاهل معك ,ماقدر اخلي انس لحاله وانت تدري .
استدار راكان للخلف وسقط نظره في نوره ابعده بسُرعه وبشبه ابتسامه اخفاها : اهلك اهلي.
سعود اتجه ناحيه نوره وعاد بعد ثواني : الاهل امانه عندك .
راكان حرك راسه : قلت لك اهلك اهلي .
شكره سعود واعطاه قفاه وهو يتبع انس المُبتعد .
اريان اقتربت لراكان وهي لا تفهم شي : وش صاير ؟.
راكان بعجله : سالفه طويله ، روحي نادي اهل سعود بيروحون معنا .
وقع نظرها على نوره ورفعت حاجبها بشك : وش بينك وبين اخته .
راكان بحرج تحرك خارجاً مُصطنع عدم الفهم : مدري وش تقولين روحي نادي اهل سعود ترى وراي اشغال .
..
ابتعد عنهم ورفع الهاتف بتوتر : سيد حمد الرهينه الاجنبيه ، كشفت عن موضوع سكرتير انس العايد .
ضرب بالطاولة وصرخ : لازم تقتلها .
بتلعثم : عليها حرس .
حمد بخطه مجنونه نطق : ******** .
..
بملل مُتكيه على ذقنها ونظرها لطاولتها .
الاستاذه : اسيل تبين البيت ؟ .
اسيل انتفضت واعتدلت بجلستها : لا استاذه .
الاستاذه اقتربت وبمتعه خبيثه : اقري النص اللي وقفت عنده زميلتك .
اسيل بتوتر حركت راسها بسرعه للفتيات محاوله ان تلتقط اجابه .
الاستاذه بضجر حاد : مره ثانيه تركزين ، والتفكير والخرابيط اللي براسك تخلينها في البيت .
اسيل هزت راسها بخضوع .
الاستاذه ابتعدت بقرف وملل من هذا الاهمال ، فيكفيها ساعات تجهيزها لهذا الدرس .
بعد دقيقه انطرق الباب ودخلت المرشده هاتفه بهدوء : ممكن استاذه سلوى ، اسيل بنت محمد تجيني .
اسيل بملامح استغراب نظرت لها .
الاستاذه شاعره ان باب الفرج انفتح : ايه اكيد .
خرجت لها وبتوتر : هلا .
المُرشده ببتسامه مُريحه : فيه وحده تبي تشوفك عند المُديره .
اسيل عقدت حواجبها وبخوف : منهي ؟ .
المُرشده تحركت جهة السلالم نازله : ام شادن العايد .
اسيل تبعتها والاسم يدور بذهنها : من شادن العايد ؟ .
وقفت ونظرت لها بتعجب : صديقتك .
بملامح مُستفهمه لحقت بها .
اشارت المُديره لاسيل وهي تخرج : وجات اسيل .
ام انس بهدوء رقيق مخلوط ب ابرستيج فخم يعود لشخصيتها الاجتماعية : كيفك حبيبتي اسيل .
ومدة يدها مُصافحتها : انا ام شادن .
بعد ان صافحتها هتفت اسيل بتوتر وهي تتعرف عليها : هلا فيك .
ام انس والكلمات تعجز عن الخروج : ممكن اتعرف ع صديقات شادن كلهن .
مررت اصابعها على شعرها وبخجل : انا مو صديقة شادن , لكذا ماعرفهم .
ام انس قاطعتها بضيق : قالو انتي صديقتها , وشفتك اخر مره معها .
وبصوت ضائق : يعني كيف بنتي مالها صديقات ؟! .
نطقت اسيل بتردد : إلا انا بس مو مره .
حركت يديها بآمل باسم : يعني صديقتها ؟! .
بللت شفاهها وبتوتر وهي تضطر للكذب امام عيناها الحزينة : إيه .
وأكملت ب استغراب مُتسائل : هي كانت ذاك اليوم بالحمام تبكي ، مدري هي تتوهم او فعلاً تشوف ناس يبون يقتلونها .
ام انس بعجله قاطعتها : لاحد يسمعك .
وببطء خافت : بنتي ماهيب مجنونه ، وفعلاً هي بخطر .
اسيل بملامح مصدومة : كيف ؟ .
اقتربت وبخفوت ضايق : الحين حاطين مليون حارس فوق راسها ، بس هي رافضه تدرس .
وبرجاء اُم لايهمها غير مُستقبل أبناءها : ابيك تقنعيها دامك صديقتها ، اكيد بتوافق تدوام لما تسمع لك .
واكملت بعدم رضا : ماكانت كذا ، تعبت نفسيتها ,حسبي الله على من كان السبب .
بللت شفاهها وبهدوء : اعطيني رقمها .
ام انس اخرجت هاتفها : معك حق رقمها القديم غيرته .
اسيل رفعت زاويه حاجبها فهذه الام من الواضح انها لا تُريد فهم انها لاتعرف ابنتها .
جلست بتعب بعد خروج ام شادن وضممت شفاهها بشفقه .
انفتح الباب ودخلت المُديره وببتسامه : يارب اقنعتيها ؟! .
اسيل وقفت بربكه : وش ؟ .
المُديرة غمزت : شادن اغنى بنت بالمدرسه كلها ، وخسارتها من المدرسه مانبيها .
واكملت بخبث : ان شاءالله اقنعتي امها ؟ .
اسيل ب استغراب : بس امها قالت اقنعها .
صفقت الُمديره بمرح : كويس ، لاني من ساعه اقنعها ماتغير مدرستها .
هزت اسيل راسها وخرجت من غرفة المديره التي لا يهُمها غير سُمعة هذه المدرسه .
..
لها ٣ ساعات محاوله ان تفتح باب الحديث : يعني انك مسويه زعلانه ؟ .
العنود اكملت كتابة ماتحت كفها : واللي سويتيه تشوفين مايستحق الزعل ؟ .
الجوهره رفعت كتفيها : شوفي انا ماشوفه ، لاني صراحه نسيت ، ومتاكده سامي نسى .
العنود ضحكت بقهر : ي سلام نسيتي .
واكملت مابين يديها : لاسمع صوتك .
الجوهره بملامح مُتقززة : كلي تبن عشنا وشفنا .
روان يسار الجوهره همست : خلاص اتركي البنت براحتها .
وبصوت ضاحك : عاد والله اللي سويتيه يفشل .
الجوهره ضغطت على اسنانها وبقهر : تحسبيني نسيت الرساله اللي ارسل مسوي يهددني .
روان حركت راسها بملل : عقلك موقف عند نقاط .
استدارت بجسدها لروان وبضيق : ابي اعيش عندكم .
رفعت حاجبيها : وش صاير لعقلك اليوم ؟ .
تنهدت : بيتنا مُلل ، عمتي مشاعل ذابحتني ، امي سكوتها قاهرني .
وانزلت نظرها بضعف : صح عندكم يستفزني تركي ، اتطاق انا وهند ، اتناقر مع اريان ، بس بيتكم اريح .
روان تنهدت الاُخرى : لو ع كيفي سكنتك بقلبي .
الجوهره مالت على كتفها : اجمل خاله واخت بالدنيا .
روان بتردد همست : ماودك تقولين لي وش قلتي لامك في المزرعه من شهور ؟ .
عدلت جلستها بحركه سريعه ونظرت لاصابعها وذهنها ياخذها للبعيد .
روان احترمت سكوتها وبدت تكتب ماعطتهم الاستاذه .
العنود حركت حدقتيها وهي تخرج من صدمتها ، صوتهما ليسٓ بعالٍ لكن يكفيها أنها سمعتهن ، لم تكن تلك الصديقه المقربه جداً للجوهره حتى تعرف شخصيتها التي أخفتها امام الجميع عاد روان .
..
عيناه لطريق ، تاره تفكيره ياخذه في من خلفه وتاره لتلك القضية التي عجز عن مسك خيطاً لها .
فاق على صوت والدته : خوات انس ؟! .
نوره بتوتر لم تتعود عليه : لا ي خاله انا بنت عمه ، وابرار زوجة اخوي ،
ام علي ببتسامة : يالله انك ترحب فيهم ؟ .
نوره ضغطت على فخذ ابرار ، امام عينان اريان : والله شكلنا غلط .
ابرار وعيناها على عدد الاتصالات من مها : حيلك ب اخوك اذا شفتيه .
نوره همست : بتنزلين معي ؟.
ابرار بجمود : لا .
نوره بتوتر : ها قولي لهم ينزلونك بشقتك .
ابرار نظرت بنصف وجهها لاريان وامالت راسها لها : ر ري .
وتلعثمت وهي تنسى الاسم .
اريان ابتسمت : اسمي اريان .
وبسخريه اصطنعت فيها التسليه : غريبه ماتعرفين تنطقين اسمي .
ابرار عقدة حاجبيها : عاشت الاسماء ، الاسم جديد علي .
اريان بللت شفاهها وبهدوء خافت : لا اقصد مفروض تعودتي ، يعني زي ماتعرفين كنتكم الجديده .
اتسعت عينان ابرار صدمه وذهنها يعود له غضب ماجد ، تجمد عقلها عند نُقطه انها لقيطه ، نظرت لعينان اريان وابعدتها بربكه هامسه في اذن نوره : ليش ماقلتي لي ، شكلي غلط قدامها .
نوره وعيناها في حجرها :انتي وش تقولين ؟ .
ابرار همست : اريان زوجة انس .
شهقت نوره بصدمه ، اوقف راكان السياره فجاه و بخوف : وش صاير ؟ .
ام علي استدارت براسها للخلف : وش فيه ي بنات ؟! .
نوره وجهها يتورد خجلاً من الفشله : ولا شي .
راكان تنحنح وبهدوء : لاتستحون .
نوره نظرت له ورفعت حاجبها بدهشه من شهامته .
اخفى ابتسامته بعد ان وقعت عيناه فيها من خلال المراءة العلويه وحرك السياره وهو يفهم حركتها .
اريان بتساؤل داخلي ، لم يفتها مايحدث امامها .
ام علي قطعت الصمت : وين بيتكم ؟! .
راكان بتركيز : اعرفه .
نوره وكزت ابرار من فخذها وبتلعثم : قولي شقتك .
ابرار همست : بعد شهقتك والله ماقول شي ينزلني وين مايبي .
هزت نوره راسها بفشله وعيناها تقف عن الحركه فزواج انس من اخت راكان شي غريب .
انزلت ابرار نظرها على اهتزاز هاتفها وفتحت تطبيق الواتساب على رساله مها : ( ابرار من اليوم ادق عليتس ولا تردين ، وش فيتس ي بنت ليكون نسيتيني ؟ يلا ماعلينا لان مصيرتس راجعه لي وبتقابلين وجهي ، ودقيت عليتس عشان اقول ترى فيه رجاجيل من طرف ابو ماجد جاو يدورون ابوتس ، ومن بعدها وهو مختفي والكل في الديره يدور عليه ، وجدتي وعمتي يمكن يجونتس بهذي الايام بيرجعونتس, اذا تحبين ماجدتس ف اعترفي له .. ).
اقفلت الهاتف برجفه لا يُمكنها ان تُكمل ، قدوم والدها بالامس لم يكن الا عواقب رجال ابو ماجد .
رفعت راسها على صوت نوره : يلا ننزل .
ابرار قبضة على اطراف اكمام عبائتها وبصوت مخنوق : بروح لشقتي .
نوره واقدامها قد استقرت على الارض : وش ؟ .
ابرار همست لاريان : قولي له يوديني لشقة ماجد العايد , اذا كان يعرفها .
اريان بهدوء بعد ان فهمت ان ماوصل لها من الهاتف قد ازعجها كثيراً : راكان تعرف شقة ماجد العايد ؟! .
راكان كشر مُتذكراً ردة فعله ليلة كتابة عقد القران وخروجه بتغطرس وبكذب : لا .
اريان مسكت فخذها وبحنان وصل لابرار : راح نعرفها اجل .
صعدت نوره ، اوقفتها كف ابرار هامسه : ابي اروح لحالي .
نوره بفشله هزت راسها وحركة ابرار احرجتها امام الجميع .
واغلقت الباب بهدوء خائب .
راكان رفع حاجبه وهو من قد راى ماحدث بالخلف .
ام علي : وش تنتظر .
بلل شفاهه وبهدوء مُبطن : قلت ماعرفها .
نطقت اريان ب استغراب : بتوصفها لك .
راكان بنفاذ صبر : الشقه ماهيب امان لك لحالك .
ابرار بضيق وصل لاريان : خلاص يعطيكم العافيه .
اريان مسكت ذراعها : لا بنعرف مكانها .
ام على نظرت لراكان وبحده : بتطول وانت واقف ؟! .
راكان بتافف اخفاه : طيب .
ابرار وعقلها لايستوعب مايجري الان همست بغصه : اعتذر اذا ازعجتكم .
اريان ببتسامه هزت راسها : لا افا عليك .
وهمست بحُب : سجلي رقمي عندك لوقت الطؤارى .
ابتسمت ابرار على روحها المرحه رُغم مصاعب الحياه التي تواجهها .
..
جالساً على الرصيف امام الشركه وراسه يشتعل غضباً .
سعود بحده وهو يقف خلفه : وين جاكيتك ؟ ، بتموت برد .
ساكن ونظره ثابت على نقطه مُبهمه بالرصيف ، وعيناه لم تعر السيارات الماره اي اهميه .
لوح بيده امام وجه : تسمعني ؟! .
انس وقف وبتساؤل يدور براسه : وين موجود الحين راجح اخو هادي ؟! .
سعود ب استغراب : وش تبي فيه ؟! .
زفر غضبه : بشوف وينه بس .
سعود بعدم اهتمام , وراسه ينشغل بالاهم : في بيتهم , يلا روح ريح .
انس هز راسه : بروح اريح ، لكن والله ماريح عظمه فيهم .
اختفى من امامه وهو يصعد سيارة اُجره .
اقترب راكان وزفر انفاسه المُضطربه من الجري : اخيراً لقيتك ، وين انس ؟.
سعود ونظره لسيارات : تاخرت شوي ولا كان بتشوفه .
راكان اضاق عيناه بغضب : من متى ميت الكلب ؟! .
سعود بقهر ركل عبوة المشروب الغازي المرميه اسفل الرصيف : البارح وميت موته طبيعيه كيف لاتسالني .
قبض على كفه ماسكاً غضبه : كل مره نوصل لشي نضيع في النهايه .
سعود ضغط على راسه : المصيبه ولا خيط معنا .
راكان ربت على كتفه : دام هيلدا موجوده بينحل كل شي ان شاءالله .
سعود حرك راسه ب اسى : ذي البنت مانب مرتاح لها .
بتردد نطق سؤال يجول في ذهنه من ايام : عمك عايد البيت اللي عايش فيه الحين هو نفسه البيت اللي عايش فيه من اول حياته .
سعود نظر له وبعدم فهم : وش دخل بيت عمي الحين ؟ .
راكان رفع كتفيه : لا بس سؤال .
سعود : غيره من وقت طويل ، بس بيته القديم للحين باقي معه ماباعه .
انزل نظره بتكفير طويل .
..
ابتسمت على مُداعبة والدتها لابنها .
استدارت على صوت خطواته : الحلوين هنا ؟! .
ام نايف ونظرها لطفل في حجرها : كان كملت نومك .
رياض رمى نفسه على الاريكة المُنفرده : افا الغاليه زعلانه .
ام نايف بغضب نظرت له : وش مرجعك متاخر البارح .
بكذبه سريعه تعود عليها : مع الشباب .
هُدى وهي تتذكر : جاء واحد من اخوياك البارح .
بعدم اهتمام : اخوياي مايجون للبيت .
ام نايف بعدم تصديق : وتبيني اكذب عيوني اللي شافت .
هُدى اضاقت عيناها مُتذكره شكله : اطول منك بشوي ونحيف .
قاطعها : اخوياي مايجون هنا .
ام نايف بوعيد وعيناها تبحث عن ماترميه به : ياللي ماتستحي تكذبنا ؟ .
قفز وقبل اعلى راسها : السموحه ي ام نايف .
دفعته وبضجر : مدري من طالع له .
هُدى وقفت وحملت ابنها وبضحكه : ابوي ماكان كذا ، فالاغلب لك .
رياض انحنى لظهر كفها وقبلها : ي حظي وانا طالع لك .
بملامح ناقده : الولد اللي يحب امه مايكذبها .
رياض جلس جوارها وببتسامه : دامه واحد من اخوياي ماعرفتيه ؟! .
هُدى بهدوء : واضح انه مو راعي تبذير والكشخه بالغالي ، جاي يقول شي مهم بس مو لنا يالحريم .
تجمدت ملامح رياض وعقله يُشير لتركي : وش يبي ؟! .
ام نايف : واقف عند الباب ولما شاف السياره وقف قدامها ، ويوم نزلت عليه راح .
رياض وقف بربكه : بروح اسال الحارس .
لحقت به هُدى وبتساؤل : وش فيك انتفضت لما عرفته ؟! .
رياض نظر لها : ومن قال اني عرفته .
هُدى بهدوء خبيث : خلاص اقول لنايف عنه .
رياض نظر لها مطولاً ثم ابتعد وهو يمسك غضبه امامها .
..
اضاقت عيناها ب استغراب من جملته : عبير مشغول ، روحي مع اي سواق .
هتفت بسرعه : وين عبدالرحمن ؟! .
احمد بنفاذ صبر : حتى هو مشغول .
نظرت للهاتف بصدمه بعد ان اغلق الخط في وجهها : وش فيه اليوم .
ارتدت عبائتها بهدوء واقفلت مكتبها خلفها وخرجت بخطوات واثقه تليق بمقامها فهي المُديره للفرع النسائي .
اقتربت لطاوله السكرتيره : عايشه دوري لي تاكسي .
هزت عايشه راسها وبدت تتصل .
خرجت بهدوء وقلبها لم يرتاح فمن المستحيل ان تركب لوحدها سياره اُجره ، فهذه هي المره الاولى .
..
رفع راسه عن هاتفه على صوت صاحبه في الدوام : هذي عبير الناصر ، اخت احمد نادر تنشاف .
نظر ناحية من ينظر ورفع حاجبه وهو يتعرف عليها : سمعت انها تشتغل بس توني صدقت لما شفت .
وكزه صاحبه من كتفه وبخبث : شوف عيونها ي ويل قلبي ، ولا الكعب اللي لابسه مازاد فتنته الا بياضها .
فهد بغضب استدار له ومسكه من ياقته : اذا عندك جراءه قول كذا قدام اخوها .
دفعه وبسُخريه : مسوي فيها المثالي اللي ماتغزل ب اخت المدير وادافع عنها من وراه .
فهد بقرف : انا ماتغزل لا في اخت مُدير ولا غيرها وراي خوات اخاف عليهم .
ابتعد صاحبه بتكشره : اشوفك بكره ي المثالي .
فهد نظر لناحية عبير وهي تتجه لسيارة اُجره تقف لوقت طويل من اليوم : قال مثالي قال .
وتحرك بخطوات واسعه للسيارة واشار لسائق بالابتعاد هاتفاً : مابقى الا هي تركبين مع السواق .
عبير بصدمه لجراءة من يقف امامها ، وبغضب اتسعت عيناها ناطقة بكُره : انت .
فهد وحادقتيه تستقر في حادقتيها : زين عرفتيني .
ابعدت راسها عنه ونظرت في الطريق امامها : مو ناقصه انفهم غلط بسببك .
فهد بحده : عشان ماننفهم غلط تحركي وادخلي داخل لين يجي اخوك .
كتمت غضبها وبهدوء تعودت عليه : على اي اساس انت الحين واقف معي ؟ .
فهد ضغط على اسنانه : ع اساس شخص وثق فيه اخوك وكان مفروض يوديكم ويرجعكم ، ورفضتيني .
وبدون مبالاة وبقرف : زين سويتي اصلاً مالي شرف اسوق حضرتك .
استدارت له وبعينان اشتعلت : احترم نفسك ، لا اقول لاحمد عنك وتطير بلحظه .
احترم فهد نفسه للحظه وعاد خطوه للخلف وحديثها يدور فيه ذهنه وبعد ثواني صمت هتف بغيض : لاتخليني اسحبك من شوشتك ، ادخلي الشركه لين يجي اخوك ، انا ماعتبرك الا اخت ولو اختي مكانك .
قاطعته بنفس الهدوء : نفس الكلام قلته لي بمقابلتنا الاولى ، ماتتعب من ترديد الكلام ، بغبغاء وانا مدري .
فهد وجسده يشتعل غضباً ووجوده بهذه الشركه يحتم عليه السكوت عن ماقالت : لو تدرين وش يقولون عنك .
قاطعته : براحتهم .
ابتعد بخطوات غاضبه فبرودها الهادي سايقتله .
نظرت لقفاه المُبتعد ورفعت ذراعها لسيارات الماره ، وعقلها يدور بفكره خبيثه وهمست وسياره اُجره صفراء تقف امامها : اجل قلت مالك شرف تسوق حضرتي .
وضحكت بسخريه وهي تصعد : اكسر غرورك وانا عبير الناصر ي سواقي الجديد .
..
استلقى والافكار تدور براسه بكثره ، نظر جهة الباب على الطرق الخفيف : ادخلي .
فتحت الباب وبشبح ابتسامه : وش عرفك انه انا .
جلست انس واشار لجواره : اميز دق كل اهل البيت .
شادن جلست ماكان م اشار وبفخر ابتسمت : ي حظي فيك .
نظر لها وامال راسه : اكبر راسي عاد الحين .
نظرت لذراعه والشاش عليها : كنت بموت لما دريت .
قاطعها ونظره لعيناها : اذا قلتي الهالات اللي بعيونك من حزنك علي هنا بخقنك بيدي عشان مره ثانيه ماتكذبين ؟ .
بللت شفاهها وبتردد سكتت فالمجهول يُشكل الخطر الاكبر على اهلها وليس عليها ومن الجنون اخبار انس ..
اتاها صوت قاطعاً حبل افكارها : تخبين عني ؟ .
نظرت لحجرها وبضيق : وانت ماخبيت عني زواجك .
مرر اصابعه على شعره فزواجه كثير ماينساه ، الا عند رؤيه تلك الفتاه شبيهة عينان القطط : مابي اكذب عليك بس والله نسيت اني متزوج .
شادن ضحكت بقوه وهي تتفقد هذه الضحكه لشهور: عاد انت اللي ماتنسى .
ابتسم انس فهو الاخر يتصنع الابتسامه للجميع من ايام كثيره : من الحين اللي تزوجتها ماراح تعجبك ، وصدقيني بتحمدين ربك اني ماقلت لك عنها .
بخوف : ليه وش فيها ؟! .
مال بثغره يساراً ساخراً : كل شي شين فيها .
مسكت قلبها : ليش تزوجتها ؟ .
رمى نفسه للخلف ونظر لسقف بتفكير فهذا السؤال يرهقه : مدري .
شادن بعدم فهم وقفت : تطقطق علي ؟ .
ضحك وهو يُغطي ثغره مُصطنع النُعاس : ايه .
سحبت الغطاء وغطت وجهه صارخه : مو وقتك عاد .
صرخ من تحته : يدي .
رفعت الغطاء بخوف : نسيت .
ضحك بقوه وابتسمت بهدوء .
نظر لخطواتها الخارجه ونطق بتساؤل : شادن وين امي وابوي ؟! .
رفعت كتفيها بمعنى لا ادري واختفت من امامه وهي تُغلق الباب .
وضع رسغه الايمن على جبينه وتنهد بضيق والمواضيع تفتح احداثها امامه .
..
واقف بملل وعيناه على الخارجين من بوابة المدرسه .
استدار على صوت الاستاذ ظافر : ليكون تاخرت .
علي صعد بجواره وبغيض رفع طرف حاجبه : لا ابد ماتاخرت .
ظافر حرك مقود السياره : زين احد بيسكن معي .
ابتسم علي : يمكن ماطول ، المصاريف ماتساعد .
قاطعه ظافر : وش ذا الكلام .
ووقف امام منزل قديم صغير بباب اخضر اللون ، طوله من الخارج قصير ..
قاطع تإمله صوت ظافر : من الداخل كبير مو مثل شكله من برا .
هز راسه علي بتفهم : والله قريب مره من المدرسه مايحتاج سياره .
نزل ببتسامه : من حظنا عاد .
علي ب استفهام نزل هو الاخر : متى نقول لراعية البيت ؟! .
ظافر اشار للبيت الذي امامهم ويفصل بينهم بالمنتصف شارع : هذا بيتها بكلم احد يقرب لها يكلمها لنا عشان نقابلها .
..

رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن