..الجُزء السابع والعشرون..

1.6K 26 0
                                    

\\

..

..( البارت الـ7 والـعشرون )..
.
.
‏و إذا التقت عين الخليلُ خليلها
وسط الحشود فليس للنطق ثمن

تكفي تعابير الوجوه كأنها
أنهارُ شوق فاضت من فرط الشجن

"علي محمود طه"
.
.
.
نظر لها لُبرهه وبهدوء واهتمام : لحظة لحظة .
وقف وتحرك حتى جلس امامها : كيف شفتيها، وش دراك عنها ؟!.
ضربت عضده وببتسامة عريضة زينت ملامحها : شفتها بالمزرعة اللي خيول انس فيها.
واكملت بغمزة : طلعت لمحمد الصايل ، ولقيتها مع انس .
شهق برُعب : انس معها ؟!، وبالمزرعة .
رفع كتفيها واوقفها صارخ : وش عرف انس فيها ، يوم جاتنا كان بزر .
ابعدت كفيه وبإلم من مسكتة تحركت بضجر : لا صدفة اكيد .
صرخ مُشيراً للباب : ولدك راسه داهية، اكيد يكذب عليك .
واشار لعقلة : تدرين بكم جاو يشترون عقلة مني لما كان يدرس بلندن .
بكت بخوف : بسم الله على وليدي وانا اقول وش في راسه يوجعة طلعت عيونكم .
زفر غضبة ضارباً المكتب الخشبي : انا وين وهي وين .
هزت راسها بضيق ماسحة مانزل من عيناها : والله مايعرف شي .
نطق بعد سكوتة لثواني : دامة زي ماتقولين مايعرف شي ف بنزوجه اياها .
اتسعت عيناها وبتلعثم : بتزوج انس ب اريان !؟.
اشار لبلعومة : غصتها والله ماتنزل لين تصير قريبة مني .
بتوتر نظرت له : بتعلم انس انها من الراشد .
هز راسه وعاد لمكتبة : لا ، مابي احد يدري قبلها .
جلست ومسكت صدرها بتعب : انس مستحيل ياخذ لقيطة .
هتف بحدة وهو يشعر بضيق في قلبة : دامني ابوة غصباً عليه ياخذها .
بعينان ضايقة : ماتخيل بنجبر انس ع اخر حياتة .
ابو انس بتعب : وش تبيني اسوي ؟ ، عشان ماجبرة .
ام انس بتفكير : نعلمة بسالفتها ، وبيقدرنا .
ابو انس بحدة : مستحيل، انسي .
..
ب اهتمام ع دخول روان : وشفي اختك ؟! .
روان رفعت كتفيها : مدري عنها .
ضربت فخذها : خلنا نوديها للمستشفى .
ابو علي وعيناه على الاخبار : انا جاي معها ومافيها الا العافية .
واكمل بعد هدوء : خوفها واحد من الخيول وهي تركبه .
ام علي تنهدت وسكتت .
جلست روان على الأريكة خلفهم وتنهدت الاُخرى بملل .
..
هند اقتربت وب استفهام مصدوم : داخل ؟! .
هاجر حاوطت خصرها بكفيها وبتعب نظرت للحمام : ماقدر اتحمل اشوفها تعبانة .
اغلقت اذنيها ع صوت تقيُء اريان .
هند تقدمت للحمام وطرقت الباب : اريان وش فيك هذا مو كلة خوف احد مضايقك.
هاجر بقلق : وش دخل الضيقة .
هند وعيناه ع الباب : انتي عارفة ماتستفرغ الا اذا تضايقت مرة .
هاجر ضربت جبينها : كيف نسيت .
خرجت اريان بملامح صفراء .
اقتربت هاجر وبخوف : اريان مستحيل كل ذا خوف من خيل .
اريان ارتجف جسدها واحتضنت هاجر هاتفة بعبرات مكتومة : انا شفت الموت بعيوني .
هند سارت ناحية المطبخ .
جلست على السرير وهي للان تحتضن هاجر .
هاجر همست بقلق : لاتخوفينا عليك .
تركت هاجر واستلقت في وسط السرير وبهمس : انا بنام .
هاجر بغضب : احنا خايفين عليك وانتي تبين تنامين .
اريان بتمتمة : انتي ماشفتية هو وامة كانو بيذبحوني .
دخلت هند حاملة كوب ماء : اشربي موية .
غطت وجهها بذراعها : مابي شي .
سحبت هاجر غطاء هند ووضعته فوقها وتحركت خارجة : ماراح ناخذ منها حق ولا باطل خلينا نسال عمي .
هند اغلقت الاضاءة وخرجت : مرة متغيرة .
هاجر بملامح ضيقة ابعدت نظرها ان هند : ماتوقعت في يوم تخش عني .
هند تنهدت ب اسى : ماتوقع تكذب يعني وش بيخوفها بالمزرعة .
..
بتافف : هذي وش جايبها بعد ؟! .
واكمل مُشيراً للخارج : ارسلها لمكتب فهد وخله يحل موضوعها .
السكرتير : استاذ احمد هي طالبتك بالاسم .
احمد رفع نظره وبحدة : قول لها اني ماجيت اليوم .
خرج وبهدوء لها : راح اوصلك لمكتب الاستاذ فهد وتفاهمي معه .
حركت ثغرها بغيض واتجهت للمكتب الذي وصفة لها .
..
رفع نظره مرة اُخرى وصرخ مُغلقاً الملف الذي امامة بقوة : وصل لها اذا ماذلفت للفرع النسائي اللي وضفتها فيه، اني لاطردها .
السكرتير بحرج رفع صندوق وباقة الورد : كنت ابي اوصل لك ذي .
اعاد الكرسي للخلف قليلاً ونهض رافعاً حاجبة الايسر : من مرسلها ؟! .
السكرتير كتم ابتسامتة رافعاً كتفية بلا اعلم .
احمد اشار ع طاولة المكتب : حطها وتوكل .
وضعها السكرتير والتفت شاهقاً برعب من وقوفة خلفة تماماً .
احمد اشار بعيناه للخارج : انا عارف وين راح تفكيرك .
السكرتير بتبرير : لا انا .
احمد بحدة : كمل شغلك .
وقف امام الصندوق الاسود من قماش المُخمل وباقة من الورد الاحمر وبملامح مُستفهمة فتح الصندوق ، تغيرت تعابير وجهه للفضول وهو يرى ظرف ابيض فتحة وبقرف رماه : الله ياخذها ذي الاجنبية، ولا بعد تعزمني لفندق .
نظر لمحتويات الصندوق ورفع زاوية حاجبة الايمن : وش ذي الساعة الفخمة .
رفع الرسالة وابتسم بخبث : دامك من بديتي ابشري بالجية، والله ماتروح الهدية والدعوة خسارة .
..
فهد رفع نظره ع دخول فتاة بشعر اشقر وعينان زرقاء .
فهد وقف : هيه هيه مغلطة بالمكتب .
هيلدا بتذمر : اين مكتب السيد انس .
فهد ب اشئمزاز مسك ذقنة : من انتي ؟!.
هيلدا بخبث بللت شفاهها : حبيبتة .
بملامح مصدومة اشار للاعلى : فوق .
وهمس بعينان مُنتقدة : استغفرالله مو يعني عندي فلوس اخاوي بنات ، واجيبهم لشركة بعد .
هيلداً استدارت خارجة وابتسمت ع صوت السماعات في اذنها : لاتستغرقي كثيراً من الوقت بالداخل .
همست وهي تُعدل عبائتها في مراءة المصعد : اوك .
..
وقف امام سور منزلهم : يلا انزلي .
ابرار بضيق : يبة لاتفشلني معهم اكثر من كذا ، لو يبيني جاء ياخذني .
ضحك بسُخرية مُشيراً لبلعومة : انتي ناشبة لهم هنا، ولا هم مايبونتس .
ابرار زفرت بصوت مسموع : ها شوفك قلتها .
نزل بغضب واتجه لبابها : كلها ايام وبترجعين لديرة ، لاتغثيني يلا انزلي .
ابرار ترجلت وعيناها تغرق بالدموع : خلاص انا بحول بنفسي .
فتح لها الحارس الباب وهو يتعرف عليها .
سار والدها جوارها ناطقاً : هذا اللي كنت ابيه لما اجي ينفتح الباب وادخل براحتي .
واكمل : روحي نادي الخسيس سعد .
ابرار بتوتر : جبت الفلوس ؟! .
ابو ابرار وعيناه تاكل الفناء ومايحتوي : يعقب ، ماعندي فلوس له .
ابرار تحركت ووقفت عند الباب الضخم وبكذب : مسافر .
بحث بعيناه وب استفسار : وش له من ذي السيارات المصففة .
ابرار وعيناها تتصنم على سيارة ماجد فهذا يعني انهُ الان بالمنزل : ذيك .
بحدة مُمثلاً المغادرة : ادخلي تحسبين انك بتنحاشين .
ابرار استدارت وضغطت زر الجرس .
انفتح بعد دقيقة لتدخل وهي تحبس دموعها .
..
ضحك بخبث وتحرك بخطوات واسعة لسيارة المقصودة سحب شماغة وادخل يده فية مُبعداً عنه اي شُبهه اتسعت عيناه والباب ينفتح رمى الكيس الاسود داخلة وتحرك خارجاً وملامحة تضحك سُخرية : اجل قلت تبي تدخلني السجن لو مادفعت فلوسك .
..
صعد سيارتة ونطق بعد ان اتاه صوت الطرف الاخر : وحطينا الكيس في سيارتة .
حمد بصوت رخيم مُبتسم : شوف كم نزل بحسابك، واذا قليل علمنا .
ابو ابرار تجاوز السيارات وعيناه تبحث عن بنك : ماتقصر ي طويل العمر .
..
ابتسمت بفشلة وبهدوء حاولت ان تفهم من الخادمة من في المنزل حركت يدها : مين هنا ؟! .
الخادمة ابتسمت هازة راسها بعد ان فهمت مقصدها : السيد ماجد والانسة نورة .
كحت وبعينان خايفة تحركت صاعدة : شكراً .
..
دخلت وزفرت رعبها بصمت ونظرها يقع عليه وهو نائم بعمق والغطاء يتوسط ظهره العاري .
مسكت صدرها وبهمس مرعوب : يمة وش اقول .
تحركت بخطوات بطيئة وملامحها اصفرت من الخوف نزعت عبائتها وعلقتها وانزلت حقيبتها على الاريكة الزيتية .
بلعت ريقها ووقفت امام السرير رفعت حاجبها بعد تدقيق ، مُلاحظة ذقنة المُرتب وشعره القصير تمتمت : ليتس تشوفينه ي جدة واضح تعدل .
جلست بهدوء ثم استلقت على جانبها الايسر ونظرها يتامل نصف وجهه ابتسمت وخفت ابتسامتها واجفانها تنطبق وهي تدخل سُبات عميق بعد طريق سفر طويل ومُتعب .
..
رفع عيناه ع دخول فتاة شقراء والسكرتير خلفها : هي اللي دخلت .
انس وقف وابتسم مُشيراً له بالخروج .
خرج السكرتير بهدوء .
نظر لها والابتسامة للان على مُحياه : هيلدا .
تشنجت ملامحها وببطء رفعت يدها : اهلن .
ومدت يدها مُصافحته : جيد لم تنساني ؟! .
ترك يدها مُعلقة واخرج ملف توظيفها ورماه ورمى فوقة الكرت الصغير الذي اعطته في لندن .
بلعت ريقها ورفعت عيناها بتوتر : هل حقاً لم تنساني .
تحرك ووقف خلفها وبحدة : من خلفك ؟!.
هيلدا استدارت له بضياع وتلعثم : انت .
ضحك بسُخرية : هل انا غبي امامك ؟! .
هيلدا بتبرير غبي : انت من طلبني .
انس صرخ : كيف طلبتك !.
هيلدا : لقد اتصلت علي وانت ثمل تطلُبني .
انفجر انس ضاحكاً حتى رفع يداه مُغلقاً ثغرة : ماهذا التبرير الكاذب .
ابعدت نظرها عنه وب اعجاب ارتسم على ملامحها : حقاً لقد بحثت عنك لاني احبتتك ايُها الوسيم .
انس همس ببطء : هذا مكان عمل ؟!.
اقتربت وبعينان مُعجبة همست : احمي نفسك من الجميع ، لاني اُريدك حقاً .
لم تُكمل حديثها من صرخت انس واحتضانه لها فجاه وانحناه بها خلف المكتب : انتبهي .
اغمضت عيناها برُعب وهي تسمع صوت زُجاج نافذتة الكبيرة يتكسر وينتشر في ارجاء المكتب .
همست بلعثمة وبُكاء : ماهذا ، هل انا اموت .
وقف انس واوقفها وعيناه تنظر خلفها وتحرك صارخاً : اُخرجي ، اذا كُنتِ تُريدي الحياة .
خرجت بخطوات سريعة .
نظر للكورة الصغيرة التي دخلت من خلال النافذة، اقترب لها واتسعت عيناه وهو يشعر بخروج مادة سوداء منها .
تحرك للباب وحاول فتحة وصرخ بعد ان وجده مُقفل : احد يفتح .
ضرب الباب بقوة ونظره للون الاسود الذي بدا ينتشر .
السكرتير من خلف الباب : استاذ انس المفتاح مو موجود .
استدار برُعب ع انفجار الكورة وخروج نار اشعلت المادة السوداء .
همس بضعف ونظرة على النار التي بدت تقترب منه : بموت وانا احترق .
ابتعد عن الباب وهو ينحني ب اختناق وجسدة يعرق ، مسك صدرة واغمض عيناه بعد ان بدا يسعل .
اُغمى عليه سامعاً صوت كسر الباب وصُراخ من خلفة .
..
دخل الفندق بخبث واقترب لموظفين الاستقبال : طابق ** ، جناح ** .
الموظف رفع عيناه : السيد احمد الناصر ؟!.
احمد هز راسه : نعم .
الموظف اعطاه كرت الجناح وببتسامة : السيدة تنتظرك .
ابتسم صاعداً المصعد وضع الكرت امام الجهاز وانفتح الباب .
دخل بهدوء ونظره يتجول في الجناح المُظلم ، وابتسم وهو يسمع صوت ماء الحمام ، جلس على الاريكة البيضاء وظهره اعطاه باب الغرفة خلفة .
ابتسم بخبث بعد سماعة صوت خطوات كعبها واتسعت عيناه بعد ان وضعت راسها على كتفه وقبلت وجنته بكُره .
صرخ رافعاً يدية ومسك كتفيها خلفة : الله ياخذك ي قليلة الادب .
واستدار ناطقاً باللكنة الانجليزية : هيلدا ماهذا الجنون ، هل تعتقدين ب ارسالك لي هديه ودعوة س اقبل بك .
اتسعت عيناه وترك كتفيها عائداً للخلف حتى كاد ان يتعثر بالطاولة خلفة : و و وتين .
وتين نظرت له بعينان قوية : من هيلدا ؟!.
توتر مُتاملاً الفُستان الابيض الذي يصل طولة لنصف فخذها ، ورفع عيناه لوجهها بمكياج هادي وزادة جمال عيناها بكحل اعلاها : وتين فيك شي ؟!.
وزفر اعجابة وابعد عيناه بتوتر : وش جايبك هنا ؟! .
استدارت حول الاريكة حتى وقفت امامة واقتربت وهي تضع ذراعيها خلف عُنقة وبهمس حاد : متى ودك تعترف بزواجنا .
تنفس بقوة ونظر لها مُحيطاً ظهرها بذراعية : تدرين ؟! .
دفعته بقوة وعادت باكية : لدرجة ذي انا رخيصة ، ثلاث سنوات متزوجة وانا مدري .
احمد وهو من يضعف امام دموعها : خلينا نجلس نتكلم .
وتين اشارت ب اصبعها : ورقة طلاقي توصلني .
احمد بحدة : ماتزوجتك عشان اطلقك .
وتين بعينان اشتعلت : انا مابيك وانت تعرف هذا من اول .
واكملت بسُخرية ساحبة هواء لرئتيها : وكم متزوج غيري هيلدا ؟! .
زفر غضبة وتقدم لها : ماتبيني ف انتي كذابة فيها .
صرخت عائدة للخلف : لا تقرب .
احمد غمز وبخبث انزل نظره ثم رفعه ببطء قاصداً احراجها : لو ماتبيني اقرب كان مالبستي كذا ونادتيني .
وتين بغضب مُحرج وجسدها يشتعل من نظراته : اللبس اللي ابي انت وش عليك .
عاد احمد واخرج هاتفة واغلقة ورماة امامة ع الطاولة وجلس وبخبث : متى تبدا سهرتنا ؟! .
وتين انتفض جسدها وبربكة : اي سهره .
رفع نظره لها وبحُب : ودي بحضنك .
وتين تحركت بحركة سريعة واتجهت للمطبخ .
قفز واقفاً ولحقها ب استغراب، نظر لها بتساؤل، وتشجنت ملامحة بعد ان اخرجت سكين من احد الادراج واستدارت له .
احمد رفع زواية حاجبة الايمن بسُخرية : يعني ماقدر عليك .
واكمل مُعطياها قفاه خارجاً لصالة : تراك نتفة بجنبي .
لحقتة بالسكين وبصوت كتمت البُكاء خلفة : من بعد مامات ابوي ماعندي شي خسره حتى روحي .
احمد جلس واغمض عيناه محاولاً تصديق مايجري .
صرخت : تسمع وش اقول .
احمد وقف ورمى شماغة ورفع ثوبة ناوي فصخة : اهم شي انك اختصري علي كثير، وانا لي ثلات سنوات شايل هم كيف اعلمك .
بملامح غاضبة : هيه وش تسوي .
احمد انزل ثوبة ع الاريكة وتحرك ناحية الغرفة : تعبان وابي انام بحضنك .
تبعتة وجاورته بخطوات واسعة واغلقت الحمام صارخة : انا الغبية اللي احسب اني بنتقم .
اقترب احمد وتنهد ناطقاً بصوت عالٍ : والله من زمان منتقمة مني يكفي انك زوجتي ولا اقدر المسك ، افتحي الباب لاتوجعيني .
جلست فوق طرف البانيو الزُجاجي باكية : يارب اخذ روحي .
احمد طرق الباب : وتين افتحي لاتخليني اكسر الباب .
وتين صرخت : اطلع مابيك .
احمد رفع صوتة حتى يصلها واذنة على الباب : وش قصدك بالهدية والورد والدعوة ؟! .
واكمل : اطلعي وقولي اللي عندك .
..
انقلب للجهة اليُسرى وسحب الغطاء محاولاً تغطيت صدرة من برودة التكييف اعاد سحب الغطاء ب استغراب من ثقلة ، جلس واستدار بتساؤل .
وقف برعب : بسم الله .
صرخ بعد ان تحرك الغطاء وارتفع مُغطي جسد من تحتة : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق .
ونفث هاتفاً : انس ولا جن .
جلست مُغطية جسدها بالغطاء .
اشمئزت ملامحة وتحرك مُقترباً : نوف ؟! .
اتسعت عيناها ووقفت مُتلحفة بالغطاء وهي تنوي الهرب متمتة : الله ياخذ نوف .
وقف عن الحركة هاتفاً ب استغراب : نوف طويلة .
استدار بعينان سريعة حتى يؤكد ماخطر في عقلة ابتسم بغضب ونظرة على عبائتها .
تحرك بخطوات سريعة ووقف امامها ومسك كتفيها من خلف الغطاء وبخبث : وش جايبك ي نوف .
وهمس بخبث اكثر : مسرع اشتقتي .
وسحب الغطاء بقوة صارخاً : جاية بعد شهرين ؟! .
فتحت عيناها وبملامح خوف نظرت لصدرة العاري ثم رفعتها لوجهه : كيفك .
دفعها بقوة حتى سقطت على السرير : وش جايبك ؟!.
برعب من غضبة : طيب خلني اتكلم .
صرخ ومسك عضدها وبدا يهُزها : انا ماقلت لاتروحين مع الراجس ذا .
قطع كلامة ع صُراخ نورة وطرقات الباب العالية : ماجد الحق الشرطة عند الباب يبون ابوي، وابوي مو فيه .
تجمدت ملامحة ورفع صوتة : جاي جاي .
تحرك جهت الحمام واختفى وهو يغُلق الباب خلفة .
وقفت وهبطت خصل شعرها ومسكت قلبها : الله يسعدك ي نورة انقذتيني .
سكتت ع خروجة وبدا يلبس هاتفًا بسُخرية : لك وجه راجعة .
والتفت مُشيراً لها بوعيد : متاكد ابوك جابك ، ولا انتي مستحيل تفكرين .
انزلت راسها حابسة دموعها من اتهاماته .
اغلق ازرة ثوبة وعدل خصل شعره القصير ولف الشماغ علية بطريقة العمامة .
نظر لوجهها من انعاكس المراءة وابتسم بقهر واخفى ابتسامتة وهو يتجة لها : ايه نسيت .
رفعت نظرها وبسُخرية : وش بعد بتقول ؟! .
سحبها لحضنه وطوق ظهرها بذراعية هامساً : عيديها والله لاقتلك .
وقبل وجنتها : زي العادة شغلك لم ارجع .
وتركها وابتعد خارجاً بسُرعة .
ضممت ذراعيها مُستنشقة عطره الذي انتشر في هواء الغرفة وبقهر : حتى هواشة صرت احبة .
..
وقفت قلقة ما ان شافته يعبر من امامها : ماجد وش يبون من ابوي .
ماجد استدار لها : مافيه شي ان شاء الله .
وبتساؤل : وين ابوي ؟! .
نورة ضمتت يديها الخائفة لبعضها : طلع هو وامي لعزيمة خالي .
ضرب جبينة : كيف نسيت عزيمة خالي .
نورة ابتسمت : احسن مارحت .
لواء ذراعها وبتهديد : اذا شفتها منحاشة مرة ثانية وانتي ورا الموضوع، لاذبحك معها .
رفعت نظرها بإلم مُستفهمة : وش ؟! .
ابعدها قليلاً وتجاوزها مُبتعد : الراس المُدبر جاء ، بس ماخلصت منها وقولي لها الشهرين بتطلع من عيونها .
راقبته بعدم فهم واتسعت عيناها وهي تفهم مايرمي له : متى امداه يجيبها ذا .
وصرخت مُنطلقة للاعلى : واخيراً .
فتحت الغرفة وبحثت بعيناها وقع نظرها على الغطاء المرمي ارضاً عضت شفاهها بخبث : لا ماصدق انحل كل شي بينهم .
اتجهت للحمام وطرقتة بقوة .
انتفضت ابرار من تحت الدش واغلقتة هاتفة بتوتر : وش باقي بتسوي .
اتسعت عينان نورة ابتسامة وبخبث تحركت ووقفت في الطرف المُقابل للباب .
ارتدت ابرار بجامتها على عجلة وب ارتباك فتحت الباب فاطرقة وهدوءة لا يُبشر بالخير .
خرجت وتصنمت اقدامها وذراعيه تحتضنها من خلف واغمضت عيناها على اقتراب راسه لكتفها وفتحت عيناها برعب على صرخت نورة في اذنها : اشتقت لك ي حيوانة .
دفعتها ابرار وبرعب استدارت لها : وجع .
ومسكت قلبها : مايجوز ترويع المسلم .
نورة غمزت وهي تقفز مُحتضنتها : ي ربي قسم بالله اشتقت لك .
ابرار بضيق نطقت : لو مشتاقة كلمتيني .
ابعدت جسدها قليلاً ونظرت في ملامحها : مو ع كيفي والله .
سحبتها ابرار في احضانها وقبلت خدها : مو اكثر مني شوق .
نورة ابتعدت وحركت حاجبيها بخبث وغمزت غمزة طويلة : متى بصير عمة .
ابرار ارتبكت ورفعت يدها تُعدل شعرها المبلول : متى ماكتب الله .
نورة مسكت ذراعها وسحبتها وجلستا ع الاريكة وبضيق : اكيد قال لك عن نوف .
ابرار رفعت عيناها بقرف : ياليل نوف بكل مكان طالعة لي .
نورة بللت شفاهها والتزمت الصمت فاهمة انها لاتعلم .
ابرار ضربت فخذها : هاه قولي وش سالفتها الملسونة ذي .
نورة مسكت فخذها وبإلم : احح .
ابرار نظرت لملامحها : لاتغيرين السالفة .
نورة مُغيرة مجرى الحديث : موضوع مو مهم، الا كيف جدتي ليتها جات معك .
ابرار امالت ثغرها بسُخرية : عاش مصرف .
..
التقط كم صورة لمكتب انس من بعيد وابتسم بخبث : اجمل صورة بتجيه بحياتي .
هيلدا وهي لا تفهم مايقول : من اقفل عليه الباب , كاد ان يقتُله .
سحبها من امام بعبائتها وبحدة : خوفك عليه س يقتلك .
ضربت يده وبقرف : سيدك هو يعلم بحبي له واني لا اُريد ان يموت .
ببطء : الموت هو مايستحقة .
وسحبها ودفعها داخل السيارة : مُهمتك لليوم انتهت .
ركبت بقهر ونظرها للامام .
..
ابعد كمام الاُكسجين ناطقاً بقلق : احد قال لابوي .
السكرتير : لا نبهت والحمدلله للحين ماوصلة خبر .
فهد اقترب من خلفة : ان شاء الله صرت احسن .
انس وقف وهو يصطنع القوة : انا بخير .
احد الموظفين : استاذ الحادث واضح مقصود .
السكرتير : اشك بالبنت الشقراء .
انس بحدة : لاتظلمون احد .
ونطق وهو يخرج بتعب : بكرة اجازة للجميع .
احد الموظفين : الاسعاف في الطريق .
انس بحدة ظهرت في صوت المُتعب وملامحة : انا بخخخخير .
واشار لسكرتيرة : المكتب يرجع احسن من اول .
بعد خروجة تفاوتت الاصوات بين الجميع مُحدثة ضجة .
فهد اقترب من السكرتير : وش قصة الشقراء ؟!.
رفع كتفية : ماعرفها، لكن سمعت انها موظفة جديدة .
فهد همس بفضول : يقولون حبيبة انس ؟! .
ضحك السكرتير : لا موظفة لا اكثر .
رفع حاجبة وبكُرة : وصخة ،وتكذب .
السكرتير استدار له : وش تقول .
فهد بكذب : اقول معنا بنات هنا ، لاني ماشوفهم ؟!.
نظر له السكرتير لبُرهه وهتف بعد ان فهمه : ايه معنا، بس لهم فرع نسائي خلف الشركة مايطلعون معنا من الباب الامامي .
فهد تنهد براحة : الحمدلله .
السكرتير همس : المُديرة عليهم اخت استاذ احمد .
واكمل بحماس : توها مسكت ادارة الفرع .
فهد تشنج وجهه وبلعثمة : عبير ؟! .
ابتعد السكرتير من امامة صارخاً بخروج الجميع حتى يبدا بالعمل بشكل صحيح .
تنهد وخرج ونظره على سيارات الدفاع المدني هاتفاً : الحمدلله ع سلامتة .
واكمل وهو يصعد بتفكير : واضح مقصود، بس من اللي يبي يذبحة ؟! .
..
امام مُختبرات الفحص الجنائي .
سعود جالساً في الارض مُخفي توترة .
راكان بضيق ع حالة اتجه لمشاري : ليته ماعرف ، والله اكثر واحد تعب بذي القضية هو .
مشاري رفع نظره عن تدوين بعض المُلاحظات : ماحد عرف من اللي علمة ؟! .
راكان ضرب الجدار بقبضة : ياخي ودي اعرف .
واستدار له تدري وش اللي يغبن : ان مافيه جاسوس بينا .
مشاري اعاد نظره لملف : انس قال لا تدورون، واضح عارف من .
رفعو نظرهم ع صُراخ سعود وتحركة خارجاً .
المحقق صرخ : سعود مو بس ابوك، ولد عمك انس صار له حادث مُتعمد بشركتة .
وقف سعود واستدار : انس ؟! .
تقدم راكان وجميع موظفي التحقيق : وش صاير .
المحقق : شرطة مركز **** طالبتنا لتحقيق في سيارة سائق ابو سعود لقو فيها مخدارت .
تغيرت ملامح الجميع لصدمة .
واكمل بقلق : والموظف اللي مخلينة يراقب انس توه داق ويقول فيه حادث مُتعمد لانس .
سعود وعظامة بردت : انس حي ؟! .
المُحقق : مدري ماجانا خبر .
ونطق ب امر : راكان ومشاري امسكو قضية المخدارت، وانتم تعرفون وش تسوون .
تحركو وهم يرفعون هواتفهم لطلب الطاقم المُحقق كله .
اقترب المُحقق ومسك كفة هاتفاً : حنا بنروح لتحقيق في حادث انس .
سعود تحرك بخطوات بطيئة : وش نوع الحادث ؟! ، رصاص ؟! .
المُحقق : حريق في مكتبة .
..
خلفة اتسعت عيناه وهو يرفع النظارات : الشعره لاخو هادي الرائد .
رئيس المُختبر اقترب ونظرة ع التحاليل : صدمة .
سار جهة الباب : لازم نعلمهم .
..
اقتربت لنافذة وابعدت الستاره وبقلق : وش في صوت ماجد طلع .
ابرار وقفت خلفها : شكل الموضوع كبير .
زفرت صدمتها : راكان موجود .
ابرار نظرت لملامحها ثم انزلت نظرها : اي واحد راكان .
نورة اشارت له : ذاك .
ابرار ضربت كتفها : ومن راكان ذا .
نورة غطت ثغرها بكفيها : اللي قلت لك عنة .
ابرار بتذكر : اهااا، ماشاء الله للحين تذكرينه .
نورة استدارت لها وابتسمت : صار لنا موقف ، يمة بغى يوقف قلبي .
ابرار ابتسمت وغمزت لها : اكثر وحده تصير لها مواقف انتي ، والمشكلة مع نفس الشخص .
نورة احتضنتها : انتي تشوفين .
ضحكت ابرار : واضح ماخذ من قلبك حته .
..
.. في الاسفل ..
نظره لساعتة : ماجد الساعة شوي وتصير 11 ، بناخذه معنا لتحقيق، وبكره لكل حادث حديث .
ماجد بمعارضة : مايروح الكلب لين اعرف المخدارت ذي كيف جاته .
بدا يبكي الهندي بوجع .
الشرطي اقترب : استاذ ماجد، الكلام مع ابوك مو معك.
صرخ ماجد واقترب ناوي ضرب الشرطي : انا وابوي واحد .
وقف امامة راكان وسحبة : ترى عليها سجن ضربك لشُرطي .
تافف الشرطي وابتعد .
اقترب مُحقق اخر : واضح حادث مُتعمد، لان السيارة مافيها اي دليل بوجود مُخدرات سابقاً ولا حتى بصمة .
مشاري نطق وهو يقف خلف راكان : حادثين بنفس الوقت ولعائلة وحده واضح مقصود .
ماجد رفع عيناه وبتركيز في ماقال : وش الحادث الثاني ؟! .
مشاري بتلقائية : ولد عمك انس صارت له جريمة قتل، لكن الحمدلله طلع منها سالمة .
شهق ماجد وعاد كم خطوة للخلف، انس صديق الطفولة وجميع مراحل الدراسة ابن العم واكثر من الاخ كاد ان يفقده وبتلعثم مصدوم : انس وينة ؟! .
راكان عض ع ثغرة السُفلي بقهر من زلة مشاري وبحدة : مافيه الا العافية .
صرخ ماجد : انا مو ورع قدامكم تخشون عليه، تكلمو انس صار له شي وهو وينة الحين .
راكان عاد خطوة للخلف ونطق بضيق : والله ماصار له شي، وهو طلغ للبيت وسعود راح له .
سار عنهم بخطوات راكضة وعبر من امام والدية صاعداً سيارتة وتحرك بسُرعة مُخلفاً خلفة صوت عجلات السيارة العالية على الرصيف .
ام ماجد وقفت وبخوف : وش فيه .
ابو ماجد بهدوء قلق : ادخلي انتي ونوف، انا رايح لهم .
ام ماجد مسكت ذراعه وبهمس : لو يبون يسجنونة اسجنة اهم شي سمعتنا .
ابو ماجد ابعد ذراعها وبغضب : وش ذا الكلام، انا واثق بالسواق، وراح احل الموضوع، ولاتنسين اني محامي .
واكمل : كل شي ولا الظلم .
تحركت بضيق هاتفة : امشي ي نوف .
نوف بتوتر : خالة اهم شي ماجد مو بالسالفة .
ام ماجد بحدة : تراني مثلك ماعرف شي .
نوف تبعتها : بس ماجد طلع يركض اكيد وراه شي .
هتفت بنفاذ صبر : نوف اسكتي وامشي .

رواية جفَاف ورْدة بيضاء في رُكن الذَكريات.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن