51_ خـــــــآئنـــــــٌة

131 36 4
                                    

مدينة اسلو_شرق جنوب مارين_

ابعد بيير قبعته ووضعها على الطاولة وبقربه حقيبة سفر صغيرة تركها على الارض.

ظهرت خلفه شارلوت وقالت مبتسمة: سعيدة انك وفيت بوعدك وجئت الى هنا.

جلس بيير بشكله الطبيعي على الاريكة منهكًا واغمض عينيه قائلًا: اخبرتهم انني بحاجة الى بعض الراحة.

شارلوت: سأحضر لك الطعام.

استقام في جلسته واردف: لا، نحتاج للتحدث وسأغادر الى احد الفنادق.

اجابت بهدوء: فندق؟ لماذا؟ يمكنك البقاء هنا.

بجدية قال: شارلوت هل الطفل هو طفلي حقًا؟

امعنت النظر فيه لثواني وسارت خطوتان نحوه وهي تقول: اجل طفلك، برايت لم يقترب مني منذ اشهر.

انزعج بيير والحيرة كانت واضحة على حواجبه المرتفعين وفمه الذي يحركه في كل اتجاه.

وقف وحاول ان يهدأ بقول: شارلوت اذا لم يكن طفلي سأقتلكِ بنفسي.

شارلوت بحدة: توقف، انت تعلم جيدًا انه طفلك فلا تتغابى امامي.

استسلم وجلس بتثاقل وهو يقول: تبًا.

استرخت شارلوت وجلست بقربه ثم وضعت يدها على يده فنظرا الى بعضهما

شارلوت: بيير، دعنا نبقى هنا، لن يعرف احد مكاننا

اشاح بنظره عنها وكانت أيمي في مخيلته للحظة لكنه عاد للنظر الى شارلوت وقال: لا، لن ابقى هنا.

_سيعرف برايت من هو والد الطفل عاجلا ام اجلا، وهل تظن حينها ان قطع رأسك سيشفي غليله؟

_معك حق، لهذا يجب ان اجد حلاً سريعاً.

لامست وجهه بلطف وهي تقول: استرح هذهِ الليلة، وسنتحدث غداً.

ابعد يدها ووقف قائلاً: اجل، وسأغادر.

فوقفت قبالته مباشرة مُلصقةً جسدها بجسده وتقول بأثارة: بيير، مالامر؟ لماذا تتجنبني؟ ألم تشتق اليّ؟ ألستَ سعيداً انني احمي طفلك

اخذت بيده ووضعتها اسفل بطنها.

لم يجبها ونظر الى بطنها بهدوء وقال: سعيد؟ لا اعلم ان كان يجب ان اكون سعيد او لا، لكن طفلي لن يولد في العالم المزري الذي ولدت فيه، سأجعله يهنئ بكل شيء.

قبلته شارلوت بخفة لكنه ابتعد وابعدها عن طريقه قائلاً: لا شارلوت، اعني..

_كنتَ تقول انك تعشقني وتحبني بجنون، ماذا حدث الان؟

_اخبرتكِ انني كنتُ مُراهقاً احمق وقع بحب اجمل امرأة في الخانة كالجميع.

ابتسمت له ابتسامة جانبية وجلست تحاول تماسك نفسها دون ان تبكي وقالت: انتظرت قدومك بفارغ الصبر والان ترحل وتتركني وحدي مجددًا، اسوء ما قد يحدث للمرأة الحامل ان تحزن وتبكي فذلك سيؤثر على الطفل.

أبناء العروشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن