بدايات الوجع ... بارت(١) و (٢)و(٣)و (٤)

5.1K 53 8
                                    

جاني وانا مالي بالمحبه ميول حببني بسواليف ماكنت احبها

مقدمة
في ليلة اختفى فيها القمر  في صحراء النفود بعيدا عن كل شيء ينبض بالحياة او يدل عليها
استعارت نار شبة الضو وارتفع دخان الحطب وانتشرت ريحته اللي ترد الروح للي تعود عليها..
عجيب ارتباطنا في الاشياء ممكن ريحة عطر تذكرنا بموقف او حدث او حتى فترة من عمرنا كنا فيها سعيدين ..
او حزينين مثل ما المطر مرتبط عند البعض ببدايات الشتا الجميلة وحنين لياليه اللطيفة
سلطان قاعد قدام النار ومتلثم بغترته يسحب نفس من سيجارته بقوة وباله في مكان ثاني..
شعور غريب يباغته اليوم ما يدري ليش هالضيقة الي قاعد تنتشر في داخله وكأن جبال العالم اتفقت على ان تتربع على صدره ..
قطع تأمله خطوات وراه التفت بسرعه الا هو سلمان اللي ضحك بكل صوته
"وش بلاك فزيت .. مابه حد الا انا "
ناظره سلطان نظرة تذوب الحديد و سكت ورجع يتأمل الضو وباله ابعد من محيطه
جلس سلمان بجنبه و ضرب كتفه بكتف سلطان وهو يبتسم عشان يلطف الجو
: شفيك ياولد ؟؟
سلطان وهو يزفرالدخان  بهدوء ويتنهد متأمل ان الضيقة تطلع مع الدخان :
احس نفسي مو مرتاح فيه شي جالس على صدري
عقد سلمان حاجبينه ثم رفع حاجب واحد
: شبلاك
سلطان و هو وعيونه للان معلقه بالنار:
مدري
: اقول قم تمش شوي يمكن تتغير نفسيتك خابرك تحب البر والمشي الجو حلو وانت متكدر
طبطب على كتفه وقام:
انا بروح للعيال في الخيمة
راح سلمان صوب الخيمة و نظرات سلطان تتبعه رمى الباقي من سيجارته في النار و و شد فروته على كتوفه وبلش يمشي وهو يقول لنفسه يمكن نصيحة سلمان تفيد معي
طلع علي من الخيمه وتلثم بغترته يحمي فيها وجهه من البرد رغم ان الهوا كان منعدم  بس البردشديد هذا يناير شهر عز الشتا
نادى على سلطان:
ياولد انتظرني
التفت سلطان واحتضنت الابتسامة مبسمه.. هذا علي رفيق دربه وطفولته
استعجل علي بخطواته عشان يساير سلطان بالمشي  شد فروته على جسمه يدور البرد في ذراها وحط كفوفه في جيوب الفروه
كان الصمت سيد الحضور بينهم
لطالما كان علي يحترم عزلت سلطان في اتجلده الصمت
خصوصا لا كان باله مشغول او في آمر محيرة بس  هالمره كان غريب
: وش بلاك من جينا البر وانت ما كأنك على بعضك
تنهد سلطان
: والله انه جيت البر هذي كلها مالي خاطر فيها اول مره اطلع طلعت بر وانا ماني مرتاح
علي وهو ينظر اليه بنصف عين
: غريبه ولله لو اني مااعرفك كان قلت مو بهذا سلطان خويي انا اعرفك من دهر ياحبك للبر و المقناص
ابتسم سلطان : مالغريب الا الشيطان لكن الطلعه ذي بذات ما كنت بطلعها لو مو سلمان حان علي
علي : ياولد تعوذ من بليس وعشانك بكره بأذن الله الصبح رادين أن الله اراد..........
قاطع علي صوت رمي سلاح
ناظر علي سلطان واجتمعت في ملامحهم الخوف والريبة
والتفتوا لمصدر الصوت اللي كان وراهم صوب الخيمة  شفيها الخيمة
اخذ يكرر في نفسه عسى خير عسى خير
ورجعوا للخيمة يحثون خطاهم وهو يمني نفسه ان مافي شي وواشتدت الخطى بالتسارع وعلي يتبعه
وفجأة جاه صوت العامل وهو يصرخ زلزل اخر الثبات المتصنع اللي كان يغلف نفسه فيه
" الحق ياعم الحق ياعم "
رمى فروته عن جسمه كأنها كانت مثقله على خطواته
واطلق رجوله للريح بكل قوته لازم يوصل وش اللي يلحق عليه؟؟ وش صار؟؟ ووش فيه؟؟
مدري هي الارض صارت تنطوي من تحته كأنها عجلة ترفض انه يوصل
ولا خطاه اللي حسها ثقيلة مثل الحجر
ثواني بس تنطاحت الافكار في راسه فكرة ورا فكرة دقات قلبه تتراكض مايدري بسبب الركض ولا بسبب هالخوف اللي تسلل لداخله !!!
وصل عند باب الخيمة و جحظت عيونه كل شي مر على باله الا اللي قاعد يشوفه !!!
————

جاني وأنا مالي بالمحبة ميول وحببني بسواليف ماكنت أحبها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن