بارت ٢٠ -٢١-٢٢-٢٤-٢٥

783 20 1
                                    

فتح سعد الباب ودخل على فجر وهي قاعدة قدام التلفزيون تتفرج على مسلسل
اقبلت عليه ببجامتها الكحليه الحرير ابتسامتها تسبق ترحيبها وينطق الحب من عيونها
"ياهلا ياهلا "
سعد "السلام عليكم .. نورتي بيتك "
فجر "بنورك عمري .."
خذت غترته وعقاله من على راسه وراحت تطبقها وتحطها في الدولاب
اخذ منها المنشفه اللي قدمتها له ودخل الحمام يتحمم ويتوضى وهي خذت تجدل شعرها بعد ما مشطته استعداد لنوم
صلى سعد الوتر وخلص ورد القران وجلس مقابلها في الصاله
"شلونك ياام عبود "
فجر ابتسمت "بخير ياابو عبود "
سعد "شلون اهلك "
فجر بحزن "الحمدلله .. الله يلطف بحالهم "
اعتدل بجلسته وارتسمت علو ملامحه نظرة الحزم
"فجر خلاص عاد ضروري ترجعين لبيتك "
فجر باستغراب "وانا متى خليتي بيتي ياسعد"
سعد "لا ترى صدق فاقدينك .. انا وعبود من تصحين من النوم وانتي عند اهلك وماترجعين الا تعبانه وتنامين كويس اليوم جيت بدري وشفتك "
فجر ردت بألم
"ولله ما حدني الا الشديد القوي يا سعد وضع بيتنا تكركب بعد موت سلمان امي ماغير في غرفتها ماتبي تطلع منها اللي مريحنا شوي انها جالسه على سجادتها ومصحفها متجبرة برب العالمين .. وسلطان مانشوفه كله طالع وبالمجلس وابوي ياعمري ياابوي صابر جعل ربي يكتب اجره "
سعد "انا مقدر اللي يمرون فيه وعارف انه شي صعب علينا كلنا .. بس لي متى ؟!"
قامت وقربت منه ومسحت على ظهره
فجر "ابشر ولا يهمك "
مسك كفها وحب باطنها وناظر عيونها
"الله لا يحرمني منك .. قسم اني اشتقت لحسك في البيت البيت بدونك ماينبغى "
جلست بجنبه وحوط جسمها وشدها له وارتخت على صدره بامتنان

وقف علي قدام المرايا ينشف شعره الغارق بعد ماتحمم نزل المنشفه وهو يذكر تفاصيل ساره ويتساءل
"ياترى منو انتي فيهم .. الكبيرة ولا الصغيرة ولا الوسطيه .. "
تذكر شعرها الاسود الغزير .. وابتسامتها اللولو وهي تستقبل ابوها .. لونها اللي يشبه لون شاي الحليب وعيونها اللي تغير المها منها كل تفاصيلها سحرته وخلته يضيع في مداه
همس بينه وبين نفسه "سمراء قلبي"
التفت على مكتبه وقرب منه وجلس عليه وفتح الاجندة حقته ومسك القلب وبدء يكتب

اليك ياسمراء قلبي
اكتب كلماتي المبتورة
اليك يامن أسرتني
انثر حروفي المهجورة
اعلمي انني لم اكتب من زمن ليس بالقصير
ولكنني منذ ان رأيتك احسست اني لابد ان اكتب لكي
لكي انتي فقط ياملهمتي
لن انسى تلك اللحظة التي بدات فيها حياتي
فلا حياة لي قبلك
ولن انسى تلك اللحظة التي اخذتي فيها عقلي
فلا عقل لي بعدك
ولكن اتمنى ان اراك مرارا وتكرارا
فان لن يكون في واقعي
فاسمحي لطيفك ان يزورني في منامي
حط القلم ورجع بظهره ورا وغمض عيونه وهو يتخيلها من جديد
"من انتي فيهم ياسمراء قلبي "

رغم كل هذيك العواصف اللي في اعماقها كان صوتها ثابت مثل الجبل في العواصف الترابية
"السلام عليكم "
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"
" سلطان ال سامر"
"ايه نعم تفضلي "
"انا جود بنت جمعان اخت بدر عندي كلمتين ابيك اقولها لك وابيك تسمعها مني "
اشتدت قبضته على التلفون وبرز في ملامحه الغضب والتساؤل ورغم كل هذا مارد
حمدت ربها انه مارد عليها وهالشي عطاها فرصه انها تتمالك نفسها من جديد
"كلنا عارفين ان بكرا بتجيكم جاهيه عشان موضوع بدر اخوي.. وكلنا عارفين موقفك من هالموضوع انتي تبي تاخذ حقك من بدر بغض النظر عن ان كان بدر مذنب ولا لا وبغض النظر عن العشرة اللي كانت بينه وبين المرحوم انت تبي حقك من اخوي وهذا حق شرعه رب العالمين "
اسكتت ولما مالقت منه رد كملت
"عشان كذا انا عندي حل يرضي جميع الاطراف
ابوي ماله الا بدر واحنا بنات مالنا الا هو سند فانا مستعدة افتدي بدر
خذني ياولد ال سامر مغيّرة اجيب لكم ولد بدل ولدكم اللي مات وبذلك يتم بدر لابوي واتم انا عندكم لاخر يوم في عمري "
كل شياطين العالم كانت تتنطط قدامه عصبيته ماكان لها رادع ولا حدود لو كانت قدامه كان ضربها او شتمها
كملت " اهم شي الطلب ضروري يكون منك لان هذا حقك ويكون بكرا قدام كل الناس عشان ابوي يوافق "
قفلت الجوال وجلست متمالكه هذيك الرجفه اللي صارت متملكه كل ذرة في جسدها وانثرت وناتها في هالليل الطويل .. تبتهل لله ان يلطف بحالها خطوة خطيرة اقدمت عليها كله عشان ابوها واخوها.. تحمي ابوها من الضيق والهم والتفكير واخوها من الضياع
———————————————————
رمى سلطان جواله بالجدار .. وصرخ من قمة راسه من شدة الغضب .. كان في المجلس جالس لحاله يفكر لما جاه اتصالها كيف لها الجرأة تكلمه بهالطريقة.. قليلة حيا وتربية
جلس يفكر .. ويقلب الموضوع في راسه ..
العايله ماراح يرضون ياخذ بنت سمراء وفيها عرق اسمر
الكل بيعارض وغير هذا اخوها ذابح اخوي
بس هذا اكثر شي بيكسر بدر .. واكثر شي بيوجعه خصوصا لو يدري اني خذيت منه اخته غصبن عنهم كلهم ومو برضاها ..
مثل مااخذ مني سلمان بغمضة عين
انا اخذ منه جود بغمضة عين
يعرف سلطان غلاة جود عند بدر
ما يعتزم الا فيها
-
قبل ٨ سنين
وعت على صوت جهاز نبضات القلب ..
غمامه بين شوفها وماحولها .. وشوي شوي كان ابوها جالس على الكرسي بجنبها والظاهر انه نعس اختلعت يوم شافت ايده ملفوفه ومعلقه في رقبته
"يبه.."
تناديه بصوت يادوب يطلع من حنجرتها
انتبه لها ضاري اللي جا ووقف عند راسها وتحمد لها بالسلامه
ابو احمد "الله يسلمك"
ابو احمد "بنادي الدكتور وارجع لك "
قاطعته قبل لا يروح
ثريا "شنو صار "
تنهد
ابو احمد "للاسف سوينا حادث ولان السيارة ضربت في حجر كبير كان من عند باب انتي اكثر وحده تضررت الحمدلله .. "
ثريا بلعت ريقها "الحمدلله"
ابو احمد "بنادي الدكتور .."
بعد دقايق كان الدكتور يفحص ثريا وطلب منها ترفع ظهرها
حطت كفوفها على جانبين خصرها وارفعت نفسها بعدين ناظرت ابوها وضاري بخوف رجععت تحاول تقوم "دكتور رجولي .."
الدكتور "شو بها رجليكي "
ثريا بخوف "دكتور مو قادرة احركها .. "
انفعلت وعلا صوتها
"دكتور مو قادرة.."
توترت وسرت رجفة في جسمها وهي تردد
"مو قادرة اتحرك .. رجولي ماتتحرك "
الدكتور
"طيب هدي هدي هلا نعمل لك اشعة مقطعية ونشوف المشكله"
غلبتها دموعها وانجرفت في البكا والصراخ لين طلب الدكتور لها ابره مهدئة وضاري واقف متوتر وعقدة الذنب تاكله .. بس هدت طلع من الغرفة مايدري على وين خله رجوله تاخذه للمجهول
لام نفسه كثير في اليومين اللي فاتوا وهو يشوف خوف ابوه عليها وهي في غيبوبتها غايبه عن العالم ..
طلع لان الضيقة اللي كانت ملازمته زادت بعد ماعرف ان ممكن ماتمشي من جديد..
————-
" الوقت الحاضر "
رن جرس شقة عبدلله ..
استغرب من ممكن يجيه هالحزه
مهرته راحت ومستحيل ترجع ..مستحيل
زفر دخان سجارته وقام يفتح الباب
" يمه .."
كانت امه واقفه بكل شموخها بعبايتها الكركميه ببطانه بنيه شكل العبايه الجميل اضاف تميز لفخامتها جسمها الملفوف تحتها وبشرتها الجميلة ماتخليك تخمن ان عندها ولد بعمر عبدلله
لفت طرحتها على كتوفها تخفي شعرها تحتها
كانت عيونها تقدح شرار رجع خطوتين لورا ولف ودخل وخلى الباب مفتوح
ضربت بكعبها وهي تدخل لشقه وتصرخ على عبدلله
" زانت علومك ياعبود .."
عبدالله "واللي يسلمك يمه .. مافيني حيل لاي نقاش من امس مانمت الا ساعتين "
جلس على الصوفا في الصاله وقفت قدامه وهي تحط شنطتها الـ ال في على الطاولة الجانبيه
"انا بس بعرف شلون تقدر تنام وانت سويت اللي سويته...."
قاطعها وهو ياخذ المنشفة من سطل الثلج ويحطها على عينه اللي صار لونها ازرق من بوكسات سلطان
" زوجتي واربيها ..."
ام عبدالله "زوجتك متربية احسن تربية .. مو بحنا اللي نضرب بنات الناس ياعبدلله "
حط عينه في عينها ورد عليها بوقاحه
"منو تقصدين بأحنا .. انتوا ياال سامر ولا ابوي "
حسيت كانه كب على راسها ماي بارد الجم لسانها وماعرفت شنو ترد وهي تناظرة ومرت الدقايق ثقيلة
وجاهم صوت ابو ثامر من عند الباب
" لا هاذي ولا ذيك ياعبدالله .. انت ولدي "
وقف عبدلله وارتبك علاقته مع زوج امه ابو ثامر كانت مبنيه على الاحترام والصداقة والحزم احيانا
"السموحه عمي .. انت على راسي "
سكر الباب ودخل ووقف قدامه
" الله يعز قدرك .. الموضوع خلص ومالنا في نقاش "
وقف قدامه وناظر عيونه
"بكرا تروح المحكمه واطلق مهره "
شهق بسبب كلامه
اطلق .. اطلق مهره انتوا وش تطلبون
تبون تعلنون وفاتي
تبون تدفنوني بالحيا
انا بلا مهره مالي وجود وكأن كل الوجود عيونها ووجودها
وكأن كل الموسيقى صوتها وحكاها
"اسف .. "
ام عبدالله بحزم
" بتطلقها وانت ماتشوف الدرب ياولدي "
وشددت ع الكلمه الاخيرة
حط ابو ثامر ايده على ذراعها عشان تهدا وتسكت وكمل
" خالك اتصل امس وقال انه خلال هالاسبوع ان ماطلقتها بيكون بينكم المحاكم "
انسحب بهدوء ودخل غرفته وقفل بابه عليه وهو يشوف التسريحه اللي عليها بقايا اغراضها اخذ المشط يشم عطرها اللي علق فيه
وحطه وجلس مكانه يمسح على مكانها في السرير ويقول في نفسه
لا السما بتبقى رحيبه
ولا لارض بتبقى وسيعه
كل مافيني يننتهي
ويبقى عالمي في ضيقه
هي ضياي وهي شمسي
وهي نور دربي وشمعتي
كل هالعالم ماراح اطيقه
حتى ذاك النجم في عيني
خلاص بيفقد  بريقه
——

جاني وأنا مالي بالمحبة ميول وحببني بسواليف ماكنت أحبها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن