" الفصل الثامن . "
" تحت مسمى العشق. "
* * *
تنهدت سارة براحة وانتصار ومشيت بشموخ حتى تعود اليهم ولكن صُدمت عندما رات حنين امامها..
جذبتها حنين من ذراعها بقوة وحاصرتها قائلة : -
- بقى انتِ يطلع منك كُل دا!!
هتفت سارة بتوتر وهي تحاول تحرير ذراعها من حنين: -
-انتِ بتتكلمي عن ايه؟
قالت حنين بإستحقار : -
- الراجل اللي مرمي جوا دا يبقى ابن عمك قلبك موجعكيش عليه!
ارتبكت سارة من تلميح حنين وحاولت دفعها بعيدًا عنها وقالت : -
- لو سمحتي ابعدي عن طريقي انا معرفش انتِ بتتكلمي عن ايه؟
امسكت حنين فكي سارة بعنف وقالت بوعيد: -
- بُصي يا حلوة لا احور عليكي ولا تحوري عليا انا حنين وافتكري اسم حنين دا كويس، اللي حصل من شوية دا اكني مسمعتوش بس وعهد الله يا سارة لو مبعدتيش عن طريق ليان ولو اتسببتي في اذى تاني لجوزها هكون فاضحاكي قدام العيلتين واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي انتِ وجوزك، ها قولتي ايه..
ابتعدت سارة عنها بضيق وقالت رغمًا عنها : -
- ماشي.
نظرت لها حنين بإستحقار وتنحت جانبًا وقالت :-
- اتفضلي..
* * *
دخلت ليان غرفة آسر وجلست بجواره وهي تنظر له بشرود..
نظرت لساقه المكسورة والضماد الطبي الذي على يده وراسه وقطع شرودها آسر الذي حرك يده وبدأ يأن بألم، نهضت من مكانها بقلق وقالت بنبرة متلهفة : -
- آسر، آسر انتَ سامعني!
فتح آسر عينيه ببطء وهو يستعيد وعيه وعندما رأها امامه قال بصوت خفيض : -
- ليان..
تمتمت ليان بنبرة حانية وهي تتفحصه : -
- نعم يا آسر انا جمبك..
نظر آسر الى ليان باستغراب وقال : -
- ااه، انا فين، ايه اللي حصل!
امسكت ليان كفه بكفها وقالت : -
- حادثة بسيطة والحمدلله عدت على خير..
بدأ آسر يتذكر ما حدث قبل الحادثة، تذكر انه حاول ايقاف السيارة حتى يصفها ولكن اكتشف ان الفرامل تالفة او اُتلفت بواسطة احدهم.
توتر وحاول محادثة انس لكن فقد السيطرة على سيارته ولم يتذكر شيء بعدها..
حاول آسر النهوض من مكانه وقال : -
- أنس فين، أنس حصله حاجة
قالت ليان بنبرة متسائلة :-
- الحمدلله كويس، ايه اللي حصل يا آسر..
هتف آسر بنبرة كاذبة : -
- مش عارف يا ليان، ممكن تنادي انس بس متعرفيش حد من اللي برا اني فوقت، بالهدواة كدا عشان مش عايز دوشة..
قالت ليان بنبرة مهتمة : -
- حاضر، اجيبلك مية طيب او حاجة، اجيبلك الدكتور.
هتف آسر بنبرة مقتضبة : -
- عايز انس يا ليان يلا- ماشي
* * *
دخل أنس غرفة آسر برفقة ليان ولا يعلم لماذا اتت به ليان الى هنا وقال بتساؤل : -
- في ايه يا ليان حصل حاجة، سارة ضايقتك تاني؟
هتفت ليان بنبرة ثابتة : -
- لا لا محصلش حاجة آسر فاق وعايزك
غمغم أنس بفرحة عارمة : -
- بجد، آسر
سمع آسر ما تفوه به أنس شعر بالضيق بسبب وجود اشياء تدبر من خلف ظهره..
عانق أنس آسر اللي تأوه بألم وقال : -
- يا أنس حتى الغباوة في المرض براحة يا عم مش كدا..
قال أنس بنبرة سعيدة : -
- قلقتنا عليك يا آسر، حمدالله على سلامتك يا صاحبي..
قال آسر بجمود: -
- الله يسلمك، ليان ممكن تخرجي حابب اتكلم مع أنس على انفراد..
احست ليان بالحرج واومأت راسها بالايجاب وخرجت من الغرفة..
نظر أنس له بضيق وقال بنبرة مستاءة: -
- انتَ هتفضل لحد امتا غبي ومبتحسسش على كلامك، انت حرجتها قدامي.
قال آسر بنفس نبرته السابقة : -
- انا مقولتش حاجة غلط.
نظر أنس له شرزًا وقال : -
- اتصدق انتَ خسارة فيك الدم اللي اتبرعتلك بيه..
صُدم آسر من الجملة التي قالها انس وقال بعدم تصديق : -
- دم، دم ايه
تمتم أنس بنبرة اعتيادية : -
- الدم اللي انتَ احتاجته لأن نزفت كتير على ما وصلت هنا..
حثه آسر على استئناف حديثه وقال : -
- وبعدين
استأنف أنس حديثه بنفس النبرة الاعتبادية وكأنه يروي قصة : -
- وبعدين احتاجوا متبرعين عشان فصيلتك قليلة ومكنش فيه من فصيلتك في بنك الدم ومحدش فينا كان مطابق ليك غير ليان واحمد..
دُهش آسر وقال بعدم تصديق : -
- الاتنين!، الاتنين اتبرعولي
اكمل أنس معاتبًا:-
- ايوه الاتنين وكانت تقدر تفضل ساكته ومكناش هنعرف وحتى لو اتكلمت بعد اللي عملته معاه محدش يقدر يكلمها في انها تساعدك او تقف جمبك..
شعر آسر بالضيق من خساسته وتصرف ليان واحمد النبيل تجاهه وقال : -
- خلاص يا أنس انتَ بتقطمني.
اصر أنس على تعزيز شعور اسر بالذنب صوب ليان وقال متعمدًا : -
- مقصدش اقطمك بس براحة عليها شوية، انتَ مشوفتش حالتها والعياط اللي عيطته عشانك..
تفاجأ آسر مجددًا للمرة التي لا يعلم كم هي باستغراب : -
- ليان عيطت عشاني
اجابه أنس بتأكيد : -
- اه
تمتم آسر بعدم تصديق : -
- انتَ عايز تقنعني ان ليان عيطت عشاني واتبرعتلي بالدم هي واخوها هو مين فينا اللي عمل الحادثة يا أنس، انتَ خبطت دماغك مثلا في حاجة وعشان كدا بتهلوس، انا بتطمن بس!
هتف أنس بتهكم : -
- لا يا لذيذ انا مخبطتش دماغي ولا بهلوس انتَ اللي معمي وياريت تفوق بقى وتشوف ليان بنظرة تانية..
قال آسر بملل : -
- هيرجع يقولي نظرة تانية وتالتة، سيبك من الكلام دا الوقتي انت مركبتش معايا العربية ساعات ما خرجنا من الشركة ليه؟
رد أنس بنبرة اعتيادية : -
- عشان انا كنت هخرج من عندك هروح على طول مكنتش هرجع الشركة فقولت أخد عربيتي بالمرة بدل ما تفضل في الشركة واقضيها تاكسي، بس ايه السؤال الغريب دا؟
تنهد آسر بألم وقال : -
- لا عادي بسأل
تمتم أنس بنبرة متسائلة: -
- طيب انتَ ايه اللي حصلك دا، عملت الحادثة دي ازاي!
هتف آسر بنبرة جامدة : -
- الفرامل كانت مقطوعة
جحظت عيني أنس بصدمة وقال : -
- ايه!!
هتف آسر بنبرة صادقة: -
- اللي قطعها كان عايز يموتني، كويس انك مكنتش معايا يا أنس..
قال أنس بتساؤل : -
- طيب تفتكري مين اللي عملها؟
أنت تقرأ
تحت مُسمى العشق - علا فائق
Romantizm{إقتباس} كانت تجلس على الارض بإحدى زوايا الغرفة وتضم ساقيها الى صدرها وتحيط ساقيها بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها بحنو لتهون على نفسها ما حدث وما سيحدث وايضا كانت تدفن راسها بين ساقيها بخوف وهي تبكي وجسدها يرتجف من البكاء.. سمعت صوت المتاح وهو يفتح الب...