" الفصل الرابع والعشرون . "
" تحت مسمى العشق"
* * *
" بعد مرور اسبوعين . "
* * *
كان احمد واقف في مبني جديد مازال تحت التشطيب وكان واقف يشرف على العمال التي تعمل ..
دخلت عليا الشركة وهي تمشي بحذر وتشاهد المكان التي ستكون مسؤلة عنه بسعادة وزادت لمعة السعادة في عينيها عندما رأت احمد ..
عندما رأها احمد ذهب ناحيتها بلهفة وقال : -
- صباح الخير ، عاملة ايه يا عليا
عليا : -
- صباح النور ، انا تمام انتَ اخبارك ايه
احمد : -
- كويس جدا
عليا : -
- ايه اخبار الشغل
احمد : -
- الشغل حلو اوي اوي تعالي اوريكي عملوا ايه
عليا : -
- يلا ..
* * *
اوصل اسر ليان عند والدتها مثلما يفعل كل يوم وصعدت ليان الى والدتها وجلست معها..
* * *
" اسفل منزل فؤاد الموجي . "
* * *
وصل اشرف بسيارته وصفها بعد المنزل بعدة امتار وظل جالس في سيارته على امل ان يهيء له القدر فرصة ليختلي بليان لو عشر دقائق فقط!
منذ ايام وهو على هذا الحال، يراقب ليان من وقت خروجها مع اسر وهو ذاهب الى عمله صباحا وتغادر مع اسر ليلا او في اخر النهار عندما يمر آسر لياخذها ..
كان اشرف جالس بملل في السيارة وفجأه لمح فؤاد دالف الى العمارة فاختبيء جيدا حتى لا يكشفه..
* * *
" فيلا محفوظ الالفى . "
* * *
طرقت سارة على الباب وفتحت لها صباح ..
دخلت سارة وجلست مع صباح قليلا ومازالت تخطط كيف ستاخذ اسر من ليان ولا سيما بعدما طردها من شركته منذ ايام مضت ..
احست سارة بالعطش فنهضت تحضر كوب ماء لنفسها، لكن احست ان الدنيا تدور من حولها وفجأة وقعت امام عيني صباح فاقدة وعيها ..
فزعت صباح على سارة واحضرت رقم طبيب صديق عليا وطلبت انه يأتي اليهم بسرعة ..
* * *
" عند عليا واحمد . "
* * *
كانوا جالسين يحتسوا قهوتهم ويتحدثوا عن مختلف الاشياء، ورنّ هاتف عليا فجأءة وظهر على الشاشة اسم وائل ..
عليا : -
- الو ازيك يا وائل
وائل : -
- انا تمام يا عليا انتِ كويسة ؟
عليا : -
- اه انا تمام
وائل : -
- طيب الحمدلله انا لما والدتك رنت عليا وطلبتني اروحلها ضروري اتخضيت عليكي قولت اكلمك اطمن عليكي
عليا : -
- ماما اتصلت طيب ليه
وائل : -
- انا لسه معرفش في ايه لسه في الطريق
عليا : -
- طيب ماشي يا وائل روح وانا جاية وراك
قفلت عليا الخط ونهضت من مكانها ونهض معها أحمد ايضا.
احمد : -
- ايه يا عليا في ايه
عليا : -
- طلبوا دكتور للبيت عندي مش عارفة مين تعب انا لازم اروح حالا
احمد : -
- طيب استني انا جاي معاكي
عليا : -
- ماشي
* * *
" في بيت فؤاد الموجي . "
* * *
سمعت ليان طرقات على الباب فذهبت لتفتح، وقالت : -
- انتَ لحقت تروح وتيجي يا احم..
قطعت ليان كلماتها عندما وجدت فؤاد امامها والذي تحولت ملامحه الى الغضب عندما رأها امامه..
دخل فؤاد المنزل وصاح بغضب عارم : -
- انتِ بتعملي ايه يا هنا ، مش انا قولت البنت دي متدخليش بيت تاني ، انتِ بتكسري كلامي يا رحمه
ليان : -
- يا بابا عشان خاطر..
فؤاد بصرامة : -
- اخرسي انا مش اب لواحدة زيك حار ونار تربيتي فيكي ، اخرجي برا بيتي
ليان نزلت على ركبتيها امام والدها وانهارت في البكاء، وقالت : -
- يا بابا ابوس ايدك متعملش فيا كدا ، انا مغلطتش ولله ما عملت حاجه غلط ، صدقيني الظروف هي اللي جبرتني ، يا بابا سامحني عشان خاطري متعملش فيا كدا
فؤاد : -
- قولتلك انتِ من يوم ما عصتيني ووطتي راسي واتجوزتيه بقيتي لا بنتي ولا اعرفك انا بنتي ليان ماتت ، ليان عمرها ما تعمل حاجة تخليني اتكسف ارفع عيني في عين الناس ، طول ما انا عايش متعتبيش البيت دا تاني لما اموت ابقى تعالي براحتك ، والوقتي اخرجي برا معتش عايز اشوف وشك برا...
رحمة : -
- بالله عليك يا فؤاد ما تعمل كدا ، يا ليان
نهضت ليان من على الارض ونظرت في عيون والدها مرة اخيرة وفتحت الباب وخرجت دون ان تأخذ هاتفها حتى ، نزلت بخطوات شبه ميته وتشعر ان روحها سُحبت منها ودموعها تسيل مثل الفيضانات ...
خرجت ليان من البوابة، وخرجت الى الشارع وبدأت تمشي بخطوات بطئية وظهرها محني كأنها عجوز في السبعين من عمرها، وترى الطريق مشوش من الدموع التي في عينيها ..
اما اشرف فكان سيطير من السعادة وعمه قدم له ليان على طبق من ذهب دون ان يدري وبدأ يتحرك خلفها بسيارته ببطء ..
* * *
" في شركة الالفي . "
* * *
كان اسر جالس يدقق في الملفات التي امامه ويقرء العروض المقدمة لشركته وسمع طرقات على الباب
اسر : -
- ادخل
دخل الموظف ووضع كوب من القهوة امام اسر وسمح له اسر بالانصراف وفي قمة انشغاله حرك ملف بالخطا ووقع كوب القهوة على ساقه فحرقتها .. !
رغم الم اسر من حرق القهوة الا ان هناك غصة غريبة في قلبه لا يعلم سببها وكأن هناك احدا يخنقه ، نهض اسر من مكانه ودخل مرحاض المكتب الخاص به وبدأ ينظف البنطلون وتغاضي عن حرق ساقه الملتهب لان الم قلبه كان اكبر ..
خرج اسر من المرحاض وذهب حتى ياخذ هاتفه ويتصل بليان ولكن دخلت حنين وقالت له : -
- الضيوف وصلوا وحضرتك المفروض تبدء الاجتماع الوقتي
اسر : -
- فين انس خليه يبدء على ما اجيله
حنين : -
- للأسف انس مشى من شوية وقال ان عنده مشوار ضروري
وضع اسر الهاتف في جيب بنطاله واخذ جاكت البدلة وارتداه وقال : -
- ماشي يا حنين يلا
* * *
وصلت عليا واحمد الى الفيلا ودخلت عليا وانتظرها احمد امام الباب بعدما فتحت لها الخادمة الباب ..
عليا كانت تصعد على الدرج فوجدت وائل في وجهه ينزل..
فعادت ثانيةً ونزلت معه ووصلوا الى الخارج ورأهم احمد الذي اجبرته رغبة ملحة بداخله على الاقتراب منهما والوقوف الى جانب عليا..
وائل نظر لأحمد باستغراب، فتحدثت عليا : -
- اعرفكم ببعض وائل زميلي يا احمد ، احمد شريكي واخو مرات اخويا يا وائل
صافح احمد وائل، وقال : -
- اهلا وسهلا
وائل : -
- اتشرفنا
عليا : -
- ها يا وائل في ايه مين تعبان
وائل نظر لاحمد وقال : -
- عادي اتكلم يعني
عليا : -
- اتكلم يا وائل احمد مش غريب
وائل : -
- مدام سارة هي اللي تعبانه او مش تعبانه بالمعنى الحرفي هي حامل الف مبروك
عليا بدهشة : -
- سارة حامل !
وائل : -
- عقبالك
احمد : -
- نعم ، عقبال مين !
وائل : -
- عقبال عليا يعني بعد ما تلاقي ابن الحلال وتتجوز
احمد : -
- اه ، طيب انتَ كدا خلاص ولا لسه في حاجة
وائل بحرج : -
- لا انا خلصت سلام يا عليا هبقى اكلمك
عليا : -
- سلام
* * *
اشرف كان يسير على اعلى سرعة وقلبه سوف ينفجر من سرعة ضرباته ونظر للمقعد الخلفي بابتسامة وتأمل لليان التي تنام بعمق ولا تشعر باي شيء حولها بعدما نزل اشرف من سيارته وقام بتخديرها !!
اشرف : -
- واخيرًا ، روحك بقت في ايدي يا اسر ، اما انتقمت منك ورديتلك كل قلم انتَ اديتهوني اضعاف مابقاش أشرف ..
* * *
" بعد مرور ساعتين . "
"في شركة الالفي . "
* * *
انهى اسر الاجتماع وخرج في الحال وذهب ليستقل سيارته وهو يرن على هاتف ليان وغصة قلبه تزيد حدة ..
فُتح الخط وردت رحمة على هاتف ليان
اسر : -
- ازيك يا طنط ، ممكن تديني ليان
رحمة بصوت باكي : -
- ليان مشيت من 3 ساعات يا اسر
اسر : -
- مشيت ليه ومرنتش عليا ليه ، مخدتش موبايلها ليه !!
رحمة : -
- فؤاد جه وهي هنا وحصلت مشكلة ومشت من غير ما تاخد تليفونها ، طمني عليها يا ابني لما تروح
اسر : -
- تمام
قفل اسر الخط وضربات قلبه تزداد من شدة الخوف والقلق وقام بتزويد سرعة السيارة ..
* * *
" في مكان اخر "
* * *
فتحت ليان عينيها بتعب وارهاق والرؤية كانت مشوشة ، نظرت ليان حولها وبدات الرؤية تستقر وكل شيء بدا في الوضوح ..
شعرت ليان انها لا تستطيع التنفس وهي ترى امامها مكان غريب وما زاد زعرها عندما وقع نظرها على اشرف فجاءة الذي كان جالس على كرسي بجوارها وقال : -
-صباح الخير يا حبيبتي ..
* * *
يتبع ..

أنت تقرأ
تحت مُسمى العشق - علا فائق
Romance{إقتباس} كانت تجلس على الارض بإحدى زوايا الغرفة وتضم ساقيها الى صدرها وتحيط ساقيها بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها بحنو لتهون على نفسها ما حدث وما سيحدث وايضا كانت تدفن راسها بين ساقيها بخوف وهي تبكي وجسدها يرتجف من البكاء.. سمعت صوت المتاح وهو يفتح الب...